طريقة كالخبز في الطعام : معرفة الذات
"يجب ألاّ تُهمَلَ البتة معرفةُ الذات.
"فتذكُّر خطايانا ومعرفةُ الذات هما الخبزُ الذي يجب أن نتناولَ معه سائرَ الأطعمة، مهما طابت مذاقاً، في طريق التأمل هذا، ومن دونه لا تستطيع النفوس أن تتغذّى". (سيرة 15،13).
طريقة طرح الأسئلة
أعود إلى حديثي عن التأمل بالمسيح مربوطاً إلى العمود فأقول:
يستحسن أن نفكِّر برهة ونتأمل العذابات التي قاساها هناك، ولماذا قاساها، ومَن هو الذي تحمّلها، وبأيَّ حبٍّ كابدها. لكن لا نتعبنّ أنفسنا دائماً في البحث عن هذه الإعتبارات، بل يكفي أن نبقى هناك معه، منقطعاً عقلُنا عن التفكير" (سيرة 22،13).
هذه الطريقة تذكِّرنا بأسئلة توما الكمبيسي، وقد انتقلت إلى كتب التأمل جميعها، ونجدها موسَّعة في كتاب لويس دي غرانادا، وقد أشرنا إليها سابقاً.
طريقة النظر والحديث
"وإذا أمكن فلنُشغل العقل بأن ننظرَ أنه ينظر إلينا، ونرافقه، ونخاطبه، ونسأله، ونتواضع أمامه، ونبتهجَ برفقته، ونقرَّ بأننا لسنا أهلاً لأن نكون هناك" (سيرة 22،13). وقد خصَّت بهذه الطريقة فصلاً من كتاب طريق الكمال.
تأمل مواضيع عامة
"كما أنّ في السماء منازل كثيرة، كذلك هناك طرق كثيرة:
فالبعض يستفيدون من تصوّرهم أنفسهم في جهنم.
ويستفيد البعض ممن يحزنهم التفكير في جهنم، بتصوّر أنفسهم في السماء.
والبعض الآخر يستفيد من التفكير في الموت.
آخرون إذا كانوا رقاقَ القلوب، يتعبون من التأمل دائماً في الآلام ويتمتعون ويستفيدون من النظر في قوة الله وعظمته في الخلائق وفي الحبّ الذي أحبنا به والذي يتمثّل في جميع الكائنات. إنها لطريقة رائعة، إذا لم يُهمَل التأمل في حياة المسيح وآلامه"...(سيرة 13،13).
التأمل بامور السماء وآياتها، وبالله وحكمته العظيمة (سيرة 4،12).
الإعتماد على الكتب
تذكِّرُ راهباتها في كتاب طريق الكمال: "بأنَّ العقول المنظَّمة والنفوسَ الدَرِبَة، القادرة على الإختلاء بذاتها، لديها كتبٌ كثيرة غاية في الإتقان، دبَّجها أشخاصٌ قد يبدو إزاءَهم حماقةً أن تأخذوا برأيي في شأن التأمل؛ فبحوزتكنّ، كما قلت، كتبٌ وُزِّعت فيها، على أيام الأسبوع، أسرارُ حياة المسيح وآلامه وتأملات في الدينونة والجحيم، وفي أننا عدم، وفي كثرة ما ندين به لله؛ وهي ممتازة في تعليمها ونُصحها لبدءِ التأمل وإنهائه. فمن استطاعَ واعتادَ اتّباع هذه الطريقة في التأمل، لا بدّ من الإقرار بأنه، عبر هذا الطريق المأمون، سيفضي به الرب إلى ميناء النور، وحَسَب هذه البدايات الصالحة تكون النهاية؛ وكل الذين يسلكون هذا الطريق يجدون راحةً وأماناً، لأنه إذا ضُبِطَ العقل نسير بارتياح..." (طريق الكمال 1،19)
ملاحظة:
ولدى عرض كل طريقة، تعقِّب القديسة دوماً بأنّ هذه الطريقة صالحة لمن استطاع إعمال العقل، أو بصيغة شبيهة، تبدو معها تريزا كأنها تتحسّر على حرمانها من طاقة عقلها. فلا تخدعنّ بهذه الإعتبارات السهلة، لأن تريزا لم تصف هذه الطرائق إلاّ من باب العرض الواسع الشامل وبغية إيفاء الموضوع حقَّه، ورغبةً في إرضاء مرشديها. قد نظنّ أنها لا تكتب إلا لمن كانوا مثلها "بليدي العقل"، "جهّالاً" أغبياء، بسطاء"...