عاد ملاكي وهو مازالَ حزين وأَنَّبني عن بَعْض الأَعْمالِ التى فعلتها على مدى عمرِي والتى أغضبتُ الرب كثيراً. ثم أَنّبَني لكوني ألقيتُ عطايا الرب في وجهِه، العطايا التى منحها لى لكني لم أقدّرها مطلقاً. بهذا بَدأَ يذكرني بآثامى ويُظهرُ لى آثام لم يسَبَقَ لى أَنْ أدركها, لقد أظهرَها لي كما لو على شاشة. لقد ذكّرَني بأحداثِ كَمْ جَرحَت الرب.
لكن أكبر وأقسى لوم تَلقّيته كَان بخصوص رفضِ عطايا الرب, فقد أخبرَني ملاكي أن ذلك كَانَ إهانة عظيمة, لكوني رفضت عطاياه وبددتها. لقد جَعلَني أَرى آثامَي بعينِي الرب، بالطريقة التي يراها الرب ولَيس بالطريقةَ التى أراها أنا. لقد كَانت بغاية البشاعة, حتى أنى احتقرت نفسي وبُكيت بكاءاً مرَّاً. هذه الحالةِ التي وُضِعتُ فيها كَانتْ، كما فَهمتُ لاحقاً, كانت نعمة مِنْ الرب كي أَتُوبُ بصدق.
لقد رأيت آثامَي واضحة جداً جداً، لقد تعرت نفسي أمامي بوضوح، هذا كما لو أنّ ما بداخلي صار خارجي, لقد انقلبت. أدركتُ فجأة بما أحس به آدم وحواء بَعْدَ أَنْ أَثما عندما أقترب المسيح مِنْهم بنوره، وواجههم. لقد تعرت نفسي وانكشفت؛ بَدت قبيحَة, كريهة وعاريَة.
استطعت فقط أَنْ أُخبرَ ملاكَي وأنا أبكى بأنني لا أَستحقُّ موت مُحْتَرم، وإن إنسان مثلى، شرّير جداً جداً، يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ ويُمزق لأشلاء ويُلقى للضباعِ.
استمرّتْ هذه التنقيةِ لمدة أسبوع تقريباً. أحسست بها مثل النار, ناراً مُطهرة تَنقّي ما بداخلَ نفسي، وكَانتْ في الحقيقة تجربة مؤلمة جداً.