أنتقل لإحدى الأرامل ابنها الوحيد، وإذ أدرك مدى تعلقها به لم أعرف ماذا أفعل؟! ذهبت إلى منزلها ففتحت الخادمة الباب،
سألتها عن السيدة فأجابت: إنها في حجرتها الخاصة أغلقت الباب، وقالت لي ألا أطرق الباب مهما تكن الظروف، أنا آسفة
يا أبي لا أستطيع أن أخبرها بحضورك، طال انتظاري، وأخيراً فتحت الباب وكانت ملامح وجهها تُكشف عن سلام عميق يملأ
أعماقها، وسلام الله الذي يفوق كل عقل (في7:4)، حقاً يارب: عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تُلذّذ نفسي (مز19:94)..
قالت لي: أنا آسفة يا أبي، لأني تأخرت في خروجي لمقابلتك أريد أن أطمئن قلبك، فما كنت تود أن تُقدمه، قدمه لي
الرب بفيض، سجدت أمام إلهي ولم أتركه حتى يفيض عليّ بتعزياته، والآن أنا في سلام..
علمني يارب كيف أرتمي عند قدميك ووسط آلامي تعزياتك تُلذّذ نفسي أنت هو ملجأي ومصدر كل تعزية، فلا تحزنوا
كالباقين الذين لا رجاء لهم (1تس13:4)، أنت يارب تُحاورني، لكي تعطيني فرصة ثمينة للتمتع بحبك فالحوار معك ممتع
ومُفيد، بروحك القدوس علمني الهروب من كل حوار باطل، ألا يجب أن أسلم نفسي للدموع دقائق قليلة من أجل
الذي صلى من أجلي، وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض؟!