اتسم القديس صرابيون الكبير بروح الطهارة والعفة، وكان موضع تقدير واحترام الرهبان
والراهبات .
التقى يومًا مع أم راهبة، وصار يسألها عن أمورٍ تخصها، وإذ طال الحديث سألها كلمة منفعة .
قالت الراهبة :" اهرب ..."، ثم صمتت .
سألها :" مما أهرب؟ "
أجابت :" اهرب مما أنت فيه !"
سألها ثانية :" وماذا أنا فيه؟ "
قالت :" من أن تنسى خطاياك، وتسأل عن أمور لا تخصك ".فصمت الأب العظيم منتفعًا !
لقد تحلى آباؤنا وأمهاتنا باهتمامهم الشديد بخلاص أنفسهم، وخلاص الغير، بلطفٍ وبدون خجلٍ،
وبغير مداهنةٍ .
حقًا إنه قديس عظيم، لكنه يحتاج إلى كلمة منفعة من راهبة لكي تضع حدًا لحديثه معها أو مع
غيرها، حتى يهتم بالانشغال بنموه الروحي الداخلي .
افتح عن عيني، فأراك قادمًا على السحاب،
تحمل مؤمنيك إلى أمجاد لا يُعبَّر عنها .
فأهتم بأبديتي وأبدية اخوتي .
ولا انشغل بكلمةٍ بطَّالةٍ،
حتى وإن كانت ليست بشريرة،
ولا بفكرٍ باطلٍ يشغلني عنك .
هب لي يا مخلصي أن انشغل بك،
في كلماتي، كما في صمتي .
في يقظتي كما في أحلامي .
أنت حبي،
أنت فرحي ومجدي،
أنت شبعي، والكل لي !