الموضوع: انها الرغبة
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 10 - 2013, 07:02 PM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 43,378

في أحد الأيام خرج إمبراطور من قصره يتمشى كعادته في الصباح ، عندما قابل شحاذا فسأل الإمبراطور الشحاذ " ما الذي ترغب فيه ؟ " .
ضحك الشحاذ وقال للإمبراطور " أنت تسألني كما لو كنت تستطيع أن تشبع رغبتي " .
أحس الملك بالإهانة فقال " بالطبع أنا أستطيع أن أشبع رغبتك . ترى ما هي ؟، مجرد عرفني بها "
فقال الشحاذ ، " فكر مرتين قبل أن تعد بأي شئ . "
لذلك أصر الملك وقال " أنا سأجيب أي طلبة تسألها . إنني إمبراطور قوى جدا ، فما الذي يمكن أن ترغبه ولا أستطيع أنا أن أعطيه لك ؟ " .
فقال الشحاذ ، " إنها رغبة بسيطة جدا . أنت ترى وعاء الشحاذة هذا ، فهل يمكنك أن تملئه بشئ ما ؟ "
فقال الإمبراطور ، " بالطبع ! " واستدعى أحد معاونيه وقال له " أملأ وعاء الشحاذة هذا بالنقود . " . ذهب هذا المعاون وأحضر بعض النقود ووضعها في وعاء الشحاذة ، وإذ بها تختفي . فوضع نقودا أكثر ثم عاد ووضع نقودا أكثر ، ولكن اللحظة التى كان يضع فيها نقودا في وعاء الشحاذ كانت تختفي فورا ويبقى وعاء الشحاذة دائما فارغا .
اجتمع كل من في القصر . وأخذت الإشاعة تنتشر خلال العاصمة ، وهكذا تجمع جمع غفير . وأصبحت هيبة الإمبراطور محل تساؤل . ولكنه قال لمعاونيه ، " حتى لو فقدت كل المملكة ، فأنا مستعد لذلك ، ولكن لا يمكن أن أهزم بواسطة هذا الشحاذ . "
اللآلئ والجواهر والأحجار الكريمة ، كل كنوز الملك فرغت . لقد بدأ وعاء الشحاذة كما لو أنه بلا قرار . كل شئ وضع فيه ) كل شئ ( اختفى في لحظتها ، ولم يعد يوجد . وأخيرا حل المساء ، والجماهير واقفة هناك في صمت مهيب . سقط الملك عند أقدام الشحاذ معترفا بهزيمته . ثم قال ، " فقط أخبرني بشيء واحد . أنت انتصرت ولكن قبل أن تتركنا ، فقط أشبع فضولي . من أي شئ عمل وعاء الشحاذة هذا ؟ ."
ضحك الشحاذ وقال ، " إنه مصنوع من العقل الإنساني . ليس هناك سر . ولكنه ببساطة عُمل من الرغبة الإنسانية ."
هذا الفهم يغير الحياة ، فلو نظرت إلى رغبة ما ، تُرى ما هي الطريقة التى تعمل بها ؟ أولا يكون هناك الكثير من الاستثارة ، رجفة حلوة عظيمة ، إحساس بالمغامرة . أنت تشعر انك ستحقق ضربة كبرى . هناك شئ وشيك الوقوع ، وأنت على حافة حدوثه . ثم تحصل على السيارة ، ثم يكون لك اليخت ، وتمتلك المنزل ، وتتزوج بامرأة ، وفجأة يصبح الكل بدون معنى مرة أخرى .
ترى ما الذي حدث ؟ أن عقلك فقد إحساسه بما حصلت عليه . فالسيارة تقف في الطريق ، ولكن لم تعد هناك استثارة بعد . فالإثارة كانت في الحصول عليها فقط . حتى لقد أصبحت ثملا بالرغبة التى امتلكتك حتى أنك نسيت فراغك الداخلي . والآن الرغبة تحققت ، وها السيارة في الطريق ، والزوجة في البيت ، والمال في حسابك في البنك ، ولكن الإثارة اختفت مرة ثانية . وها أنت تشعر بالفراغ الداخلي مرة أخرى ، وهو يكاد يأكلك ويبتلعك . ومرة أخرى تجد أنه عليك أن تخلق رغبة أخرى كي تهرب من هذه الهوة المخيفة .
وهذه هو التفسير كيف يتنقل الواحد من رغبة لأخرى . وكيف يبقى الواحد شحاذا . وحياتك تثبت ذلك المرة تلو الأخرى ، كل رغبة باطلة . لأنه عندما تحقق الهدف ، ستحتاج لرغبة أخرى .

" ثم التفت أنا إلى كل أعمالي التي عملتها يداي و إلى التعب الذي تعبنه في عمله فإذا الكل باطل و قبض الريح و لا منفعة تحت الشمس (الجامعة 2 : 11 "

أجاب يسوع و قال لها كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا . و لكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية (يوحنا 4 : 13-14
رد مع اقتباس