عرض مشاركة واحدة
قديم 13 - 05 - 2012, 06:36 AM   رقم المشاركة : ( 19 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

عودة جسد القديس مارمرقس الرسول

موضوع متكامل عن حياة ومعجزات البابا كيرلس السادس بطريرك الكرازة المرقسية الـــــ 116


لم يكن ما يفصل بين جسد القديس مارمرقس الرسول فى البندقية، وبين رأسه بالإسكندرية هو البحر المتوسط بمئات أمياله ، إنما شئ آخر أعمق بكثير: إنها مايزيد عن إحدى عشر قرناً من عمر الزمان ، جعلت الفرقة بينها حقيقة تاريخية أقرب إلى ظواهر الطبيعة ، كشروق الشمس وهطول المطر.. وكانت فى أقل القليلكفيلة بأن تجعل الأمر رازحاً تحت جبال النسيان ، لا يمكن أن يجذب انتباه أحد، ولا يمكن أن يحرك مشاعر إنسان.
وتوالى على الكرسى المرقسى بعد حادث سرقته، ونقله إلى البندقية، عشرات من الآباء البطاركة ، لم يخطر ببال أى منهم أن يحاول استعادة الجسد.. حتى جاءالبابا كيرلس السادس.

ألا يجب علينا إذاً أن نقف لنتساءل .. ما الذى دفعه إلى المطالبة باستعادة الجسد؟
* أهل هو إحساسه العميق بالارتباط بينه وبين مارمرقس باعتباره انه ابن ، وخليفة حقيقى لهذا الكاروز؟
* أم لأنه عاش تاريخ كنيسته وأمته وتمثل هذا التاريخ فى كيانه ، وأحس بفضل القديس مرقس على الأمة المصرية ، وأنه نقلها ببشارة الإنجيل من ظلمة الوثنيةإلى نور المسيح. وان وجاب الابن العارف بجميل أبيه أن يسعى وراء جسده أينما كان.
أم أن هناك إعلان دفعه إلى أن يطالب بالجسد الحبيب ، وهذا أمر يجب تصديقه ، ما دام نداء البابا قوبل من الطرف الآخر باستجابة لم تكن متوقعة.


أليس هذا هو العمل الإلهى الخفى
فى إحدى مقابلات البابا مع القاصد الرسولى بالقاهرة، قال البابا : "ألم يحن الوقت لكى تعطونا جسد القديس مرقس الرسول؟" أجاب سيادته بأدبه الجم: "نحن لانستطيع أن نؤخر طلباً لقداسة البابا" .. فقال البابا : "شكراً .. أنى سأرسل فى طلبه إلى قداسة بابا روما، وأنى واثق من أن مساعينا ستكلل بالنجاح".
وعلى أثر هذا الحديث بدأت المفاوضات لإعادة الجسد الطاهر فبعث البابا كيرلس برسالة إلى قداسة البابا بولس يطلب فيها إرجاع جسد القديس مرقس إلى مصر،فرحب بابا روما بذلك ، وأرسل إلى بطريرك البندقية- حيث يوجد الجسد- يطلب موافقته. ولكنه رفض محتجا بأنه لا يستطيع التفريط فى هذا الجسد الطاهر ،فهو شفيع البندقية، فضلاً عن أنه من معالمها السياحية الهامة. ولكن بابا روما عاد يكرر الطلب ، بينما بطريرك البندقية ظل متمسكاً برفضه إلى أن وافق فى النهاية- بعد صلوات البابا كيرلس ودموعه - على أن يعيد جزء من الجسد . ومع السرور والبهجة أعلن الخبر ، واستعدت الكنيسة لاستقبال جسد أبيها الروحى،ومؤسس كرسى الإسكندرية.

أوفد البابا كيرلس وفداً مكوناً من خمسة وسبعين فرداً بينهم أساقفة وكهنة ورهبان وشمامسة وعلمانيين، مع وفد من الكنيسة الأثيوبية ، أقلتهم جميعاً طائرة خاصة .وقد استقبل الوفد فى روما بحفاوة بالغة . وتم الاحتفال رسمياً يوم 22 يونيو سنة 1968 (15 بؤونه) بتسليم الجسد وسط فرحة غامرة.
واستقل الوفد الطائرة عائداً مساء يوم 24 يونيو سنة 1968 حيث وصل إلى مطار القاهرة الدولى فى ساعة الحادية عشر والنصف ليلاً وكان فى انتظار الجسد مايزيد على المائة ألف مواطن فضلا عن أعضاء الوفود الأجنبية والهيئات الدينية والدولية المصرية.
وتدخلت حكمة السماء فى ذلك اليوم لتظهر قدسية جسد هذا الرسول العظيم، فقد كان مقررا أن تصل الطائرة المقلة للجسد الطاهر فى الساعة الخامسة بعد الظهر،ولكنها أصيبت بعطب أخر وصولها إلى الساعة الحادية عشر والنصف مساء. وعندما كانت الطائرة تحلق فى سماء المطار استعدادا للهبوط، ظهرت حمامةبيضاء حلقت على ارتفاع منخفض، شوهدت فى ظلام الليل، فصاح الحاضرون مسبحين وممجدين الله بصوت يشبه الرعد وعند هبوط الطائرة ظهرت الحمامةالبيضاء مرة ثانية فوق جسم الطائرة التى كانت محركاتها مازالت تدور ويصدر عنها صفير قوى.

وصعد البابا كيرلس سلم الطائرة وحمل الجسد الطاهر وسط تهليل الجميع وهتافهم فاهتزت أرجاء المطار.
وعند ركوب قداسة البابا سيارته حاملاً الجسد على ركبتيه رأى البعض الحمامة البيضاء داخل السيارة بجوار الجسد الطاهر.
وقد أودع الجسد مكاناً خاصاً فى الكاتدرائية المرقسية القديمة بعد أن دار به البابا فى أنحائها مع الكهنة والشمامسة وسط الترتيل والتسبيح حاملين الصلبان والشموعوالبخور.
ويخبرنا السيد دكتور/ يوسف منصور رئيس شمامسة الكاتدرائية انه اعتاد دخولها زهاء خمس وعشرين عاماً فى أى وقت يشاء حتى فى منتصف الليل لأداءتسبحة نصف الليل وباكر. ولكنه فى الليلة التى كان الجسد الطاهر مازال موجوداً بها، حدث أن توجه إليها حوالى الساعة التاسعة مساءاً، وبعد أن فتح الباب أرادالدخول شعر بهيبة ورهبة عظيمة تملها فاعتراه خوف شديد، حتى انه لم يستطع الدخول، بل أغلق الباب وخرج مسرعاً مبهوتاً.

كذلك شاهد السكان المحيطين بالكاتدرائية نوراً عجيباً فوق قبابها ليلة وجود الجسد الطاهر بها قبل نقله إلى الكاتدرائية الجديدة.
كما اخبرنى أحد المقيمين بالمقر البابوى - رفض ذكر اسمه - انه أثناء وجود الجسد الطاهر بالكاتدرائية القديمة رأى فى الساعة الثالثة والنصف صباحاً رؤيةعجيبة. فقد رأى رجلاً تبدو عليه سمات النسك الشديد والبساطة المتناهية ، يمشى رافعاً يده وبها كتاب، ويمشى خلفه البابا كيرلس السادس حاملاً الصليب وعصاالرعاية فى هيبة ووقار، ورأى خلفها بعضاً من أبناء البابا. فتعجب من هذا المنظر وسأل أحد الموجودين : "من هذا الذى يسير أمام البابا العظيم ، وكيف؟ .."فأجابه ذاك بصوت جهورى اهتززت معه جدران الحجرة فى عنف: "الست تعرف من هذا ؟ .. انه حامل البشارة العظيم".

وقد روى الشخص ما حدث فى الرؤية لقداسة البابا، فقال له: "انه مارمرقس يا ابنى اللى أنا بمشى وراه دائماً" .
وفى 26 يونيو عام 1968 وبعد إقامة أول قداس بالكاتدرائية المرقسية الجديدة - أودع الجسد الطاهر فى مزاره الجميل بتلك الكاتدرائية حسبما ذكرنا فى البابالخاص بها.
موضوع متكامل عن حياة ومعجزات البابا كيرلس السادس بطريرك الكرازة المرقسية الـــــ 116
  رد مع اقتباس