عرض مشاركة واحدة
قديم 13 - 05 - 2012, 05:25 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

القس مينا


موضوع متكامل عن حياة ومعجزات البابا كيرلس السادس بطريرك الكرازة المرقسية الـــــ 116


فى يوم الأحد المبارك الموافق 18 يوليو سنة 1931 رسم الراهب مينا قساً باسم القس "مينا" . وصلى قداس الرسامة الأنبا ديمتريوس مطران المنوفية الأسبق.وكان من بين الحاضرين المرحوم / يوسف جرجس سكرتير البابا فى ذلك الوقت (وقد ظل سكرتيراً للبطريركية حتى توفى سنة 1972)، وكذلك شقيقاه ميخائيل(القمص ميخائيل) ، وكاتب هذه السطور وأيضاً المعلم ميخائيل كبير مرتلى الكنيسة المرقسية فى ذلك الوقت.
وقد ظل القس مينا يبكى طوال القداس، وأبكانا معه ، وبعد ذلك طافوا به الكنيسة الأثرية بالدفوف والألحان ، وأمامه الصلبان. وقد خرجت بعد نوال البركة العظيمةفرحاً لأنى شعرت بالعزاء يملأ قلبى.

وقد استأذنت البابا فى ذلك الوقت فى أن استحضر بعض الأشجار لزراعتها فى حديقة الدير لتكون تذكار رسامة القس مينا ، فأذن لى، وطلب منى أن أوزعها علىالأديرة الأربعة الموجودة بوادى النطرون . وقد تم ذلك فى أشهر أمشير التالى.

فى كلية الرهبان اللاهوتية بحلوان
وقع عليه الاختيار للدراسة فى كلية لرهبان اللاهوتية بحلوان، فأطاع مرغماً ، لنه قد احب حياة العزلة فى الدير فانتظم فى الكلية وأظهر تفوقاً ملحوظاً. واختار لهزميلاً أنس إليه وارتاحت نفسه لمصاحبته هو القمص كيرلس الأنبا بولا ( المتنيح الأنبا كيرلس مطران البلينا) . وقد رتبا معاً أن يقوما برفع بخور عشية كل ليلة،وإقامة القداس فى الصباح الباكر قبل بدء الدراسة، وسار هذا النظام أياماً، وكان القس مينا يتعهد بخبز القربان . ولكن هذا الترتيب لم يعجب البعض، فقاموا فىالليل وهدموا فرن القربان سراً. ولما قام القس مينا - كعادته - وعجن القربان، وعند الثالثة فجراً ذهب ليخبزه، فإذا به يجد الفرن قد هدم ، فأيقظ على الفور القسكيرلس ، وتشاوروا معاً لإيجاد حل لهذه المشكلة ، وجاءت فكرة للقس مينا نفذها فى الحال، ذهب إلى صاحب مخبز إفرنجى كان فى مواجهة بيت الرهبان ، وطلبمنه أن يخبز القربان عنده ، فرحب الرجل بالطلب. وقام القس مينا بخبز القربان بنفسه بإتقان أثار إعجاب صاحب المخبز. وأقيم القداس كالمعتاد ، ثم عرض هووصديقه القس كيرلس الأنبا بولا الأمر على مدير الكلية المتنيح القمص ميخائيل مينا، فقعد مجمعاً من الآباء الرهبان ، وأقروا عمل قداس يومى. بالمناوبة بينجميع الآباء من كل الأديرة بالترتيب، فاستقر هذا النظام، وأصبح متمماً لبرنامج الدراسة وصارت العشية فرصة سانحة للأباء لإلقاء كلمة الوعظ.

وقد سر المسئولون سروراً بالغاً لهذه الفكرة، واثنوا على القس مينا والقس كيرلس.

ترشيحه للأسقفية
كان الأنبا يؤانس موجوداً فى الكلية ، وكانت نوبة رفع بخور عشية على القس مينا فوقف وقفة متمكن، وألقى عظة استغرقت ساعة كاملة ، أعجب بها البابا وسرمن كلماته التى أفعمها بأقوال القديسين، وبالأخص أقوال مار اسحق العظيم فى العارفين. وبعد انتهاء كلمته تقدم بطلب البركة كما يقتضيه النظام. فأثنى عليه ثناءمستطاباً، وبارك جهوده، ودعى له أن يكون عاموداً فى هيكل الرب. وفى محادثة مع مدير الكلية المتنيح القمص ميخائيل مينا أبدى البابا رغبته فى رسامة مطرانللغربية والبحيرة ، وصرح له أنه يود لو رسم القس مينا البراموسى أسقفاً لهذا الكرسى. زف القمص ميخائيل البشرى إلى القس مينا ظناً منه أنها ستنال منهاستحساناً ولكن القس مينا عاد إلى قلايته مهموماً، وقابل صديقه وأخاه القس كيرلس الأنبا بولا وأسر إليه بعزمه على السفر إلى دير القديس الأنبا شنوده رئيسالمتوحدين بسوهاج ليحيا هناك حياة الوحدة. وتعب معه القس كيرلس الليل كله لكى يرجعه عما اعتزم . ويسلم الأمر لله ويطيع ويقبل هذه الموهبة ولكنه أصر علىما انتوى.

وفى الصباح استقل القطار إلى سوهاج، ومنها توجه إلى الدير. وسبب هذا الاختفاء انزعاجاً ليس بقليل. إذ كتم القس كيرلس الأمر عن كل أحد. وأستدعى شقيقه.وسئل عن مستقر القس مينا، فاندهش لهذا السؤال إذ كان خالى الذهن تماماً . وطلب إليه البحث عنه، لئلا ينال غضب البابا. رجع أخوه للقس كيرلس الأنبا بولا،وتوسل إليه بدموع أن يكشف له سر اختفاء أخيه، فتحنن قلبه ، وعرفه الحقيقة.
وبعد جهود مشكورة بذلها أحد التجار بسوهاج رجع القس مينا ليقابل الأنبا يؤانس. وكان العتاب واللوم الذى لقاه القس مينا قاسياً للغاية. ولكنه احتمل فى صبر، ثمكشف له مكنونات قلبه ألا وهى رغبته فى الوحدة.

وقد قدر له البابا هذه الرغبة، وصرح له بالرجوع إلى الدير ليستريح وعليه بعد ذلك أن يتبع الطريق الذى يرسمه له أبوه ورائده القمص عبد المسيح المسعودى.
  رد مع اقتباس