هذه كانت رسالة يوسف وتضحيته العظمى فهل نجد اليوم أمثال يوسف ... ؟؟
يوسف ... شاب في مقتبل العمرلم يتميّز عن سائر أقرانه إلا بالتقوى ومخافة الرب .
هو ابن يعقوب بن ماتان من نسل داؤد الملك وابراهيم أب المؤمنين ( متى 1 : 16 ) . خطب يوسف فتاة طيّبة من أهل الجليل أسمها " مريم "
من عائلة متواضعة تعيش كفاف يومها بسعادة وقناعة ،
تخدم في الهيكل وتتعبّد لربها . اتفق يوسف معها ومع أهلها على أن تكون زوجته ، وذهب يوسف بفرح عظيم يجهّز بيته المتواضع الكائن في بلدة الناصرة ليكون مسكنا لمريم . يوسف ، الصدّيق والبار ...لم يخطر على باله
يوماً أن مريم ستكون أم المخلص المنتظر ، وأن الملاك جبرائيل قدحمل اليها البشارة ، رغم كونه متعمقاً بكل ما جاء في الكتب المقدسةعن المسيح المنتظر
وعن كيفية مجيئه وما قيل عنه في سفر اشعيا النبي : هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ... ( اشعيا 7 : 14 ) .
كان يوسف ينتظر الخلاص من الله شأنه شأن سائر شعب الله المنكوب ،
لأنه بعد أن مدّ الفقر والاستياء أذياله على عموم الناس كان الجميع ينتظر
بفارغ الصبر رسولاً من السماء ينعش ويعيد روح الله في قلوب البشر .
عندما أدرك يوسف مقاصد الله وتدابيره من الملاك استجاب لها
واندمج معها ، فآمن بالسر الكبير وقبل المهمة التي كلّفه بها الله أن يكون
أمام المجتمع الأب الشرعي ليسوعالذي كان الجميع يكنّونه بابن النجار .
( يوحنا 6 : 42 ) . هكذا آمن يوسف واحتفظ بمريم وأتى بها الى بيته فرحاً مسروراً لهذا الشرف السامي الذي خصّه به الله ليكون مربياً ليسوع ابن الله