المسيح لم يقتل ولكن الله رفعه إليه!
ويعتمد هذا الاعتراض على النصف الثاني من آية 157 من:
+ سورة النساء آية157 "وقولهم (أي اليهود) إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله. وما صلبوه ولكن شبه لهم… (إلى قوله) وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما"
وأصحاب هذا الاعتراض يرون أن القرآن يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المسيح لم يصلب ولم يقتل بل رفعه الله إليه بحسب ما هو ظاهر من هذه الآية!!
ولكن دعنا نضع إلى جوار هذه الآية بعض الآيات القرآنية الأخرى وبعض أقوال علماء المسلمين والمفسرين، لنستوضح حقيقة ما تقصده هذه الآية، وإليك بعض تلك الآيات القرآنية الكريمة فيما يلي:
1ـ سورة آل عمران (55): "مكروا (أي اليهود) ومكر الله والله خير الماكرين. إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة". فمن هذه الآية يتضح أن المسيح قد توفي قبل أن يرفع للسماء.
2ـ سورة مريم (33): "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) ومن هذه الآية يتضح أن المسيح مات قبل أن يبعث حيا.
3ـ سورة المائدة (117): "فلما توفيتني كنت أنت الرقيبَ عليهم وأنت على كل شيء شهيد" من هذا أيضا يتضح أن المسيح توفي على أيدي اليهود وكان الله رقيبا عليهم.
ودعنا نستعرض أقوال علماء المسلمين في تفسير معنى الوفاة كما جاءت في هذه الآيات:
فلقد انقسم مفسرو القرآن الكريم في تفسير معنى الوفاة إلى فريقين:
الفريق الأول
فسر معنى الوفاة تفسيرا مجازيا
1ـ فقال البعض أن الوفاة تعني النوم وليس الموت: ويستندون على ما جاء بالقرآن الكريم في:
+ سورة الأنعام (60): "وهو الذي يتوفاكم بالليل …"
+ سورة الزمر (42): "الله يتوفى الأنفس عند موتها، والتي لم تمت في منامها، فيمسك التي قضى عليها الموت، ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"
وعلى هذا الأساس يفسر الإمام البيضاوي وفاة المسيح قائلا: "متوفيك نائما، إذ رُوِيَ أنه رُفع نائما".
2ـ وقال آخرون أن الوفاة تعني استيفاء الحق أي أَخْذُ حقه بالكامل. [المعجم الوسيط جزء2 ص1047]
وهذا ما ذهب إليه الإمام البيضاوي في أحد تفسيراته لسورة آل عمران (55) "… إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليَّ …"
قال البيضاوي: "أي مستوفي أجلك … وعاصما إياك من قتلهم"
3ـ وقال البعض أن الموت هو موت عن الشهوات:
إذ يقول الإمام البيضاوي أيضا: "مميتك عن الشهوات العائقة عن العروج إلى عالم الملكوت"
هذه بعض آراء الذين فسروا الوفاة تفسيرا مجازيا، ثم نأتي إلى: