الموضوع
:
موضوع متكامل عن حياة ومعجزات البابا كيرلس السادس بطريرك الكرازة المرقسية الـــــ 116
عرض مشاركة واحدة
13 - 05 - 2012, 06:37 AM
رقم المشاركة : (
20
)
Magdy Monir
..::| VIP |::..
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
12
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات :
51,017
البابا كيرلس مع الزعيم الخالد جمال عبد الناصر
كانا قطبين عظيمين أحدهما زعيم سياسى والآخر أب روحى .. التقى الاثنان على طريق واحد، فسارا وأيديهما متشابكة وإرادتهما، ورغبتهما واحدة: إسعاد كل فردمن أبناء هذا الوطن. ولقد كانت محبتها لبعض .. وتقدير واحترام كل منهما للآخر مثار إعجاب.. حتى قالت "إذاعة صوت أمريكا" يوم نياحة البابا: لقد توفىالصديق الوفى لعبد الناصر". وبدلاً من أن نقف عند الوصف فلنقترب من الأحداث لنرى ما كان بينهما من حب وتقدير وتفاهم ، كان لمصلحة البلاد.
* كان أول لقاء بينهما عام 1959 إذ قام البابا كيرلس السادس بزيارة الرئيس عبد الناصر، وتبادلا أحاديثاً ودية. ويومها قال البابا للرئيس " إننا لو أقمنا مصنعاًبملايين الجنيهات وألحقنا به الآلاف من العمال الذين لا وعى لهم، ولا وازع دينى عندهم، فماذا نجنى؟ انهم سيجهزون على المصنع. ولكن يا سيادة الرئيس لوأقمنا مصنعاً بمائتى جنيه وألحقنا به عشرة عمال يتمتعون بالضمير الحى الطاهر، مخلصين لله والوطن فإن إنتاج مثل هذا المصنع سيفوق بكثير إنتاج المصنعالأول الذى تكلف الكثير والكثير. لذلك يا سيادة الرئيس، أنى بعون الله سأعمل على تعليم أبنائى معرفة الله وحب الوطن ومعنى الأخوة الحقة ليشب أبناء الوطنوحدة قوية لديها الإيمان بالله والحب للوطن". فأثنى السيد الرئيس على وطنية البابا وحبه لبلاده. ودعى كل منهما للآخر بالتوفيق والنجاح.
* التقيا ثانية فى 8 مايو 1965، وكانت الزيارة الثانية للبابا كيرلس السادس وكان لقاءاً مثمراً له أثاره العظيمة. لقد ذهب الوفد المرافق للبابا ، وهو يحمل مشكلةأو مشاكل معينة ، ولكن أحداً لم يكن يعرف أفكار البابا، ولا يتوقع أيضاً النتائج الباهرة التى أسفر عنها هذا اللقاء:
- الرئيس : لا تفكر فى هذا الأمر يا والدى . إن تلك الكنيسة ستبنى.
- البابا: أشكركم يا سيادة الرئيس.
ثم استطرد البابا قائلاً:
- أن الأمر الأهم بالنسبة لنا أن تتفضلوا مرة بزيارة أولادكم فى البطريركية ، فسيكون لهذه الزيارة أبلغ الأثر، وسترفع من الروح المعنوية لأولادك.
- ليس لدى مانع .. ولكن يا والدى ألا ترى أن المكان الذى أنت فيه الآن قد أصبح غير لائق بك.
- نعم يا سيادة الرئيس.. إننا نفكر فى بناء مقر آخر .. كاتدرائية جديدة.
- يسعدنى أن أحضر احتفال وضع حجر الأساس، ولكن هل لديكم ما يكفى لهذا البناء الضخم.
- إن الله سيعيننا ، كما أن أولادنا لا يبخلون بالمال فى سبيل إنجاز عمل عظيم كهذا.
- ستدفع الدولة مبلغ مائة ألف جنيه مساهمة فى هذا البناء العظيم ...
- أشكركم يا سيادة الرئيس .. على ان مساندتكم المعنوية والروحية لا تقدر بمال.
ثم عادا إلى موضوع حديثهما الأول :
- لقد اطلعت على تقارير شاملة عن هذا الموضوع .
- إنى أحاول - يا سيادة الرئيس - بكل جهدى أن أجد حلا لهذه المشاكل دون جدوى.
- يبين من التقرير الذى اطلعت عليه أنك يا والدى قد عملت ما فى وسعك .. وأن هذا الشخص سبب لكم متاعباً كثيرة ، وسأتخذ قراراً بإقصائه من نصبه.
كما كان من نتائج هذا الاجتماع أن أمر الرئيس بفتح كنيسة حدائق حلوان التى ظلت مغلفة ما يقرب من العام، وقال الرئيس: أن أماكن العبادة لابد أن تنتشر.ويجب ان يعرف الجميع الله. وان الإيمان يجب أن يمس كل القلوب.
ونقل السيد الرئيس رغبة أسرته فى مقابلة البابا ، فرحب بذلك ودخل قداسته بصحبة الرئيس إلى منزله حيث تقابل مع أبناء سيادته ودعا لهم بالتوفيق، وبدوامالصحة والسعادة، كما تبادل معهم الهدايا التذكارية . وبعد ذلك خرج مودعاً من السيد الرئيس بحفاوة بالغة.
* فى 10 مايو عام 1967 - زار قداسته السيد الرئيس. وفى هذه الزيارة رأى سيادته إصدار قرار جمهورى بإنشاء مجلس لإدارة أوقاف البطريركية ، بعد انفشل المجلس الملى فى أداء هذا العمل ، مما أدى إلى عجز فى ميزانية البطريركية تحدثت عنه الصحف. وقد تبرع السيد الرئيس بمبلغ عشرة آلاف جنيه لسد هذاالعجز، وأمكن بذلك دفع مرتبات العاملين بالبطريركية التى توقف دفعها لمدة شهور.
كما عرض الأساقفة المرافقين لقداسة البابا مشاكل ايبارشياتهم على السيد الرئيس، وكانت هذه الفرصة للعمل على حلها.
ومما هو جدير بالذكر أن قداسة البابا طلب مرتين السماح بإنهاء الزيارة حفظاً على وقت الرئيس، ولكن الرئيس كان يقول مبتسماً فى ود عميق "ميعاد الزيارة لمينته بعد" وظلا يتحدثان فيما يعود بالخير على البلاد.
وعندما هم البابا بالانصراف قال السيد الرئيس أنى أضم صوتى لأصوات المهنئين بعيد جلوس غبطتكم متمنياً لكم أياماً سعيدة". فشكره البابا بامتنان كبير واضعاًيده على صدر الرئيس فى لطف وهو يقول: إنى أضع يدى على يد الله.. لأنه مكتوب عندنا: "أن يد الله على قلوب الرؤساء" فاغتبط الرئيس وسر بهذا الحديثكثيراً .
وفى مساء ذات اليوم حضر أحد رجال الدولة الرسميين إلى قداسة البابا حيث أبلغه شعور الارتياح الذى يشعر به الرئيس لهذه الزيارة. وأشار إلى أن الرئيسكان يشعر بالآم فى صدره زالت جميعها عندما وضع البابا يده فوق صدره.
* فى يونيه 1967 أعلن الرئيس جمال عبد الناصر تنحيه عن رئاسة الجمهورية أثر نكسة 5 يونيو المشئومة وقد اكن هذا الخبر وقعاً بالغ السوء فى نفس قداسةالبابا. فاستدعى سكرتيره الخاص وطلب الاستعداد للذهاب إلى منزل الرئيس فى صبيحة الغد ليناشده البقاء رئيساً للجمهورية. وليبلغه تمسك الأقباط بسيادته فىمركز القائد والزعيم للبلاد.. وفى يوم 9 يونيو صلى البابا القداس وهو حزين، وبعده خرج وبصحبته بعض الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة وتوجهوا إلى منزلالرئيس، ولكن ملايين البشر كانت قد سدت كل الطرق المؤدية إلى المنزل فصدرت تعليمات من رئاسة الجمهورية بأن تقوم سيارة تابعة للقوات المسلحة بفتحالطريق أمام سيارة البابا حتى وصلت إلى منزل الرئيس حيث كان فى استقبالهم السيد محمد أحمد سكرتير السيد الرئيس " أمين سر اتحاد الجمعية العربية وقتها"..وكان عناق بالبكاء . وأعلن البابا تمسكه والأقباط معه بقيادة الزعيم عبد الناصر. وقد وعد سيادته بإبلاغ ذلك إلى السيد الرئيس ومتعذراً عن عدم إمكان مقابلةسيادته. لأنه قد لزم مسكنه الخاص بعد إعلان تنحيه.. ولكن ما عاد البابا إلى المقر البابوى حتى طلب من الخدم أن يستعدوا لضرب الأجراس، وكأنه كان يتنبأ ..وما هى إلا لحظات حتى أعلن السيد/ أنور السادات "رئيس مجلس الأمة وقتئذ" بأن الرئيس قد نزل على إرادة الشعب، واستجاب لندائه الملح بالبقاء. ودقت أجراسالكاتدرائية المرقسية فرحة مستبشرة. وفى صباح يوم 10 يونيو توجه قداسة البابا إلى القصر الجمهورى حيث كتب كلمة مؤثرة فى سجل الزيارات معلناً فرحتهبنزول السيد الرئيس على إرادة الشعب.
* حضر الزعيم جمال عبد الناصر حفل افتتاح الكاتدرائية الجديدة الذى أقيم يوم 25 يونيو سنة 1968 وكان اللقاء بين القائدين حاراً وفريداً.
وعند صعودهما سلم الكاتدرائية لإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية حدث أن امسك السيد الرئيس بيد البابا متوكئاً، وصدرت عنه أنة خفيفة فسأله البابا فى دهشة:"ما بالك يا سيادة الرئيس .. ولم تتألم .. لعلنى أنا الذى يحق لى أن أتأوه، إذ مازلت أشعر بألم فى ساقى أثر الجلطة التى أصابتنى فى العام الماضى" ، فأجابهالرئيس قائلاً : "أنى اشعر بآلام شديدة فى ساقى أنا أيضاً". فقال البابا: "ولماذا لم تخبرنا بذلك إننا كنا على أتم استعداد لتأجيل الحفل حتى تتماثل سيادتكم للشفاءالكامل" فأجاب الرئيس بابتسامة رقيقة : "لا ... بل أنا مسرور هكذا".
* وعندما ذهب السيد الرئيس للعلاج من مرض أصاب أوردة ساقه فى "تسخالطوبو" بالاتحاد السوفيتى ، طلب البابا أن يتحدث تليفونياً مع سيادة الرئيس ، ليطمئنعلى صحته .. وجرى بينهما حديث ودى للغاية ، وقال الرئيس فى حديثه للبابا إنه كان يتمنى أن يكون البابا بصحبته لعلاج أوردة ساقه أيضاً، فشكره البابا بامتنانداعياً له بالصحة، راجياً له الشفاء العاجل، مبلغاً إياه دعاءه من أجل عودته للوطن موفور الصحة.
وعاد السيد الرئيس بعد ذلك بيومين . وكان البابا ضمن مستقبليه فى أرض المطار. وتعانقا طويلاً بصورة لفتت أنظار الموجودين . وقال الرئيس للبابا: "لماذا لمترسل مندوباً عن غبطتكم وأنت لم تتماثل بعد للشفاء التام؟ واطمأن البابا على صحة الرئيس.
***
وعندما فجعت الأمة بفقد زعيمها الخالد جمال عبد الناصر، توجه البابا للعزاء، وظل صامتاً مدة طويلة ، وهو فى صمته يقول: أن المصاب مصابنا جميعاً. والفقيدفقيدنا جميعاً..
***
لقد رحل الرجلان عنا فى فترة وجيزة .. لقد تركا فى قلوبنا جرحاً عميقاً. وفى نفوسنا حزناً شديداً.. وسيذكر التاريخ أنهما ضحيا بكل شئ فى سبيل رسالتهما ...حتى بحياتهما.
الأوسمة والجوائز لـ »
Magdy Monir
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Magdy Monir
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Magdy Monir
المواضيع
لا توجد مواضيع
Magdy Monir
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Magdy Monir
البحث عن كل مشاركات Magdy Monir