عرض مشاركة واحدة
قديم 13 - 05 - 2012, 06:05 AM   رقم المشاركة : ( 9 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

دعوة السماء


موضوع متكامل عن حياة ومعجزات البابا كيرلس السادس بطريرك الكرازة المرقسية الـــــ 116




مرت بالكنيسة أحداث كانت غمامة قاتمة شعر فيها المؤمنين بالأسى والحزن العميق. ولكن مراحم الله أدركتها لما رفعت أنظارها إلى فوق حيث المسيح ، الذىسمع صراخها قائلة : خلص يارب، ولا تسلم ميراثك للعار.
جاءت ساعة الخلاص لما استقر الرأى على انتخاب راع يسوس الكنيسة وكان يمسك بدفة السفينة المتنيح الأنبا أثناسيوس قائمقام البطريرك ، الذى أعانه الله علىأن يرسيها سالمة ، ويسلمها للربان الحكيم الذى اختاره الله.
واتفق الرأى على ترشيح رهبان مشهود لهم. فقدمت تزكيات لكل من : القمص دميان (المتنيح الأنبا توماس مطران عطبرة) ، القمص انجيليوس المحرقى (الأنبامكسيموس مطران القليوبية) والقمص تيموثاوس (الأنبا يوساب أسقف البلينا المتنيح) والقمص مينا بديرالشهيدة دميانة.

أما القمص مينا المتوحد فكان بعيداً عن هذا المعترك . ولكن الأنبا أثناسيوس قدم تزكية باسم القمص مينا دون أن يخطره. وانتهى الميعاد ، وقفل باب الترشيح،وطلب القائممقام القمص مينا ليحادثه تليفونياً، وبادره قائلاً:
- لماذا لم تقدم تزكية لترشيح نفسك يا أبونا مينا؟
- يا سيدنا حفظ الله حياتك ، والله يختار الراعى الصالح الذى يرعى شعبه ببر وطهارة قلب.
- كان يجب ألا يفوتك هذا الواجب.
- من أنا الدودة الصغيرة حتى أتطلع لهذه المهمة العظيمة الخطيرة. وأحمل هذه الأمانة العظمى التى تعطى لمن يختاره الله وليس لمن يشاء أو يبغى.

- لكنى ما زلت أنتظر منك الجواب ، لماذا لم تقدم تزكية ، وتترك الله يدبر ما يشاء.
- يا سيدنا أبائى الرهبان كثيرون وقدموا بتزكياتهم ، وكلهم أهل لهذا المنصب الخطير، أما أنا فتكفينى نعمة الله التى معى.
- يا أبونا مينا أنا قدمت تزكية باسمك فى الوقت المناسب.
- حفظ الله حياتك يا سيدنا رايح يروح فين الصعلوك بين الملوك.
- الله يرفع الفقير من المزبلة ويجلسه مع رؤساء شعبه.
- دامت حياتكم يا سيدنا والرب يدبر.
شدد القمص مينا على محبيه وعارفي فضل الله عليه، وحذرهم من عمل دعاية له سواء بالنشر أو بعقد الاجتماعات، ونزل الجميع على رغبته.

وفى الانتخابات التى جرت يوم الجمعة 17 أبريل سنة 1959 فاز ثلاث رهبان هم بالترتيب: القمص دميان المحرقى - القمص انجيليوس المحرقى - القمص ميناالبراموسى المتوحد.

القرعة الهيكلية
وفى يوم الأحد 19 ابريل سنة 1959م وهو اليوم المحدد لإجراء القرعة الهيكلية ، أقيم قداس حضره أحبار الكنيسة برئاسة المتنيح الأنبا أثناسيوس ، وفى مظروفختمه بالشمع الأحمر وضعت ثلاث ورقات تحمل كل منها أسم أحد المرشحين الفائزين فى الانتخاب أمام جميع الشعب وبحضور السيد دكتور رمزى ستينو.ووضع المظروف على المذبح ، وفى نهاية القداس فتح المظروف أمام أحبار الكنيسة والشعب جميعه . وسحب شماس صغير (يدعى "رفيق باسيلى" من طنطا)ورقة منه ، خرجت تحمل اسم ، "القمص مينا البراموسى المتوحد" . وهنا دقت أجراس الكاتدرائية دقات الفرح معلنة الاختيار الإلهى . كما فرح جميع الشعوبورفعوا أصواتهم بالتهليل والحمد لله. وقد أذيع نبأ الاختيار على جميع موجات الإذاعة.

وأبلغ النبأ للقمص مينا المتوحد فبكى كثيراً وهو يصلى ، ورفض أن تدق أجراس كنيسة الدير فرحاً بهذه المناسبة، بل أمر بالانتظار حتى ينهى القداس .وتوافدت على دير مارمينا بمصر القديمة جموع الشعب والأحبار فقل وهو خارج من الهيكل لاستقبالهم: "المجد لك يارب اخترتنى أنا الضعيف لتظهر قوتك فىضعفى من عندك القوة أعنى، لأنى أرتعب من عظمة موهبتك . أنت أمين وعادل لا تترك محبيك. من عندك القوة. من عندك العون يا إلهنا وفادينا".

زيارة الأديرة
تحتم طقوس الرسامة حضور المختار من الله من ديره الذى ترهبن فيه لذلك فقد توجه فى فجر السبت 9 مايو سنة 1959 إلى دير البراموس ومعه عدد كبير منالمطارنة وأعيان الشعب يستقلون عشرات السيارات. دخل الدير بين دقات الأجراس، واستقبله الأباء الرهبان استقبالاً جميلاً ، وهم يلبسون حللهم الكهنوتية ،ويرفعون الصلبان ويحملون المجامر . ودخل كنيسة كلية الظهر العذراء الأثرية بالدير، وسجد سجدات الخشوع من باب الكنيسة حتى حجاب الهيكل. وقبل أيقوناتالقديسين ، وتبارك من جس أنبا موسى الأسود وأنبا ايسوذورس قس القلالى، الموضوعين أمام الهيكل ثم قام بخدمة القداس ، وبعد ذلك أخذ بركة الدير بأن لم يتركفيه مكاناً إلا ودخله، وتأمل صنيع الله فاحص القلوب والكلى ، المحسن إلى المستقيمى القلوب.

وبعد أن استراح قليلاً ، زار أديرة السريان ، والأنبا بيشوى، وأبو مقار. وعاد قاصداً القاهرة فى سيارة وضعها تحت تصرفه الأستاذين ونيس وعياد فلتس، وركبمعه القائم مقام البابوى المتنيح الأنبا اثناسيوس ، والمتنيح الأنبا كيرلس مطران البلينا الرفيق الحبيب، والمتنيح الأنبا بنيامين مطران المنوفية. ووصل الموكبمشارف القاهرة عند الغروب، واستقبلته جموع كثيرة برتل من السيارات وسار الموكب حتى الكنيسة المرقسية الكبرى . وكانت الألوف تملاً الشوارع المحيطةبالكنيسة . ولما وصل إلى الكنيسة - التى ازدحمت بالمستقبلين - دخل وسجد أمام الهيكل وقدم صلاة الشكر.
مرت بالكنيسة أحداث كانت غمامة قاتمة شعر فيها المؤمنين بالأسى والحزن العميق. ولكن مراحم الله أدركتها لما رفعت أنظارها إلى فوق حيث المسيح ، الذىسمع صراخها قائلة : خلص يارب، ولا تسلم ميراثك للعار.

جاءت ساعة الخلاص لما استقر الرأى على انتخاب راع يسوس الكنيسة وكان يمسك بدفة السفينة المتنيح الأنبا أثناسيوس قائمقام البطريرك ، الذى أعانه الله علىأن يرسيها سالمة ، ويسلمها للربان الحكيم الذى اختاره الله.
واتفق الرأى على ترشيح رهبان مشهود لهم. فقدمت تزكيات لكل من : القمص دميان (المتنيح الأنبا توماس مطران عطبرة) ، القمص انجيليوس المحرقى (الأنبامكسيموس مطران القليوبية) والقمص تيموثاوس (الأنبا يوساب أسقف البلينا المتنيح) والقمص مينا بديرالشهيدة دميانة.
أما القمص مينا المتوحد فكان بعيداً عن هذا المعترك . ولكن الأنبا أثناسيوس قدم تزكية باسم القمص مينا دون أن يخطره. وانتهى الميعاد ، وقفل باب الترشيح،وطلب القائممقام القمص مينا ليحادثه تليفونياً، وبادره قائلاً:

- لماذا لم تقدم تزكية لترشيح نفسك يا أبونا مينا؟
- يا سيدنا حفظ الله حياتك ، والله يختار الراعى الصالح الذى يرعى شعبه ببر وطهارة قلب.
- كان يجب ألا يفوتك هذا الواجب.
- من أنا الدودة الصغيرة حتى أتطلع لهذه المهمة العظيمة الخطيرة. وأحمل هذه الأمانة العظمى التى تعطى لمن يختاره الله وليس لمن يشاء أو يبغى.
- لكنى ما زلت أنتظر منك الجواب ، لماذا لم تقدم تزكية ، وتترك الله يدبر ما يشاء.
- يا سيدنا أبائى الرهبان كثيرون وقدموا بتزكياتهم ، وكلهم أهل لهذا المنصب الخطير، أما أنا فتكفينى نعمة الله التى معى.

- يا أبونا مينا أنا قدمت تزكية باسمك فى الوقت المناسب.
- حفظ الله حياتك يا سيدنا رايح يروح فين الصعلوك بين الملوك.
- الله يرفع الفقير من المزبلة ويجلسه مع رؤساء شعبه.
- دامت حياتكم يا سيدنا والرب يدبر.
شدد القمص مينا على محبيه وعارفي فضل الله عليه، وحذرهم من عمل دعاية له سواء بالنشر أو بعقد الاجتماعات، ونزل الجميع على رغبته.
وفى الانتخابات التى جرت يوم الجمعة 17 أبريل سنة 1959 فاز ثلاث رهبان هم بالترتيب: القمص دميان المحرقى - القمص انجيليوس المحرقى - القمص ميناالبراموسى المتوحد.


القرعة الهيكلية
وفى يوم الأحد 19 ابريل سنة 1959م وهو اليوم المحدد لإجراء القرعة الهيكلية ، أقيم قداس حضره أحبار الكنيسة برئاسة المتنيح الأنبا أثناسيوس ، وفى مظروفختمه بالشمع الأحمر وضعت ثلاث ورقات تحمل كل منها أسم أحد المرشحين الفائزين فى الانتخاب أمام جميع الشعب وبحضور السيد دكتور رمزى ستينو.ووضع المظروف على المذبح ، وفى نهاية القداس فتح المظروف أمام أحبار الكنيسة والشعب جميعه . وسحب شماس صغير (يدعى "رفيق باسيلى" من طنطا)ورقة منه ، خرجت تحمل اسم ، "القمص مينا البراموسى المتوحد" . وهنا دقت أجراس الكاتدرائية دقات الفرح معلنة الاختيار الإلهى . كما فرح جميع الشعوبورفعوا أصواتهم بالتهليل والحمد لله. وقد أذيع نبأ الاختيار على جميع موجات الإذاعة.

وأبلغ النبأ للقمص مينا المتوحد فبكى كثيراً وهو يصلى ، ورفض أن تدق أجراس كنيسة الدير فرحاً بهذه المناسبة، بل أمر بالانتظار حتى ينهى القداس .وتوافدت على دير مارمينا بمصر القديمة جموع الشعب والأحبار فقل وهو خارج من الهيكل لاستقبالهم: "المجد لك يارب اخترتنى أنا الضعيف لتظهر قوتك فىضعفى من عندك القوة أعنى، لأنى أرتعب من عظمة موهبتك . أنت أمين وعادل لا تترك محبيك. من عندك القوة. من عندك العون يا إلهنا وفادينا".

زيارة الأديرة
تحتم طقوس الرسامة حضور المختار من الله من ديره الذى ترهبن فيه لذلك فقد توجه فى فجر السبت 9 مايو سنة 1959 إلى دير البراموس ومعه عدد كبير منالمطارنة وأعيان الشعب يستقلون عشرات السيارات. دخل الدير بين دقات الأجراس، واستقبله الأباء الرهبان استقبالاً جميلاً ، وهم يلبسون حللهم الكهنوتية ،ويرفعون الصلبان ويحملون المجامر . ودخل كنيسة كلية الظهر العذراء الأثرية بالدير، وسجد سجدات الخشوع من باب الكنيسة حتى حجاب الهيكل. وقبل أيقوناتالقديسين ، وتبارك من جس أنبا موسى الأسود وأنبا ايسوذورس قس القلالى، الموضوعين أمام الهيكل ثم قام بخدمة القداس ، وبعد ذلك أخذ بركة الدير بأن لم يتركفيه مكاناً إلا ودخله، وتأمل صنيع الله فاحص القلوب والكلى ، المحسن إلى المستقيمى القلوب.

وبعد أن استراح قليلاً ، زار أديرة السريان ، والأنبا بيشوى، وأبو مقار. وعاد قاصداً القاهرة فى سيارة وضعها تحت تصرفه الأستاذين ونيس وعياد فلتس، وركبمعه القائم مقام البابوى المتنيح الأنبا اثناسيوس ، والمتنيح الأنبا كيرلس مطران البلينا الرفيق الحبيب، والمتنيح الأنبا بنيامين مطران المنوفية. ووصل الموكب بمشارف القاهرة عند الغروب، واستقبلته جموع كثيرة برتل من السيارات وسار الموكب حتى الكنيسة المرقسية الكبرى . وكانت الألوف تملاً الشوارع المحيطةبالكنيسة . ولما وصل إلى الكنيسة - التى ازدحمت بالمستقبلين - دخل وسجد أمام الهيكل وقدم صلاة الشكر.

موضوع متكامل عن حياة ومعجزات البابا كيرلس السادس بطريرك الكرازة المرقسية الـــــ 116
  رد مع اقتباس