عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 06 - 2013, 05:24 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

ثانياً: طريقة تأمل القديسة تريزا

التأمل الذي مارسته

قبل دخولها الدير، وقبل أن تقرأ تريزا أيّ كتابٍ في التأمل، مارسته دون أن تعرف ما هو، عندما كانت طفلةً تتأمل في عظمة الله وفي سعادة القديسين الدائمة أو عندما كانت تتأمل قليلاً قبل الرقاد في مشهد البستان (سيرة 4،9).

ونظير فتيات عصرها، تعلّمت مبادىء القراءة والكتابة وشغفت بالمطالعة لكنها لم تدرس اللاهوت لتكتسب قدرةً على التفكير والتحليل ونظرة شاملة إلى عقائد الإيمان.

ورغم أنّ الكرمل رهبانيةٌ تطلّعية، محورُ فرائضها "أن يَلْزَم الراهبُ قلاّيته متأمّلاً في شريعة الرب ليل نهار وساهراً في الصلاة" (قانون 6)، لم تأخذ تريزا مبادىء التأمّل عن مرشد، بل اكتفت بما عرفت بواسطة الكتب.

ومع ذلك فقد مارست التأمل في السنتين الأوليين من حياتها الرهبنية، بالطريقة التي فهمتها، والتي تختصرها في التقرير الرابع:"منذ العام الأول، بدأَت تفكِّر في آلام سيدنا يسوع المسيح بواسطة الأسرار وفي خطاياها... إذ انصبَّ تفكيرُها على الخلائق والأشياء التي كانت تستخلص منها سرعة زوال العالم". وطريقتها هذه معروفة في كتب التأمل المختلفة نختصرها بالخطوات التالية:

الاستعداد بالحضور إلى مكان التأمل والتزام الصمت ورسم إشارة الصليب وفحص الضمير والإقرار بالخطايا، كما هو معروف في كتاب ثيسنيروس Cisneros

قراءة في كتاب روحي.

إعمال الفكر في أسرار آلام الرب أو في خطاياها أو في الخلائق أو في سرعة زوال العالم (تقرير 1،4).

هذه الرياضة تُقام ساعتين يومياً صباحاً ومساءً.

نلاحظ أنّ هذه الطريقة التي تقرّ تريزا بأنها كانت تتّبعها، تفتقر إلى ما تلحّ عليه كتبُ التأمل وهو الدعوة إلى أعمال الإرادة برفع ابتهالات وصلوات تعبّر عن حبِّنا لله والشوق إلى الإتحاد به بالتطلّع والرغبة في عمل مشيئته.

كما أنّ تريزا لا تنفكّ تتذمّر من قصورها عن النجاح فيها، وقد سبّبت لها كثيراً من الآلام واليبوسة وتشتّت الذهن والمخيّلة، "إذ تحوّل تأمّلها إلى عذاب دائم".

وسنة 1538 اهتدت إلى ضالّتها. فقد أُخرجت من الدير مريضةً للإستشفاء في منطقة ريفيّة. ولدى مرورها على عمّها التقيّ بدرو في أورتيغوسا Ortigosa ، أهداها كتاب الأبجدية الروحية الثالثة لأوسونا، وقد تكلمنا عليه. وما أن بدأت تطالعه حتى سُرَّت أيّما سرور بهذا الكتاب الذي يحاول تعليم التأمل والإختلاء...

"وعزمتُ على أن أتبعَ بكلّ قواي الطريقة التي يوصي بها" (سيرة 4، 7). "وسرعان ما شرع الرب يدلّلني في هذا الطريق حتى أنه حباني نعمةَ تأمل السكينة وأحياناً تأمل الإتحاد". وهما نعمتان ساميتان جداً في طريق التأمل. فكأن تريزا ارتاحت جدّاً إلى هذه الطريقة التي بدّدت عذابها السابق. ومع ذلك تكتب، في أماكن عدّة من كتاب السيرة، أنها مدة 18 سنة لم تتعلم التأمل ولم تجد مرشداً يفهمها.

لقد أراحت طريقة أوسونا حقّاً الراهبة تريزا إذ وفّرت عليها إعمالَ العقل المرهق "وعقلُها بليد"؛ وألحَّت عليها بممارسة أفعال عاطفيّة، وهذا ما يلائم طبعها كل الملاءمة. لكنَّ التماسَها بإلحاح التعزيات الروحية وحصرَ أمانتها على التأمل بهذه المشاعر الرقيقة وفيضِ الدموع، عندما تتوافر، أضرَّها أيَّما ضرر، إذ جعلها تعاني أوقاتٍ طويلةًُ من اليبوسة والملل مما أقعدها عن متابعة عزمها. فراحت تتراجع، وتنتقل من أُلهوَّةٍ إلى أُلهوَّة (سيرة 1،7)، وتجاري الأخوات في عاداتهنّ، كالمحادثات في قاعة الاستقبال، والحياة المرفّهة والخروج من الدير...ورغم هذا التقلّب ظلّت تحاول العودة إلى التأمل لأن الله لم يحرمها مَن يذكِّرُها بأمانته.

وقدّر لها أن تطَّلع على طريقة التأمل الأغناطية، سنة 1555، عن يد راهب يسوعي شاب هو دييغودي ثتينا Diego de Cetina، وكانت منن الربّ الخارقة قد بدأت تُفاض عليها، وتسبِّب للمرشدين حيرةً وشكوكاً. فأصغى هذا الراهب إليها، وفهم بدقّة ما تعاني فأرشدها بلطفٍ وداية؛ وأشار عليها:

بالعودة إلى التأمل كل يوم في مرحلة من آلام المخلص.

بمقاومة الإختلاء والعذوبات حتى إشعار آخر.

بالتفكير في ناسوت المسيح.

بالطاعة للمرشد.

بممارسة بعض الإماتات البسيطة تدريجياً (سيرة 16،23).

  رد مع اقتباس