عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 06 - 2013, 05:25 AM   رقم المشاركة : ( 6 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

طرق ذكرتها في كتبها

إذا كانت مسيرة تريزا في التأمل رغم تقلباتها تتجه نحو الإختزال والتبسيط كما يقتضي الإختلاء والإرتقاء إلى المشاهدة السامية، فإنّ تعليمها يحمل طابع التنوّع والتوسّع؛ وبما أنها تضايقت من منهجيّة الكتب وصرامة المعرّفين، فلم تحرص في كتاباتها على ذكر طريقة واحدة، وإن كانت تبدي إيثارها لهذه على تلك. فنتيجة لاختبارها العميق وماناتها الشديدة فقد آثرت لبناتها الحرّية مع العناء، على طريق منهجيّ سويّ لا يترك لله حريّة العمل. فكيف يمكنه العملُ ورفعُ النفوس إلى الإتحاد به إن أغلقت، هي، في وجهه بابَ اللقاء الحيّ وانحبست في عنادها ورفضت أن تصدِّق أن بإمكان الله صُنعَ المعجزات فيها رغم إنكار الفهماء وحذر المشكّكين ؟ سنستعرض إذاً الطرائق التي ذكرتها في كتبها، ونتوقف بنوعٍ خاصّ عند طريقتها المفضلة.

الصلاة اللفظية

إنه واجب على كل مسيحي أن يمارسها منفرداً أم مشاركاً في جماعة رهبانية أم في رُتَبٍ كنسية. ولكن ما قيمة الكلمات دون انتباه الذهن؟ فإذا حَرَّمَ القضاةُ على الراهبات ممارسة التأمل، فلهنَّ في الصلاة اللفظية مخرجٌ لائق. "يكفي أن نفكّر في مَن يسمعنا ومَن هو أبونا ونفطن إلى ما نقول له حتى تصبح اللفظية تأملاً". والخبرة خيرُ دليل على ذلك. ولهذا السبب تشرح تريزا صلاة الأبانا، كما فعل كثيرون قبلها، بطريقة تُدخِل في التأمل، وتأمل الإختلاء. وتوصي الجميع بالعودة إلى هذه الصلاة من وقت لآخر.

القراءة البطيئة

لقد مارست هي نفسها هذه الطريقة واستفادت منها أية إفادة في أوقات اليبوسة. لا بل إنّ الكتب الروحية تساعد على جمع الفكر والإختلاء. لكن يجب أن تصحبَ القراءةَ الصلاةُ، فنتوقّف من وقتٍ لآخر لنناجيَ الذي يتمُّ لقاؤنا به عبر الكتاب. والأفضل أن يكون كتاباً يحوي تأمّلاتٍ وأفكاراً يستعين بها مَن لا يستطيع التفكير والإستنتاج؛ فالكتاب هنا ركيزةٌ للإنطلاق ودرعٌ ضدّ الكسل والتشتّت.

الصلاة الفكرية

قلّما تشرح الطريقة بترتيب جميع أقسامها، بل تكتفي بذكر ميزتها وفوائدها. "إنها طريقة مفيدة وجيّدة للذين يستطيعون إعمال الفكر"،..."والمثقفون خاصة" (سيرة 4،12)، وتعرضها في صيغ عديدة:

التأمل في أسرار الآلام

"طريقة التأمل التي يجب أن يبدأ بها الجميع ويتابعوها وينتهوا إليها: لنتأمل سراً من أسرار الآلام : يسوع مربوطاً على العامود. فالعقل يمضي باحثاً عن دوافع هذا التعذيب، وعن الآلام والحزن التي عاناها جلّ جلاله في تلك الوحدة، وأمورٍ أخرى كثيرة يمكن أن يستخرجها العقل من هذا المشهد إذا كان يعمل" (سيرة 12،13).

وتنصح "الذين يبالغون في استخدام العقل فيستنتجون من موضوعٍ تصوراتٍ وأفكاراً كثيرةً: ألاّ يقضوا وقت التأملكلّه في التفكير"، بل "فليتمثّلوا ذواتهم في حضرة المسيح، وليناجوه ويُفصِحوا عن سرورهم بقربه دون أن يُجهِدوا العقل ويُتعِبوا أنفسهم بصياغة خطب..." (سيرة 11،13). فليمارسوا النهج حيناً وذاك حيناً آخر.

نلاحظ هنا أنها تحاول شرح الطريقة، وتمزجها من عندها بأسلوب خاص هو الحديث الودّي.

  رد مع اقتباس