[Mary Naeem]

مدينة نصر من هنا مر عبدالناصر.. وهنا اختبأ الإخوان






لم يخل مشهد القبض على قيادات الإخوان المسلمين من مفارقة، فمدينة نصر التى تم ضبط معظم قيادات الجماعة فيها، تم إنشاؤها عقب ثورة 1952 بقرار من الرئيس جمال عبدالناصر لمواجهة التوسّع العمرانى، وهى مدينة يغلب عليها الطابع العسكرى، نظراً لقربها من معسكرات تدريب القوات المسلحة والمبنى الرئيسى لوزارة الدفاع المصرية. أول المقبوض عليهم فى مدينة نصر كان القيادى الإخوانى خيرت الشاطر، الذى تم ضبطه داخل مسكنه بالحى الثامن، والمرشد محمد بديع الذى تمكنت قوات الأمن من ضبطه فى شقة بشارع الطيران، وأحمد عارف المتحدث الرسمى باسم الجماعة الذى ضُبط فى «شقة حماه» بمدينة نصر، وحسن البرنس، نائب محافظ الإسكندرية السابق، الذى أُلقى القبض عليه فى مسيرة بشارع مصطفى النحاس، وكذلك أحمد أبوبركة المستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة، ومصطفى الغنيمى عضو مكتب الإرشاد، حيث تم القبض على كل منهما فى الحى العاشر بمدينة نصر. الكاتبة فريدة النقاش، قالت إن الاهتمام بإدارة اعتصام «رابعة» هو سبب اختيار قيادات الجماعة شققاً فى مدينة نصر لتكون قاعدة لتحريكه، لكنها اعتبرته دليلاً على أن الغباء الإخوانى ليس له نهاية، فالمعروف أن مدينة نصر هى مدينة يغلب عليها الطابع العسكرى، حيث يوجد بها العديد من المؤسسات العسكرية مثل الحرس الجمهورى وجهاز المخابرات ووزارة الدفاع. أما اللواء رفعت عبدالحميد الخبير الأمنى، فاعتبر أن اتخاذ شقق سكنية فى مدينة نصر من قِبل قيادات الجماعة يمثل محاولة للتشبّه بمؤسسات الدولة المهمة، وكأنهم «فى نفس منزلة الحاكم»، فهم يحاولون انتحال صفة غير مباشرة وهى صفة الحاكم، وقال: «اختيارهم لتلك الشقق كان فى البداية للتفاخر الاجتماعى، أما مؤخراً فقد لجأوا إليها لإدارة اعتصام رابعة». ووصف «عبدالحميد» الإخوان بـ«المغيبين» لاختيارهم مدينة نصر كمكان للإقامة، حتى بعد انتهاء الاعتصام، وكأنهم مثل الحرامى الذى اختبأ فى قسم شرطة.