الموضوع: بطيخة مسمومة
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 05 - 2012, 07:08 AM
الصورة الرمزية كوجى عزت
 
كوجى عزت
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  كوجى عزت غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 2,153

عاد سمير من المدرسة فوجد والده يكتب بخط كبير على قطعة خشبية :" تحذير !توجد بطيخة واحدة

مسمومة لا يعرفها إلا المزارع !"

اندهش سمير مما يكتبه والده، فقال له :

- ما هذا يا أبي؟

- إذ بدأ ثمر البطيخ يكبر، يأتي اللصوص ليلاً ويسرقونه، متسترين بالظلام .

- كيف تضع سمًا يا أبي في البطيخة، فربما تموت عائلة أو عائلات بلا ذنب؟ !

- إني لم أحقن أية بطيخة بالسم !

- إذن آسف، ما قد كتبته ليس صدقًا !

- أنا أعلم أنه كذب .لا أريد أن أكذب، لكن لم أجد وسيلة لمنع اللصوص من السرقة سوى بالكذب .

- هل تخسر يا أبي أبديتك بالكذب من أجل البطيخ؟ ألم يقل الكتاب : " وأما الخائفون وغير المؤمنين ... وجميع

الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنارٍ وكبريتٍ الذي هو الموت الثاني "رؤ :21 8؟

- ماذا أفعل يا ابني؟

- لا نكذب يا أبي مهما كلفنا الأمر .

صمم المزارع على تثبيت هذه اللوحة في مدخل حقل البطيخ حتى لا يقترب إليه اللصوص .

جاء اللصوص بالليل ووجدوا اللوحة .وبدأوا يتساءلون : " هل بالحق حقن بطيخة بالسم؟ " واختلفوا

فيما بينهم في معرفة ما إذا كان قد حقن المزارع بطيخة بالسم أم لا ...وأخيرًا قرروا أن يتركوا الحقل لئلا

يتسمم أحد منهم .

حزن سمير إذ وجد والده قد ثبت اللوحة الكاذبة في مدخل حقل البطيخ، وإذ عاتب والده، قال له

الوالد :" نحن الآن لنا ثلاثة أيام لم يقترب اللصوص إلى الحقل ...ألم تنجح خطتي؟ "

قال سمير :" ربما تظن أنها نجحت، لكنك أغضبت اللَّه، مما يحرمنا من بركاته ".

علق الوالد على ذلك بقوله : " اللَّه يعلم ما في قلبي، وأنه لا طريق للخلاص من هؤلاء اللصوص إلا

بالكذب ".

إذ عبر أسبوع عاد سمير ليجد والده حزينًا جدًا .سأله عن سبب حزنه، فأجابه الوالد :

" لقد نزع اللصوص لوحتي،

ووضعوا لوحة جديدة كتبوا عليها :

‘ يوجد بالحقل بطيختان مسمومتان ’.

ها أنا في حيرة،

إن كانوا بالفعل قد حقنوا بطيخة بالسم، أم يكذبون مثلي .

1 Cf. Michael P. Green: Illustrations for Biblical Preaching, p. 229.

لست أدرى ماذا أفعل؟

لا أستطيع أن أقوم ببيع البطيخ أو أكله .

لقد خسرت الحقل كله !"

علق سمير على كلمات أبيه :

" يا أبي بالكذب خسرت ما هو زمني وما هو أبدي .

إذ كيلَّت للناس كذبًا،

هم كيلوا لك بذات الكيل بزيادة !"





لأقتنيك أيها الحق الأبدي،

فلا أستطيع أن أكذب قط !

هب لي أن أنطق بالحق، مهما كانت تكلفته،

ولا أنطق بكذبٍ، مهما بدت مكاسبه .

أنطق بالحق فأقتنيك أيها الحق !
رد مع اقتباس