الموضوع
:
موضوع متكامل عن حياة ومعجزات البابا كيرلس السادس بطريرك الكرازة المرقسية الـــــ 116
عرض مشاركة واحدة
13 - 05 - 2012, 06:52 AM
رقم المشاركة : (
28
)
Magdy Monir
..::| VIP |::..
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
12
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات :
51,017
بناء دير مارمينا
الشهيد العظيم مارمينا فتى مصرى ، ينتمى إلى عائلة كبيرة من طبقة الحكام . هجر الجندية إلى الصحراء ليمتلئ بفيض نعم السماء، وبعدها أعلن إيمانه بالمسيح،واستشهد على اسمه المبارك بعد أن لحقته اضطهادات مريرة. وقد أعلن الله عظم كرامة هذا القديس بما اظهر من جسده فى مريوط من آيات ومعجزات ، فأنشئتعلى اسمه كنائس فى تلك المنطقة، كان أكبرها الكاتدرائية العظيمة ذات الهياكل السبعة، شيدها الإمبراطور الرومانى اركاديوس من الرخام والأحجار النادرة وقدعمرت المنطقة التى وجدت بها الكنائس نظراً لكثرة الوافدين لنوال البركة. فوجدت المحال التجارية والمصانع، والحمامات ، بل والمنازل والقصور الفاخرة،تحوطها المروج واصبح الطريق إليها ممهداً تسلكه الآلاف . وكل هذا يشير بأجلى بيان إلى عظمة مكانة هذا الشهيد بين قديسى الكنيسة.
وقد تعرضت الكنائس ، والمنطقة كلها بعد عدة قرون للتخريب والدمار، فزال عنها المجد والبهاء. وانتقل جسد القديس مارمينا من مدينة إلى أخرى معرضاً بذلكللضياع بصورة ربما لم تحدث لجسد قديس آخر. ولكن الله حفظه على مر الأزمان ، حتى عندما ألقى به إلى النيران لم يحترق، بل تبدى منه نور بهى . وكان اللهيظهر فى كل مرة يضيع فيها، وفى كل مكان ينتقل إليه ، أن هذه العظام المقدسة هى لجنده الباسل شهيده مارمينا" (راجع فى هذا الشأن كتاب مارمينا العجايبىإصدار كنيسة مارمينا بفلمنج بالإسكندرية).
فليس ثمة شك إذاً فى أن الله دفع البابا كيرلس لإحياء مجد وذكرى هذا القديس الوطنى العظيم، ليتبوأ مكانته اللائقة به، والى بعث الحياة والعمران مرة أخرىفى تلك الأرض التى ملأها مارمينا من قبل بالحياة والعمران وان ما فعله البابا هو حدث هام من سلسلة الأحداث بل المعجزات التى دبرها الله لتبقى ذكرى هذاالقديس دائمة إلى الأبد ، على ما سيتأكد بالأكثر وشيكاً.
نداء مارمينا
ترجع علاقة البابا بما رمينا إلى سنى طفولته ، كما عرف القارئ فى صدر الجزء الأول من هذا الكتاب. وعند رهبنته شاء الله أن يدعوه الأنبا يؤانس باسم ميناتيمناً براهب بار كان من رهبان دير البراموس، فازداد حب البابا للقديس مينا، وعاش يتشبه به ، ويتشفع ببركة صلواته. وعندما أرغم على ترك الطاحونة ، شيدكنيسة على اسمه فى مصر القديمة.ز ولكن هذا لم يكن كافياً ليشفى غليل محبة البابا لشفيعه مارمينا، فعشق أن يعيش فى رحابه بمريوط ، فأرسل يطلب منمصلحة الآثار التصريح له بالسكن فى حجرة تحت كنيسة مارمينا الأثرية هناك. وظل انتظاره وهو يرسل الاستعجالات ، حتى جاءه الرد بالموافقة بعد ظهورالقرعة باختياره بطريركاً . وكانت هذه بشرى جميلة، وإعلان سمائى أدرك البابا مغزاه ... انه لم يسكن فى حجرة ألح فى طلبها وهو راهب، بل سيعمر المنطقةكلها بعد أن أصبح بابا الإسكندرية.
وإن كان الزائر لمنطقة "بومينا" ينفطر قلبه حزناً وأسى على ما لحقها من تخريب أودى بنضرة الحياة، وسحق عظمة البناء ، وعصف بخضرة المروج فإنه منناحية أخرى سيبتهج للعمل المجيد الذى قام به قداسة البابا فى هذه البقعة النائية القاحلة، التى هجرتها الحياة من قرون طويلة ، فغمرها بإيمانه ، وأشاع فيها منروحه الطموحة البناءة التى تقودها العناية الربية لقد عاد إليها نبض الحياة ، وعلا فيها صوت التسبيح .. كما عاد إليها مالكها القديم "الشهيد مارمينا" خالعاً عليهاأثواب الخلود مرة أخرى. ولم يثن البابا عن المضى فى العمل ، سنة المتقدم ، ولا مشقة الطريق ، ولا رهبة المكان ووحشته . ولا مصاعب جلب المياه ، وموادالبناء، فتمت على يديه آية عظيمة.
***
أرسل البابا إلى هيئة تعمير الصحارى بطلب شراء خمسين فداناً بجوار المدينة الأثرية بمريوط ، ثم أعقبه بطلب شراء خمسين أخرى.
وفى عام 1959 ، وفى لو عيد للشهيد مارمينا بعد سيامة البابا أقيم بالكنيسة الأثرية سرادق كبير ، وأوفد البابا فى عشية العيد سكرتيره الخاص ليقيم صلاة رفعبخور عشية العيد ، وليطمئن على الاستعدادات الجارية للاحتفال بالعيد. وفى صباح الغد أقام البابا هناك صلاة التسبحة والقداس الإلهى، وتقرب من الأسرارالمقدسة حوالى خمسمائة رجل وامرأة ، وبعد ذلك اتجه إلى الأرض التى اشتراها من هيئة تعمير الصحارى، وصلى فيها وباركها، ووضع حجر أساس ديرمارمينا، وفى أثناء هذا الاحتفال طلب بعض الحاضرين من البابا أن يجلس على الكرسى الكبير الذى أعد لقداسته فرفض قائلاً : "أن هذا الكرسى لمارمينا".
وبدأ المقاولان السكندريان شاروبيم وفرج اقلاديوس العمل، فأقيمت كنيسة صغيرة ، وحجرة لقداسة البابا ، وأخرى لعمل القربان ، وكان البابا ومرافقوه يقضوه فىهاتين الحجرتين أياماُ بل شهوراُ فى ظروف قاسية لا يتوافر فيها أمن أو راحة ، وذلك للاطمئنان على سير العمل.
وافقت مصلحة الآثار بعد ذلك على طلب للبابا بنقل كمية من الأحجار ليست لها قيمة أثرية لاستخدامها فى بناء الدير. وقام الطب بالعمل فى نقل الأحجار باستخدامالجرارات، واستغرق ذلك سنتين كاملتين وأقيم سور حول مساحة تقدر بخمسة عشر فداناً من أرض الدير، وبنيت هناك بعض القلالى وكنيسة أخرى ، دشنت فىاحتفال كبير حضره آلاف المصلين. ولكن الحنين إلى كنيسة مارمينا الأثرية ، دفع البابا إلى أن يمتطى دابة ، وتوجه بها إلى هناك للتبرك من أرض مارمينا.
ولكن الكنيسة الأثرية بهياكلها السبعة كانت تجذب أفكار البابا فشرع فى بناء كنيسة أخرى تشابهها فى عظمتها، إحياء لذكرى حبيبه البطل الذى كان الناس يأتونإليه من مختلف بقاع الأرض : أباطرة ، وقادة ، وأغنياء ، وفقراء ، ملتمسين بركة صلواته وشفاعاته. ومساحة هذه الكنيسة تزيد على مساحة الكاتدرائية المرقسيةالقديمة بالقاهرة، وقد ترك البابا مبلغ خمسة وخمسون ألفاً من الجنيهات لإتمام هذه الكنيسة التى تليق بالبطل الشهيد.
البابا فى رحاب مارمينا
كان البابا يحب مارمينا حباً عظيماً وخاصاً ، وكان مارمينا يسانده مساندة قوية ، ويصنع معه الكثير من المعجزات:
* فما أن يصل البابا إلى دير مارمينا حتى تبدو عليه علامات الصحة والعافية ، ولا يستخدم الأدوية التى أتى بها ويقول : " لقد وصلنا إلى ميناء الخلاص" . و "
عند مارمينا لا داعى لأدوية العالم". وكما كان أقل القليل من الطعام يكفيه قوتاً.
* وفى رحابه أيضاً يجد دائماً العزاء . فكم من مرة ذهب إلى هناك مثقلاً بالمشاكل، ويعود وقد تذللت الصعاب وذابت، قال لى قداسة البابا يوماً ونحن هناك ،وكان حزيناً مهموماً: "يا ابنى لا داعى لنزولنا للعالم مرة ثانية .. ألن نجد هنا رغيف خبز كل يوم، مع قليل من ملح الجبل ". ولكن لم تمض أيام معدودة حتىخلصه الله من أتعابه وعاد إلى أبنائه المشتاقين إليه بدموع الفرح والشكر لله ولمارمينا.
* وفى ليلة عيد القيامة عام 1965 ، أرسل الله للبابا هناك سواحاً حضروا معه صلاه قداس العيد. وكان حضورهم عزاء للبابا، وبعد ذلك حلت كثير من المشاكلالمستعصية.
* عندما وصل البابا إلى المنطقة لأول مرة، هطل المطر بعد انقطاعه مدة طويلة ، ففرح الأعراب القاطنين حول الدير كثيراً، وأصبحوا يستبشرون خيراً بمجىءالبابا ، ويسألون عن موعد حضوره للدير ولما علموا بنياحة البابا حزنوا وحضروا يعزون الأباء والرهبان. وطلبوا أن يدفن البابا فى الدير هناك ، فعرفهم الآباء أنالبابا قد ترك وصية بذلك.
* ما كنا نقول للبابا أن بعض المؤن قد نفذت ، حتى نجد فى الغد زائر يأتى ومعه الكثير منها، وكنا جميعاً نتعجب. ولكن البابا كان يقول : "ألم أقل لكم لا تطلبواشيئاً، فالرب يعرف احتياجاتكم جميعها . اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره"
* عندما كان البابا يصلى فى المنطقة الأثرية يوماً كانت سيارة خاصة تسير مسرعة ، لتصعد فوق جرف منحدر بشدة. ولكن هذه السيارة تتوقف فجأة نصفها علىحافة الجرف ، والنصف الآخر معلقاً فى الهواء ويخرج من فيها متعجبين لنجاتهم !! وكأمر البابا استخدمت سيارة نقل فى سحبها وعادت لتكمل سيرها دون انيلحقها ضرر.
* سقط عامل يدعى "مسعود" وهو من عمال المقاولين شاروبيم وفرج اقلاديوس، تحت عجلات جرار أثناء العمل فى بناء الكنيسة ، وتكسر ساقاه ، فبكى البابالأجله وطلب شفاعة مارمينا. ودخل العامل المستشفى ، ويخرج منها ليعود إلى عمله كأن لم يكن قد مسه سوء من قبل.
* كم من مرة يطلب البابا من آباء الدير أن يضيئوا " الكلوبات " لتنير لسيارة متعثرة فى الطريق ، وبعد وقت ليس بقليل تحضر سيارة للدير يقول أصحابها انهمضلوا الطريق، ولم يرشدهم سوى الضوء "الكلوبات" من بعيد. وكانوا يتعجبون عندما يعرفون ان البابا قد أمر بإشعال الكلوبات.
ماذا حدث هناك
لعلك يا قارئى العزيز لست فى حاجة إلى دليل على أن يد الله كانت هناك، بعد كل ما ذكرنا. ومع ذلك فإليك أحداث وتواريخ ثابتة لن يمحوها الزمن ولن ينساهاأحد.
* قدم البابا إلى صحراء مريوط فى نوفمبر 1959. وبعدها بدأ فى زياراته الرعوية للمحافظات. متفقداً أبناءه هناك . ومما يذكر انه كان يردد دائماً عندما يعتزمالقيام بزيارة أو مقابلة هامة ، بأنه أرسل مارمينا قبله.
* فى يونيه 1960 ، وكان البابا فى دير مارمينا ، فكر فى القيام بزيارة رعوية لأثيوبيا ، استجابة لدعوة كان قد وجهها له الإمبراطور هيلاسلاسى الأول. وسافرالبابا إلى أثيوبيا فى أكتوبر سنة 1960 ، وسط فرحة الشعب الأثيوبى الغامرة.
* فى خريف عام 1964، وجه الإمبراطور هيلاسلاسى دعوة لقداسة البابا لرئاسة مؤتمر الكنائس الأرثوذكسية الشرقية الذى عقد فى أثيوبيا ومن المعروف أنالمؤتمر أجل أعماله حتى يصل قداسة البابا ، وكان وقتها فى مريوط، ومن هناك عاد إلى القاهرة وسافر إلى أثيوبيا ، على ما سبق أن أوضحنا فى فصل سابق.
* وفى أسبوع الآلام المقدسة عام 1965 كان البابا فى دير مارمينا. ووجهت له الدعوة لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر. وقد توجه البابا مباشرة من دير مارميناإلى منزل السيد الرئيس فى 9 مايو 1965 ، وكانت مقابلة تاريخية. كما سبق أن أشرنا فى فصل سابق.
* فى سبتمبر عام 1966 ترك البابا الدير إلى الإسكندرية لمقابلة غبطة بطريرك فنلندا الذى أرسل خطاباً يقول فيه: " لا أريد شيئاً سوى رؤية وجه البابا كيرلسالملائكى، ونوال بركاته الرسولية" . وقد سافر البابا إلى الإسكندرية لما عرف أن غبطة البطريرك مصمم على الحضور لمقابلته فى الصحراء.
* فى الصوم الكبير عام 1967 فى دير مارمينا، فكر البابا فى عمل الميرون المقدس. وقد تم ذلك ، كما سبقت الإشارة.
* وفى نفس الوقت وجهت الدعوة لقداسة البابا لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر حيث حلت مشكلة الأوقاف الخيرية ، التى أدت إلى نتائج وخيمة ، وعجز المجلسالملى عن سداد مرتبات العاملين بالبطريركية وكنائس أخرى لعدة شهور.
* وفى نفس السنة أيضاً أرسل البابا كيرلس من مريوط أيضاً إلى قداسة بابا روما بطلب إعادة جسد القديس مرقص الرسول.
* فى يونيو عام 1968 قدمت الوفود العالمية المشتركة فى افتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة إلى دير مارمينا بمريوط حيث أثنت على مجهودات البابا كيرلسالسادس الذى أعاد الحياة إلى أطلال تلك المنطقة وتناول أعضاء الوفود الغذاء على مائدة الدير.
* فى صيف عام 1969 وصلت للبابا، وكان فى دير مريوط خطابات من عدة دول أفريقية تطلب الانضمام لكنيسة الإسكندرية.
* فى سنة 1970، وفى آخر زيارة للبابا كيرلس للدير قبل انتقاله إلى السماء، أرسل إلى بابا روما يطلب إعادة جسد القديس أثناسيوس الرسولى، البطريركالعشرون من بطاركة الإسكندرية ، والملقب بحامى الإيمان القويم. وكان البابا ينوى دفنه فى الكنيسة المسماة باسمه فى منطقة السيوف بالإسكندرية والموقوفة علىدير الشهيد مارمينا بمريوط.
التعديل الأخير تم بواسطة Magdy Monir ; 13 - 05 - 2012 الساعة
06:59 AM
الأوسمة والجوائز لـ »
Magdy Monir
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Magdy Monir
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Magdy Monir
المواضيع
لا توجد مواضيع
Magdy Monir
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Magdy Monir
البحث عن كل مشاركات Magdy Monir