عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 08 - 2013, 08:19 PM
 
Sissy gaisberger
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Sissy gaisberger غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 78
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 474

- عنصر الوعظ



تشتمل صلوات الأجبية على عنصر تعليمى وعظى إلى جانب العبادة والتأمل، ونحن في أشد الحاجة لهذا العنصر الوعظى لنتعلم منه كل يوم حينما نمارس صلواتنا اليومية بالأجبية حسب نصيحة الرسول "عظوا أنفسكم كل يوم مادام الوقت يدعى اليوم لكى لا يقسى أحد منكم بغرور الخطية" (عب 3: 13)

وهذا العنصر الوعظى الموجود بالأجبية يضع أمام المؤمن ارشادا روحياً يومياً يسلك في الحياة بمقتضاه، ومن أروع الأمثلة على ذلك صلاة باكر إذ تقدم لنا فيها الكنيسة خطة روحية لسلوكنا اليومى، فتبدأ صلاة باكر بقطعة من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل افسس تقول "أسألكم انا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التى دعيتم اليها بكل تواضع القلب وطول الأناة محتملين بعضكم بعضاً بالمحبة مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل" (1ف 4: 1)

هذه خطة روحية يلزمنا أن نعرفها قبل خروجنا من منازلنا لكى نعرف كيف نتعامل مع الناس بروح الاتضاع والمحبة والاحتمال.

· يكملها المزمور الأول فيحذرنا من السلوك في مشورة المنافقين ومن الوقوف فى طريق الأشرار والمشي معهم، ومن الجلوس في مجالس المستهزئين ومشاركتهم خطاياهم وشرورهم، هذا من الناحية السلبية،


أما من الناحية الإيجابية فيدعونا ان نلهج ونتأمل في ناموس الرب نهارا وليلا ويكون هو موضوع مسرتنا وتعزيتنا واهتمامنا فنصير نافعين لأنفسنا ولغيرنا ومثمرين كشجرة مغروسة على مجارى المياه تعطى ثمرها في حينه وورقها لا ينتثر وكل ما نصنعه ننجح فيه (مز 1) لأن الرب يكون معنا كما كان مع يوسف فكان رجلا ناجحا (تك 39: 2) وكما كان مع داود "فكان مفلحا في جميع طرقه" (1 صم 18: 14)

· يضاف إلى هذا مزامير أخرى وعظية مثل مزمور "يا رب من يسكن في مسكنك أو من يحل في جبل قدسك. الا السالك بلا عيب الفاعل البر المتكلم في قلبه بالحق الذى لا يغشى بلسانه ولا يصنع بقريبه سوءا شرا على جيرانه.." (مز 15)

· وعبارات أخرى مشابهه في مزمور 23 وهو من مزامير الساعة الثالثة "من يصعد إلى جبل الرب أو من يقوم في موضع قدسه. الطاهر اليدين النقى القلب الذي لم يحمل نفسه إلى الباطل ولم يحلف بالغش. هذا ينال بركة من الرب ورحمة من الله مخلصه".

· كذلك نجد عبارات وعظية مشابهة في مزمور 24 حيث يقول "لم أجلس في محفل باطل ومع مخالفى الناموس لم أدخل.

ابتعدت عن مجمع الأشرار ومع المنافقين لم أجلس... أحببت جمال بيتك وموضع مسكن مجدك.

· أيضاً نجد عبارات نافعة عن كلمة الله الحية في مزمور 11 يقول فيها "شهادة الرب صادقة تعلم الأطفال. فرائض الرب مستقيمة تفرح القلب. وصية الرب مضيئة تنير العينين عن بعد. خشية الرب ذكية دائمة إلى أبد الأبد. أحكام الرب حق وعدل معا. عبدك يحفظها وفى حفظها ثواب عظيم".

· والمزمور 40 من مزامير الساعة الثالثة عظة قوية عن الرحمة وبركاتها حيث يقول المرنم "طوبى لمن يتعطف على المسكين، في يوم الشر ينجيه الرب. الرب يحفظه ويحييه ويجعله في الأرض مغبوطاً، ولا يسلمه لأيدى أعدائه، الرب يعينه على سرير وجعه".

· وباقى الصلوات الأخرى لا تخلو من العنصر الوعظى مثال ذلك انجيل الساعة السادسة وما فيه من تطويبات للمساكين بالروح أى المتواضعين، وللتائبين الحزانى على خطاياهم وللودعاء وللجياع والعطاش إلى البر وللرحماء ولأنقياء القلب ولصانعى السلام وللمضطهدين من أجل البر والحق والفضيلة.

· فى الساعة التاسعة نتمتع بهذا الارشاد الروحى الجميل في مزمور رحمة وحكمة حيث يقول "كنت أسلك بوداعة قلبى في وسط بيتى أى أن الوداعة عنده شئ طبيعى لا يتصنعه أمام الآخرين" لم أضع أمام عيتى أمرا يخالف الناموس. صانعوا المعصية أبتعدت عنهم، لم يلصق بى قلب معوج. الذي يغتاب قريبه سرا كنت أطرده. المستكبر بعينيه والمنتفخ القلب لم أؤاكله. عيناى على جميع أمناء الأرض لكى أجلسهم معى. السالك في الطريق بلا عيب هو كان يخدمنى.

· هذا من جهة المزامير المركزة في التعليم، ولكن كل قطع الأجبية وأناجيلها ومزاميرها مملوءة بالتعاليم والتأملات النافعة التى تبنى النفس وتنير لها الطريق الصالح القويم إذا صليناها بتأن وبتأمل.



كان الآباء يستفيدون كثيرا من تلاوة صلوات المزامير لما فيها من عنصر الوعظ والتعليم، ويحاولون تنفيذ كل ما يتعلمونه من المزامير، ويوبخون أنفسهم بشدة إذا شعروا بتقصيرهم في تنفيذ التعاليم التى يتلونها في المزامير أثناء الصلاة، والقصة التالية من بستان الرهبان توضح ذلك.

*زار أخ شيخا وسأله قائلا كيف حالك؟

*فأجابه الشيخ: أسوأ الأحوال

*فقال له الأخ: لم ذلك

*فأجاب الشيخ قائلا: لأن لى 30 سنة أصلي وصلاتى خلالها عليَّ لا لي...!

لأنى اقف قدام الله وأقول ملاعين الذين حادوا عن وصياك. وأحيد عن وصايا الرب.

· أيضا افعل الآثام وأقول في الصلاة "لا تتراءف على فاعلى الآثام"

· أكذب كل يوم وأقول "انك تهلك كل من يتكلم بالكذب"

· أحقد وأقول "أغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين الينا"

· أخطئ وأقول "عندما يزهر الخطاه ويعلو جميع عاملى الأثم فهناك يستأصلون إلى الأبد"

· اعمل الاثم وأقول "ابغضت جميع فاعلى الاثم"

· همى كله في الأكل وأقول "نسيت أكل خبزى"

· أنام إلى الصباح وأقول "فى نصف الليل كنت أنهض لأسبحك على أحكام عدلك"

فقال الأخ: يا معلم "على ما يلوح لى أن المرنم قال ذلك عن نفسه.

فتنهد الشيخ وقال:


صدقنى يا أبنى ان لم نعمل نحن ما نصلى به قدام الله فأن صلاتنا تكون علينا لا لنا".

_________________
Sissy gaisberger