عرض مشاركة واحدة
قديم 05 - 11 - 2013, 03:29 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,029

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: التأله والمتألهون

- التأله
يُظهر التأله القامة التي يستطيع الإنسان الوصول إليها بنعمة الله. لقد كان هو الغرض الاصلي الذي خُلق الإنسان لأجله، علي الرغم من أن ذلك لا يعني أنه يستطيع الوصول لهذا الغرض بنفسه. تعمل نعمة الله ويشترك الإنسان في هذا العمل، فهو يتعاون، وهكذا يصل إلي الشركة مع الله والاتحاد به. إنه يًعتبر متالهاً بمقدار ما يتعاون مع قوة النعمة الإلهية. علي كل حال ينبغي علينا أن نتناول مصطلح "التأله" وحياة التأله بطريقة أكثر تحليلاً.


( أ ) أسماء وتعريفات

لم يُستخدم مصطلح "تأله" منذ البداية في اللغة الكنسية للإشارة إلي شركة الإنسان مع الله واتحاده به. لقد كانت هناك مصطلحات أخري للتعبير عن هذه الحقيقة.

"المصطلح الأول المستعمل في الكتاب المقدس هو "علي شبهه". يشير العهد القديم إلي حقيقة أن الإنسان مخلوق علي صورة الله ومثاله. يري القديس مكسيموس المعترف أن "علي صورة" تشير إلي الوجود والوجود الأبدي، "وعلي شبهه" تشير إلي الحكمة والصلاح.

تشير "علي صورة" إلي الظروف والإمكانيات التي وضعها الله داخل الإنسان بحيث يصبح قادراً علي الوصول إلي "علي شبهه"، التي هي "التأله".

يوجد مصطلح آخر وهو "الكمال". يوجد العديد من النصوص في الكتاب المقدس التي تستعمل هذه الكلمة لكي تشير إلي الإنسان الذي وصل إلي الشركة مع الله والاتحاد به. المسيح نفسه قال: "فكونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت48:5). يكتب بولس الرسول عن أن الرسل، والرعاة، والأنبياء، والمعلمين أعطوا من الله لتكميل القديسين: ".... إلي أن ننتهي جميعنا علي وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله. إلي إنسان كامل. إلي قياس قامة ملء المسيح" (أف11:4-13). ويقول الرسول في موضع آخر: "....لكي نحضر كل إنسان كاملاً في المسيح يسوع" (كو28:1).

يُستخدم أيضاً تعبير "التبني كابن". يقول القديس بولس: "إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذتم روح التبني" (رو15:18). يكتب القديس يوحنا الإنجيلي في بداية إنجيله: "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله" (يو12:1).

يستعمل أيضاً القديس يوحنا الإنجيلي فعل "تمجد". إنه يسجل الصلاة التي صلاها المسيح: "الآن تمجد ابن الإنسان وتمجد الله فيه" (يو31:13). بولس الرسول هو ايضاً يستخدم هذا المصطلح ليشير إلي الإنسان الذي يشترك في مجد الله. كما سنري فيما يلي، هذا المجد هو قوة الله غير المخلوقة. إنه يكتب قائلاً: فإن كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه وإن كان عضو واحد يُكرم فجميع الأعضاء تفرح معه" (1كو26:12). يري الاستاذ جون رومانيدس أن هذا التمجيد يعني التأله، وبالتالي أن يصير المرء لاهوتياً. العضو الممجد هو العضو الذي يتأله والذي بسبب وصوله للتأله يتكلم عن الله.

بالإضافة لهذه المصطلحات، يستعمل الكتاب المقدس عبارات أخري كثيرة ليعبر عن شركة الإنسان مع الله واتحاده به. سوف استشهد ببعض الأمثلة المميزة. يكتب بولس الرسول إلي أهل كولوسي: "فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً وأنت مملوئون فيه" (كو9:2-10). تشير كلمة "مملوئون" إلي الاشتراك في قوة الله. يكتب بطرس الرسول قائلاً: "الذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمي والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية" (2بط4:1). عبارة "شركاء الطبيعة الإلهية" لا تعني أننا نشارك في طبيعة الله، ولكننا نشارك في قوة الله التي هي قوة جوهرية.

ترتبط كل هذه المصطلحات، والتعريفات، والمسميات بالتأله. يعني التأله الصيرورة "علي شبهه". إنه مساوٍ للكمال، ومرتبط بالتبني كأبناء بالنعمة، ويعبر عنه من خلال التمجيد ويعني كمال الإنسان، بالتالي، يعني المصطلح الآبائي "تأله" الاشتراك في قوة الله والصيرورة أبناء الله بالنعمة. إنها ترتبط أيضاً بكلمات الكتاب المقدس: "أنا قلت أنكم آلهة" (مز6:82).

  رد مع اقتباس