[Mary Naeem]

أغريباس ومن هو

لم يتحدث الكتاب المقدس كثيراً عن أغريباس ، ونحن لا نراه فى غير هذا المكان من الإنجيل، ولكن التاريخ اليهودى والرومانى أعطانا بعض المعلومات عنه ، وقد قيل إنه كان بهى الطلعة جميل المنظر ، وعلى خط كبير من الثقافة والعلم ، ولم يكن حظه من المواهب الطبيعية محدوداً أو ضئيلا ، ولد فى عام 27 م وعاش إلى الثالثة والسبعين من عمره ، ومات فى روما فى عام 100 م ، وقد تلقن علومه فى قصر الامبراطور ، وقد قبل كسياسى الدفاع عن اليهود معلناً فى مطلع حياته أنه يهودى ، ولكنه عندما قامت الثورة ضد روما ، انضم إلى الرومان فى حربهم ضد اليهود ، ... وقد كانت علاقته ببرنيكى علاقة فاجرة على ما تذكر كتابات يوسيفوس وكتابات الرومان أيضاً ، ... ومع أنه يبدو على مسرح التاريخ ملكاً ، لكنه فى الواقع كان خاضعاً لنفوذ فستوس أكثر منه سيداً له ، كانت برنيكى أخته ، وأخت دروسلا زوجة فيلكس ، وقد تزوجت برنيكى أحد أعمامها ويدعى هيرودس ، ثم هجرته إلى أغريباس ، ولم تلبث أن تحولت إلى بولمو السيليسى ، وبقيت معه فترة من الزمن ، ثم عادت إلى أغريباس ، وذهبت معه إلى روما ، حيث عاشت عيشة العار مع فسبسيان ثم ابنه تيطس !! .. كان جده الأكبر هيرودس الكبير الذى قتل أطفال بيت لحم ، وكان عمه هيرودس الذى قتل يوحنا المعمدان استجابة لطلبة صبية راقصة ، وكان أبوه قاتل يععقوب بن زبدى ، والذى ضربه اللّه عندما تقبل تملق الناس وصراخهم بأنه يخاطبهم وصوته صوت إله لا إنسان ، فضربه ملاك الرب فى الحال لأنه لم يعط المجد للّه فصار يأكله الدود ومات ، ... كان أغريباس حسب الظاهر ملكاً ، ولكنه فى الحقيقة كان إنساناً بهيمياً شهوانياً ، ليس له من الملك والتسلط إلا الاسم ، ولا يبالى بالفضائح أو أقوال الناس مهما لاكته الألسنة ، وهو وصولى يسعى إلى المصلحة من حيث يجدها ، ويذهب إليها من كل الطرق ، وعلى أتم الاستعداد أن يكون يهودياً غيوراً ، فإذا لم تتمش الغيرة مع المصلحة ، فهو وثنى ولا شأن له باليهودية على الإطلاق ، ... وهو فى كل الحالات إعلان عن الازدواج الرهيب ، والتركيب الغريب الذى خلفته الخطية فى الإنسان وجعلت منه دكتور جيكل ومستر هايد يتناوبان الظهور بين الحين والآخر فى الشخص الواحد ، ... وفى الوقت الذى يلبس فيه أجمل الثياب وأغلاها وأنقاها ، يخفى تحتها أحط الشخصيات وأقبحها وأقذرها ، والتى لا تتورع عن فعل ما قد تتعف أقذر الحيوانات عن الهبوط إليه ، والتمرغ فيه !! ..