كانت هناك جزيرة تعيش عليها جميع المشاعر ، (السّعادة) ، (الحزن) ، (الحكمة) .. كلّ المشاعر ، حتّى (الحبّ) .
وذات يوم ٱكتشفوا أنّ الجزيرة تغرق ، فحاولت جميع المشاعر الهرب من للنّجاة .
حاول (الحبّ) الهرب ، ولكنّه لم يكن يملك شيئا يهرب فيه ، فقرّر أن يسأل غيره ليهرب معه ، فوجد(الثّراء) يهرب في مركب فخم جدّا ، فقال (الحبّ) للـ (الثّراء) : هل أستطيع الرّكوب معك ؟
فردّ (الثّراء) : بالطّبع لا !! إنّ مركبي تحتوي على الكثير من الذّهب والفضّة ولا مكان لك معي .. !
بعد قليل كان (الغرور) مارّا بمركبه فقرّر (الحبّ) سؤاله : هل تستطيع أن تأخذني معك ؟ .. فردّ (الغرور) بكلّ غرور : للأسف لا أستطيع مساعدتك ، فأنت مبتلّ تماما ، ومركبي نظيفة وجميلة ، وأنا أخشى عليها من التّلف بسببك .
كان (الحزن) مارّا بجوار (الحبّ) فسأله (الحبّ) : هل من الممكن أن تأخذني معك .. ؟ فقال (الحزن) : إنّني حزين للغاية وأفضّل البقاء لوحدي . !!
وعندما مرت (السّعادة) بجوار (الحبّ) كانت سعيدة للغاية ، فلم تلحظ من الأصل وجود (الحبّ) إلى جوارها ، وفجأة ، ظهر عجوز من بعيد ونادى على (الحبّ) ليركب معه وينقذه . فشعر (الحبّ) بالأمان والطّمأنينة ، ولكن فرحته أنسته أن يسأل العجوز عن ٱسمه . حتّى وصلوا إلى برّ الأمان ، ونجوا جميعا . فذهب العجوز بعيدا ، قبل أن يسأله (الحبّ) عن ٱسمه !! فشعر (الحبّ) بأنّه مدين للعجوز بحياته ، ولكنّه لم يعرف من هو هذا العجوز ؟ غير أنّه رأى (الحكمة) تجلس بعيدا ، فذهب (الحبّ) إلى( الحكمة) ليسألها عن ذلك العجوز.. ! فقالت (الحكمة) : إنّه (الزّمن) !! فٱستغرب (الحبّ) وقال : (الزّمن) !؟! فقالت له (الحكمة) : نعم إنّه (الزّمن) . !! فسألها (الحبّ) : ولماذا ينقذ (الزّمن) حياتي ؟ .. فقالت (الحكمة) : لأنّ (الزّمن) وحده هو الذي يعلم أهمّية (الحبّ) . !!