ونرى أن الرب يسوع قد أعلن أن هذا الزمان الذي يقيم فيه الإنسان من تحت سلطان الموت والفساد، قد أتى الآن [ قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل ] (مرقس 1: 15)
والإيمان على هذا المستوى هو عبارة عن تحول من الفساد لعدم الفساد، من الموت للحياة، لأن التوبة في مفهومها الأصيل، هي عبارة عن تغيير في الفكر، بإحلال فكر محل فكر أي بالمعنى الرسولي: [ أما نحن فلنا فكر المسيح ]، وايضاً هي تحول في الاتجاه، من اليسار إلى اليمين أي من الموت للحياة، ومن الدينونة للبرّ، وبالمعنى الكتابي هو هتاف فرحة قلب انتقل من الموت للحياة بالإيمان الحي [ أين شكوتك يا موت أين غلبتك يا هاوية ]، وفي النهاية هذا كله يظهر في تغيير سلوك الإنسان كُلياً بناء على الإيمان الجديد الحي الذي اقتناه بالسرّ في قلبه كهبة نعمة ومنحة من الله، مبني على أساس استنارة الذهن، أدى إلى علاقة صحيحة مع الله الحي.