عرض مشاركة واحدة
قديم 13 - 05 - 2012, 06:26 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

معاملة البابا لأبنائه

موضوع متكامل عن حياة ومعجزات البابا كيرلس السادس بطريرك الكرازة المرقسية الـــــ 116

قصبة مرضوضة لا يقصف. وفتيلة مدخنة لا يطفئ
(مت: 12-20)


كان قلبه يلتهب بالحب لأبنائه ، تجذبه جذباً إلى أولاده جذوة إلهية متقدة.. إنه لا يستطيع إلا أن يحبهم، ولا يقدر إلا أن يفتح لهم قلبه، قبل أن يفتح بابه. من أجلهمتألم ، وحزن ، وبكى ، واكتأب، وتعب.
وإذ كان الحب الذى يملأ قلبه حباً إلهياً ، لذلك فقد احبه الجميع : من أساء إليه مثل من كرمه، من قبله مثل من رفضه. وهو إذا زجر أو قسى ، فلأنه يحب محبةصادقة مخلصة. وإذا تحنن وأشفق، فهو يشدد ركب مرتخية ، أو يخشى على قصبة مرضوضة من عاصفة لا يريدها أن تقصف بعود يابس.

وإذ كانت روحه أقوى من جسده بما لا يقاس، لذلك لم يعقه مرض أقعده عن أن يلتقى بأبنائه.. يلقاهم لأنه يحبهم.. حتى وهو على سرير المرض تنتابه أتعابوأوجاع لا يعرف أحد عنها شيئاً، سوى المقربين إليه جداً.
سوف نذكرك يا أبانا لسنوات وسنوات ، وسوف يذكرك التاريخ لأجيال وأجيال. وسوف يشهد لك السمائيون إلى دوام الأزمان: أنك الأب الذى كان لأولاده..والراعى الذى كان لرعيته .. معلماً لهما بوداعة واتضاع ومحبة .. معطياً سلاماً من فيض سلام السماء عليك.. لم تكن لهما واعظاً.. بل كن لهما بحياتك عظة. .
وإنى إذ أقتطف من حياة قداستك شذرات من هنا وهناك ، أعترف أن حبك لأبنائك أمر لا يمكن أن ترسم حدوده كلمات، أو تحكيه بعض القصص، لذلك، فإنى أدعوالقارئ مخلصاً أن يتعمق بروح صافية كل واقعة أرويها، لعله يستطيع الوصول إلى الأبعاد الحقيقية لعمل الله فى قلب هذا الرجل القديس.. لقد بكيت مع كل قصةمن هذه القصص، بل مع كل كلمة من كلماتها .. ولم لا .. وقد توارى عنا احب من كان يحبنا.

* ما كان البابا يعرف أن أحد الأباء الأساقفة مريض، وانه بالقاهرة إلا ويذهب للسؤال عنه.
كما كان يرسل من يسأل عن صحة الكاهن المريض أو يتصل به تليفونياً للاطمئنان عليه، ويستقبله بالبشر بعد أن يبل من مرضه.
* وفى أوائل حبريته زار المستشفى القبطى بالقاهرة والإسكندرية مبتدأ بنزلاء الدرجة الثالثة، مما كان له أعظم الأثر فى النفوس. كما انشأ كنيسة بالمستشفىالقبطى بالقاهرة، وأخرى فى الإسكندرية.
* وكم من مرة يلمح البابا شيخاً عجوزاً يريد بركة ولا يستطيع الوصول إليه لشدة الزحام، فكان يذهب إليه ويصلى له.
* وكم من عروسين كانا يطلبان صورة تذكارية للبابا وهما إلى جواره ، فكان يستجيب للطلب مانحاً لهم الدعوات ، ولكنه فى ذات الوقت يرفض دائماً أن يصورمع خطيبين.

* وكم من مرة أسمعه يطلب من الكاهن الذى يقدس معه الحل ، وكان الكاهن يتحرج من هذا الطلب، ولكن البابا كان يقول له : قول .. يا أبونا قول - حاللنى ياابنى. وأمام إلحاح البابا كان يعطيه الكاهن الحل.

كفاية .. وجدنا الراعى الصالح
حضر الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف المتنيح ذات يوم لمقابلة قداسة البابا ، فلم يجده فى قلايته، وعرف انه ما زال فى استقبال زائريه بصالون الطابقالأرضى منذ خروجه من الكنيسة عقب صلاة القداس وكانت الساعة وقتئذ قاربت الثانية والنصف بعد الظهر ، ولم يكن البابا بالتالى قد تناول طعام الإفطار بعد.
ودهش نيافة المطران لذلك، ودخل إلى البابا وأصعده معه، وهو يقول للناس: "كفاية إحنا وجدنا الراعى الصالح.. أنتم عاوزين تضيعوه من وسطينا". وصعد معهالبابا كابن صغير يسمع له. ولكن البابا عاد لأولاده بعد صلاة العشية، وجلس معهم عدة ساعات.


كنت مريضاً فزرتمونى
* سمع البابا بمرض المتينح الأنبا كيرلس مطران قنا. وعلم أنه موجود بمنزل أحد أقاربه بالقاهرة ، فذهب إليه البابا وتباركا وصليا معاً. وبكى نيافة المطرانمتأثراً من محبة البابا.
* ذهب البابا لزيارة المتنيح الأنبا كيرلس مطران البلينا، الذى كان مريضاً بالمستشفى القبطى. وما أن رآه نيافة المطران حتى قام واقفاً - بالرغم من أنه كان لايقوى على ذلك - وقبل البابا وتعانقا طويلاً.

من يكرمكم يكرمنى
عندما كان البابا يستقبل أحد الأباء الأساقفة أو المطارنة الأقدم منه فى الرسامة ، كان يترك كرسيه ليستقبله عند باب حجرة الاستقبال، ويقبله ويأخذ بيده ويجلس إلىجواره.


الكرامة لمن لهم الكرامة
لم يكن البابا يقسو على أى من الأباء الكهنة أمام أفراد الشعب مهما كان السبب، بل كان يحرص دوماً على ان يتحدث معه فى سرية فيما اخطأ، عملاً بقول الرسولبولس الى تيموثاؤس تلميذه: "لا تنتهر شيخاً (أى قسيساً)" . فإذا اخطأ الكاهن فى صلاته ، أو كيفية أداء الطقس كان يدنو منه وهو ممسك بالخولاجى ، ويعرفهالخطأ والصواب. وإذا كان خطأ الكاهن فى الطقوس التى تعلم بالتسليم - وهى عادة لا تدون فى الخولاجيات المقدسة - كان يشرحه له فى صوت منخفض جداً.
وقد كان قداسة البابا متشدداً فى ضرورة الصلاة باللغة القبطية - بحيث لا يخلو منها قداس - وأصدر منشوراً بذلك للأباء الكهنة.


يا ابنى أعطنى قلبك
سمع قداسة البابا أن أحد الشمامسة يعيب على كاهن طريقة أدائه للقداس إذ قد تكاد تكون صلاة بلا لحن، وأراد البابا أن يقوم سلوك الشماس بلطف، فانتهز فرصةوجوده والشماس مرة أثناء تأدية ذلك الكاهن لصلاة القداس فقال للشماس: "شايف أبونا بيصلى إزاى.. الصلى طالع من قلبه .. ياريت اثنين ثلاثة زيه فى العالملكان ربنا يرفع غضبه عننا" فخجل الشماس وطلب الصفح والحل من البابا.

شددوا الأيدى المرتخية
قدمت شكاوى ضد أحد الكهنة فكان البابا ينصحه ويقويه بحنان، وكان الكاهن يأتى الى البابا ، ويطلب منه أن يؤازره بدعواته ، فكان البابا يقول له: "يا أبونا بأدعىلك كل يوم .. فقم وشد حيلك ، وشرفنى".


القاضى العادل
اشتكت لجنة إحدى الكنائس بالقاهرة من مرتل الكنيسة متهمة إياه بالإهمال، فلم يصدر البابا أمراً بشأنه ، إلا بعد أن أرسل أحد الموثوق فيهم وتحقق من صحةالشكوى.

دعوا الأولاد يأتون الىّ
كان البابا يشجع الشمامسة الصغار بأن يدعهم يتلون أغلب المردات وكان يشدد على المرتيلين لكى ينتظروا حتى ينتهى هؤلاء الشمامسة من المرد بأكمله، وكانيقول متسائلاً للمرتل الذى يقاطع الشمامسة، ويبدأ بقول المرد الخاص بالشعب : " ولما يغلط الشماس .. مين اللى يصحح له غلطه؟!".

لئلا يخوروا فى الطريق

كان البابا يأمر بإعداد طعام للشمامسة الصغار الذين يشتركون معه فى القداسات فى الصوم الكبير إذ كانت الصلاة تنتهى فى الساعة الخامسة مساءاً وكان يسال عدةمرات متأكداً من تناولهم الطعام قبل انصرافهم.

بســـــطاء
فى أحد الأمسيات عندما كان البابا يدور بالبخور فى الكنيسة - أثناء رفع بخور عشية - تقدمت إليه امرأة بسيطة، وقدمت له ثلاث بيضات وقالت له "خد دول ياسيدنا وباركنى". فأخذ بابا الإسكندرية الثلاث بيضات .. وضعها فى جيبه، رغم أنى كنت أسير خلفه فلم يسلمها لى وقال لها مبتسماً: "مسلوقين كويس ياست . ولايسيحوا فى جيبى" فأجابت : "لا يا سيدنا مسلوقين كويس". فانفرجت أساريره وقال لى : "ضمنا العشا يا ابنى" وصرفها داعياً لها بالبركة.


خراف بلا راعى
كان قداسة البابا يكن حناناً خاصاً نحو بناته طالبات الجامعة والموظفات حاثاً إياهن على التمسك بالحشمة والطهارة ، والتقرب إلى الله معطياً إياهن أمثلة منحياة قديسات الكنيسة. وكان يردد "انه عندما ينشغلن بحب الكنيسة تبتعد عنهن قوة الشر". وقد كان البابا يبدى حزنه على هذا الجيل وسمعته مرة يقول فىحجرته متنهداً "حاجة تبكى .. حاجة تحزن .. خراف بلا رعاة"
وقد أثمرت حكمة البابا إذ كانت أعدد كبيرة منهن تفد إلى الكنيسة لحضور القداسات وأخذ بركة قداسة البابا قبل أن يتوجهن إلى الدراسة أو العمل.


الزينة الخارجية
ومع هذا لم يكن قداسة البابا يتهاون فى أن يطالبهن بارتداء الملابس المحتشمة بل كان يؤنبهن بشدة على الملابس غير المحتشمة. وعندما لا يعجبه زىإحداهن كان يقول لها: "حطى حاجة على رأسك يا ست" أو "أخرجى بره حطى حاجة على كتفك"، وإذا حضرت عائلة ومعها طفل بملابس قصيرة كان قداسته يقولللطفلة : "قولى لأمك تطول لك الفستان" وإذا كانت الطفلة ترتدى فستان بدون أكمام كان يقول لها : "قولى لأمك تعمل لك كم".
وذات يوم حضرت سيدة مع زوجها لأخذ بركة من البابا حيث أنها كانت مريضة بالمستشفى، ولكن لاحظ قداسته أنها ترتدى ملبساً غير محتشم فزجرها قائلاً:"أخرجى بره.. هل هذه الملابس تقابلى بها البابا؟" فخرجت السيدة تبكى بحرقة ، وبعد انتهاء طابور الزوار دخلت مرة أخرى مع زوجها فصلى لهما الباباوصرفهما، ولكن دون ان يظهر لهما حنوه الذى تعوداه منه.


كونوا كاملين
كان البابا أيضاً يتشدد مع الشباب فى ضرورة ارتداء الملابس المحتشمة فعندما كان يرى شاباً مرتدياً قميصاً بنصف كم كان قداسته يضربه على ذراع ويؤنبهويقول : "يجب ان تكونوا كاملين" . وإذا حضر لمقابلته شاب طويل الشعر كان يمسك بشعره ويشده ويقول له : "ده ما يصحش" . وكان منهم من يتأثر ويطيع. أماإذا رأى شاباً ممن يظهرون بمظاهر الخلاعة والانحلال فكان قداسته يضربه على ذراعه ويؤنبه بقسوة.

الراعى الصالح
كان البابا يحرص على مقابلة أبنائه - حتى ولو كان متعباً - ليطمئن عليهم حاملاً عنهم أتعابهم.

فقد حدث فى أحد الأيام بعد انتهاء قداسته من صلاة القداس الإلهى وقبل تناول الإفطار أن توافد عدد كبير من الزوار ملتمسين التبرك من قداسته، وحينما سألنى عنعدد الزوار عرفته أن عددهم كبير وإذ كان البابا متعباً رجوته أن يصرفهم بسرعة ، فنظر البابا وسألنى بحدة: "أنت تقصد ايه ؟؟" ... فخجلت من تصرفى .. ثمطلب منى إدخال الزوار وأفاض فى الحديث معهم ، ولم يفرغ منهم إلا فى موعد الغذاء، وهنا أراد قداسة البابا أن ينبهنى إلى خطئى بطريقته الأبوية راجعاً باللومعلى نفسه قائلاً: "لو كنت سمعت كلامك ما كنت تأخرت إلى هذا الوقت دون إفطار" ، وخرجت من أمام قداسته باكياً. ومتأثراً من فرط حنانه ومحبته لرعيته.

والأكثر من هذا أن قداسته كان يطلب منى النزول للتأكد من عدم وجود زوار فى الطابق الأرضى قبل أن يدخل حجرته ليستريح.

كلوا مما يقدم لكم
ما كان قداسته يرفض أى طعام يقدمه له أى إنسان ، فكان يأخذ منه داعياً له ، وحدث أن بعض البسطاء أحضروا لقداسته سندوتشات فول وطعمية فقبلها منهم.
كما تعودت زوجة شرطى أن توزع على الفقراء فطيراً فى عيد رئيس الملائكة الجليل ميخائيل، وكانت تعطى لقداسته نصيبه، إذ تحضر له ثلاث فطائر يأخذهابفرح، ويتذوق منها امامها، ثم يصرفها بالبركة ويعطينى الفطائر وكنت أنسى أمرها تماماً، ولكنه كان يسألنى عنها قائلاً: "هات الفطير نأكل منه، علشان نأخد بركةيا ابنى". ويأخذ منها قدراً يسيراً.


من أراد أن يكون عظيماً
حضر إلى البابا أحد الأشخاص وطلب من قداسته قطعة قطن مبللة بالزيت المصلى عليه ليعطيها لزميل له مريض يطلب صلوات البابا، فقام قداسته وأحضرزجاجة الزيت، وبلل قطعة قطن، وأثناء ذلك سقط قليل من الزيت على يد الزائر. فطلب منه البابا أن يغسل يديه. فغسل الزائر يديه ثلاث مرات لينظفها منالزيت، وكم كانت دهشته عندما وجد قداسة البابا واقفا خلفه منتظرا حاملا له الفوطة ليجفف بها يديه.

تمثلوا بى فإنى وديع
حدث أن اتصل بى البابا تليفونياً من حجرته الخاصة ، فرد عليه شخص كان موجود بحجرتى وقتئذ ، ولم يعرف أن محدثه هو قداسة البابا ، فأغلظ فى القول معه،وأثناء ذلك حضرت وسمعت صوت البابا، فأسرعت للرد عليه، فخجل هذا الشخص جداً، وذهب إلى البابا طالباً الصفح والحل، فعاتبه البابا فى ظرف وبساطة.


جسداً واحداً وروحاً واحداً
طلب قداسة البابا من أحد السعاة إعداد بعض الاحتياجات الخاصة بى ، وكان ذلك فى أول أيام لتلمذتى لقداسة البابا، فرد الساعى قائلاً: "أنا خدامه يا سيدنا" . لكنقداسته كأب للجميع رفض هذا القول قائلاً: "بل اخوة" ، وهكذا عشنا اخوة متحابين تحت ظل بابانا الحنون ، وكان درساً نافعاً لى فى أول أيام تلمذتى.

كونوا حكماء
حدث أن وجه لى أحد العاملين بالبطريركية - وكان مسناً - لفظاً قاسياً وعندما أردت معاتبته منعنى قداسة البابا ، وبعد ذلك جاءنى الرجل معتذراً، وتصادقنا منذلك الوقت بفضل حكمة البابا.


أحبوا أعدائكم
كان بعض الضعفاء يقومون بإصدار منشورات ضد قداسة البابا مملوءة سباً وقذفاً، ولكن جاء كثيرون منهم بعد ذلك إلى قداسته معتذرين معترفين، فكان يقبل منيأتى منهم ويقول له: "أنا كنت أعرف عنك كل شئ وكنت أصلى لك" . وقد أسند لبعضهم أعمالاً هامة فى الكنيسة وكان البعض يتساءلون ما سر ذلك، وكان البابايجيب: "أحبوا أعدائكم - باركوا لاعنيكم - صلوا من أجل الذين يسيئون إليكم".
كونوا ودعاء
عندما كان قداسة البابا يطلب من أحد السعاة طلباً ما كإحضار كوب ماء أو ملابس الصلاة ، كان يطلبها بوداعة ولطف ويقول مداعباً: "احضر لى يا ابنى (كذا) ..لكى أدعو لك الدعوتين اللى فاضلين".

* فى دير مارمينا بمريوط كان البابا يقيم فى الدور العلوى من جناحه الخاص. وكان بعد تناوله الطعام يقوم بنفسه بإنزال أوانى الطعام إلى الطابق الأرضى ثميصعد ، ويقف فى أعلى السلم، وينادينا، وعند حضورنا وقبل صعود السلم يعرفنا انه قد أنزل الأوانى، وحاولنا كثيراً أن نثنيه عن القيام بهذا العمل ولكنه كانيقول: "يكفى تعبكم معى فى أشياء أخرى كثيرة".
موضوع متكامل عن حياة ومعجزات البابا كيرلس السادس بطريرك الكرازة المرقسية الـــــ 116
  رد مع اقتباس