[Magdy Monir]

القديسة نســـيمة

في احد أيام عام 1968
كانت السيدة نسيمه وهي من قرية عين الباردة
تجلس في بيتها فقرع الباب وجدت رجلا فقيرا جدا
حافي القدمين يلبس ثوبا طحينيا طويلا وممزق
ودخل إلى المطبخ وجلس على كرسي صغير

يقول لها :
ستغادرين هذا العالم ستغادرين هذا العالم يوم الأحد القادم

ثم اختفى هذا الرجل بصورة أدهشتها فلما جاء
الأحد التالي قرع الباب

ولما فتحت له السيدة نسيمه شاهدت
راهبا بيده غصن زيتون وراهبة بيدها
وعاء ماء وقد جلس الاثنان بنفس المكان
الذي جلس فيه الفقير ثم اخبراها أنهما
مار الياس الحي والسيدة العذراء مريم
وان الذي زارها يوم الأحد السابق هو
السيد المسيح وقام الاثنان بتكريس كل غرف البيت ثم
ذهبا إلى غرفة المئونة فلما ذهبت
وراءهم فلم تجدهما
لكنها فوجئت بالحنطة والبرغل والزيت
كلها تفيض من البراميل التي كانت شبه فارغة
ولم يمضي وقت طويل بعد هذا الحادث حتى انتشر الخبر بين أهل القرية فتزاحموا حول البيت السيدة نسيمه يطلبون بركتها
وبعد هذه الحادثة بعام واحد
دخلت السيدة نسيمه سلك الرهبنة والتقوى
وأصبح لها منذ ذلك التاريخ شهرة واسعة
بين الكثير من أهل القرى
في سوريا والبلاد د العربية والأجنبية يفدون إليها
أينما حلت عارضين عليها أحزانهم وأسقامهم وأمراضهم
فكانت تواسي المحروم وتشد على أزر اليائسين
وتشفي المريض
ومن هنا كانت شهرتها وشعبيتها
فقد عالجت كثير من المرضى
الذين استعصى مرضهم على امهر الأطباء
ولم يجدوا علاج شافيا لأمراضهم
الأهم من ذلك أن التقية كانت أمية (لا تقرأ ولا تكتب )
وتعيش على أنواع محددة من الخضروات والإعشاب والخبز فقط
وتحمل في يدها دائما صورة العذراء
( التي حدثت فيها معجزة بظهور يد جديدة للعذراء في الصورة )
وكانت القديسة لا تفرق بين أجناس البشر ولا بين أديانهم
فهي لا تتقاضى أي اجر من هؤلاء المرضى مثلاً
حالة مصاب بشلل نصفي
دهنت جسمه بالزيت فقام يمشي على قدميه
وحرك يديه بعد بقائه
في السرير على مدة تزيد عن 10 سنين
وحالات عميان عادت إليهم أبصارهم
وعادت الآذان لتسمع والأعصاب تتحرك ببركة الله وقدرته
كانت الراهبة نسيمه تقول :إنني مؤمنة بالله
وقبل أن أمد يدي تكون يد الله ممدودة لتخفيف ألمه
بقدرتها وعظمتها لتبارك المريض وتشفيه من ألمه
وكان دعاء التقية نسيمه
"أيها الإله القدير .
أيها العظيم الكثير الرحمة
.الكثير التحنن.
اطلب منك الرحمة.
وان ترحم الخطاة
وتساعد الكل في الخلاص
محفوظين من كل شر من كل وباء من كل ضيق
من كل مرض من كل روح شريرة ....أمين )

هى من مواليد:20-7-1930

1-1-1969 لبست ثوب الرهبنة في دير ما جرجس
على يد رئيس الدير قسطنطين بابا استفانوس

انتقلت إلى السماء
الساعة الثامنة مساء -13-11-1993

و من دعائها المفضل :

يا رب اقبل منا في هذه الساعة
وكل ساعة طلباتنا وسهل لنا حياتنا للعمل على وصاياك
قدس أرواحنا طهر أجسادنا ,
قوّم أفكارنا نقي نياتنا
نجنا من كل حزن وشر وألم ,
وضعنا في صفوف الملائكة والقديسين
أمين