[tito227]

4 المعونة الإلهية



الاربعاء 24 يوليو 2013
القس رافائيل ثروت كاهن كنيسة مارمينا بفم الخليج


تكلمنا فى المقال السابق عن مؤهلات إرميا للخدمة ورأينا ما فيها من دروس نافعة للخدام . ولكن هل يترك الرب الإنسان الذى دعاه للخدمة هكذا معتمداً على مؤهلاته .
فهناك مخطط إلهى لإعداد الخادم إرميا ومده بالمعونة الإلهية وسندرك ذلك من خلال كلمات الرب لإرميا : -
1. صورتك ( 5:1 ) 2. عرفتك ( 5:1 )
3. قدستك ( 5:1 ) 4. جعلتك نبياً للشعوب ( 5:1 )
5. أرسلك ( 7:1 ) 6. لا تخف ( 8:1 )
7. أنا معك ( 8:1 ) 8. جعلت كلامى فى فمك (9:1)
9. " وكلتك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبنى وتغرس " ( إر 10:1 ) .
1- " صورتك "
معنى الكلمة اللغوى ( يصور = يصوغ ) .
فالله وضعه فى أحسن قالب وأفضل صورة .
فالصائغ يقوم بصياغة الذهب أى تشكيله ... هكذا صنع الرب معنا .
عزيزى الخادم ... إن تشكيل الله للإنسان يتم بتوازن عجيب فيخرج الخادم فى النهاية فى الصورة المتوازنة التى يريدها الله . فأقبل ذلك من يد الرب
2- " عرفتك "
الخادم بكل تفاصيله معروف ومكشوف وعريان أمام الله .
فالرب يعرف نقائصك وضعفاتك وأيضاً قدراتك ومواهبك لأنه هو الذى صورك .
عزيزى الخادم ... أعلم الذى دعاك يعرف عنك كل شئ لذلك لا تحسب حساباً لشئ وتقدم نحو الرب مقدماً له الطاعة
3- " قدستك "
هكذا قد منحنا الرب إمكانيات القداسة " هذه هى إرادة الله قداستكم " ( 1تث 3:4 ) .
والقداسة التى اخذنا جذورها من الله يجب أن تُنمَى " مكملين القداسة فى خوف الله " ( 2كو 1:7 ) .
4- " جعلتك نبياً للشعوب "
الجعالة هنا هى سلطان الخدمة ، أى عمل الروح القدس فعندما دعا السيد تلاميذه قال لهم " هلما ورائى فأجعلكما صيادى الناس " ( مت 19:4 ) .
كل خدمة بلا سلطان إلهى وقوة الروح القدس الخفية القادرة على تغيير النفوس هى خدمة ضعيفة لا تأتى بثمر .
عزيزى الخادم ... هذا هو الفرق بين من يأخذ الجعالة ( السلطان ) ومن يخدم بدونها
5- " أرسلك "
الخادم إنسان مُرسَل ... أى صاحب رسالة فى الحياة .
المرسل يأخذ توجيهاته من الذى أرسله .
عزيزى الخادم ... ما هى رسالتك ؟ وما هو هدفك ؟
ما أجمل أن يكون هدف الإنسان واضحاً ومحدداً فى الحياة
6- " لا تخف "
وعد عجيب وجميل فهو من القادر على كل شئ
وعد من العارف بمخاوفنا المدرك لكل المؤامرات المحيطة بنا .
وعد من الذى لا يسمح لنا أن نجرب فوق ما نحتمل .
7- " أنا معك "
هذا هو سر السلام ... سر الراحة والفرح وعدم الخوف لأنه معنا .
" إن كان الله معنا فمن علينا " ( رو 31:8 ) .
عزيزى الخادم ... لماذا تهمل فى استغلال هذا الصك الإلهى ؟! لماذا لا تقف تطالب بهذا العطاء السماوى الذى لنا عند لله
8- " جعلت كلامك فى فمى "
هنا نأخذ قوة الجعالة ... قوة الكلمة .
فإن الخادم لا يستخدم كلمة الله ولكنه إنسان يسلم نفسه طائعاً لكى تستخدمه كلمة الله .
عزيزى الخادم ... لابد للخادم أن يقدم الشهادة بالكلمة بحياته قبل فمه
9- " وكلتك "
الخادم إنسان ينوب عن الله له وكأنه له شرعية ورسمية من الله .
هل يمكن أن توكل إنساناً لا تثق فيه ... هكذا قد منحنا الرب محبته وثقته الكاملة لـ : نقلع ونهدم ونهلك وننقض ونبنى ونغرس .
عزيزى الخادم ... هذه ليست حرية وثقة بلا حساب فننظر ولا ننسى إننا مطالبون بحساب الوكالة فسنسمع صوته " قدم حساب وكالتك "