العنصرة – البنديكُستي [ الجزء الثاني ]
πεντηκοστή [ البنديكُستي ] - חג השבעות [ حَجْ هَشبعوت ]
قراءات المجمع في عيد الخمسين
ثانياً : قراءات المجمع في عيد الخمسين
تتكون قراءات المجمع اليهودي في عيد الأسابيع من مجموعتين : المجموعة الأولى تضم القراءات التي كانت تُقرأ في الهيكل أيام وجوده ، أما المجموعة الثانية تضم قراءات أضافها الرابيون اليهود لتأييد فكرة إعطاء الناموس ، إذ نلاحظ أنه في عصور متأخرة حُفظ العيد كتذكار لإعطاء الناموس لموسى على جبل سيناء، أكثر من حفظه كيوم عيد للحصاد كما أمر الرب، فصار هو عيد بدء تاريخ اليهود القومي. إلاَّ أن فيلو المعلم اليهودي العظيم ويوسيفوس المؤرخ والتلمود القديم لم يشيروا إلى أي علاقة بين هذا العيد وبين إعطاء الشريعة على جبل سيناء. وكان أول من خلع عليه هذا المعنى هو [ميمونيدس] المعلم اليهودي العظيم، ونُقل عنه بعض الكتاب المسيحيين .
وقراءات المجموعة الأولى من حزقيال وحبقوق :
+ يقرأ [ حزقيال 1: 1 – 28 ؛ 3: 12 ] وهي الرؤيا التي رآها حزقيال، أثناء وجوده في السبي: وهي تصور إشراق مجد الله وسط سحابة عظيمة ونار [ ... فنظرت وإذ بريح عاصفة جاءت من الشمال. سحابة عظيمة ونار متواصلة وحولها لمعان ... ؛ ... ثم حملني روح فسمعت خلفي صوت رعدٍ عظيم : مبارك مجد الرب من مكانه ... ]
+ ويقرأ [ حبقوق 2: 20 إلى 3: 19 ] وهي تتكلم عن مجد الرب الذي يملأ الهيكل وكل الأرض [ أما الرب ففي هيكل قدسه. فاسكتي قدامه يا كل الأرض ... الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران. سلاه. جلاله غطى السماوات والأرض امتلأت من تسبيحه. وكان لمعان كالنور. له من يده شعاع وهناك استتار قدرته ... فإني أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي ] وهذه القراءة حسب التلمود تعتبر نبوة عن مجيء المسيا، الذي سيأتي ويُعيد مجد إسرائيل ويبني الهيكل.
أما المجموعة الثانية من القراءات يُقرا من خروج وراعوث :
يُقرأ [ خروج 19 و 20 ] وهذان الإصحاحان ضمن مجموعة القراءات التي أضافها الرابيين، بعد أن تم الربط بين عيد الأسابيع وإعطاء التوراة. وهي تشرح إعلان الله عن نفسه لموسى وإعطاء الوصايا العشر. وجرت العادة في المجامع اليهودية، أن يقف الشعب بخشوع ورهبة عند قراءة الوصايا العشر.
ويُقرأ سفر راعوث بكاملة : وقد شرح الرابيين، لماذا يُقرأ سفر راعوث في تلك المناسبة بإسهاب شديد. وتلخيصه : أن قصة راعوث المدونة في السفر، تُفسح مجالاً واسعاً لوصف حصاد الشعير في الربيع، وهو مناسب لعيد الأسابيع، الذي هو في الحقيقة ختام حصاد الشعير في الربيع وبداية حصاد القمح في الصيف . كذلك، راعوث الموآبية، وهي غريبة عن رعوية شعب إسرائيل ، قبلت طواعية الإيمان بـ (يهوه) الرب إله إسرائيل وناموسه (التوراة)
ثالثاً : طعام العيد
من أهم ملامح العيد عند اليهود ، هي تناول الأطعمة التي تدخل في صناعتها الألبان . ويُشدد الرابيون (المعلمون اليهود) على هذا التقليد ، لما له من مغزى هام يُناسب الاحتفال بالعيد . فيقولون أن الألبان بصفة عامة تُشير إلى الناموس ، حيث أن كلمات الأسفار المقدسة هي بمثابة لبن وعسل للنفس . من هُنا أصبح هذا التقليد واسع الانتشار بين الشعب اليهودي وعلى الأخص في أورشليم ، ومن بين هذه الأطعمة فطيرة الجبن - كعكة محشوة بالجبن والعسل - مكعبات عجائن محشوة بالجبن .
وهذه المأكولات الثلاث يعبر عنها الرابيون اليهود قائلين : [ مبارك هو الرؤوف وحده ، الذي أعطى الشريعة ثلاثة أضعاف : الناموس - الأنبياء - الكُتب ، للشعب الذي قسمه لثلاثة فئات : الكهنة - اللاويون - بقية الشعب ، بواسطة الطفل المولود من بين ثلاثة (مريم - هارون - موسى) ، في الشهر الثالث الذي يُدعى سيفان ] Shabbat 88a
وقد جرت العادة أيضاً ، أن تؤكل شريحتين من خبز [ الهالاه Hallah ] في عيد الأسابيع ، لتُمثل رغيفين من الخبز المختمر ، يُقدمان كتقدمة للهيكل ، ولوحي العهد المكتوب عليهما الوصايا العشر الذان أُعطيا لموسى على جبل سيناء .
وسوف نتحدث في الجزء القادم عن تحقيق الوعد بإرسال الروح القدس ليكون هو العيد الحقيقي عوض عيد الرمز الذي كان في العهد القديم والمبني على الوعد بحلول الروح القدس للسكنى في هيكل الإنسان الذي شوه بالخطية والسقوط ...