كاتب السفر:
هو القديس لوقا كاتب الإنجيل المعروف بإسمه، قارن (لو 1:1-4 مع أع 1:1-2) وقارن (لو 50:24-51 مع أع 4:1).
فالقديس لوقا كتب السفرين إلى شخص واحد هو العزيز ثاوفيلس. وسفر الأعمال كما هو واضح، موضوعه يلى موضوع الإنجيل. الإنجيل هو ما إبتدأ المسيح يعلمه ويعلم به على الأرض والأعمال هو ما يكمله بروحه القدوس الآن وحضوره السرى.
وثاؤفيلس هو أحد وجهاء الرومان بدليل لفظ العزيز الذى يعنى صاحب العزة وهو لفظ خطاب للعظماء (أع 3:24).
والقديس لوقا من إنطاكية عاصمة سوريا. ولذلك نجد فى سفر الأعمال إشارات خاصة بإنطاكية. فمنها بدأت رحلات بولس الرسول. وفى إنطاكية دُعِىَ التلاميذ مسيحيين أولاً. وقرارات مجمع أورشليم وجهت أساساً لإنطاكية (22:15-35).
ونلاحظ أن لوقا حين كتب أسماء الشمامسة قال عن نيقولاوس أنه دخيل إنطاكى فهو إذاً يعرف شعب إنطاكية بالإسم ويعرف المؤمنين والدخلاء.
الدخلاء : هم الأمم الوثنيون الذين تهودوا وإختتنوا ودخلوا إلى اليهودية ولعل لوقا إنضم لبولس فى بداية رحلته الثانية (أع 40:15). والرحلة بدأت من إنطاكية. فبولس أخذ معه لوقا من بلده إنطاكية. وبولس يذكر لوقا ضمن العاملين معه (كو 7:4-14 + 2تى 10:10-11 + فل 24).
ويبدو أن لوقا كان أممى الأصل ففى رسالته لكولوسى يضعه بولس الرسول مع إبفراس وديماس وليس مع ارسترخس ومرقس الذين هم من الختان.
وكان لوقا طبيباً (كو 14:4). والأطباء كانوا علماء ويتميز أسلوب لوقا بالدقة العلمية وتحديد التواريخ (لو 1:2،2 + لو 1:3،2). ونلاحظ فى سفر أعمال الرسل أنه يدون بدقة كل مدينة بحسب مقاطعتها فيقول برجة فى بمفيلية وإنطاكية فى بيسيدية وميرا فى ليكية وفيلبى فى مكدونية ولسترة ودربة فى ليكأونية وطرسوس فى كيليكية والموانى الحسنة فى كريت. فهو يتتبع كل شئ بتدقيق كما قال هو بنفسه عن نفسه (لو 3:1).
وقيل أنه كان رساماً فناناً ترك رسماً للسيدة العذراء. بل أن كتاباته هى لوحات ناطقة، راجع قصة تهليل الملائكة يوم ميلاد المسيح. وهكذا كثير من قصص سفر الأعمال وبالذات قصة غرق السفينة (أع 27) فهى لوحة ناطقة لمؤرخ رأى الحادث بعينه. قال أحد الدارسين عن هذا الإصحاح أن الكاتب رأى كل شئ بعينيه ووصفه بدقة ولكنه لم يكن بحاراً محترفاً فهو لا يستخدم ألفاظ البحارة.
ولوقا لم يكن له زوجة أو أولاد. وحسب التقليد القبطى فهو قد إستشهد على يد نيرون وتعيد له الكنيسة فى 22 بابة، 1 نوفمبر. ونقل الإمبرطور قسطنطينيوس رفاته الطاهر إلى القسطنطينية.
ويقول التقليد أن لوقا هو أحد السبعين رسولاً الذين عينهم المسيح وأرسلهم ويقول التقليد أيضاً أنه أحد تلميذى عمواس لذلك لم يذكر إسمه.
ولقد كتب لوقا إنجيله فى أثناء فترة سجن بولس الرسول فى قيصرية وذلك بالإتصال بالتلاميذ والعذراء مريم وهذا ما نفهمه من بداية إنجيله. ثم كتب سفر الأعمال أثناء إقامة بولس الرسول مسجوناً فى روما أيام السجن الأول سنة 62م.