حفظ تذكارات مقدسة
1- في صلاة باكر :
الذي يصلى بالاجبية يضع أمامه حياة السيد المسيح كل يوم يتأملها ويتغذى بها روحيا
فيشبع ويرتوى وتنطبع فيه صورة الرب يسوع واضحة جلية:
يتذكر ميلاد السيد المسيح الازلى من الأب قبل كل الدهور، كما يتذكر تجسده من العذراء مريم وميلاده البتولى وحلوله بيننا كنور حقيقى أشرق على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكى ينير لهم السبيل الى الحياة الأفضل كما تنير الشمس للناس.
كما يتذكر قيامة الرب يسوع في فجر الأحد منتصرا على الموت وظلمة القبر. وقد قام
بقوة وهدوء كشعاع الشمس الذي يمزق ظلمة الليل بقوة وهدوء.
2- في الساعة الثالثة:
يتذكر المحاكمة الظالمة التى أجريت للرب يسوع وانتهت بإصدار الحكم عليه بالصليب وسط لصين وهو البار المنزه عن كل شر لكى تتم النبوة "وأحصى مع أثمه" (مز 15: 28)". لكى يحتمل المؤمن كل ما يأتى عليه من تجارب أو ظلم ناظرا الى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه (فداء الإنسان)
احتمل الصليب مستهينا بالخزى (عب 12:2) ". كما يتذكر في هذه الساعة صعود المسيح الباهر الى السماء وجلوسه عن يمين الأب في الاعالى على عرش مجده متذكرا وعده الالهى القائل " من يغلب فسيجلس معى في عرشى كما غلبت أنا أيضا وجلست مع أبى في عرشه (رؤ 3: 21) ".
كما يتذكر في هذه الساعة أيضا حلول الروح القدس على التلاميذ في شبه السنة نارية، فطهرهم وشجعهم وأعطاهم المواهب الروحية اللازمة للكرازة والخدمة فيطلب لنفسه نصيبا من مواهب الروح القدس لان الله " يعطى حتى الروح القدس للذين يسألونه (لو 11: 13)".
3- وفى الساعة السادسة:
يتذكر الفداء العجيب الذي صنعه الرب على الصليب فيفيض قلبه بالشكر والامتنان والحب لذاك الذي أحبنا فضلا وبذل ذاته لأجلنا راضيا.
4- وفى الساعة التاسعة :
يتذكر موت الرب من فرط حبه لنا "لأنه ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 15: 13 ) "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16).
كما يتذكر وعد الرب يسوع للص اليمين التائب " اليوم تكون معى في الفردوس " (لو 23: 43) فى هذه الساعة صرخ الرب قائلا "الهى الهى لماذا تركتنى؟"(مت 27:46)
وفيها اشتد العطش فطلب أن يشرب فسقوه خلا (يو 19: 28، 29) ثم قال " قد أكمل " ونكس رأسه وأسلم الروح (يو 19: 30).
يتذكر المصلى أيضا أن الرب في هذه الساعة قد طعن في جنبه بالحربة بعد موته فنزل منه دم وماء تكفير وتطهير لخطايا كل العالم (يو 19: 34).
وعندما مات الرب على الصليب في الساعة التاسعة " إذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى أسفل (مت 27: 51)
علامة على فتح الطريق بين الله والإنسان ونقض الحاجز المتوسط وإتمام الصلح بدم المسيح وموته الكفارى عن الإنسان. وفى هذه الساعة أيضا انقشعت الظلمة التى سادت الأرض كلها من الساعة السادسة الى الساعة التاسعة (مت 27: 45)
وهذا دليل على ابتعاد غضب الله عن الإنسان وعودة رضاه عليه بعد أن أوفى المسيح العدل الالهى حقه وأتم فداء الإنسان بصلبه وموته المحيى على عود الصليب.
أعلن الله غضبه بالظلمة كنبوة عاموس "ويكون في ذلك اليوم السيد الرب أنى أغيب الشمس في الظهر وأقتم الأرض في يوم نور (عا 8: 9). وعندما رفع الرب غضبه وأعلن رضاه انقشعت الظلمة وحل محلها النور حسب قول المرنم "رضيت يا رب عن أرضك.
رددت سبى يعقوب.غفر آثام شعبك. سترت جميع خطاياهم. حللت كل رجزك. رجعت عن سخط غضبك" (مز 85: 1 – 3) "قد أضاء علينا نور وجهك يا رب. أعطيت سرورا لقلبى" (مز 4: 6).
لو تذكر المصلى كل هذه الحوادث أثناء صلاة الساعة التاسعة لامتلأ قلبه بالشكر للفادى ولتعمق في محبة الله كثيرا جدا.
5 - أما في صلاة الغروب:
فيتذكر المصلى إنزال الرب عن الصليب وتكفينه بواسطة يوسف ونيقوديموس بعد وضع الحنوط والاطياب على جسده الطاهر.
ويحاول المصلى أن يقدم للرب عطر فضائله وطيب دموعه يسكبها عند قدميه في توبة وخشوع فيأخذ نصيب المرأة التى سكبت الطيب على قدمى المخلص فمدحها قائلا " قد سبقت ودهنت بالطيب جسدى للتكفين. الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكار لها" (مز 14: 8، 9).
كذلك يتذكر أصحاب الساعة الحادية عشر الذين قبلهم الرب وعملوا بجد واجتهاد فأعطاهم أجرا كاملا كالذين عملوا من أول النهار (مت 20: 12) فلا يصيبه اليأس من مراحم الله ومحبته وحنانه.
6- فى صلاة النوم:
يتذكر الموت والدفن في القبر، تلك الساعة الرهيبة المخوفة التى قال القديس أرسانيوس " انى منذ جئت الى الرهبنة وذكر ساعة الموت لم يفارق عقلى " وبذلك يكون الإنسان مستعدا دائما لهذه الساعة بالتوبة والنقاوة، ويكون مثل مار اسحق الذي كان يخاطب فراشه كل ليلة عند النوم قائلا:" أيها الفراش لعلك في هذه الليلة تصير قبرا لى ".
7 - في الخدمة الأولى من صلاة نصف الليل:
يتذكر مجئ المسيح الثانى وكيف يجب أن يستعد له بالسهر والجهاد ويستقبله فرحا مثل الخمس عذراى الحكيمات.
وفى الخدمة الثانية:
يتذكر المرأة التائبة التى بلت قدمى المخلص بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها ويطلب إليه أن يعطيه ينابيع دموع كثيرة وغفران خطاياه مثلها.
وفى الخدمة الثالثة:
يتذكر العبد الحكيم والوكيل الأمين الذي جاء سيده فوجده يقوم بواجبه خير قيام فيقيمه على جميع ماله قائلا له "نعماً أيها العبد الصالح والأمين. كنت أمينا على القليل فأقيمك على الكثير . ادخل الى فرح سيدك" (مت 25: 21) ويحذر لئلا يتوانى في حياته الروحية كالعبد الكسول غير الأمين فيحرم من الميراث الابدى ويكون نصيبه مع عديمى الأيمان (لو 12: 46) ".
تضع الكنيسة كل هذه التذكارات المقدسة أمام أبنائها كل يوم عن طريق صلوات الأجبية حتى يتصور المسيح فيهم حسب قول معلمنا بولس الرسول " يا أولادى الذين أتمخض بكم الى أن يتصور المسيح فيكم " ( غل 4: 19)
وهكذا تصير صورة المسيح مرسومة في أذهانهم وحوادث وأقوال وأعمال مخلصنا الصالح حية دائما في ذاكرتهم فيصدق عليهم قول الرائى " لهم اسم الله مكتوب على جباههم " (رؤ 14: 1).
" وهم سينظرون وجهه واسمه على جباههم " (رؤ 22: 4). أليس من الخطأ في حق أنفسنا أن نحرم ذواتنا من مثل هذه التذكارات المقدسة حينما نهمل الصلاة بالاجبية، ونظن أنه يمكن أن نقدم لله صلوات خاصة أعمق وأشمل مما وضعه الآباء القديسون بإرشاد الروح القدس، ناسين تواضع معلمينا الرسل الذين على الرغم من معرفتهم وروحانيته صرخوا قائلين "يا رب علمنا أن نصلى" (لو 11: 1) .
_________________
Sissy gaisberger