عرض مشاركة واحدة
قديم 28 - 05 - 2012, 11:05 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
astavrola
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية astavrola

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 72
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 219

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

astavrola غير متواجد حالياً

افتراضي

الإصحاح الخامس والأربعون

الأيات 1-5 :- 1- الكلمة التي تكلم بها ارميا النبي الى باروخ بن نيريا عند كتابته هذا الكلام في سفر عن فم ارميا في السنة الرابعة ليهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا قائلا. 2- هكذا قال الرب اله اسرائيل لك يا باروخ. 3- قد قلت ويل لي لان الرب قد زاد حزنا على المي قد غشي علي في تنهدي و لم اجد راحة. 4- هكذا تقول له هكذا قال الرب هانذا اهدم ما بنيته و اقتلع ما غرسته و كل هذه الارض. 5- و انت فهل تطلب لنفسك امورا عظيمة لا تطلب لاني هانذا جالب شرا على كل ذي جسد يقول الرب و اعطيك نفسك غنيمة في كل المواضع التي تسير اليها.
سبق أن عرفنا أن الملك أنذر باروخ بسبب قراءته لنبوات أرمياء (إصحاح 36) والله خبأه هو وأرمياء. وهذا الإصحاح ملحق بإصحاح (36). وهو إصحاح صغير جداً لكنه إصحاح أساسى للخدام فى كل مكان وزمان. ففكر باروخ قد يتلخص فى أنه قد قام بواجبه كما طلب منه الله وبأمانة، فلماذا هو الآن فى هذا الموقف الصعب هارباً ومختفياً. وربما تصور وهو يقرأ الكتاب أنهُ سينال شهرة عظيمة ولكن حين حدث العكس صرخ فى حزن ويل لى لأن أعدائى رجال الملك قد يقتلوننى. فالرب وضع أحزاناً على أحزانى. وها هم يعاملوننى كمجرم خارج عن القانون. وهكذا خدام الله فى بداياتهم وهم مازالوا بلا خبرة حينما يحدث لهم أى فشل يحسون بالتعب واليأس فهم كانوا ينتظرون مجداً وكرامة. ولكن ليعلم خدام الله أنه حتى الأنبياء والقديسين يعانون من هذه الألام النفسية حين يفشلون لكن الله يعطى العزاء للأمناء فى خدمتهم. ولو كان باروخ متقدماً أكثر من ذلك لفرح لمجرد أن الله حسبه مستأهلاً لهذه الخدمة. وكان أرمياء متحيراً حين رآه بهذه الحالة ولم يدرى السبب، ولم يدرى ماذا يقول لهُ ولاما هى شكواه لكن الله العارف بكل شىء أخبر أرمياء. وذلك لأن الله يشخص المرض من جذوره ويعالج. ولنلاحظ أن مخاوف العالم لا يمكن أن تُدمر سلامنا لو كنا لا نطلب الكثير من هذا العالم. ومن ينتظر الكثير من خيرات هذا العالم لا يحتمل المشقات حين تأتى. وهنا يُظهر الله لباروخ خطأ إنتظار شىء عظيم من هذا العالم، الآن مركب هذا العالم تغرق، ومركب الدولة اليهودية تغرق وهى قادمة على الغرق. وحتى ما زرعه الله أى الدولة وكرسى داود والهيكل، كل شىء مقبل على الدمار، فهل تطلب لنفسك يا باروخ مجداً فى هذه الأيام!! لا هذا لا معنى لهُ. وهذا ينطبق علينا، "فليس لنا هنا مدينة باقية" بل العالم كله مقبل على الدمار. فلا يجب أن ننتظر منه شىء أو نطلب منهُ ثروة أو مجد. ولكن الله طمأن باروخ أنه سيكون فى أمان بالرغم من هلاك الأغلبية والأهم أن الله يطمأن كل نفس أمينة على خلاصها الأبدى.
ملحوظة 1:- الله يهتم بباروخ وبسلامه حالته الداخلية فهو حين يكون قوياً يصبح فى حالة صحيحة ويستطيع أن ينقل كلمة الله للأخرين. لذلك على كل خادم أن يهتم بحياته الروحية لأن الله يهتم بذلك. وأن يهتم بان يكون فى سلام ولهُ رجاء يستطيع أن ينقله للأخرين.
ملحوظة 2:- مشكلة باروخ أنه أحس أن رفض الملك هو إهانة شخصية لهُ وليس للرب وإنه شىء جميل أن نغضب على الخطية ولكن لا نغضب لأجل ذواتنا. هذا ما يصيب كثير من الخدام حين لا يقابلون بالإكرام مقابل خدمتهم ويلتبس هذا مع الحزن على رفض كلمة الله
وبهذا الإصحاح إنتهت خدمة أرمياء لأهل يهوذا المتمردين. ويبدأ بعد هذا فى نبواته ضد الأمم والدينونة الوشيكة القادمة على الأمم الوثنية فالله عينه نبياً للأمم.
ملحوظة 3 :- إن باروخ يشتكى أنه زاد حزناً وألماً ومعنى الكلام:-
لماذا تحزن يا باروخ على الحزن الذى أصابك، فحزنك هو حزن شخصى على كرامتك، ولا تهتم بحزن الله على كرامته التى أهانوها، بل حزن الله على هلاكهم إذ تركوه.
ملحوظة 4:- علينا ألا ا ننتظر أموراً عظيمة هنا على الأرض، بل ننتظرها هناك فى السماء
وهذا الإصحاح مع أن موقعه من المفروض أن يأتى بعد الإصحاح 36 إلا أنه تم وضعه هنا بسببين:-
1. فى الإصحاح (44) نجد تهديدات مرعبة ضد اليهود فى مصر، ولكن المعنى أن هذا لا ينطبق على باروخ، فباروخ سينجو منها. فأحزان باروخ إذن لا مبرر لها فالله قد أنقذه.
2. إبتداء من إصحاح (46) نرى هلاك ودمار فى كل الأمم المحيطة، فهل يا باروخ تطلب لنفسك أموراً عظيمة وسط كل هذا الدمار.

الإصحاح السادس والأربعون

إبتداء من هذا الإصحاح نجد نبوات ضد 11 أمة من الأمم الوثنية المحيطة بيهوذا ورقم 11 يشير للخطية فهو = 10+1 والرقم 10 يشير لكمال الوصايا أى الكمال التشريعى، وأى زيادة هى تعدى. ورقم 12 يشير لملكوت الله على الأرض وبهذا فرقم 11 يشير للخارجين عن شعب الله بسبب خطاياهم. ولقد سبق ورأينا فى الإصحاحات السابقة أن القضاء تم على شعب الله يهوذا، والآن نبدأ هنا نرى القضاء ضد باقى الشعوب بسبب الخطية "لأنه الوقت لإبتداء القضاء فى بيت الله. فإن كان أولاً منا فما هى نهاية الذين لا يطيعون إنجيل الله" (1بط17:4). من هنا نرى نبوات بخراب الأمم المجاورة بواسطة ملك بابل ثم تكون النهاية بخراب بابل نفسها. والله ليس ضد مصر ولا موآب.. الخ ولكن:
1. الله ضد الخطية فى هذه الأمم، ومن محبته يؤدبهم، فالله هو ضابط الكل وإله الكل، لذلك نسمع عن مصر "ثم بعد ذلك تسكن مصر كالأيام القديمة" 26:46 + وعن موآب نسمع ولكننى أرد سبى موآب فى آخر الأيام 47:48. فهى نبوات حلوة بعد أن ينتهى التأديب للشعوب.
2. هذه الأمم ترمز للشيطان الذى يعبدونه من خلال الهتهم الوثنية، والشيطان يحرك ملوكهم.. فمصر مثلاً ترمز للكبرياء ونرى أن ملكها الحالى وهو حفرع فى غناه يقول " إن الله نفسه لا يقدر أن ينزعنى من مملكتى".
3. أما بابل فهى رمز واضح للشيطان ومملكة الخطية، ومملكة ضد المسيح فى العالم (رؤ2:18) فلذلك نرى أن بابل تستعبد الجميع يهوداً وأمم رمزاً لإستعباد إبليس لكل العالم (بابل ترمز للشيطان، ويهوذا ترمز لشعب الله، والأمم هم من ليسوا من شعب الله) وإبليس إستعبد الجميع بسبب الخطية.
وبينما هناك وعود لليهود والأمم بعودتهم (رمزاً لما سيحدث بعد فداء المسيح) نرى هناك خراباً نهائياً لبابل بلا وعد للرجوع، فنصيب إبليس الهلاك الأبدى رؤ 10:20. بلا أمل فى عودة أو تحرير عموماً الله ليس ضد الأمم، الله لا يكره مصر ولا موآب.. بل الله يؤدب هذه الشعوب كملك ملوك يملك، الأرض كلها سواء من يعبده أو من لا يعبده والأمم ال 11 هم:-
1. مصر:- وترمز للكبرياء وللتعلق بالعالم والخيرات الزمنية.
2. فلسطين:- تشير للذين هم فى عداوة مستمرة لشعب الله.
3. صور وصيدا:- يشيروا للتحالف مع الشر.
4. موآب:- تشير للفساد والكبرياء.
5. بنى عمون:- يشيروا لمن يحرم أبناء الله من ميراثهم، أو يأخذه منهم.
6. أروم:- يشير بدمويته للشيطان (يو 44:8) وأيضاً فى كبريائهم وثقتهم فى حكمتهم وحصونهم يشيروا للشيطان. وأيضاً فهم فى عداوة تقليدية مع شعب الله، وهم باعوا أطفال يهوذا عبيداً بعد السبى، ورعوا أغنامهم فى أرض يهوذا التى صارت خراباً، ولكل هذا هم رمز للشياطين.
7. دمشق:- كثيراً ما تحالفت أرام (سوريا) مع أعداء شعب الله ضدهم.
8. قيدار ]
9. حاصور ] يشيروا لمن يعيش فى أمان كاذب.
10. عيلام = فارس:- يشير للمغرور بقوته ولا يفكر أن قوته هو الله.
11. بابل:- يشير لمملكة الخطية ومملكة ضد المسيح فى كل مكان وزمان ومعظم هذه الأمم جاءت النبوات تحمل لها أخباراً طيبة، ما عدا بابل التى يتضح أن خرابها سيكون نهائياً.
ونلاحظ أننا لو حسبنا صور وصيدا أمتين مستقلتين، يصيرا لعدد 12 وبهذا يرمز هذا العدد لأن الأمم لهم وعد بالخلاص وأنهم سيكونوا من شعب الله، ولكن هناك دينونة لهم لأن بابل فى وسطهم أى هناك خطية فى وسطهم.

الأيات 1-12:- 1- كلمة الرب التي صارت الى ارميا النبي عن الامم. 2- عن مصر عن جيش فرعون نخو ملك مصر الذي كان على نهر الفرات في كركميش الذي ضربه نبوخذراصر ملك بابل في السنة الرابعة ليهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا. 3- اعدوا المجن و الترس و تقدموا للحرب. 4- اسرجوا الخيل و اصعدوا ايها الفرسان و انتصبوا بالخوذ اصقلوا الرماح البسوا الدروع. 5- لماذا اراهم مرتعبين و مدبرين الى الوراء و قد تحطمت ابطالهم و فروا هاربين و لم يلتفتوا الخوف حواليهم يقول الرب. 6- الخفيف لا ينوص و البطل لا ينجو في الشمال بجانب نهر الفرات عثروا و سقطوا. 7- من هذا الصاعد كالنيل كانهار تتلاطم امواهها. 8- تصعد مصر كالنيل و كانهار تتلاطم المياه فيقول اصعد و اغطي الارض اهلك المدينة و الساكنين فيها. 9- اصعدي ايتها الخيل و هيجي ايتها المركبات و لتخرج الابطال كوش و فوط القابضان المجن و اللوديون القابضون و المادون القوس. 10- فهذا اليوم للسيد رب الجنود يوم نقمة للانتقام من مبغضيه فياكل السيف و يشبع و يرتوي من دمهم لان للسيد رب الجنود ذبيحة في ارض الشمال عند نهر الفرات. 11- اصعدي الى جلعاد و خذي بلسانا يا عذراء بنت مصر باطلا تكثرين العقاقير لا رفادة لك. 12- قد سمعت الامم بخزيك و قد ملا الارض عويلك لان بطلا يصدم بطلا فيسقطان كلاهما معا.
فى هذا الإصحاح نبوتين وفى هذه الأيات نجد النبوة الأولى وهى بسبب غزوة فرعون على بابل وهزيمته عند كركميش على نهر الفرات سنة 606 ثم إنسحاب جيشها لمصر ومصر فى الكتاب المقدس ترمز للظالم المستعبد لشعب الله ورمز للعالم والحليف الذى يترجونه لحمايتهم. فدينونتها تشير لدينونة الظلم فى العالم. والنبوات تبدأ بمصر لهذا السبب فهى التى ظلمت وخدعت الشعب. هى دينونة ضد الشيطان الذى قهر الإنسان ويستعبده ويخدعه فيموت. ومصر بهزيمتها دفعت ثمن خطاياها. وفى (4) أسرجوا الخيل = فمصر كانت تشتهر بجيادها. والله يقول أعدوا ما إستطعتم من قوة فسوف تهزمون. ومهما كانت قوة إبليس فيسوع خرج غالباً ولكى يغلب. وفى (5) هم مرتعبين هاربين = فالمصريين هربوا فى المعركة والشياطين فى كل معركة يستخدم فيها إسم يسوع وصليبه يهربون. وفى (6) الخفيف لا ينوص = السريع الحركة لا يهرب وفى (8،7) يقارن بين فيضان النيل تدفقه بتدفق قوات نخو فى إتجاه بابل. وهنا يتحدى الله والنبى يتكلم بلسانه أن يعد المصريين والكوشيين (تك6:10) (هم لهم نفس المنشأ) وجيرانهم من فى تحالف معهم أى الليبين = فوط. كلهم سيخجلون لأن الله ضدهم. هم خرجوا للحرب ظانين أنهم سيهدمون المدن (أى رمز لأولاد الله) ولكن الله لهُ فكر وتدبير آخر، لذلك هو يهزأ بهم (مزمور 2). اللوديون = هم شعب على حدود مصر وليبيا. وفى (10) هم تصوروا إنتصارهم وأن هذا اليوم هو يومهم لكن الله يقول بل هذا يوم الرب = أليس فى هذا إشارة واضحة ليوم الصليب الذى ظن فيه الشيطان أنه إنتصر على المسيح ولكن المسيح خرج منتصراً على الشيطان وعلى الموت وفى (12،11) عذراء بنت مصر التى عاشت فى رفاهية ستهزم وتجرح وعليها أن تبحث عن بلسام فى جلعاد ولكن بلا شفاء فالله لا يريد للظلم والظالمين شفاء. بعد أن كانوا أبطالاً صاروا عذراء مجروحة.

الأيات 13-28:- 13- الكلمة التي تكلم بها الرب الى ارميا النبي في مجيء نبوخذراصر ملك بابل ليضرب ارض مصر. 14- اخبروا في مصر و اسمعوا في مجدل و اسمعوا في نوف و في تحفنحيس قولوا انتصب و تهيا لان السيف ياكل حواليك. 15- لماذا انطرح مقتدروك لا يقفون لان الرب قد طرحهم. 16- كثر العاثرين حتى يسقط الواحد على صاحبه و يقولوا قوموا فنرجع الى شعبنا و الى ارض ميلادنا من وجه السيف الصارم. 17- قد نادوا هناك فرعون ملك مصر هالك قد فات الميعاد. 18- حي انا يقول الملك رب الجنود اسمه كتابور بين الجبال و ككرمل عند البحر ياتي. 19- اصنعي لنفسك اهبة جلاء ايتها البنت الساكنة مصر لان نوف تصير خربة و تحرق فلا ساكن. 20- مصر عجلة حسنة جدا الهلاك من الشمال جاء جاء. 21- ايضا متساجروها في وسطها كعجول صيرة لانهم هم ايضا يرتدون يهربون معا لم يقفوا لان يوم هلاكهم اتى عليهم وقت عقابهم. 22- صوتها يمشي كحية لانهم يسيرون بجيش و قد جاءوا اليها بالفؤوس كمحتطبي حطب. 23- يقطعون وعرها يقول الرب و ان يكن لا يحصى لانهم قد كثروا اكثر من الجراد و لا عدد لهم. 24- قد اخزيت بنت مصر و دفعت ليد شعب الشمال. 25- قال رب الجنود اله اسرائيل هانذا اعاقب امون نو و فرعون و مصر و الهتها و ملوكها فرعون و المتوكلين عليه. 26- و ادفعهم ليد طالبي نفوسهم و ليد نبوخذراصر ملك بابل و ليد عبيده ثم بعد ذلك تسكن كالايام القديمة يقول الرب. 27- و انت فلا تخف يا عبدي يعقوب و لا ترتعب يا اسرائيل لاني هانذا اخلصك من بعيد و نسلك من ارض سبيهم فيرجع يعقوب و يطمئن و يستريح و لا مخيف. 28- اما انت يا عبدي يعقوب فلا تخف لاني انا معك لاني افني كل الامم الذين بددتك اليهم اما انت فلا افنيك بل اؤدبك بالحق و لا ابرئك تبرئة.
النبوة الأولى قالها إرمياء وهو فى يهوذا وأما هذه النبوة فقالها وهو فى أرض مصر حين جاء نبوخذ راصر ليضرب مصر. وبين النبوتين 18 سنة. وبعد هزيمة مصر فى كركميش لم يهاجم ملك بابل مصر فهو لم يكن مستعداً لذلك. فضمن لمصر سلامتها بشرط أن تتخلى عن كل أملاكها خارج مصر. ولما عرف أهل أورشليم النبأ عكف الملك صدقيا على مفاوضة مصر والثورة على بابل. ولأن كأس مصر كان قد إمتلأ حداً فلم يكتفى الله بضرب الجيش فى خارج أرضه بل ستكون الضربة هذه المرة داخل مصر لساكنيها. وكأن الضربة الأولى كانت إنذار وحينما لم يستفيدوا منهُ كانت الضربة الثانية، التى سيأتى فيها ملك بابل على مصر ليضربها. ونجد فى (14) إنذار بالحرب بمجىء ملك بابل إلى تحفنحيس ومجدل ونوف حيث يقيم اليهود (1:44) وفى (16) رجال الحرب فى مصر كانوا مستأجرين (مرتزقة) أو من الشعوب التى تحت حكم مصر أو المتحالفة معها مثل كوش وفوط. وحينما وجدوا الحرب شديدة وأن فرعون لا يسندهم هربوا كل واحد إلى بلاده. بل سمعوا نداء أن فرعون هالك. فى الإنجليزية جاءت كلمة هالك هكذا but a noise is ومعناها هو ليس أكثر من صوت " صنجاً يرن " هكذا الشيطان هو ليس أكثر من صوت ولا قدرة لهُ على أن يؤذى أحداً. ففرعون هذا كان يتكلم كثيراً عن قوته وليس أكثر من هذا. والشيطان هالك ومخزى أمام المسيح رب الجنود (18) هذه نبوة عن هزيمة الشيطان أمام الرب يسوع المسيح ملك الملوك. وهو كتابور أعلى من باقى الجبال وككرمل عند البحر = جبل عالٍ بالنسبة لما حوله فهو جبل بالنسبة لبحر. فالمسيح كجبل عالٍ سماوى ثابت راسخ والشيطان كبحر منخفض ثائر مالح. وحتى لو كانت قوة الشيطان التى يستعملها فى حربه كالجبال فعمل المسيح أقوى ويسود فهو أعلى وأقوى مثل تابور. وجزئيا فالنبوة تشير لأن ملك بابل كجبل عال بالنسبة لفرعون ولكن من أعطاه هذا هو رب الجنود حتى يؤدب ملك مصر. وفى (20) مصر عجلة حسنة جداً= جاهزة للذبح، قد سمنت من غناها. وأصبح جنودها من الوفرة التى لهم غير قادرين على القتال. هكذا كل من أتخم نفسه من شهوات هذا العالم لا يستطيع الحرب أمام إبليس وكلمة عجلة تشير لإله المصريين الذى عبدوه "العجل أبيس " ومنهم تعلم اليهود عبادة العجل الذهبى. ولكن سيأتى من الشمال البابليين لذبح هذا العجل. وفى (21) مستأجروها كعجول صيرة = أى الجنود المستأجرين صاروا كعجول سمينة يرتدون يهربون غير قادرين على الحرب وفى (22) وسيكون المصريين غير قادرين حتى أن يحدثوا صوتاً بعد أن كانوا "ليس إلا صوت" وينخفض صوتهم مثل حية لا صوت لها غير فحيح العداوة وهى راجعة لجحرها. ولن يجرأوا أن يرفعوا صوتهم كما فى الماضى فـأولاد المسيح أخذوا سلطاناً أن يدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو. ولن يكونوا قادرين على المقاومة مثل شجرة لا تستطيع أن تقاوم من يقطعها بفأس وفى (24) خراب نهائى بيد ملك بابل وفى (25) الله يعاقب فرعون والمتوكلين عليه أى اليهود الذين وثقوا فيه أكثر من الههم. ولكن ستسكن مصر ثانية (26) وفى (28،27) طالما ذكر الخير لمصر يذكر أيضاً الخير لإسرائيل فخلاص المسيح هو للجميع والكنيسة تسمى رمزياً إسرائيل. وهذه النبوة لو أخذناها بمفهوم محدود لكانت تعنى الخير للمسبيين فى بابل.


الإصحاح السابع والأربعون

الأيات 1-7:- 1- كلمة الرب التي صارت الى ارميا النبي عن الفلسطينيين قبل ضرب فرعون غزة. 2- هكذا قال الرب ها مياه تصعد من الشمال و تكون سيلا جارفا فتغشي الارض و ملاها المدينة و الساكنين فيها فيصرخ الناس و يولول كل سكان الارض. 3- من صوت قرع حوافر اقويائه من صرير مركباته و صريف بكراته لا تلتفت الاباء الى البنين بسبب ارتخاء الايادي. 4- بسبب اليوم الاتي لهلاك كل الفلسطينيين لينقرض من صور و صيدون كل بقية تعين لان الرب يهلك الفلسطينيين بقية جزيرة كفتور. 5- اتى الصلع على غزة اهلكت اشقلون مع بقية وطائهم حتى متى تخمشين نفسك. 6- اه يا سيف الرب حتى متى لا تستريح انضم الى غمدك اهدا و اسكن. 7- كيف يستريح و الرب قد اوصاه على اشقلون و على ساحل البحر هناك واعده.
الفلسطينين أعداء تقليديين للشعب اليهودى وهم تواضعوا جداً أيام داود ويبدو أنهم ظهروا كقوة مرة ثانية بعد ذلك. والتأريخ لهذه النبوة فى أية (1) قبل أن يضرب فرعون غزة. وهيرودوتس المؤرخ الشهير يقول إن فرعون فتح غزة بعد موقعة مجدو التى قُتِلَ فيها الملك يوشيا أى سنة 608. فهذه النبوة قيلت قبل أن يخرب فرعون فلسطين أى وهى فى قوتها وحيث لم يتوقع أحد ذلك أخبر به أرمياء. وكان ضرب مصر لفلسطين مقدمة للخراب الشامل بواسطة نبوخذ نصر. وهذه عادة الله أن تكون هناك ضربة محدودة تسبق الضربة الكبيرة فتكون الأولى كإنذار للتوبة فإن لم تحدث التوبة تجىء الضربة الثانية الكبيرة. وبمقارنة الأيات (عا 7:9 + تث 23:2 + 1 صم 14:30 + حز 16:25) نجد أن جزيرة كفتور = جزيرة كريت (4) وأن الفلسطينيين خرجوا أصلاً من جزيرة كريت وأتوا وسكنوا السواحل الجنوبية. وفى تك 14:10 نجد هناك قرابة بين كفتوريم وفلشتيم فهم من أولاد مصرايم إبن حام. أما كنعان الإبن الأكبر لحام فقد سكن فى الأرض الشمالية (فينيقية) وكان هناك تحالف بينها. فصور وصيدون (4) هى مدن فينيقية غنية وقوية وإعتادت أن تساعد الفلسطينيين ولكن نجد هنا خراب الكل المعين والمعان فكل من إعتمد على ذراع بشر يخرب. وروحياً فالفلسطينيين يرمزون لأهل العالم الموجودين فى أرض البركة ولكنهم لم يعرفوا الله. فهم بالرغم من قربهم لأورشليم وللهيكل ولكن هم بلا إيمان، ويشبهون من هم لم يعرفوا المسيح بالرغم من كونهم بجانب هيكله. وهؤلاء يصبحون أعداء لشعب الله. وفى (2) هامياه = تشير للشعوب الكثيرة العدد (رؤ 15:17) وتشير لمأسى قوية ورهيبة (مزمور 1:69) وهنا تعنى كلاهما فجيش بابل مكوَن من شعوب كثيرة وسيأتى بدمار وويلات شديدة. وغالباً تحققت هذه النبوة بعد خراب أورشليم. وفى (3) وصف لحالة الرعب من هذا الهجوم. وفى (5) غزة مازالت هى غزة وأشقلون هى عسقلان. أتى الصلع على غزة = قد تعنى أن الفلسطينيين عادوا وإحتلوا غزة بعد ما كانت غزة لفترات طويلة من أملاك إسرائيل
(يس 41:10 + قض 18:1 + 1 مل 24:4). والشعر يرمز لقوة الإتكال على الله (شمشون) ويرمز للمجد (شعر المرأة) فالصلع يرمز لإنعدام كليهما. إذاً المعنى أن الفلسطينيين سيكونون فى ضعف حتى لو إمتلكوا. أو يكون المعنى أن البابليين الصلع أتوا وإحتلوا غزة والبابليين بالرغم من قوتهم فهم بلا مجد فهم يرمزون للشياطين. أو تكون الأية رمزاً لشعب فقد مجده وإحتل غزة. ويبدو أن عذابهم سيطول = حتى متى تخمشين نفسك = وهذه عادة وثنية، وفى الحزن يخمشون أنفسهم وكلمة وطائهم = واديهم وفى (6) دعوة من أرمياء للسيف أن يكف وهو يتكلم كإنسان ولكن هو سيف الرب. وقد أوصاه (7)


الإصحاح الثامن والأربعون

سبق أشعياء وتنبأ عن خراب موآب وتحقق هذا على يد شلمنأصر الأشورى. وهذه النبوة تشير لخراب أخر على يد بابل. وهذه عادة الله كما قلنا خراب محدود يعقبه خراب مدمَر فى حالة عدم التوبة.

الأيات 1-13 :- 1- عن مواب هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل ويل لنبو لانها قد خربت خزيت و اخذت قريتايم خزيت مسجاب و ارتعبت. 2- ليس موجودا بعد فخر مواب في حشبون فكروا عليها شرا هلم فنقرضها من ان تكون امة و انت ايضا يا مدمين تصمين و يذهب وراءك السيف. 3- صوت صياح من حورونايم هلاك و سحق عظيم. 4- قد حطمت مواب و اسمع صغارها صراخا. 5- لانه في عقبة لوحيت يصعد بكاء على بكاء لانه في منحدر حورونايم سمع الاعداء صراخ انكسار. 6- اهربوا نجوا انفسكم و كونوا كعرعر في البرية. 7- فمن اجل اتكالك على اعمالك و على خزائنك ستؤخذين انت ايضا و يخرج كموش الى السبي كهنته و رؤساؤه معا. 8- و ياتي المهلك الى كل مدينة فلا تفلت مدينة فيبيد الوطاء و يهلك السهل كما قال الرب. 9- اعطوا مواب جناحا لانها تخرج طائرة و تصير مدنها خربة بلا ساكن فيها. 10- ملعون من يعمل عمل الرب برخاء و ملعون من يمنع سيفه عن الدم. 11- مستريح مواب منذ صباه و هو مستقر على درديه و لم يفرغ من اناء الى اناء و لم يذهب الى السبي لذلك بقي طعمه فيه و رائحته لم تتغير. 12- لذلك ها ايام تاتي يقول الرب و ارسل اليه مصغين فيصغونه و يفرغون انيته و يكسرون اوعيتهم. 13- فيخجل مواب من كموش كما خجل بيت اسرائيل من بيت ايل متكلهم.
هذا الإصحاح يتناول حفداء لوط من إبنته الكبرى والإصحاح التالى يتناول حفداء لوط (بنى عمون) من إبنته الصغرى. وهؤلاء يشيرون اليوم لمن يسميهم الكتاب "نغول لا بنون".
(عب8:12) ويمثلون فئة عريضة "ممن لهم إسم أنهم أحياء وهم أموات" وهم لأنهم أولاد غير شرعيين فلا حق لهم فى الميراث مع إسرائيل هؤلاء قد يكون لهم نجاح مؤقت ولكن الدينونة ستلحقهم ولذلك فى أول الإصحاح يعرف الله نفسه بأنه إله إسرائيل فإسرائيل هو الإبن الشرعى (خر8:6) + (خر22:4) وقد لعب موآب دوراً هاماً فى تاريخ إسرائيل منذ إجتياز بنى إسرائيل البرية فى طريقهم من مصر إلى فلسطين. فكانت موآب العدو اللدود لهم. وكان بالاق ملك موآب حينما إستدعى بلعام ليعلن لهُ الشعب حينما خاف منهم وحينما لم يلعنه بسبب أن الله منعهُ من ذلك، أشار بلعام على بالاق بأن يجعل إسرائيل يزنى فيلعنه الله. وهكذا أجعل بالاق إسرائيل يزنى مع بنات موأب فهلك منهم 24.000 رجل ولهذا فموآب يشير أيضاً للشيطان الذى يلقى معثرة أمام أولاد الله فيموتون. لذلك فالله يعاقب موآب لكل الشر الذى ألحق بإسرائيل لذلك سمى هذا الخراب عمل الرب (10) فالويل "لمن يعثر أحد هؤلاء الصغار" أية (1) نبو هو جبل فى موأب رأى منهُ موسى أرض الميعاد (تث1:34) ونبو وقريتايم ومسجاب مدن موأبية وأية (2) فى حشبون فكروا عليها شراً = هى مدينة على حدود موأب وصلها الأعداء وفكروا بالشر على موأب هناك. وحشبون = مدينة المكايد. والمعنى أن موآب التى كادت لإسرائيل وأسقطتها فى الشر ها هى تسقط بنفس الطريقة فالعدو يكيد لها فى نفس المكان الذى كادت فيه الشر للأخرين. وأنتِ أيضاً يا مدمين = مدمين تعنى مزبلة أو إبادة تامة. فالشر الذى فى العالم ما هو إلا مزبلة ولا يقود إلا للإبادة التامة وسيبيد الله العالم كله ورمزاً لذلك خراب موأب. تصَمين = تسقطين وتصبحين عاجزة. ويذهب وراءها سيف الرب. وفى (3) صوت صياح وبكاء نتيجة الضربة ولكنه بكاء العذارى الجاهلات بلا فائدة.
وفى (4) صغارها = تترجم الأية هكذا "وأسمعت صراخها حتى صوغر" أى إلى أقصى البلاد وفى (6) كونوا كعرعر = راجع (أر6:17) والمعنى أنهم بعد طردهم من بلادهم سيكونوا فى حالة ضعف كالعرعر، هاربين بلا حماية فى البرية. والمسيح كشف الشياطين وأضعفهم وفضح أساليبهم فى الغواية. وفى (7) كموش = أعظم ألهة الموأبيين ولاحظ خطية موأب إتكالها على ثروتها وقوتها وحيلها = أعمالها وخزائنها = ثقة الشياطين فى أنفسهم وحيلهم سيخزيها الله وسيسقط الشيطان ورمزه هنا كموش وكل من يتبعه = كهنته ورؤساؤه وفى (8) يبيد الوطاء = المقصود به وادى موأب أى شاطىء بحر لوط. ولنلاحظ أن المسيح صخرتنا وكل من يحتمى به يرفعه "رفعت عينى إلى الجبال" ولكن كل من إنخدع بحيل إبليس وأحب الأرض بشهواتها يصبح أرضياً (أى وطاء) وهذا يبيد حينما يباد إبليس. وحتى يشرح الله للشعب قديماً ألا يلتصقوا بالأرضيات منعهم من أكل الحيات وكل ما يزحف على بطنه (لا41:11-44) وفى (9) أعطوها جناحاً = فتستطيع الهرب سريعاً ولكنها بهذا ستصير مثل الطيور التى تطير فوق الخرِبْ. وأية (10) ولأن هذا هو عمل الرب فملعون من يعمله برخاوة = وعملنا الأن أن نستخدم سيف الرب، سيف الصلاة والإيمان سيف كلمة الله ضد الشياطين وذلك لنصيبها فى الصميم. وملعون من يعمل عمل الرب برخاء. وهذه الأية موجهة لكل خادم ولكل مسيحى يعمل فى كرم الرب. وأية (11) يقال أن الخمر الجيدة إذا إرتاحت فلا تنقل من إناء لإناء تتحسن، أما الخمر الرديئة فعلى نقيض ذلك والمعنى هنا أنهم يشبهون الخمر الرديئة فهم لم ينتقلون من مكانهم ولم يذهبوا للسبى مدة طويلة = (ولم تواجههم تجارب أليمة) لم يفرغ من إناء لإناء. وكان المنتظر أن يتحسن طعمهم لكن لأنهم أردياء ولأنهم مستقر على درديه (عكارة الخمر) أى إستمروا فى أفراحهم وملذاتهم الجسدانية الشهوانية كما يستمد الخمر قوته من الدردى الذى فيه. هم لم يستفيدوا من أيام راحتهم فى أنهم يقدمون توبة والله أطال لهم فترة راحتهم فهم أقدم من إسرائيل كدولة ولم يعرفوا أية متاعب. ولم يفرغوا من أنية لأنية مما يضعفهم. ولكن كل هذا لم يقودهم للتوبة بل بقى طعمهُ فيه ورائحتهُ لم تتغير = أى بقيت رائحة خطيته فيه، رديئة طول الأيام. وهكذا كل من يفرح بالعالم يكون ردىء فى نظر الله. وفى (12) مصغين فيصغونه = لها عدة ترجمات تقود كلها لنفس المعنى فهى إما مضلين يُضلونه أو عمال يصبون الإناء فينسكب الخمر. والمعنى أن البابليين فى تخريبهم لموأب سيفقدونها كل مصادر لذاتها الجسدية.فإذا لم نستغل بركات الله أيام راحتنا ونتوب يحرمنا الله من هذه البركات. بيت إيل = حيث هيكل العجول التى عبدها إسرائيل.

الأيات 14-47:- 14- كيف تقولون نحن جبابرة و رجال قوة للحرب. 15- اهلكت مواب و صعدت مدنها و خيار منتخبيها نزلوا للقتل يقول الملك رب الجنود اسمه. 16- قريب مجيء هلاك مواب و بليتها مسرعة جدا. 17- اندبوها يا جميع الذين حواليها و كل العارفين اسمها قولوا كيف انكسر قضيب العز عصا الجلال. 18- انزلي من المجد اجلسي في الظماء ايتها الساكنة بنت ديبون لان مهلك مواب قد صعد اليك و اهلك حصونك. 19- قفي على الطريق و تطلعي يا ساكنة عروعير اسالي الهارب و الناجية قولي ماذا حدث. 20- قد خزي مواب لانه قد نقض ولولوا و اصرخوا اخبروا في ارنون ان مواب قد اهلك. 21- و قد جاء القضاء على ارض السهل على حولون و على يهصة و على ميفعة. 22- و على ديبون و على نبو و على بيت دبلاتايم. 23- و على قريتايم و على بيت جامول و على بيت معون. 24- و على قريوت و على بصرة و على كل مدن ارض مواب البعيدة و القريبة. 25- عضب قرن مواب و تحطمت ذراعه يقول الرب. 26- اسكروه لانه قد تعاظم على الرب فيتمرغ مواب في قيائه و هو ايضا يكون ضحكة. 27- افما كان اسرائيل ضحكة لك هل وجد بين اللصوص حتى انك كلما كنت تتكلم به كنت تنغض الراس. 28- خلوا المدن و اسكنوا في الصخر يا سكان مواب و كونوا كحمامة تعشعش في جوانب فم الحفرة. 29- قد سمعنا بكبرياء مواب هو متكبر جدا بعظمته و بكبريائه و جلاله و ارتفاع قلبه. 30- انا عرفت سخطه يقول الرب انه باطل اكاذيبه فعلت باطلا. 31- من اجل ذلك اولول على مواب و على مواب كله اصرخ يؤن على رجال قير حارس. 32- ابكي عليك بكاء يعزير يا جفنة سبمة قد عبرت قضبانك البحر وصلت الى بحر يعزير وقع المهلك على جناك و على قطافك. 33- و نزع الفرح و الطرب من البستان و من ارض مواب و قد ابطلت الخمر من المعاصر لا يداس بهتاف جلبة لا هتاف. 34- قد اطلقوا صوتهم من صراخ حشبون الى العالة الى ياهص من صوغر الى حورونايم كعجلة ثلاثية لان مياه نمريم ايضا تصير خربة. 35- و ابطل من مواب يقول الرب من يصعد في مرتفعة و من يبخر لالهته. 36- من اجل ذلك يصوت قلبي لمواب كناي و يصوت قلبي لرجال قير حارس كناي لان الثروة التي اكتسبوها قد بادت. 37- لان كل راس اقرع و كل لحية مجزوزة و على كل الايادي خموش و على الاحقاء مسوح. 38- على كل سطوح مواب و في شوارعها كلها نوح لاني قد حطمت مواب كاناء لا مسرة به يقول الرب. 39- يولولون قائلين كيف نقضت كيف حولت مواب قفاها بخزي فقد صارت مواب ضحكة و رعبا لكل من حواليها. 40- لانه هكذا قال الرب ها هو يطير كنسر و يبسط جناحيه على مواب. 41- قد اخذت قريوت و امسكت الحصينات و سيكون قلب جبابرة مواب في ذلك اليوم كقلب امراة ماخض. 42- و يهلك مواب عن ان يكون شعبا لانه قد تعاظم على الرب. 43- خوف و حفرة و فخ عليك يا ساكن مواب يقول الرب. 44- الذي يهرب من وجه الخوف يسقط في الحفرة و الذي يصعد من الحفرة يعلق في الفخ لاني اجلب عليها اي على مواب سنة عقابهم يقول الرب. 45- في ظل حشبون وقف الهاربون بلا قوة لانه قد خرجت نار من حشبون و لهيب من وسط سيحون فاكلت زاوية مواب و هامة بني الوغا. 46- ويل لك يا مواب باد شعب كموش لان بنيك قد اخذوا الى السبي و بناتك الى الجلاء. 47- و لكنني ارد سبي مواب في اخر الايام يقول الرب الى هنا قضاء مواب.
ونحن نقرأ هذه الأيات فليكن فى أذهاننا أنها رثاء على موأب لكنها نبوة عن سقوط الشيطان الذى طالما أذل شعب الله وفى (14) هذه سخرية منهم لأنهم يتصوَرون أنفسهم جبابرة ومازال حتى اليوم من يتصور أنه أضعف من الشياطين. ولكن نحن بالمسيح الذى فينا أقوى منهم وفى (15) صورت مدنها = أى صعد الأعداء مدنها الجبلية. فنحن بالمسيح صعدنا لفوق فقهرنا قوة الشياطين.
وفى (16) قريب هلاك موأب = حين يجىء ملك بابل أو حين يجىء المسيح ضد إبليس. وفى (17) اندبوها = فالله حزين على أثار الخطية. قضيب وعصا = إشارة للمُلك وفى (18) إجلسى فى الظماء = أى فى العطش بلا تعزية من الروح القدس وهكذا كل من يفصل نفسه عن الله يفقد مجده ويعطش. أما الذى يشرب من الماء الذى يعطيه المسيح فلن يعطش أبداً. ومن (19-24) تصوير أوضح للمأساة وأنها عامة. هذه دعوة لنا أيضاً فالشيطان رئيس هذا العالم، وإذا سقط الرئيس أو الملك تخرب مدن ملكه. لذلك فهذا العالم مُقدم على الخراب كما خربت مدن موأب. فلنقتنع بتفاهة هذا العالم ونخشى غضب الله. وخراب هذا العالم سيكون مفاجئاً ومدهشاً لمن يظنون أنفسهم أقوياء قادرين على حماية أنفسهم. والخراب سيكون عاماً لأن الخطية عامة. وستنتقطع موأب من أن تكون شعباً لأنها إعتدت على شعب الله ولكن هذا الخراب لا يفرح قلب الله بل يحزنه لذلك يرثيه. وهناك كلمات كثيرة كررت هنا وفى أش 15 لأن الروح القدس الذى أوحى للنبيين هو روح واحد وفى (25) عُضب قرن موأب = كُسِرَ قوته فالقرن رمز للقوة وسط مجتمعات الرعاة. وقرن الشيطان هو قوته التى طالما هاجم بها البشر ولكن هذه القوة كسرها صليب المسيح. وتحطمت ذراعه = بمعنى فقد قوته. وفى (26) يشبه موأب أو الشيطان بإنسان سَكِرَ وهو هنا سَكِرَ من كأس خمر سخط الرب ففقد وعيه بل تمرغ فى قيئه فصار ضحكة. وفى (27) أفما كان إسرائيل ضحكة لكِ = لطالما سخرت الشياطين من شعب الله حين سقط وشمتت فيه والأن جاء الدور عليها. هل وُجِدَ بين اللصوص = حين سقط إسرائيل أو شعب الله هزأ بهم موأب أو هزأ بهم الشيطان كما لو كانوا لصوص بدلاً من رثائهم وهذا هو الفرق فالشيطان شامت فى سقوط أولاد الله وهلاكهم. وهذه الأيات ترثيه وترثى من تبعه. وفى (28) خلوا المدن وإسكنوا فى الصخر = وصخرتنا هو المسيح ولهُ وحدهُ نلجأ ولنعتزل العالم وشره حتى ننجو من الهلاك القادم. هذه دعوة لشعب موأب ليهرب من وجه خراب جيش بابل وهو دعوة لكل منا
(رؤ4:18 + أش20:48) لنهرب من الشر القادم فنهرب منهُ. كونوا كحمامة تعشش فى جوانب فم الحفرة = فم الحفرة هو جنب المسيح المطعون الذى نلجأ إليه للحماية كما لجأت حمامة نوح إلى الفلك، لنحتمى بدم المسيح. وفى (29) تظهر خطية موأب أو خطية الشيطان فقد تكررت كلمة كبرياء 6 مرات بما يعنى كمال النقص. وهذا يشير لمدى ضيق الله من هذه الخطية (كبرياء موأب + متكبر جداَ + عظمته + كبريائه + جلاله + إرتفاع قلبه). حقاً قبل السقوط تشامخ الروح والكبرياء قبل الكسر. وموأب الذى لا يريد أن يتذلل فسوف يُذل. وفى (30) يظهر شرهم ضد شعب الله وخيانتهم فى معاملاتهم معهم لكراهيتهم لأولاد الله. فموأب أوقع بين الكلدانيين وبين شعب يهوذا وقالوا عنهم كلام شرير حتى يفنوهم كشعب ولكن أليس هذا هو عمل الشياطين ضدَنا ولذلك فأحد أسماء الشياطين " المشتكى" والسيد لهُ المجد أطلق عليه "الكذاب وابو الكذاب" فهو يشتكى علينا أمام الله وبأضاليله وأكاذيبه يخدعنا فنسقط فيشتكى علينا. ولكن الله يقول هنا إنه باطل = لأن الله سيبطل مؤامراته ويفضحه. وفى (31) النبى يولول ويرثى الخراب الأتى وسيبطل صوت الفرح العالمى المشار لهُ بالخمر والمعصر والجفنة ويحل مكانهُ الصراخ جلبه لا هتاف (32-34) وفى هربهم يكونون كعجلة ثلاثية = أى لها ثلاث سنين وهى تندفع فى طيش وتهور من الرعب القادم. لأن مياه نمريم تصير خربة = مصدر المياه أى مصدر العزاء يتوقف. هذا أكبر مصدر للرعب. وفى (35) نهاية هذه العبادة الوثنية. وفى (36) الصغير على الناى يستخدم فى الحزن. والنبى هنا يرثى من "ربح العالم وخسر نفسه" وفى (37) علامات وثنية لإظهار الحزن وفى (38) نجد النوح على الأسطح حيث سبق وقدموا عباداتهم للأوثان بلا خجل وفى (38) تشبه بإناء محطَم فمهما كان ثمنه إذا تحطم لا يصير لهُ أية قيمة. وفى (40) ملك بابل يأتى باسطاً جناحين ضد موأب= أى جيوشه ولكن المعنى الروحى فالمسيح هو الذى أتى كنسر بلاهوته وناسوته ليحارب الشيطان. وفى (41) سقوط الجبابرة مهما تحصنوا، بل سيكونوا فى رعبهم كقلب إمرأة ماخض. وفى (42) نهاية كل متكبر والأيات (43-45) فيها تحقيق لنبوة موسى عن موأب (عد 21-28) فهم سيلحق بهم غضب رهيب وسيهربون إلى حشبون ويظنون أن الغضب هكذا إنتهى بحصول الكلدانيين على المدن الأخرى ولكن تخرج نار لتلتهمهم. وفى (47،46) ينتقل الكلام من الرمز للشياطين لشعب موأب نفسه. وهم كشعب أممى لهم رجاء فى الخلاص بالمسيح. وهنا يظهر حنو الله على الجميع وحزنه على سبيهم ولكن حين يأتى المسيح يرد سبى موأب أيضاً.


الإصحاح التاسع والأربعون

كأس الغضب مازال يدور وسيشرب منه كل الأمم (15:25) العمونيين والأدوميين والسوريين...

الأيات 1-6:- 1- عن بني عمون هكذا قال الرب اليس لاسرائيل بنون او لا وارث له لماذا يرث ملكهم جاد و شعبه يسكن في مدنه. 2- لذلك ها ايام تاتي يقول الرب و اسمع في ربة بني عمون جلبة حرب و تصير تلا خربا و تحرق بناتها بالنار فيرث اسرائيل الذين ورثوه يقول الرب. 3- ولولي يا حشبون لان عاي قد خربة اصرخن يا بنات ربة تنطقن بمسوح اندبن و طوفن بين الجدران لان ملكهم يذهب الى السبي هو و كهنته و رؤساؤه معا. 4- ما بالك تفتخرين بالاوطية قد فاض وطاؤك دما ايتها البنت المرتدة و المتوكلة على خزائنها قائلة من ياتي الي. 5- هانذا اجلب عليك خوفا يقول السيد رب الجنود من جميع الذين حواليك و تطردون كل واحد الى ما امامه و ليس من يجمع التائهين. 6- ثم بعد ذلك ارد سبي بني عمون يقول الرب.
أراضى بنى عمون (عبادة بنى عمون تشمل تقديم أطفالهم ذبائح لإلههم ملكوم ويقال له ملكها.) هى القسم الشمالى من شرق الأردن، وجنوبها هو موأب ولما خرَب الأشوريون إسرائيل أخذ بنى عمون قسماً من أرض سبط جاد = أليس لإسرائيل وارث. أى لا حق لبنى عمون أن يأخذوا أرض إسرائيل (2مل29:15 + 1أى26:5) وفى هجوم العمونيين على شعب إسرائيل الجريح بعد سبيه قتلوهم بوحشية وبربرية (عاموس13:1 + صف8:2). وبنى عمون يشيرون لمن يريدوا أن يغتنموا من الكنيسة، أو يرثوها، مثل سيمون الساحر. وفى (2) ربة بنى عمون = هى عاصمتهم وهى عمان اليوم وبناتها = باقى مدن بنى عمون الذين يعتمدون على العاصمة وهى التى تحكمهم بقوانينها. وبنى عمون سيعاقبها الرب ويرعبها لأنها أرعبت شعبه. ويرث إسرائيل الذين ورثوه وهذا حدث فعلاً بعد سقوط بنى عمون. وفى (4) ما بالكِ تفتخرين بالأوطية = أى فيضان أوديتك ومصدر غناكِ وثروتك فتوكلت على خزائنها = هذه الأودية أخذوها من إسرائيل، وهى أودية محاطة بالجبال ومحصنة يصعب إختراقها. وخيراتها وفيرة. وهنا تظهر خطية أخرى لبنى عمون وهى الكبرياء والإتكال على خزائنهم وليس على الله. ويسميها الله البنت المرتدة = فهم نسل لوط البار لكنهم إنحرفوا لعبادة الأوثان. قد فاض وطاؤكِ دماً من دم اليهود الذين قتلوهم وضحايا أوثانهم. ويمكننا فهم أن خطية بنى عمون هى خطية الشياطين الذين تسببوا فى موت أولاد الله وفى كبريائهم وثقتهم فى أنفسهم. والأيات المخيفة هنا تشير لهلاك ورُعب الشياطين من عقوبات الله. وهلاك شعب بنى عمون نفسه لأنهم خضعوا لمشورات الشياطين. ولكن عمل المسيح سيحرر الجميع = أرد سبى بنى عمون (6).

الأيات 7-22:- 7- عن ادوم هكذا قال رب الجنود الا حكمة بعد في تيمان هل بادت المشورة عن الفهماء هل فرغت حكمتهم. 8- اهربوا التفتوا تعمقوا في السكن يا سكان ددان لاني قد جلبت عليه بلية عيسو حين عاقبته. 9- لو اتاك القاطفون افما كانوا يتركون علالة او اللصوص ليلا افما كانوا يهلكون ما يكفيهم. 10- و لكنني جردت عيسو و كشفت مستتراته فلا يستطيع ان يختبئ هلك نسله و اخوته و جيرانه فلا يوجد. 11- اترك ايتامك انا احييهم و اراملك علي ليتوكلن. 12- لانه هكذا قال الرب ها ان الذين لا حق لهم ان يشربوا الكاس قد شربوا فهل انت تتبرا تبرؤا لا تتبرا بل انما تشرب شربا. 13- لاني بذاتي حلفت يقول الرب ان بصرة تكون دهشا و عارا و خرابا و لعنة و كل مدنها تكون خربا ابدية. 14- قد سمعت خبرا من قبل الرب و ارسل رسول الى الامم قائلا تجمعوا و تعالوا عليها و قوموا للحرب. 15- لاني ها قد جعلتك صغيرا بين الشعوب و محتقرا بين الناس. 16- قد غرك تخويفك كبرياء قلبك يا ساكن في محاجئ الصخر الماسك مرتفع الاكمة و ان رفعت كنسر عشك فمن هناك احدرك يقول الرب. 17- و تصير ادوم عجبا كل مار بها يتعجب و يصفر بسبب كل ضرباتها. 18- كانقلاب سدوم و عمورة و مجاوراتها يقول الرب لا يسكن هناك انسان و لا يتغرب فيها ابن ادم. 19- هوذا يصعد كاسد من كبرياء الاردن الى مرعى دائم لاني اغمز و اجعله يركض عنه فمن هو منتخب فاقيمه عليه لانه من مثلي و من يحاكمني و من هو الراعي الذي يقف امامي. 20- لذلك اسمعوا مشورة الرب التي قضى بها على ادوم و افكاره التي افتكر بها على سكان تيمان ان صغار الغنم تسحبهم انه يخرب مسكنهم عليهم. 21- من صوت سقوطهم رجفت الارض صرخة سمع صوتها في بحر سوف. 22- هوذا كنسر يرتفع و يطير و يبسط جناحيه على بصرة و يكون قلب جبابرة ادوم في ذلك اليوم كقلب امراة ماخض.
أدوم هو عيسو وهو عدو تقليدى ليعقوب منذ البطن. وطالما عادت أدوم شعب إسرائيل. وكان مما ضاعف ألام اليهود شماتة الأدوميين فى سقوطهم ومصيبتهم (مز7:137). ونجد هنا تشابهاً كبيراً مع نبوة عوبديا فالروح القدس واحد الذى أوحى بالكتاب كله. ومدن أدوم الشهيرة تيمان (وهو حفيد لعيسو تك11:36) وبُصرة. وكان أليفاز التيمانى أحد الحكماء أصحاب أيوب. فيبدو أن تيمان أشتهرت بالحكماء. ولكن حكمة البشر والشياطين تخزى أمام حكمة الله. وفى (7) هل فرغت حكمتهم = فملك بابل قادم لخراب أدوم وحكمة حكمائها لن تستطيع أن تنقذها من المصير الذى أراده لها الله بسبب خطيتهم. وكان حكماؤهم قد أعدوا طريقاً للهرب. وكانوا يظنون أن الجبال ستحميهم وفى (8) لا هربهم ولا تعمقهم فى الجبال سيحميهم فقد جلب الله عليهم بلية عيسو = أى خطيته وفى (9)، (10) خراب أدوم سيكون تاماً فهم يستحقون هذا وتكون أدوم عارية تماماً لأن العدو سيجردها من كل شىء وفى (11) أية معزية لرعاية من لا يرعاهم أحد، الأرامل والأيتام. وفى (12) الذين لا حق لهم أن يشربوا الكأس = هم شعب الله. فالله إذا عاقب شعبه بسبب خطاياه فسوف يعاقب الأخرين لو أخطأوا. (13-18) خراب أدوم الهائل بسبب كبريائها = رفعت كنسر عشك. وبسبب إحساسها بالأمن الكاذب والثقة فى حكمتها التى تحميها = يا ساكن فى محاجىء الصخر. وفى (19) النبوة هنا عن عدو رهيب هو نبوخذ نصر الذى سيأتى كأسد بغضب وعنف ومن كبرياء الأردن = من المكان المنفوخ بالكبرياء. وكأن كبريائه قد أهاجت نبوخذ نصر. فجاء عليهم كما لو كانوا مرعى دائم وإذا جاء العدو كأسد فمن الراعى الذى يقف أمامهُ. وسيأتى العدو على قلاعهم وحصونهم فجأة وهم غير مستعدين للدفاع. أغمز = يأتى فجأة بلا توقع. وفى (20) بل إذا كان الرب ضد أدوم فالموضوع لا يحتاج لأسد بل أصغر عدو فى القطيع قادر على طردهم = صغار الغنم تسحبهم. وهو سيأتى عليهم كنسر(22) = يطير وينقض فوق فريسته. وفى (21) تسمع فى بحر سوف = أى البحارة فى المراكب التجارية سيسمعون صوت إنكسارهم ويبلغونه لكل العالم. وإذا عرفنا أن أدوم تشير للشياطين فأدوم عدو تقليدى ليعقوب شعب الله والشياطين أعداء تقليديين لأولاد الله. هؤلاء سياتى المسيح عليهم كأسد ويهزمهم ويجعلهم خراباً. وأولاد الله قطيعه الصغير = صغار الغنم سيكونون قادرين على طرد الشياطين. والمسيح كان كالأسد فى قيامته وكالنسر فى صعوده. والبحارة أى الكارزين سيسمعون فى العالم كله صوت إنكسار الشياطين وسلطان البشر عليهم. وبالمسيح تخزى حكمة الشياطين وتدبيراتهم. ويعود بالمسيح إسرائيل إلى ميراثه الذى حرمه منه الشياطين والمسيح جعل الشيطان عارياً أى كشف مخططاته. والذل الذى كان البشر لاحق لهم أن يشربوا منه سيشرب منه إبليس. وفى (15) جعلتك صغيراً بين الشعوب. فبعد ما إرتفع الشيطان قبل المسيح (16) صار صغيراً حقيراً بعدهُ. وبحوَل المسيح كنيسته لمرعى دائم (19).

الأيات 23-27 :- 23- عن دمشق خزيت حماة و ارفاد قد ذابوا لانهم قد سمعوا خبرا رديئا في البحر اضطراب لا يستطيع الهدوء. 24- ارتخت دمشق و التفتت للهرب امسكتها الرعدة و اخذها الضيق و الاوجاع كماخض. 25- كيف لم تترك المدينة الشهيرة قرية فرحي. 26- لذلك تسقط شبانها في شوارعها و تهلك كل رجال الحرب في ذلك اليوم يقول رب الجنود. 27- و اشعل نارا في سور دمشق فتاكل قصور بنهدد.
بن هدد (27) قد يكون إسماً يطلق على ملوك سوريا مثل فرعون فى مصر. ودمشق العاصمة وحماة وأرفاد أكبر المدن. وسوريا (أرام) كانت مؤذية لشعب الله. وهؤلاء سيسمعون أخبار نبوخذ نصر، وهكذا يرتعبون. والله يُرعِب الأمم التى طالما إفتخرت بقوتها. وهى كانت شهيرة وسط العالم ولكنها للأسف لم تعط المجد لله بل لنفسها. ومدينة فرحى = الله أعطاها القوة والمجد والغنى لتكون فرحاً لهُ. ولكنها عوض ذلك وضعت قلبها فى العالم ولم تفرح قلب الله لذلك ستخزى وتخرب وستحترق قصور بنهدد التى طالما تم التدبير فيها ضد شعب الله. وهذه نرى فيها فصلاً جديداً لعمل الشيطان. فالله خلق الإنسان وزينه وزوده بكل شىء ليكون مدينة فرحه. هو يفرح بما أعطاه لهُ الله والله يفرح به وبخضوعه وبالحب المتبادل لكن الخطية أفسدت هذا كله بل ستفسد قصور وأمجاد هذا العالم. فالإنسان خُلِق على صورة الله وكان بجب أن يكون مجده هو الله لكن لأنه "أبدل مجد الله الذى لا يفنى" (رو23:1) لذلك أسلمه الله أيضاً فى شهوات قلبه إلى النجاسة لإهانة أجسادهم "وتحول الإنسان للخراب".

الأيات 28-33 :- 28- عن قيدار و عن ممالك حاصور التي ضربها نبوخذراصر ملك بابل هكذا قال الرب قوموا اصعدوا الى قيدار اخربوا بني المشرق. 29- ياخذون خيامهم و غنمهم و ياخذون لانفسهم شققهم و كل انيتهم و جمالهم و ينادون اليهم الخوف من كل جانب. 30- اهربوا انهزموا جدا تعمقوا في السكن يا سكان حاصور يقول الرب لان نبوخذراصر ملك بابل قد اشار عليكم مشورة و فكر عليكم فكرا. 31- قوموا اصعدوا الى امة مطمئنة ساكنة امنة يقول الرب لا مصاريع و لا عوارض لها تسكن وحدها. 32- و تكون جمالهم نهبا و كثرة ماشيتهم غنيمة و اذري لكل ريح مقصوصي الشعر مستديرا و اتي بهلاكهم من كل جهاته يقول الرب. 33- و تكون حاصور مسكن بنات اوى و خربة الى الابد لا يسكن هناك انسان و لا يتغرب فيها ابن ادم.
هؤلاء هم نسل إسمعيل وهؤلاء يرمزون للمولودين حسب الجسد الذين يطلبون بركة فى مقابل أعمالهم الناموسية ثم يتبين لهم ان إبن الجارية لا يرث مع إبن الحرة. وهناك معنى روحى آخر. فهذا الشعب يعيش فى أمان كاذب وأمة ساكنة مطمئنة يعيشون فى خيام بلا أسوار (31) نادى عليها من حولها أن تأخذ حذرها = ينادون إليهم الخوف من كل جانب (29) = أى هناك حرب ولكنهم لم يهتموا بأن يقيموا لأنفسهم مصاريع ولا عوارض لتحميها وكيف يقيم الإنسان لنفسه هذه الحماية؟ بأن يلجأ لله ليكون سوراً لهُ. ولكنهم رفضوا وظلت هذه الجماعة = تسكُن وحدها = أى بلا حماية الله. فالله أعطانا خيرات ونعم كثيرة لكن الشيطان مستعد أن يخطف كل هذه إن لم ننتبه ونعيش كأننا فى حرب العمر كله حتى آخر لحظة. فالشيطان حارب القديس أبو مقار حتى وهو على فراش الموت. ومن لا ينتبه أنه فى حرب يخطف ما عنده وينهبه فيتشتت بعيداً عن الله فيهلك وهذا معنى الأية (32) وفى (28) التى ضربها = النبوة قيلت قبل الضربة ولكن لأن النبوة حقيقية أخذت شكل التأكيد بصيغة الماضى. والنبوة هنا ضد الذين سكنوا فى صحراء العربية والإمارات الصغيرة المنضمة لها مثل حاصور. وغالباً كانت حاصور كنعانية فى شمال العربية وهؤلاء يسكنون فى خيام ولا يوجد لهم جدران ولكن خيامهم لها شقق = ستائر. ومدنهم غير محصنة، بلا أسوار ولا يوجد لديهم كنوز بل قطعان من الإبل. ولكن حتى هؤلاء الذين كانوا فقراء ولديهم القليل معرضين للحرب وسيخربوا لو عاشوا بلا تدبير أى دون علاقة قوية مع الله ليسندهم ويبعد عنهم هذا الخطر، خط إبليس المستعد لأن يخطف ما عندنا. "بدونى لا تستطيعوا شيئاً". ومن ناحية نبوخذ نصر فهو هاجمهم حتى يستفيد بماشيتهم لجنوده. ولكن لماذا سمح الله ضدهم بذلك؟ لأن هؤلاء كان لهم خطية وكانوا ضد الله وشعب الله وأية (30) مهما هربوا الأن لا فائدة فهم هنا مثل العذارى الجاهلات ولم يدركوا أن نبوخذ راصر (الشيطان) فكر عليهم فكراً رديئاً. قارن مع 2 بط 4:3 فهذا حال كثيرين حتى الأن ممن لم يدركوا أننا فى حرب مستمرة. لذلك ولأنَ العهد القديم يشرح لنا بأسلوب تصويري الحياة الروحية نجد شعب الله دائماً فى حروب.

الأيات 34-39:- 34- كلمة الرب التي صارت الى ارميا النبي على عيلام في ابتداء ملك صدقيا ملك يهوذا قائلة. 35- هكذا قال رب الجنود هانذا احطم قوس عيلام اول قوتهم. 36- و اجلب على عيلام اربع رياح من اربعة اطراف السماء و اذريهم لكل هذه الرياح و لا تكون امة الا و ياتي اليها منفيو عيلام. 37- و اجعل العيلاميين يرتعبون امام اعدائهم و امام طالبي نفوسهم و اجلب عليهم شرا حمو غضبي يقول الرب و ارسل وراءهم السيف حتى افنيهم. 38- و اضع كرسيي في عيلام و ابيد من هناك الملك و الرؤساء يقول الرب. 39- و يكون في اخر الايام اني ارد سبي عيلام يقول الرب.
العيلاميين هم الفارسيين، هم نسل عيلام إبن سام (تك22:10) وأية (35) تكشف خطيتهم هأنذا أحطم قوس عيلام أول قوتهم = فكان هذا الشعب مشهوراً بإستعمال القوس بمهارة. ولكنهم لم يعتمدوا على الله. وهذه سقطة كل من يكون مغروراً بقوته ومواهبه ولا يشعر أن الله هو قوته هذا يفصل نفسه عن الله ومعنى "أول قوتهم" أنهم يعتمدون عليه بالدرجة الأولى حسب ترجمات أخرى. إذاً فالله ليس هو من يعتمدون عليه بالدرجة الأولى. هذه نفس قضية من يعتمد على قوته الذاتية (مال – قوة...) أو على ذراع بشر. وملعون كل من إتكل على ذراع بشر سواء هذا الذراع هو ذراعه هو أو ذراع آخر. وهؤلاء سيتشتتوا لأطراف السماء وهذا ما حدث حرفياً حينما هاجمهم الإسكندر الأكبر فشتتهم. وكسر قوتهم أى قوسهم فما يعتمد الإنسان عليه بالأكثر يخيب منه. وأضع فى عيلام كرسَى (38) هذا تمَ أولاً على يد نبوخذ نصر فقد أخضعهم بعد هذه النبوة ثم جاء كورش (مسيح الرب) رمز للمسيح المحرر. ولكن المعنى أن سلطان الله وحكمه عليهم سينفذ. وفى (39) أرد سبى عيلام = هى تحققت جزئياً فى كورش ثم كلياً فى المسيح حين وصلت لهم البشارة بلسانهم (أع 11،9:2) وهذه هى العودة من السبى الحقيقية أى الإيمان بالمسيح.


الإصحاح الخمسون

فى هذا الإصحاح وما يليه نبوة على بابل. وجاءت فى آخر نبوات أرمياء فهى تحققت آخر الكل وحين دارت كأس الرب شرب ملك شيشق (بابل) الكأس آخر الكل (17:25) وبابل قد إستخدمت كعصا تأديب ضد الممالك المجاورة والآن تلقى العصا فى النار. وقد تم خراب بابل بيد كورش. وقد سبق وتنبأ إشعياء عن خراب بابل قبل أن تصل بابل لمجدها والآن وهى فى عز مجدها يتنبأ عنها إرمياء ثانية بخرابها. وكانت نبوات أشعياء عن خراب بابل وخلاص المسبيين تشير للخلاص الذى سيصنعه المسيح على قوات الظلمة. أما نبوات أرمياء فهى تشير بالأكثر لإنتصار المسيح وكنيسته فى الأيام الأخيرة، أيام الوحش ومملكته وهى ما تسمى بابل العهد الجديد. وبابل تشير لمملكة الشر فى الكتاب المقدس فبداية من سفر التكوين نجد بابل تتحدى الله فى بناء برج يتحدون به إرادته. ثم بوثنيتها وشياطينها. وينتهى الكتاب المقدس بسفر الرؤيا الذى فيه نهاية بابل أى مملكة الشيطان. ونستطيع أن نقول كما أن الكنيسة عروس المسيح، هكذا بابل هى عروس الشيطان. العروس الأولى الكنيسة هى المرأة المتسربلة بالشمس (رؤ 1:12) والمرأة الأخرى بابل العهد الجديد هى الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة وهى جالسة على وحش قرمزى مملوء أسماء تجديف (أى معتمدة عليه فهو عريسها) (رؤ1:17-5) وعلى جبهتها إسم مكتوب. سر بابل العظيمة أم الزوانى ورجاسات الأرض. إذاً فهى مملكة الشر، هى العالم بخطاياه، هى العالم الذى قبل من يد الشيطان شهوات وملذات الجسد. وهذه المملكة ستخرب وتُدَمر وعلينا من الأن أن نهرب من خطايا بابل أى نهرب من شر العالم حتى لا يلحقنا أذاها (رؤ1:18-5) أى لا نخرب حينما يخرب العالم. ولاحظ أن مملكة بابل كانت أكبر وأضخم مملكة بالمقارنة بكل من سبق (موأب وبنى عمون...) فإن كانت هذه الممالك قد ضايقت إسرائيل. فبابل قد سحقتها ودمرتها وإستعبدت شعبها وهذا يشير لإستعباد الشيطان لأولاد الله. ولذلك كانت النبوة ضد بابل أطولهم لتعزية شعب الله المسبى. وما سبق أن تنبأ عنه النبى بإختصار فى (12:25، 7:27) شرحه هنا بالتفصيل وكون الله قد إستخدم بابل كعصا تأديب (هو نفسه) فالله يستعمل الشيطان الأن كعصا تأديب. وكما أدبت بابل يهوذا على خطاياها، هكذا سمح بولس الرسول بأن يؤدب الشيطان زانى كورنثوس لتخلص الروح فى يوم الرب وهكذا مع أيوب بل مع بولس الرسول نفسه (2 كو7:12). ولكن بعد أن إنتهت العصا من التأديب ألقيت فى النار. هذا ما حدث فى خراب بابل وهذا ما سيحدث مع الشيطان بأن يلقى فى البحيرة المتقدة بالنار. وهنا إختلطت نبوات خراب بابل بوعود الله المعزية لشعبه وكأن خراب بابل يجب أن يحدث حتى يوجد هناك طريق لعودة شعب الله. وفى الصليب تحقق لنا الخلاص وتقييد إبليس. وفى اليوم الأخير كمال الخلاص ونهاية إبليس التامة.

الأيات 1-8:- 1- الكلمة التي تكلم بها الرب عن بابل و عن ارض الكلدانيين على يد ارميا النبي. 2- اخبروا في الشعوب و اسمعوا و ارفعوا راية اسمعوا لا تخفوا قولوا اخذت بابل خزي بيل انسحق مرودخ خزيت اوثانها انسحقت اصنامها. 3- لانه قد طلعت عليها امة من الشمال هي تجعل ارضها خربة فلا يكون فيها ساكن من انسان الى حيوان هربوا و ذهبوا. 4- في تلك الايام و في ذلك الزمان يقول الرب ياتي بنو اسرائيل هم و بنو يهوذا معا يسيرون سيرا و يبكون و يطلبون الرب الههم. 5- يسالون عن طريق صهيون و وجوههم الى هناك قائلين هلم فنلصق بالرب بعهد ابدي لا ينسى. 6- كان شعبي خرافا ضالة قد اضلتهم رعاتهم على الجبال اتاهوهم ساروا من جبل الى اكمة نسوا مربضهم. 7- كل الذين وجدوهم اكلوهم و قال مبغضوهم لا نذنب من اجل انهم اخطاوا الى الرب مسكن البر و رجاء ابائهم الرب. 8- اهربوا من وسط بابل و اخرجوا من ارض الكلدانيين و كونوا مثل كراريز امام الغنم.
أية (2) بالرغم من معاملة ملك بابل الطيبة للنبى إلا أنه لا يستطيع أن يمنع كلمة الله. ولاحظ ان النبوة بخراب بابل بصيغة الماضى لأن كلام الله لا يتغير. ولاحظ أن من تنبأ بأن بابل تسود على الأمم وعلى يهوذا، ها هو يتنبأ بنهايتها وهذا دليل عدم ولائه لبابل. بل هو يحرص على الهرب منها لكيلا يشترك فى خطاياها وعقابها. وإرفعوا راية = الراية ترفع فهو يوم نصر. والراية تلفت نظر جميع الشعوب وهى تعطى فرح لشعب الله. خزى بيل = خزيت أصنام بابل فهى لم تستطع حماية بابل وسكانها وهكذا إبليس قد خزى بصليب المسيح. وكل من سار وراء إبليس سيخزى. وفى (3) أمة من الشمال = هى مملكة ميديا التى تقع شمال بابل والتى بدأ منها كورش نزوله على بابل. ولاحظ أن الفرس كانوا يعبدون إله واحد رمزه هو النار وكانوا يكرهون الأصنام ويحطمونها.
وفى (4) صورة رائعة بعد عمل الصليب يأتى شعب الله المتحد، فالمسيح وحدنا فى شخصه وهذا معنى يأتى بنو إسرائيل هم وبنو يهوذا = هم رجعوا لله بالتوبة والتوبة هى بداية لباقى البركات وقد صاحب التوبة بكائهم على خطاياهم. والمتوقع لمن يقدم توبة بدموع أن يحوَل الله حزنه إلى فرح. وهم عادوا بثقة كبيرة لأنهم رأوا أن ألهة بابل قد خزيت.
وفى (5) فى توبتنا نرجع لله وللكنيسة أمنا = يسألون عن طريق صهيون = وهم فكروا فى العودة لوطنهم كواجب لأن وطنهم هو جبل صهيون المقدس حيث بيت الله. ولكن الطريق يبدو صعباً وهم لم يسلكوه قبلاً. ولكن هم سوف يسألون وهذا دور الخدام أن يجيبوا بخبرتهم وإرشاد روح الله لهم. لكن طالما هم قرروا أنهم لن يرتدوا لبابل فهم حتماً سيصلون إلى صهيون، أورشليم السمائية. وفى التوبة نجدد العهد مع الله بعد أن كنا قد كسرناه.
وفى (6) حال الشعب قبل المسيح "الذين قبلى هم سراق ولصوص... أنا هو الراعى الصالح" كهنتهم وأنبيائهم أضلوهم. بل ظنوا أن من حقهم أن يظلموهم (7) ويستغلوهم كما لو كانوا خرافاً ضالة بلا صاحب. وبابل تصوروا أن هذا حقهم لأن هذا الشعب أخطأ لله. هذا ما ردده نبوزردان (3:40) وهذا ما يصنعه الشيطان الأن. وكان مما ضاعف خطيتهم أنهم قالوا عن الله مسكن البر = فهم يعلمون هذا وبضلالهم إبتعدوا عن البر وفى (8) دعوة للهرب من وسط بابل. هى دعوة لكل منا أن يترك طريق الشر لأن باب الحرية قد فتحهُ المسيح لنا بل إهربوا وكونوا مثل كراريز أمام الغنم = كراريز أى ذكور الغنم (الكباش، وهذه تندفع أمام إناثها تقودها. وهذا هو واجب كل واحد أن يكافح ويجاهد ليقود الأخرين لطريق التوبة وفى (أم31:30) نفس المعنى.

الأيات 9-20 :- 9- لاني هانذا اوقظ و اصعد على بابل جمهور شعوب عظيمة من ارض الشمال فيصطفون عليها من هناك تؤخذ نبالهم كبطل مهلك لا يرجع فارغا. 10- و تكون ارض الكلدانيين غنيمة كل مغتنميها يشبعون يقول الرب. 11- لانكم قد فرحتم و شمتم يا ناهبي ميراثي و قفزتم كعجلة في الكلا و صهلتم كخيل. 12- تخزى امكم جدا تخجل التي ولدتكم ها اخرة الشعوب برية و ارض ناشفة و قفر. 13- بسبب سخط الرب لا تسكن بل تصير خربة بالتمام كل مار ببابل يتعجب و يصفر بسبب كل ضرباتها. 14- اصطفوا على بابل حواليها يا جميع الذين ينزعون في القوس ارموا عليها لا توفروا السهام لانها قد اخطات الى الرب. 15- اهتفوا عليها حواليها قد اعطت يدها سقطت اسسها نقضت اسوارها لانها نقمة الرب هي فانقموا منها كما فعلت افعلوا بها. 16- اقطعوا الزارع من بابل و ماسك المنجل في وقت الحصاد من وجه السيف القاسي يرجعون كل واحد الى شعبه و يهربون كل واحد الى ارضه. 17- اسرائيل غنم متبددة قد طردته السباع اولا اكله ملك اشور ثم هذا الاخير نبوخذراصر ملك بابل هرس عظامه. 18- لذلك هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل هانذا اعاقب ملك بابل و ارضه كما عاقبت ملك اشور. 19- و ارد اسرائيل الى مسكنه فيرعى كرمل و باشان و في جبل افرايم و جلعاد تشبع نفسه. 20- في تلك الايام و في ذلك الزمان يقول الرب يطلب اثم اسرائيل فلا يكون و خطية يهوذا فلا توجد لاني اغفر لمن ابقيه.
أية (9) جمهور شعوب عظيمة أى مادى وفارس ومن هو متحد معهم وهؤلاء سيأخذوها = من هناك تؤخذ = أى من الذين إصطفوا أمامها وحاصروها وهم بقيادة كورش. والأن كل المؤمنين يفعلون هذا بإبليس بقيادة ربنا يسوع المسيح الذى خرج غالباً ولكى يغلب (رؤ2:6) وفى (11) كعجلة فى الكلأ = أى تدوس المرعى. والمعنى لشماتتهم فى خراب شعب الرب وهذا ما تفعله الشياطين. فإذا كان هناك فرح فى السماء بخاطىء واحد يتوب فهناك فرح عند الشياطين بكل إنسان يضل الطريق ويترك الله. ويُصوَر هنا فرحهم بعجلة تجرى فرحة وحصان يصهل فرحاً ونشوة. يدوسون المرعى أى يدوسوا هذا الإنسان الساقط. وفى (12) تخزى أمكم = أى يا أيها الشامتون ستخزون حينما تسقط بابل وتخزى. ها أخرة الشعوب = فى هذا الوقت كانت بابل هى آخر دولة عظمى ولكن ها هى سوف تصبح خراباً. وكم من دولة عظمى الأن يحكمها الشر سوف تصبح خراباً.
والأيات حتى (15) تصوَر خرابها العجيب (بابل = تعنى بلبلة، ومن يتبع إبليس (رمزه بابل) فنصيبه ضلال وبلبلة على الأرض وخراب هنا وهناك). وعلماء الأثار بذلوا جهوداً خرافية للعثور على بقاياها بلا فائدة مع العلم بأن أسوارها كانت من عجائب الدنيا وفى (16) كل العاملين بعد خرابها (العمال المسخرون) سيطلقون ويرجع كل واحد إلى وطنه.
والأيات (17-20) يظهر فيها عمل المسيح = يطلب إثم إسرائيل فلا يكون = وهذا لم يكن إلا بصليب المسيح الذى قال وهو معلق عليه "يا أبتاه إغفر لهم" ومن هنا بدأ عمله الشفاعى. "فدم يسوع يطهرنا من كل خطية". وبعد أن تشتت شعب الله وداسهُ أشور وبابل أى الشياطين، عاقبهم الله ورد شعبه إسرائيل لمسكنه. فهذا حقه أن يتمتع بكرمل وباشان وهى جبال عالية فالله رد شعبه ليعيش فى السماويات وأشبعه فى جبل أفرايم = هو أشبعنا من جسده ودمه وتعزيات روحه القدوس. وهو يرعانا فى مراع خضر.

الأيات 21-32:- 21- اصعد على ارض مراثايم عليها و على سكان فقود اخرب و حرم وراءهم يقول الرب و افعل حسب كل ما امرتك به. 22- صوت حرب في الارض و انحطام عظيم. 23- كيف قطعت و تحطمت مطرقة كل الارض كيف صارت بابل خربة بين الشعوب. 24- قد نصبت لك شركا فعلقت يا بابل و انت لم تعرفي قد وجدت و امسكت لانك قد خاصمت الرب. 25- فتح الرب خزانته و اخرج الات رجزه لان للسيد رب الجنود عملا في ارض الكلدانيين. 26- هلم اليها من الاقصى افتحوا اهراءها كوموها عراما و حرموها و لا تكن لها بقية. 27- اهلكوا كل عجولها لتنزل للذبح ويل لهم لانه قد اتى يومهم زمان عقابهم. 28- صوت هاربين و ناجين من ارض بابل ليخبروا في صهيون بنقمة الرب الهنا نقمة هيكله. 29- ادعوا الى بابل اصحاب القسي لينزل عليها كل من ينزع في القوس حواليها لا يكن ناج كافئوها نظير عملها افعلوا فيها حسب كل ما فعلت لانها بغت على الرب على قدوس اسرائيل. 30- لذلك يسقط شبانها في الشوارع و كل رجال حربها تهلكون في ذلك اليوم يقول الرب. 31- هانذا عليك ايتها الباغية يقول السيد رب الجنود لانه قد اتى يومك حين عقابي اياك. 32- فيعثر الباغي و يسقط و لا يكون له من يقيمه و اشعل نارا في مدنه فتاكل كل ما حواليها.
أية (21) مراثايم = إسم لبلاد جنوب بابل ومعناها تمرداً مضاعفاً. وهى قطعة من أرض بابل جزء منها فى أشور وجزء فى أرمينيا. وفقود كانت بلداً فى بابل إستولى عليها كورش فى نزوله على بابل. ويقولون أنها ضاحية من ضواحى العاصمة التى أبادها كورش. والمعنى أن الرب أبادها لتمردها. وفى (23) كانت بابل مطرقة الأمم [ تستخدم مطرقة (تجارب) لضرب الماس (المؤمنين) والماس الحقيقى (الأبرار) لا يتأثر والمغشوش (الأشرار) ينكسر]. = فهى ضربت الجميع وهكذا الشيطان فقد أذل الجميع. والأن فتح الرب خزانته (25) وأخرج الرب منها جيش فارس ليحطم بابل. فالله لهُ أدواته وألات رجزه لتأديب العصاة. فالرجال العظماء والدول ما هم إلا ألات لتنفيذ أغراض الله. وكانت فارس شركاً لبابل (24) واللة حكم بهذا على بابل لأنها كانت مطرقة طالما أذت وأضرت شعب الله وكانت تكسره وهى أيضاً خاصمت الرب (24) أى حاربته وعارضته وتمردت عليه وهى خربت أورشليم وبيت الله. وهذا ما صنعه الشيطان بأن دمر أولاد الله. ورمز الشيطان هنا بابل أم الوثنية فى العالم.
وفى (26) أهراءها = أى خزائنها أو مخازنها فكل ما تملكه سيذهب عنها وفى (28) نقمة هيكله = فبابل دنست أنية بيت الرب وهيكله. والشياطين دنسوا أولاد الله لذلك سينتقم منهم. ولكن من عَرِف عمل الرب وفداؤه أى كل مبشر وكارز سيبشر بأن الله إنتقم. والأيات هنا تشبه سفر الرؤيا فى خراب بابل الباغية (34).

الأيات 33-46:- 33- هكذا قال رب الجنود ان بني اسرائيل و بني يهوذا معا مظلومون و كل الذين سبوهم امسكوهم ابوا ان يطلقوهم. 34- وليهم قوي رب الجنود اسمه يقيم دعواهم لكي يريح الارض و يزعج سكان بابل. 35- سيف على الكلدانيين يقول الرب و على سكان بابل و على رؤسائها و على حكمائها. 36- سيف على المخادعين فيصيرون حمقا سيف على ابطالها فيرتعبون. 37- سيف على خيلها و على مركباتها و على كل اللفيف الذي في وسطها فيصيرون نساء سيف على خزائنها فتنهب. 38- حر على مياهها فتنشف لانها ارض منحوتات هي و بالاصنام تجن. 39- لذلك تسكن وحوش القفر مع بنات اوى و تسكن فيها رعال النعام و لا تسكن بعد الى الابد و لا تعمر الى دور فدور. 40- كقلب الله سدوم و عمورة و مجاوراتها يقول الرب لا يسكن هناك انسان و لا يتغرب فيها ابن ادم. 41- هوذا شعب مقبل من الشمال و امة عظيمة و يوقظ ملوك كثيرون من اقاصي الارض. 42- يمسكون القوس و الرمح هم قساة لا يرحمون صوتهم يعج كبحر و على خيل يركبون مصطفين كرجل واحد لمحاربتك يا بنت بابل. 43- سمع ملك بابل خبرهم فارتخت يداه اخذته الضيقة و الوجع كماخض. 44- ها هو يصعد كاسد من كبرياء الاردن الى مرعى دائم لاني اغمز و اجعلهم يركضون عنه فمن هو منتخب فاقيمه عليه لانه من مثلي و من يحاكمني و من هو الراعي الذي يقف امامي. 45- لذلك اسمعوا مشورة الرب التي قضى بها على بابل و افكاره التي افتكر بها على ارض الكلدانيين ان صغار الغنم تسحبهم انه يخرب مسكنهم عليهم. 46- من القول اخذت بابل رجفت الارض و سمع صراخ في الشعوب.
فى (33) يشير للظلم الذى وقع من بابل ضد يهوذا أو من إبليس ضد شعب الله (أدم ونسله). ولكن الله كان يرى ذُلَ شعبه إسرائيل ويهوذا من بابل وأنهم فى ضعفهم كانوا غير قادرين أن يُخلصوا أنفسهم ولكن (34) وليهم قوى = هو الذى سيفكهم من الأقوياء الذين سبوهم (بابل أو الشياطين) وكانوا يرفضون تماماً فكهم. وهذا الولى الذى سيدفع الدين هو المسيح الذى إشترانا بدمه. وهذا الكلام ينطبق على كل المسبيين للخطية ويشتكون من ضعفهم ولكن المسيح المخلص يحرر. يريح الأرض ويزعج سكان بابل. ومن (35-40) وصف للخراب القادم على بابل لخطاياها وهى الوثنية والإضطهاد لشعب الله ورفض تحريرهم وفى (38) كانوا يعشقون أوثانهم = بالأصنام تجن فهم أعطوا مجد الله لآخرين. كانوا لا يهتمون بأى تكلفة فى عبادتهم فبابل هى أم الزوانى وأصل الوثنية (رؤ5:17). وهنا سيف الله سيأتى على الجميع "الرؤساء والمخادعين" وهم كهنة الأوثان الذين يستشيرون الكواكب. وسيكون كورش كحر على مياهها فتنشف وهذا ما فعلهُ كورش الذى حول نهر الفرات لعدة مجارى حتى يتمكن من دخول بابل. وحين إنقطعت المياه عن بابل تحولت لبرية مثل سدوم وعمورة. والأيات (41-43) إستخدمت من قبل فى غزو بابل ليهوذا (22:6-24) والمعنى أن حساب بابل سيدفع من نفس العملة التى دفعتها يهوذا من قبل. ولكن هناك فرق بين مجموعتى الأيات هذه وتلك. فبالنسبة لإسرائيل سمع الشعب فإرتخت يداه وبالنسبة لبابل سمع ملك بابل فإرتخت يداه وبهذا تساوى ملك بابل مع أقل واحد من شعب يهوذا ثم من (44-46) هى نفس الأيات التى قيلت عن آدوم (19:49-24) فالمخرب سيخربه. ويكون واضحاً أن الكلام عن المسيح الأسد الخارج من سبط يهوذا ليهزم الشيطان وجنوده سواء كانت أدوم بخطيتها أو بابل بخطيتها رمز لهم.


الإصحاح الحادى والخمسون

الأيات 1-64:- 1- هكذا قال الرب هانذا اوقظ على بابل و على الساكنين في وسط القائمين علي ريحا مهلكة. 2- و ارسل الى بابل مذرين فيذرونها و يفرغون ارضها لانهم يكونون عليها من كل جهة في يوم الشر. 3- على النازع في قوسه فلينزع النازع و على المفتخر بدرعه فلا تشفقوا على منتخبيها بل حرموا كل جندها. 4- فتسقط القتلى في ارض الكلدانيين و المطعونون في شوارعها. 5- لان اسرائيل و يهوذا ليسا بمقطوعين عن الههما عن رب الجنود و ان تكن ارضهما ملانة اثما على قدوس اسرائيل. 6- اهربوا من وسط بابل و انجوا كل واحد بنفسه لا تهلكوا بذنبها لان هذا زمان انتقام الرب هو يؤدي لها جزاءها. 7- بابل كاس ذهب بيد الرب تسكر كل الارض من خمرها شربت الشعوب من اجل ذلك جنت الشعوب. 8- سقطت بابل بغتة و تحطمت ولولوا عليها خذوا بلسانا لجرحها لعلها تشفى. 9- داوينا بابل فلم تشف دعوها و لنذهب كل واحد الى ارضه لان قضاءها وصل الى السماء و ارتفع الى السحاب. 10- قد اخرج الرب برنا هلم فنقص في صهيون عمل الرب الهنا. 11- سنوا السهام اعدوا الاتراس قد ايقظ الرب روح ملوك مادي لان قصده على بابل ان يهلكها لانه نقمة الرب نقمة هيكله. 12- على اسوار بابل ارفعوا الراية شددوا الحراسة اقيموا الحراس اعدوا الكمين لان الرب قد قصد و ايضا فعل ما تكلم به على سكان بابل. 13- ايتها الساكنة على مياه كثيرة الوافرة الخزائن قد اتت اخرتك كيل اغتصابك. 14- قد حلف رب الجنود بنفسه اني لاملانك اناس كالغوغاء فيرفعون عليك جلبة. 15- صانع الارض بقوته و مؤسس المسكونة بحكمته و بفهمه مد السماوات. 16- اذا اعطى قولا تكون كثرة مياه في السماوات و يصعد السحاب من اقاصي الارض صنع بروقا للمطر و اخرج الريح من خزائنه. 17- بلد كل انسان بمعرفته خزي كل صائغ من التمثال لان مسبوكه كذب و لا روح فيه. 18- هي باطلة صنعة الاضاليل في وقت عقابها تبيد. 19- ليس كهذه نصيب يعقوب لانه مصور الجميع و قضيب ميراثه رب الجنود اسمه. 20- انت لي فاس و ادوات حرب فاسحق بك الامم و اهلك بك الممالك. 21- و اكسر بك الفرس و راكبه و اسحق بك المركبة و راكبها. 22- و اسحق بك الرجل و المراة و اسحق بك الشيخ و الفتى و اسحق بك الغلام و العذراء. 23- و اسحق بك الراعي و قطيعه و اسحق بك الفلاح و فدانه و اسحق بك الولاة و الحكام. 24- و اكافئ بابل و كل سكان ارض الكلدانيين على كل شرهم الذي فعلوه في صهيون امام عيونكم يقول الرب. 25- هانذا عليك ايها الجبل المهلك يقول الرب المهلك كل الارض فامد يدي عليك و ادحرجك عن الصخور و اجعلك جبلا محرقا. 26- فلا ياخذون منك حجرا لزاوية و لا حجرا لاسس بل تكون خرابا الى الابد يقول الرب. 27- ارفعوا الراية في الارض اضربوا بالبوق في الشعوب قدسوا عليها الامم نادوا عليها ممالك اراراط و مني و اشكناز اقيموا عليها قائدا اصعدوا الخيل كغوغاء مقشعرة. 28- قدسوا عليها الشعوب ملوك مادي ولاتها و كل حكامها و كل ارض سلطانها. 29- فترتجف الارض و تتوجع لان افكار الرب تقوم على بابل ليجعل ارض بابل خرابا بلا ساكن. 30- كف جبابرة بابل عن الحرب و جلسوا في الحصون نضبت شجاعتهم صاروا نساء حرقوا مساكنها تحطمت عوارضها. 31- يركض عداء للقاء عداء و مخبر للقاء مخبر ليخبر ملك بابل بان مدينته قد اخذت عن اقصى. 32- و ان المعابر قد امسكت و القصب احرقوه بالنار و رجال الحرب اضطربت. 33- لانه هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل ان بنت بابل كبيدر وقت دوسه بعد قليل ياتي عليها وقت الحصاد. 34- اكلني افناني نبوخذراصر ملك بابل جعلني اناء فارغا ابتلعني كتنين و ملا جوفه من نعمي طوحني. 35- ظلمي و لحمي على بابل تقول ساكنة صهيون و دمي على سكان ارض الكلدانيين تقول اورشليم. 36- لذلك هكذا قال الرب هانذا اخاصم خصومتك و انتقم نقمتك و انشف بحرها و اجفف ينبوعها. 37- و تكون بابل كوما و ماوى بنات اوى و دهشا و صفيرا بلا ساكن. 38- يزمجرون معا كاشبال يزئرون كجراء اسود. 39- عند حرارتهم اعد لهم شرابا و اسكرهم لكي يفرحوا و يناموا نوما ابديا و لا يستيقظون يقول الرب. 40- انزلهم كخراف للذبح و ككباش مع اعتدة. 41- كيف اخذت شيشك و امسكت فخر كل الارض كيف صارت بابل دهشا في الشعوب. 42- طلع البحر على بابل فتغطت بكثرة امواجه. 43- صارت مدنها خرابا ارضا ناشفة و قفرا ارضا لا يسكن فيها انسان و لا يعبر فيها ابن ادم. 44- و اعاقب بيل في بابل و اخرج من فمه ما ابتلعه فلا تجري اليه الشعوب بعد و يسقط سور بابل ايضا. 45- اخرجوا من وسطها يا شعبي و لينج كل واحد نفسه من حمو غضب الرب. 46- و لا يضعف قلبكم فتخافوا من الخبر الذي سمع في الارض فانه ياتي خبر في هذه السنة ثم بعده في السنة الاخرى خبر و ظلم في الارض متسلط على متسلط. 47- لذلك ها ايام تاتي و اعاقب منحوتات بابل فتخزى كل ارضها و تسقط كل قتلاها في وسطها. 48- فتهتف على بابل السماوات و الارض و كل ما فيها لان الناهبين ياتون عليها من الشمال يقول الرب. 49- كما اسقطت بابل قتلى اسرائيل تسقط ايضا قتلى بابل في كل الارض. 50- ايها الناجون من السيف اذهبوا لا تقفوا اذكروا الرب من بعيد و لتخطر اورشليم ببالكم. 51- قد خزينا لاننا قد سمعنا عارا غطى الخجل وجوهنا لان الغرباء دخلوا مقادس بيت الرب. 52- لذلك ها ايام تاتي يقول الرب و اعاقب منحوتاتها و يتنهد الجرحى في كل ارضها. 53- فلو صعدت بابل الى السماوات و لو حصنت علياء عزها فمن عندي ياتي عليها الناهبون يقول الرب. 54- صوت صراخ من بابل و انحطام عظيم من ارض الكلدانيين. 55- لان الرب مخرب بابل و قد اباد منها الصوت العظيم و قد عجت امواجهم كمياه كثيرة و اطلق ضجيج صوتهم. 56- لانه جاء عليها على بابل المخرب و اخذ جبابرتها و تحطمت قسيهم لان الرب اله مجازاة يكافئ مكافاة. 57- و اسكر رؤساءها و حكماءها و ولاتها و حكامها و ابطالها فينامون نوما ابديا و لا يستيقظون يقول الملك رب الجنود اسمه. 58- هكذا قال رب الجنود ان اسوار بابل العريضة تدمر تدميرا و ابوابها الشامخة تحرق بالنار فتتعب الشعوب للباطل و القبائل للنار حتى تعيا. 59- الامر الذي اوصى به ارميا النبي سرايا بن نيريا بن محسيا عند ذهابه مع صدقيا ملك يهوذا الى بابل في السنة الرابعة لملكه و كان سرايا رئيس المحلة. 60- فكتب ارميا كل الشر الاتي على بابل في سفر واحد كل هذا الكلام المكتوب على بابل. 61- و قال ارميا لسرايا اذا دخلت الى بابل و نظرت و قرات كل هذا الكلام. 62- فقل انت يا رب قد تكلمت على هذا الموضع لتقرضه حتى لا يكون فيه ساكن من الناس الى البهائم بل يكون خربا ابدية. 63- و يكون اذا فرغت من قراءة هذا السفر انك تربط فيه حجرا و تطرحه الى وسط الفرات. 64- و تقول هكذا تغرق بابل و لا تقوم من الشر الذي انا جالبه عليها و يعيون الى هنا كلام ارميا.
خصائص هذه النبوة متداخلة والموضوع الواحد متفرق هنا وهناك وهذه محاولة لتجميع الموضوعات تحت رؤوس واحدة.
1. ماذا كانت بابل وماذا صنع بها الله:- بابل كانت كأس ذهب (7) فى يد الله. إمبراطورية غنية. هى رأس الذهب فى (دا 38:2) وكانت مملوءة من كل شىء صالح وكانت بيد الله. هو باركها. وكذلك خلق الله الشيطان ملاكاً قوياً جيلاً "زهرة بنت الصبح" (أش12:14 + حز11:28) ولكنهم سقطوا وأسكروا الأرض. وعلموا الشعوب الخطية. والبعض أسكروهم برعبهم ثم بخرابهم لهم. وهكذا بابل العهد الجديد (رؤ2:17، 3:18) وهم كانوا فى يد الله ومازالوا كفأس للحرب (20) فكأن الله إستخدم قوة بابل كأسلحة لحربه لتأديب الشعوب. وبها كسَر الله أمماً وجيوشاً (21-23) ولكن الدور سيأتى على بابل.
2. التهمة الموجهة لبابل:- مرضها عديم الشفاء (9) فبالنسبة لبابل قد يكون المسبيين الأتقياء حاولوا دعوتهم لترك وثنيتهم تبعاً للتعليمات التى تلقوها فى (11:10) لإقناعهم بغباء وثنيتهم ولكن بلا فائدة. وقد يكون المعنى أن الله حاول مع الشياطين لكى يتوبوا لكنهم رفضوا. فالتوبة هى شفاء الخاطىء. وهى متهمة بشرها وخبثها ضد إسرائيل أى شعب الله (35،34) وهذا ما صنعه إبليس ببنى البشر. فملك بابل إبتلع كل غنى إسرائيل ومسراتها ثم رماها كإناء فارغ لكن كل الدماء التى سفكها ستقع على رأس بابل.
3. الحكم الذى صدر من الله ضد بابل:- هأنذا أخاصم خصومتك = الله وهو جالس على عرش مجده سيحارب على كل نقطة دم سفكها أعداء شعب الله. وكان يبدو وكأن الله قد نسى الشعب الذى فى السبى ولكن عينه كانت دائماً عليهم (5) ليسا بمقوعين = هو لم ينسى شعبه لكنه تخلَى عنهم مؤقتاً لتأديبهم على خطاياهم ولكن الله يعاملهم بأحسن مما يستحقون فهو لم يهجرهم ولم يرميهم فهم شعبه ولابد سينقذهم. وقد ظن الكلدانيين أن الله لن يسألهم عما إقترفوه ضد إسرائيل ولكن هناك يوماً للإنتقام (6)، (56) وسيرد على بابل كل شرورها (24) وسيفرح شعب الله بهذا الحكم ضد بابل وسيعرفون أن هناك إله يحكم فى الأرض. وكما قتلت بابل شعب الرب هكذا يصنع بها (49) لاحظ أن كل هذا منطبق على الشياطين. وفى (10) أخرج الرب برنا = هذا عمل فداء المسيح فيظهر أمام الآب شعبه كأبرار فى عينيه بعد أن صالحنا المسيح معهُ. وبعد هذا يكون عملنا أن نقص فى صهيون عمل الرب = أى نظهر عمل الرب فى كل مكان ليشاركوننا التسبيح لهُ.
4. إظهار عظمة سيادة الله الذى سيحاسب هذا العدو القوى:- الله يحلف بنفسه حيث لا يوجد أعظم يحلف به. والله سيملأ بابل بالرجال الذين سيحرثونها ويغلبونها بجمهورهم. وهذا الجمهور سيرعب بابل بصياحه فيرفعون عليك جلبة = هذا صوت صلوات الشعب ضد الشيطان. أو صوت جيش فارس ضد بابل. والله هو القوى الذى سيحطم بابل (12:10-16) وهو يشير لقوة الله لإظهار بُطل أوثان بابل. فهو الذى أسس العالم (15) فلا شىء إذاً يصعب عليه. فيجب أن نعتمد عليه ولا نفشل وهو الذى لهُ السلطة على كل المخلوقات التى صنعها (16). وأعمال عنايته هى خلقة مستمرة. وهو يتحكم فى الرياح والماء يصره فى السحاب ولذلك يبدو عابدو الأوثان أنهم بلهاء (18،17) وهكذا كل من يخاف من إبليس. فالأوثان وإبليس هى شىء باطل ولا مقارنة بينها وبين الله نصيب يعقوب (19) وهم ميراثه. والله يكرر هذا مرات كثيرة حتى نصبح بلا عذر أمامه.
5. وصف للألات المستخدمة فى هذه الخدمة = الله سينبه روح ملوك مادى (11) كورش وداريوس. الذين أتوا ضد بابل بمشورة الله. فالله هو الذى ضد بابل. وهو الذى خطط لذلك. وهذه الأدوات تكون كريح مدمرة مهلكة (1) تستقط كل شىء أمامها وهذه الريح خرجت من خزانة الله (16) وهى جاءت على الساكنين وسط بابل أى كل الشعوب (1) بل إن الأعداء مشبهين هنا بالمذرين (2) الذين سيطردونهم مثل العصافة.
6. هناك تفويض كامل لتخريب بابل:- (3) فلا يشفق عليها أحد. فالله قصد هذا ضدها (12). وهذا ما أعطى قوة للمحاربين لينجحوا. وفى (28،27) هؤلاء هم من تَم دعوتهم تحت قيادة كورش. وسينزلون كالجراد على أرض بابل (يؤ 4:1) قدسوا عليها = لأن هذه الحرب بأمر الرب ضد بابل. والحرب ضد الشياطين هى قداستنا.
7. ضعف الكلدانيين وعدم إمكانهم المقاومة ضد القوة المهلكة:- حين إستخدمهم الله ضد الشعوب أعطاهم قوة فهزموا الشعوب ولكن الله تخلى عنهم الأن فخانتهم قلوبهم فستكون لذلك كل محاولاتهم فاشلة (11) سنوا السهام لكن بلا فائدة وإرفعوا الراية (12) حتى يأتى أحد لمساعدتكم ولكن عبثاً. بل كل من يدعونه ليساعدها سيرتجف (29) فالأرض كلها سترتعب فهم سيرون أسلحة الله التى لا تقاوم وأنه جعل بابل خراباً. بل سيكونون فى رعب كالنساء. وستحترق أماكن سكنها وعوارضها (56-58) وسيكون قادتها كالسكارى من خمر غضب الله وستخونهم أسوار المدينة العريضة والنهر الذى جففه كورش معناه حرمانها من كل الخيرات والتعزيات. فهم فى ألام نفسية بلا سلام.
8. خراب بابل الذى سيصنعه الغزاه:- هو خراب أكيد فقرار الله لا رجعة فيه (8) ولاحظ أن وقت هذه النبوة كانت بابل فى أوج مجدها. ولكن الله يقول أنا ضدها (25) لذلك ستكون خراباً. وبابل كانت كجبل شامخة ثابتة تدمر من حولها. ولكنها الأن ستصبح كأحجار ترمى وتتدحرج إلى الأرض وستصبح جبلاً محترقاً، مثل البراكين التى تقذف ناراً (بركان إتنا) وستتحول لرماد. وهكذا كل العالم فالأرض ستحترق فى النهاية. وكما داست شعب الله ستداس بابل كورق ذابل على الأرض (33) تكون بابل بكل رجالها وقوتها قد نضجت للخراب رؤ 15:14 + ميخا 12:4 وكانت بابل تعيش على مياه كثيرة = (13) لا يمكن إقتحامها. وهكذا بابل العهد الجديد تتحكم فى أمم كثيرة. والمعنى أن خيرات بابل عديدة. ولكن مع كل هذا أتت نهايتها بحسب شهواتها. فمن لا يضع حداً لشهواته يضع الله حداً لها بعقوباته. فبابل كانت متكبرة بقوتها (53) ولكنها كانت مخدوعة. فالله سيرسل من يخربها بالرغم من أسوارها. وسيكون الخراب تدريجياً (46) لعلها تتعظ، ويكون الخبر الأول كإنذار لها وإذا لم تتعظ يجىء الثانى = خبر وراء خبر سنة وراء سنة = فسيسمعون أن كورش أعدَ نفسه للحرب ثم فى السنة التى تليها يسمعون أنه يخطط ضد بابل. وحتى هنا كان يمكن أن يسعوا للسلام ولكنهم كانوا فى منتهى الكبرياء والإطمئنان الزائف ليفعلوا هذا وتقست قلوبهم لخرابهم. وهكذا الشياطين سنة وراء سنة تجىء أخبار الخلاص من الأنبياء المتعددين لكنهم لم يصدقوا. وحين جاء هذا الخراب كان مفاجئاً (8) حين لم يكونوا يتوقعونه. وجاء فى وقت قصير كما جاء خراب بابل العهد الجديد فى زمن ساعة واحدة (رؤ 17:18) وسيأتى خبر وراء خبر للملك حتى قصره. وكان آخر خبر وصل لبيلشاصر الملك ليلة قتله حين رأى يدأ تكتب على الحائط خبر نهايته الذى فسَره لهُ دانيال النبى. (32،31) + دا 30:5 وفى (39،38) إشارة للإحتفال الدنس الذى أقامه بيلشاصر فى آخر ليلة لهُ وكان يشرب ويسكر فى آنية بيت الرب. يزمجرون معاً كأشبال = هذا صوت غنائهم وهرجهم وفرحهم ونشوتهم بالخمر فى آنية الرب. ولكن الله يقول أن هذه الكأس فى يدهم ستكون لنومهم أبدياً (57) فلا يستيقظون أبداً. وسيكون الخراب شاملاً والقتلى فى الشوارع (4) وكخراف للذبح (40) بأعداد كبيرة وبسهولة وسيكون عدد العدو كالفيضان (42) كما لو كانوا بحراً وتصير مدنهم كقفر غير مسكونة (43) وتخزى ألهتها (52،47) وتخرب الهتها. فهم والهتهم التى طالما إنتظروا منها الحماية سيخزون ويخزى بيل (44) الذى طالما قدموا لهُ ضحايا والخراب سيكون أبدياً نهائياً فلا فائدة للبلسان والعلاج (9،8) وتصبح بابل أكواماً (37) بل حتى خرائبها (26) ستكون بلا فائدة فالناس لن تعود تستفيد من أى شىء من خرائب بابل ولن تبنى كمملكة ثانية وهى هكذا للأبد.
9. نداء الشعب ليخرجوا منها:- هذا من الحكمة فحينما يجىء خرابها عليهم أن يهجروها (6) حتى ينقذوا أنفسهم ويجب أن يذهبوا بعيداً كما إبتعد إسرائيل عن خيام قورح (قابل مت 16:24) فكان على المسيحيين أن يهربوا من أورشليم عند خرابها ومن رعبها الذى ستكون فيه (46،45) من أسلحة غضب الله التى ستكون ضدها. والأن الله حررهم فعليهم أن يتركوا هذه المدينة ولا يبقوا تحت حكم فارس أو غيرها بل يذهبوا لمدينتهم (51،50) فراحة شعب الله فى كنعان، فى هيكلهم، حيث الله فى وسطهم كما كان مع أبائهم. ولنذكر الله فى عمق أحزاننا ونذكر أورشليم. وحتى لو إبتعدت صهيون عن أعيننا فلا يجب أن تبتعد عن قلوبنا. والله يلاحظ الخجل فى عيون الراجعين لأورشليم من خرابها أى خراب أورشليم ولذلك يقول لهم فى (52) أن الله قد عاقب بابل فلا داعى للخجل لأن الله بالتأكيد سيعيد بناء أورشليم. والإيمان بأن الله سيعيد بناء أورشليم ينزع الخجل من خرابها الحالى.
10. لمشاعر المختلفة التى تصاحب خراب بابل:- هى نفس المشاعر بخراب بابل العهد الجديد (رؤ19،9:18) فالبعض سيرثى خرابها بصوت صرخات (54) ينعون هذا الخراب العظيم لأن الله دمَر صوت جمهورها وفرحها الذى تعودوا أن يسمعوه فى بابل (55) وما قالوه فى رثائهم (41) وكيف كان سقوطها مدهشاً تلك التى كانت للمجد والفرح. والبعض سيفرح بسقوطها وذلك لظهور عدل الله وبره ولتحرير شعب الله ولهذا ستفرح السماء والأرض أى الكنيسة المنتصرة والكنيسة المجاهدة ستعطى لله مجداً على بره فخراب بابل هو تسبيح صهيون.
ملحوظة : + فى أية (27) مقشعرة ويقال إن الجراد فى تطوره يصل إلى طور يكون غطاؤه فيه كالشعر فيشبه الخيل. وممالك أراراط ومنى وأشكناز تشكلت تحت لواء الماديين وأثبت التاريخ أن الذى حاصر بابل كان داريوس المادى
+ فى أية (41) شيشك = تطلق رمزياً على بابل وهى مشتقة من الإله شيك (تعنى يغطس)
+ خراب بابل بأسواره يعطينا فكرة ونحن نقترب من مجىء المسيح الثانى أن كل ما يبنيه الإنسان فهو ذاهب للدمار فلا داعى أن نعجب بأنفسنا.
الأيات 59-64:- غالباً كان سرايا هذا سفيراً لدى ملك بابل وهو أخو باروخ النبى وكان محل ثقة الملك ولم يكن مُضطهداً لأرمياء بل كان محل ثقته فيبدو أنه كان رجلاً هادىء الطباع، يمكن أن يكون سياسياً ناجحاً لدى بلاط نبوخذ نصر، وأميناً فى الوقت نفسه لتكليف أرمياء. وكان مطلوباً منهُ أن يقرأ هذا الكتاب للذين هم فى السبى. وكان من المفروض أن يقرأه بعد أن يصل إلى بابل ويرى عظمتها وقوتها وتحصيناتها، ثم يقرأ بعين الإيمان ولا يظن أنها باقية ولكنها ستخرب وتبيد. فلا يخاف لا هو ولا المسبيين. وكان على سرايا أن ينطق بإسم الله بخراب ذلك المكان. والكلام فى (62) يشبه كلام الملاك فى خراب بابل العهد الجديد (سفر الرؤيا) وكأن سرايا هنا يلعن بابل بخطاياها ولا يتفق مع خطاياها. ويحكم عليها بالرغم مما رآه من إزدهارها. وكأنه يقول طالما أنت يا رب قد حكمت على بابل بالخراب فلن نحسدها على ما هى فيه من عظمة فهى ذاهبة للخراب بل ولن نخاف قوتها وحينما ننظر نحن أبهة وهيئة هذا العالم لنذكر قول الكتاب أن " هيئة هذا العالم ستزول" وسيخرب للأبد ويجب أن ننظر إليه فى إزدراء مقدس. ولقد نطق النبى بهذه النبوات وبعدها طلب الخضوع لملك بابل. فالله هو الذى يجازى بابل. فإتفق النبى مع بولس الرسول فى أنه لا يجب أن ننتقم لأنفسنا لأنه مكتوب " لى النقمة أنا أجازى يقول الرب " فالله سينتقم فى الوقت المناسب وبالطريقة التى يراها. وكان على سرايا أن يلقى هذه الكلمات مع حجر للماء كعلامة لنهاية بابل، وكأنها مربوطة بحجر تحاول أن تفلت من الغرق وتهرب من الحكم عليها بلا فائدة فالحجر معلق برقبتها. لأنه بدون الحجر كان الورق سيطفو وهكذا الشرير بدون شروره سينجو. وما سوف يغرق الكتاب هو الأحكام التى فى داخله ضد الشرور. وخراب بابل العهد الجديد ممثل بصورة كهذه (رؤ 21:18) ولم تكن هذه النبوة هى آخر نبوة لهُ فقد تنبأ فى مصر، وهذه النبوة زمنها فى السنة الرابعة لصدقيا. ولكن إلى هنا كلام إرمياء = تعنى أن هذه آخر نبوات كتابه. وهى آخر ما سيتم تنفيذه فخراب بابل كان آخر شىء سيتم فى نبواته ضد الأمم، وأما الإصحاح الأخير فهو تاريخى بحت وقد يكون قد أضيف بيد باروخ أو عزرا. ونلاحظ أن سرايا قد ذهب مع صدقيا الملك إلى بابل حينما ذهب صدقيا ليقدم الخضوع لنبوخذ نصر فى بابل (59:51) (لكن بعد هذا نقض صدقيا عهده مع نبوخذ نصر وتمرد عليه). وسرايا حينما وصل إلى بابل وتقابل مع المسبيين ذهب معهم إلى النهر وأخبرهم بكل نبوات أرمياء عن خراب بابل، وأمسك بكل هذه النبوات عن بابل وهى مكتوبة ثم ألقى بها فى النهر كرمز لغرق بابل نفسها، وهذا هو المعنى الرمزى لكلمة " شيشك " أى يغطس، فبابل سوف تغرق تماماً. وهذا ما قيل عن بابل فى الأيام الأخيرة فهى سترمى فى البحر رؤ 21:18 وهذا رمزاً لما سيحدث لإبليس، إذ سيلقى فى البحيرة المتقدة بالنار هو وتابعوه (رؤ 15،10:20) لذلك فهناك دعوة مستمرة لشعب الله أن يخرج من بابل حتى لا تصيبه ضرباتها أى علينا أن نعتزل الشر حتى لا نخرب مع خراب هذا العالم (أر45:51 + أش 20:48 + أش 11:52 + رؤ 4:18)
وفى الأيات (15-19) نرى سر شقاء بابل وخرابها الأبدى، وهو أن الله ليس إلهاً لها، أما يعقوب فالله هو سر نصرته، فمع أن الله يؤدب شعبه يعقوب (سواء شعب العهد القديم أو الكنيسة فى العهد الجديد) إلا أنه لا يتركه للأبد كما يحدث مع بابل (الشيطان ومن يتبعه)
تفسير بعض الكلمات فى الإصحاح:-
أية 7 :- جنت الشعوب = وقعت فى الحيرة والعجز. والشيطان أسكر الناس بالخطية فجنوا وتركوا الله وتبلبلوا وتاهوا، فقرار ترك الله هو جنون.
أية 8:- خذه بلساناً لجرحها لعلها تشفى = الإيمان بالمسيح وحده هو الذى يشفى وهذا العلاج يصلح لكل تائب، أما الشيطان وتابعوه فهم بلا أمل، لأنهم رافضين الإيمان بالمسيح.
أية 14:- الغوغاء = الجراد الذى يأتى على كل أخضر فيحوله إلى خراب.
أية 25:- جبلاً محرقاً = قاحلاً كالبركان الهادىء بعد إنفجاره.
أية 32:- المعابر = المخاضات عبر الفرات. والقصب = إذ إختبأ جنود بابل فى القصب على ضفاف النهر، أحرق الماديون هذا القصب، عموماً فالمعنى أن الماديون أحرقوا كل وسائل دفاع البابليون.


الإصحاح الثانى والخمسون

التاريخ هو أحسن شارح للنبوات هنا نرى أن كل ما تنبأ به أرمياء قد تحقق. وذلك وحتى نفهم نبوات هذا الكتاب وضع هذا الإصحاح التاريخى الذى يحدثنا عن خراب اورشليم ومملكة يهوذا وعن أحداثه المحزنة. وهو مشابه تماماً لـ (2مل25،24). وهناك حوادث مشابهة لحوادث هذا الإصحاح وضعت بطريقة متفرقة داخل سفر أرمياء ولكنها هنا تم تجميعها لتشرح النبوات السابقة وليعطى مدخلاً ونوراً للمراثى ويكون كمفتاح لها. وقصة رفع مكانة يهوياكين فى سبيه تؤيد رأى من قال إن هذا الإصحاح بقلم كاتب آخر غير أرمياء وقد يكون باروخ أو عزرا.

الأيات 1-11:- 1- كان صدقيا ابن احدى و عشرين سنة حين ملك و ملك احدى عشر سنة في اورشليم و اسم امه حميطل بنت ارميا من لبنة. 2- و عمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمل يهوياقيم. 3- لانه لاجل غضب الرب على اورشليم و يهوذا حتى طرحهم من امام وجهه كان ان صدقيا تمرد على ملك بابل. 4- و في السنة التاسعة لملكه في الشهر العاشر في عاشر الشهر جاء نبوخذراصر ملك بابل هو و كل جيشه على اورشليم و نزلوا عليها و بنوا عليها ابراجا حواليها. 5- فدخلت المدينة في الحصار الى السنة الحادية عشرة للملك صدقيا. 6- في الشهر الرابع في تاسع الشهر اشتد الجوع في المدينة و لم يكن خبز لشعب الارض. 7- فثغرت المدينة و هرب كل رجال القتال و خرجوا من المدينة ليلا في طريق الباب بين السورين اللذين عند جنة الملك و الكلدانيون عند المدينة حواليها فذهبوا في طريق البرية. 8- فتبعت جيوش الكلدانيين الملك فادركوا صدقيا في برية اريحا و تفرق كل جيشه عنه. 9- فاخذوا الملك و اصعدوه الى ملك بابل الى ربلة في ارض حماة فكلمه بالقضاء عليه. 10- فقتل ملك بابل بني صدقيا امام عينيه و قتل ايضا كل رؤساء يهوذا في ربلة. 11- و اعمى عيني صدقيا و قيده بسلسلتين من نحاس و جاء به ملك بابل الى بابل و جعله في السجن الى يوم وفاته.
كان قبل ذلك قد حدث عدة مرات أن أتى جيش بابل ليسبى من يهوذا ثمَ عشم الشعب نفسه بأنه لن يحدث سبى آخر. ولكن الله كان مستاء منهم لدرجة أنه قررَ أن يطردهم من أمامه كما يطرد أب غاضب إبنه العاق من أمامه. فطردهم الله من هذه الأرض الجيدة كما طرد الكنعانيين قبلهم. وطردهم الله من هيكله المقدس. لذلك كان داود يصلى " لا تطرحنى من أمام وجهك " فهذا هو أشر شىء أن يطردنا الله من أمام وجهه.
وصدقيا هذا لم يكن أسوأ الكل ولكن كان فاعل شر وكان تمرده على ملك بابل خطية وغباء، خطية لأنه كسر حلفه لهُ بإسم الله (حز15:17) وغباء لظنه أن مصر تسنده. ولأن الله كان غاضباً على يهوذا وأورشليم فقد تركه لمشوراته الرديئة التى إتضحت خطورتها على المملكة. وحاصر الكلدانيين أورشليم فى السنة التاسعة لملك صدقيا فى الشهر العاشر وسقطت المدينة فى السنة الحادية عشرة لصدقيا فى الشهر الرابع وكتذكار لهذين الحدثين اللذين تمَ بهما خراب أورشليم صام الشعب فى سبيهم فى الشهر الرابع والعاشر (زك19:8) أما صوم الشهر الخامس فكان تذكاراً لحرق الهيكل وصوم الشهر السابع كان تذكاراً لقتل جدليا. ولنا أن نتصوَر الفزع الذى إجتاح المدينة أثناء الحصار وكانوا منتظرين هلاكهم بينما هم مصممين على الصمود للنهاية حتى لم يصبح خبز للجنود فلم يستطيعوا الوقوف، والأسرار لا تحمى بدون رجال وراءها. وإذا وُجد الرجال والأسوار ولكن بدون الله فلن يفعلوا شيئاً. وحين هرب الملك وقع فى أيدى أعدائه فلا أحد يمكنه الهروب من يد الله. ولكن يبدو أنهُ كان لهُ بعض الكرامة فى موته (5:34) ولطالما نبهه أرمياء لما سيحدث لهُ ولكنه لم يستمع.

الأيات 12-23:- 12- و في الشهر الخامس في عاشر الشهر و هي السنة التاسعة عشر للملك نبوخذراصر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط الذي كان يقف امام ملك بابل الى اورشليم. 13- و احرق بيت الرب و بيت الملك و كل بيوت اورشليم و كل بيوت العظماء احرقها بالنار. 14- و كل اسوار اورشليم مستديرا هدمها كل جيش الكلدانيين الذي مع رئيس الشرط. 15- و سبى نبوزرادان رئيس الشرط بعضا من فقراء الشعب و بقية الشعب الذين بقوا في المدينة و الهاربين الذين سقطوا الى ملك بابل و بقية الجمهور. 16- و لكن نبوزرادان رئيس الشرط ابقى من مساكين الارض كرامين و فلاحين. 17- و كسر الكلدانيون اعمدة النحاس التي لبيت الرب و القواعد و بحر النحاس الذي في بيت الرب و حملوا كل نحاسها الى بابل. 18- و اخذوا القدور و الرفوش و المقاص و المناضح و الصحون و كل انية النحاس التي كانوا يخدمون بها. 19- و اخذ رئيس الشرط الطسوس و المجامر و المناضح و القدور و المناير و الصحون و الاقداح ما كان من ذهب فالذهب و ما كان من فضة فالفضة. 20- و العمودين و البحر الواحد و الاثني عشر ثورا من نحاس التي تحت القواعد التي عملها الملك سليمان لبيت الرب لم يكن وزن لنحاس كل هذه الادوات. 21- اما العمودان فكان طول العمود الواحد ثماني عشرة ذراعا و خيط اثنتا عشرة ذراعا يحيط به و غلظه اربع اصابع و هو اجوف. 22- و عليه تاج من نحاس ارتفاع التاج الواحد خمسة اذرع و على التاج حواليه شبكة و رمانات الكل من نحاس و مثل ذلك للعمود الثاني و الرمانات. 23- و كانت الرمانات ستا و تسعين للجانب كل الرمانات مئة على الشبكة حواليها.
كل هذا الخراب كان إنتقاماً من ملك بابل لوقوفهم فى وجهه طويلاً. ولاحظ أن كل ما أخذه هذه المرة كان نحاساً فقد سبق وأخذوا الذهب والفضة. ولاحظ أن العمودين أحدهما إسمه بوعز أى فيه القوة والثانى ياكين أى الله يؤسس وفى تحطيمهم معنى أن الله لن يعود مهتماً أن يؤسس هيكله ولا يعود يكون قوته فقد فارقه.

الأيات 24-30:- 24- و اخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الاول و صفنيا الكاهن الثاني و حارسي الباب الثلاثة. 25- و اخذ من المدينة خصيا واحدا كان وكيلا على رجال الحرب و سبعة رجال من الذين ينظرون وجه الملك الذين وجدوا في المدينة و كاتب رئيس الجند الذي كان يجمع شعب الارض للتجند و ستين رجلا من شعب الارض الذين وجدوا في وسط المدينة. 26- اخذهم نبوزرادان رئيس الشرط و سار بهم الى بابل الى ربلة. 27- فضربهم ملك بابل و قتلهم في ربلة في ارض حماة فسبي يهوذا من ارضه. 28- هذا هو الشعب الذي سباه نبوخذراصر في السنة السابعة من اليهود ثلاثة الاف و ثلاثة و عشرون. 29- و في السنة الثامنة عشرة لنبوخذراصر سبى من اورشليم ثمان مئة و اثنان و ثلاثون نفسا. 30- في السنة الثالثة و العشرين لنبوخذراصر سبى نبوزرادان رئيس الشرط من اليهود سبع مئة و خمسا و اربعين نفسا جملة النفوس اربعة الاف و ست مئة.
هنا حادثة محزنة عن ذبح عظماء يهوذا. وهناك خلاف فى الأرقام فقد قيل هنا 7 رجال ينظرون وجه الملك اما فى الملوك فقيل خمسة والحل يبدو أن إثنين من السبعة هما أرمياء وعبد ملك الذين أطلق سراحهم فلم يموتوا. والذين قتلوا هم ممثلين لكل الطوائف فالكل أخطأ. وأول من ذكر هو سرايا الكاهن فهو أخطأ وجعل الشعب يخطىء. وبخصوص المسبيين وأعدادهم ولنرى كيف لفظت الأرض سكانها اليهود كما لفظت سكانها الكنعانيين من قبل بسبب الخطية (27) وكان الله قد سبق وحذرهم أنه سيطردهم من الأرض لو ساروا فى نفس خطايا الكنعانيين (لا28:18) وهناك خلاف أيضاً بين سفر الملوك فى أعداء المسبيين فأعداء سفر الملوك أكثر كثيراً من هنا ويبدو أن أعداد سفر الملوك هى أعداد السبايا إلى بابل وأن الأعداد التى ذُكرت هنا هم الذين أعدمهم نبوخذ نصر كمتمردين ثوار. ونلاحظ أن الزمنين المذكورين فى الملوك وأرمياء مختلفين لذلك فهم غالباً يشيروا لحدثين مختلفين. فيبدو ان مالفت نظر كاتب هذا الإصحاح الثورات والفتن التى قمعها نبوخذ نصر أما كاتب سفر الملوك فإهتم بأن يضع أعداد من ذهبوا للسبى. وهناك سبى ثالث لم يذكر سوى هنا وهو فى السنة 23 لنبوخذ نصر بعد 4 سنين من خراب أورشليم حيث سبى 745 نفساً وقد يكون هذا قد حدث كإنتقام لمقتل جدليا. ومن المحتمل أيضاً أن يكون هؤلاء الأشخاص قد قتلوا كمساعدين أو مؤيدين لإسمعيل قاتل جدليا والكلدانيين الذين كانوا معهُ.

الأيات 31-34:- 31- و في السنة السابعة و الثلاثين لسبي يهوياكين في الشهر الثاني عشر في الخامس و العشرين من الشهر رفع اويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه راس يهوياكين ملك يهوذا و اخرجه من السجن. 32- و كلمه بخير و جعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل. 33- و غير ثياب سجنه و كان ياكل دائما الخبز امامه كل ايام حياته. 34- و وظيفته وظيفة دائمة تعطى له من عند ملك بابل امر كل يوم بيومه الى يوم وفاته كل ايام حياته.
هناك خلاف بين سفر الملوك وهنا فى أرمياء فى التاريخ فقد قيل هناك فى اليوم السابع والعشرين وهنا قيل فى اليوم الخامس والعشرين. وقد يرجع السبب أن القرار صدر فى يوم 25 وظهر الملك فى مكانه الرفيع يوم 27. ولنلاحظ تغير حال يهوياكين من الملك للسجن ثم إلى مركز سام لدى ملك بابل. وهكذا العالم فلنفرح كأننا لا نفرح ونحزن كأننا لا نحزن وحين يجىء ليل تجربة طويل فعلينا أن نتوقع أن يكون هناك فجر جديد لمراحم الله. ولاحظ أن سجن يهوياكين كان حوالى 37 سنة ولكن مهما طالت الغيمة فلنأمل فى أن تظهر الشمس من ورائها ولنلاحظ أن الله إستخدم أعداء شعبه ليعطوا الخير لشعبه.
* ** يهوياكين يمثل الإنسان الذى خلقه الله ليكون ملكاً على شهواته وعلى كل الخليقة ولكنه بسبب خطيته سقط وفقد ملكه، بل صار فى عبودية لنبوخذ نصر ملك بابل (رمز لما قيل أن الخليقة أسلمت للباطل.... ليس طوعاً بل من أجل الذى أخضعها على الرجاء... رو 20:8). ونلاحظ المدة البسيطة التى ملك فيها يهوياكين وهى 3 شهور رمز للمدة البسيطة التى قضاها آدم بدون خطية، وهذا قبل أن يأكل فيسقط. ثم ذهب يهوياكين للسبى مدة طويلة ولكن فى وسط هذه المدة يرفعه ملك بابل لمركز سام ولكن مع بقائه فى الأسر، وهذا ما عمله المسيح بفدائه أنه حررنا ورفعنا لدرجة البنوة لله ولكن مع بقائنا فى هذا العالم. حقاً لقد أسلمنا لله للعبودية ولكن كان هناك رجاء، فى شخص من نسل المرأة حين يأتى يسحق رأس الحية. وال 37 سنة التى قضاها يهوياكين فى السبى هى رمز لحياة الإنسان على الأرض بعد سقوطه. وعودة المسبيين فى نهاية مملكة بابل هى رمز لدخولنا أورشليم السماوية بعد إنقضاء صورة هذا العالم. فالله أسلمنا للعبودية لإبليس لنتأدب وتركنا فى العالم لنستعد لدخولنا السماء، وأرسل المسيح فى وسط الأيام ليتم الفداء وبهذا نعود لملكنا ويرفعنا إلى سمائه، فهو أسلمنا للباطل ولكن على رجاء.
وده آخر تفسير السفر والى اللقاء مع تفسير سفر آخر
  رد مع اقتباس