[Mary Naeem]

بطل (السيما) صلاح الدين الأيوبي

صلاح الدين الأيوبي، البطل العظيم المتسامح (كما يظهر في السينما)، له في التاريخ المصري جانب آخر. بعد أن استقرت الأمور له في حكم مصر امر بطرد كل الأقباط من الدواوين، وحرض جنوده على اذلال القبط علنا. أمر بان يرتدي القبط زيا خاصا يميزهم عن المسلمين. وفرض غرامات باهظة على القبط بلا مبرر. كان من نتائجها أن تنازل بعض القبط عن ممتلكاتهم كاملة للمسلمين لأن الغرامات أكبر من ...كل ما يمتلكون. من ذلك مثلا ما حدث في أسيوط مع الكاتب والشاعر الشهير زكريا بن أبي المليح بن مماتي المتوفي عام 1209، والذي أعطاهم املاكه واضطر لاشهار اسلامه ليحتفظ بوظيفته.
الأيوبيون بتحريض من قائدهم العظيم المغوار دمروا كنيسة مارمرقس العظيمة التي كانت تطل على البحر مباشرة بميناء الاسكندرية، وكانت حجتهم أنهم سيبنون حصنا ضخما للمسلمين لم يبن أبدا.
لا نعرف سببا واضحا لكراهية صلاح الدين للمسيحيين والمسيحية، فقد أرسل الرجل حملة في عام 1173 لتدمير النوبة المسيحية وابادة المسيحين فيها، وفي طريقهم – طريق الشيطان- نال التخريب دير القديس سمعان الشهير قرب أسوان، والآثار المسيحية في قصر ابريم، وقد قبض جنوده على المسيحيين الفقراء وبيعوا كعبيد (لطالما قالوا لنا ان الاسلام ضد العبودية!!!).
لم يتحول الرجل الى العقل وشيء من التسامح أبدا الا بعد أن سقطت القدس وانتصر في عدة جولات حربية ضد الفرنجة عام 1187.
خلفاء البطل الوهمي، وعندما اشتدت عليهم وطأة حملات الفرنجة (كيف سيطر صلاح الدين على الصليبين وانهى عليهم كما تعلمنا في المدارس وهناك حملات صليبية آخرى في عهد خلفائه، هي وقفت على الكذبة دي، ما علينا !!!!!) أرادوا أن يحملوا القبط تكلفة الحروب. فبداوا بحيلة غاية في الخسة أن أرسلوا لبطريرك القبط وكبار الأساقفة سنا وقالوا لهم إن الجهاد يحتاجكم وستكونون على رأس جيش الاسلام المحارب للصليبين !!!!! وقد كانوا رجالا في أواخر العمر، رهبانا ضعاف الصحة، ولما كانت لعبة مكشوفة لذكاء القبط، طلب الرجل آلالاف الدنانير ليتركهم. وحصلوا على ما شاءوا. وكان من ضمن ما كان أن الجنود الأيوبيون البواسل ينهبون كنائس القبط ومنازلهم ومزارعهم طوال الطريق من القاهرة إلى السويس. والأمر مثله في كل المدن والقرى التي حررها الأيوبيون من الصليبين من القاهرة إلى الشام إلى القدس.