إن في وصف العريس بأنه " صرّة المر " إشارة إلى أنه "رجل أوجاع و مختبر الحزن " إش3:53
نعم لقد كان سيدنا و ربنا يسوع رجل الآلام في حياته و مماته . وللمر علاقة به من بدء حياته و إلى
ختامها . فبعد ولادته أتى المجوس مقدمين له الهدايا , و من بينها المر . و عند موته , و هو في طريقه
للصليب أعطوه خلا ممزوجا بمرارة , و لما ذاق لم يرد أن يشرب . و ما أعمق هذا التعبير "صرة المر "
فكأن كل أنواع الآلام و الأحزان قد اختبرها , تبارك اسمه في حياته و موته أيضا , "مجربا في كل شيء
بلا خطية " عب 15:4 . و العروس قد أدركت هذه الحقيقة فزادها ذلك تعلقا به , لذا تقول عنه "صرة
المر حبيبي لي " أي أن هذا الحبيب هو حبيبها , و ما دام لي و أنا قد امتلكته , فإني سأحتفظ به كصرة
المر , و لا أجد مكانا يليق له لأضعه فيه سوى قلبي و أحشائي .
صرة المر حبيبي لي بين ثديي يبيت (نش 13:1)
لذا فربنا يسوع الذي أعطى الخلاص بموته و قيامته لن يرضى بأقل من سكناه وحده في القلب , فعندما
يسكن فيك تأتي السماء إلى قلبك { ملكوت الله } و هي عربون لسكناك بشكل كامل و إلى الأبد في السماء
بحضرة الله عندما يأتي ليختطفنا أو عند رحيلنا نحن إليه .
{ أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني لأنك
أحببتني قبل إنشاء العالم } يوحنا24:17