بعد هذه التجربةِ التي تَركتْني محطّمة، أعلنَ أبونا الأبدي, السيد المسيح, نفسه لي.
إننى لَمْ أَراه بعينِي جسدى كما كُنْتُ أَرى ملاكَي، لَكنِّي عَرفت أنه هو وسُمِعتُه. أَذكّرُ أنّ ردَّ فعلي كَانَ مثل إنسان يقول: "آه، أنه المسيح وأنه يُستطيع أَنْ يُساعدَنا الآن!"
لهذا سَألَني: "أتُؤمنُي حقاً بأنّي أستطيع أنْ أُساعدَك؟" ..... فأجبتُه: "نعم!"
أَتذكّرُ أنني ذِهبت قرب النافذةِ قائلة إليه: أنظر! أنظر كَيف أَصْبَحَ العالم!..... لقد أردتُ أن أريه كيف قَدْ أَصْبَحَ العالمِ.
لَمْ يُعلّقْ السيد المسيح لكنه طَلبَ مِنْي أن أصلي أبانا الذى فى السموات......., فصَلّيتُها وهو مَعي ينصت، وعندما انتهيتُ من الصلاة قالَ لى أنّه لم يكَنَ راضياً عِنْ الطريقِة التى صليت بها لأني صَلّيتُ بسرعة جداً. فكرّرتُها ثانية من البداية لكن أبطأَ. أخبرَني ثانيةً أنّه غير راض لأنني كُنْتُ أَتحرّكُ وطَلبَ مِني الصَلاة ثانيةً. صَلّيتُ ثانيةً وفي النهاية قالَ أنّها مازالت غير مرضيه, لقد صَلّيتُها عدّة مرات لكن كان يخبرنى فى فى كُلَّ أنّه غير راضي. فبَدأتُ أتَعَجُّب، بْدأُت أتَعَجُّب لكونه جْعلُني أَصلّي أبانا الذى فى السموات فى يوم واحد أكثر مما صلّيتها طوال كُلّ هذه السَنَين! لقد بَدأتُ في الصباحِ وها هو الآن الليل.
فجأة صار راضى َعن كُلّ جمله أنطقها، لقد قالَ بفرح: حسناً!.
سَأُحاولُ إعْطاء مثالَ لأشَرْح ما حَدثَ فعلاً: إن زارك يوما ما قريب لم يسَبَقَ أَنْ قابلتَه من قبل لأنه كان يقيمَ في بَلَدِة آخريِ؛ قَدْ تَمِيلُ في بِداية لقائِكِ إلى الإحْساْس بالبعدِ عنه. لكن بمرور الوقتَ قد تشعر بالقربِ منه أكثر مِنْ الأول، وعند نهاية اليوم قد تشعرُ بأنّك متعاطف معه أكثر مما ذي قبل. ...... هكذا كَانَ لقائِي الأولِ مَع السيد المسيح, عندما كُنْتُ أَصلّي إلى السيد المسيح أبانا الذى فى السموات في كُنْتُ بعيدَة البِداية، لكن زيارتَه التي دامتْ طوال النهار غيّرَتني, لأني عندما كُنْتُ أَقُولُ هذه الصلاةِ له، كُنْتُ أَتمتّعُ بوجودِه, والكلماتِ التى كُنْتُ أَقُولُها صار لها معنى.
لقد كَانَ أبويَ جداً..... حنون جداً.....ومُحب جداً...... أسلوب صوتِه كَانَ يَجْعلُني أَشْعرُ بالراحة كثيراً طوال ذذلك اليوم، وبدلاً مِنْ أنْ أستجيبَ قائلة: نعم يا رب .... وَجدتُ نفسي أَقُولَ له: نعم يا أَبّي .... فاعتذرت للرب بسبب قولي له يا أَبي .... لكنه قالَ أنّه أَخذَ هذه الكلمةِ كجوهرة. لقد بَدا مسروراً للغاية, وكَم أدركت أخيراً أنّ السيد المسيح له مشاعرُ وأنّه أرادَني أَنْ أصلى هذه الصلاةِ بقلبِي.