كلمة الرئيس جمال عبد الناصر فى كنيسة مارى جرجس بطنطا
31/12/1953
إننا لا نفرق بين مواطن وآخر؛ لأننا فى الجيش لم نفرق بين مسيحى ومسلم، وفى حرب فلسطين لم تفرق القنابل بين مسلم ومسيحى. وترحم على الصاغ القبطى فؤاد نصر هندى شهيد الوطن فى فلسطين الذى اندفع فى قوة واستشهد فى سبيل مصر باعتباره مصرياً فقط لا مسيحياً، والرصاص فى الميدان يتجه إلى قلوب الجميع. إننى أؤكد لكم أننا جميعاً أبناء وطن واحد، نعمل لصالح الوطن وكرامته، وإننا متحدون نعمل لعزة الوطن وحرية البلاد.
كلمة الرئيس جمال عبد الناصر فى وفد رجال الدين الأرثوذكس من سوريا
22/2/1956
إنه لمن دواعى غبطتى أن أتقبل من قداسة الأب الموقر بطريرك أنطاكيا للروم الأرثوذكس هذه الرسالة الأخوية الكريمة مقرونة بقلادة الرسولين بطرس وبولس. وهى إن رمزت إلى شىء فإلى التعاطف والترابط، وإن دلت على شىء فعلى المحبة الوطيدة والمودة الأكيدة بين القطرين الشقيقين والشعبين الصديقين.
وإنه ليسرنى غاية السرور أن أغتنم هذه الفرصة؛ لأبعث إلى قداسة البطريرك الموقر بأخلص الشكر القلبى، مقروناً بخير ما أتمناه لإخواننا السوريين الأعزاء من ازدهار وتقدم ورخاء، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً إلى أن نحقق لقطرينا العزة الكاملة والحرية الشاملة.
كلمة الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة إرساء حجر الأساس لدير الراهبات بحلب
18/2/1960
يسعدنى أن ألتقى بكم فى هذه المناسبة الخيرة، وأذكر حينما قرأت الخطاب الذى وصلنى من رئيس الجمعية للمشاركة فى وضع حجر الأساس لهذا الدير؛ وَعَدت فى هذا الوقت، وكان الرد بالوعد بأننى سأشترك فى أول زيارة لى لحلب، وكان هذا هو تعبيراً عن التقدير للعمل الطيب والعمل الخيّر الذى يعم على أبناء الوطن جميعاً.
وأنتهز هذه الفرصة لأشيد بالمثل العليا الإنسانية والأخلاقية التى تعبر عنها هذه الأعمال الجليلة؛ لأنها فعلاً أساس للمجتمع الاشتراكى الديمقراطى التعاونى المبنى على الإخاء والمحبة، وعلى أن يتضامن الفرد مع أخيه. وهذا الأساس الذى تقوم به هذه الجمعية فى جميع الميادين إنما نريد أن نعممه فى جميع أنحاء الوطن، وفى جميع المجتمعات؛ حتى يكون هناك تكافل بين الأخ وأخيه، وحتى يكون هناك اهتمام بالعجزة وباليتامى، وحتى تكون الناحية الاجتماعية ناحية مُغطاة من الدولة ومن الشعب، حتى يشعر كل فرد من أبناء هذه الأمة أنه يشعر بالرفاهية، ويشعر بالحياة العزيزة منذ مولده حتى ينهى مدته فى هذه الدنيا.
وهذه الرسالة التى تقوم بها هذه الجمعية هى مثل لنحتذيه؛ حتى نستطيع فعلاً أن نبنى الوطن الذى نريد، الوطن القائم على المحبة وعلى التضامن وعلى الإخاء، والوطن المبنى على عدم التفرقة، والوطن الذى يبنى على عدم التفرقة إنما هو الوطن القوى المتين. وقد حاول أعداؤنا دائماً أن يبثوا الفرقة بين صفوفنا، بين صفوف الوطن الواحد لينفذوا فى وطننا، وينفذوا فى بلدنا، ولكنى كنت دائماً أقول لإخوتكم فى مصر: إن رصاص الأعداء أو قنابل الأعداء لا تفرق بين مِلة ومِلة، أو بين دين ودين، أو بين عقيدة وعقيدة، ولكنها تجمع أبناء الوطن الواحد تحت علم واحد؛ فإن القنابل التى نزلت على بورسعيد لم تفرق بين المسلم والمسيحى، ولم تفرق بين المذهب والمذهب، ولكنها كانت تستهدف أبناء الوطن باعتبارهم عربا تجمعهم الراية.. راية الجمهورية العربية المتحدة، أو الراية المصرية فى هذا الوقت، أو الراية السورية فى هذا الوقت.
هذا هو إيمانى، وتلك هى عقيدتى، وكنا فى حرب فلسطين، وكانت تجمعنا كتيبة واحدة - نحن المسلمين والمسيحيين - ولم يكن الرصاص الذى يوجه إلينا يفرق بين المسلم والمسيحى، ولكنا كنا جميعاً نحارب فى فلسطين من أجل العرب ومن أجل العروبة، ومن أجل إنقاذ العرب ومن أجل إنقاذ العروبة، وكان اللاجئون الذى يهربون من الطغيان الصهيونى إلى صفوفنا لا تفرقة بينهم - بين المسلم والمسيحى - لأن العروبة هى التى كانت تجمع الجميع، وكما كنا نشعر فى كل وقت فإن الدين لله والوطن لكل فرد من أفراده. والله يوفقنا ويوفقكم دائماً إلى ما فيه خير وطننا.