أما النتائج الشخصية التى قد تصيب قيافا على أئر مجىء المسيا المنتظر – ( مع الأخذ فى الأعتبار نظرة اليهود لدور المسيا المنتظر بأنه مخلصهم الأرضى وليس سماويا ) – لم تكن أقل خطورة من تلك النتائج السياسية ، لابد أن يطرأ تغيير على دستور مجلس السنهدريم الأكبر عند حلول النظام الميساوى ، وأن سيادة رئيس الكهنة لا بد أن تزول ، ولا بد أن الحاكم الحقيقى سيكون هو المسيا ، وسيكزن مطلق التصرف فى توجيه سياسة أمته كمنقذ قومى وكمندوب سام لإله إسرائيل !!! ....لهذا فإن ظهور المسيا قد أزعج كثيرين ممن يهمهم بقاء الأحوال الراهنة ، ولعلنا نذكر مذبحة أطفال بيت لحم عندما علم هيرودس بميلاد يسوع الطفل .
كان لا بد من اختلاق تهمة أخرى غير هذا التهديد البليد بنقض الهيكل وإعادة بنائه ، أو حتى بأن يسوع هو المسيح ، تهمة يرضى عنها بيلاطس الوالى الرومانى ويصدر فيها الحكم بالموت .
كان الأتهام كله على وشك أن ينهار لولا فطنة قيافا وذكائه – الشرير - الذى استنبط فورا وسيلة لإنقاذ الموقف ، وكانت إجراءاته غير قانونية ، ولكنها كانت الضربة الأخيرة اليائسة من رجل كادت تطيش السهام كلها التى أعدها فاستنجد بقسم الشهادة ، الذى كان يعتبر حتى الصمت عنده تهمة لا تغتفر ، وقد أفلحت الحيلة أكثر مما قدر لها ، لأن فى الجواب الجرىء " أنا هــو " ! الركن القوى لإثبات تهمة شنيعة أمام الوالى الرومانى .
وقد يتغاضى قيصر عن أقوال داعية يسند لنفسه حقا دينيا يهتم به أبناء البلد المحتل ، ولكن لن يقدر أن يتغاضى عن شخص يطالب لنفسه بالعرش !! ... وبسرعة اقتحم قيافا فكر بيلاطس : " إن أطلقت هذا فلست محبا لقيصر ! " .
يالرياء ونفاق اليهود ، فى السابق أرادوا أن يوقعوا السيد المسيح فى مشكلة الجزية ، وهل يجوز أن تعطى لقيصر أم تمنع عنه ، محاولين استغلال أى إجابة بالموافقة أو النفى ، فإذا وافق السيد على الجزية اعتبروه غير وطنى ، وإن رفض أوشوا به لقيصر ... السيد المسيح بجانب حبه لرسالته إلى المنتهى ، فهو محب لبلده إلى أقصى درجة ، ولكنها ليست هى القضية التى جاء من أجلها ، إن قضيته الأساسية هى خلاص العالم ، وبعد ذلك كل شىء يمكن أن يجىء بشخصيات سياسية أو عالمية ، .... .