
20 - 05 - 2013, 05:19 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
هل الله يصلى ويتألم ويجوع وينام ويموت؟!
هل الله هكذا
لمثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
قيل عن المسيح إنه مات فهل الله يموت ؟
و قيل إنه تألم ( مت 16 : 21 ) ، و أنه جاع ( مت 4 : 2 ) ، و إنه عطش ( يو 19 : 28 ) . و إنه تعب ( يو 4 : 6 ) .و إنه نام ( لو 8 : 23 ) فهل الله يتألم ؟! و هل الله يجوع و يعطش ، ويتعب و ينام ؟! و حينما كان ميتاً أو نائماً ، من كان يدبر أمور العالم ؟
بديهي أن الله طبيعته الإلهية غير قابلة للموت .
و نحن نقول عن الله في الثلاثة تقديسات " قدوس الحي الذي لا يموت " . و لا يمكن أن ننسب إلي الطبيعة الإلهية الموت . و لكن الذي حدث في التجسد الإلهي ، أن طبيعة الله غير المائتة أتحدت بطبيعة بشرية قابلة للموت .
و هذه الطبيعة البشرية هي التي ماتت علي الصليب .
انفصلت فيها الروح عن التجسد ، ولكن اللاهوت ظل متحداً بالروح ،و متحداً بالجسد ، و هو حي لا يموت . و لذلك نحن نقول في صلاة الساعة التاسعة " يا من ذاق الموت بالجسد في وقت الساعة التاسعة من أجلنا نحن الخطاة " .
و لأننا لا نفصل الطبيعتين ، نسب الموت إلي المسيح كله .
فالإنسان مثلاً يأكل و يشرب . الجسد هو الذي يأكل ،و ليس الروح . و الجسد هو الذي يشرب ،و ليس الروح . و مع ذلك نقول إن الإنسان هو الذي أكل و شرب ،و لا نقول بالتحديد إن جسد الإنسان قد أكل . كذلك في الموت : روح الإنسان لا تموت بل تبقي حية بعد الموت .و لكن الجسد هو الذي يموت بانفصاله عن الروح .و لا نقول إن جسد الإنسان وحده قد مات ، بل نقول إن الإنسان قد مات ( بانفصال روحه عن جسده ) . وكذلك في القيامة . إنها قيامة الجسد ، لأن الروح لم تمت حتي تقوم . و مع ذلك نقول إن الإنسان قام من الأموات .
الطبيعة البشرية – المتحدة بالإلهية – هي التي ماتت . و لكن طبيعة الله لا تموت .
لو كان المسيح إلهاً فقط ، غير متحد بطبيعة بشرية ، لكان صاحب السؤال له حق فيما يقول " هل الله يموت ؟ " .. أما ما دام قد اتحد بطبيعة بشرية ، فإن الموت كان خاصاً بها . و نفس الوضع نقوله عن باقي النقاط .
الله لا ينام و نقول عنه في المزمور إنه " لا ينعس و لا ينام " ( مز 120 ) .
و لكنه نام بطبيعته البشرية .و كذلك أكل وشرب بطبيعته البشرية ،وتألم وتعب بطبيعته البشرية .. إلخ . ولكن طبيعته البشرية كانت متحدة بلاهوته اتحاداً كاملاً فنسب ذلك إليه كله كما سبق و شرحنا ...
أما عبارة " بكي يسوع " و باقي المشاعر البشرية .
فنقول إن الطبيعة البشرية التي اتحد بها ، كانت تشابهنا في كل شئ ما عدا الخطية . فلو كان بلا مشاعر ، ما كان إنساناً . و هو سمي نفسه " ابن الإنسان " لأنه أخذ طبيعة الإنسان في كل شئ ما عدا الميل إلي الخطية .و كإنسان كانت له كل ما ينسب إلي الإنسان من مشاعر ، ما عدا النقائص و الأخطاء ...و طبعاً ليس في المشاركة الوجدانية خطأ . ليس في البكاء خطأ ، بل هو دليل علي رقة الشعور ، و علي الحب و الحنو .
و ماذا إذن عن الصلاة ؟
لو كان المسيح لا يصلي ، لكانت رسالته عرضة للفشل ن إذ يقولون عنه إنه غير متدين. و أيضاً ما كان يقدم قدوة صالحة لغيره في الفضيلة و الحياة الروحية .
هو إذن – كإنسان – كان يصلي .
كانت هناك صلة بين ناسوته و لاهوته .
و الصلاة هي صلة . صلة بين طبيعتنا البشرية ،و بين الله .
|