ملاحظات على النص:
1- يقول الرسول بولس(وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ فَأُوصِيهِمْ لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ) وطبعا لا ينبغي ان يُفهم من هذا الكلام ان الرسول بولس كان يقدم اجتهادا شخصيا ثم انتقل ليعلّم تعاليم الرب. ففي الأعداد التي سبقت كتب (وَلَكِنْ أَقُولُ), أي أكتب ما قد اعلنه لي الروح القدس. وأما الآن فيكتب (فَأُوصِيهِمْ لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ) أي ان هذه الوصية قد سبق الرب وأعلنها عندما كان على الأرض.
2- على المرأة المؤمنة أن لا تفارق رجلها, وإن فارقته (هجرته) فلتلبث غير متزوجة, أو لتعود لزوجها وتتصالح معه. فلا زواج ثان.
3- كذلك الرجل المؤمن عليه ان لا يترك امرأته لأي علّة, ومن المنطقي انه لا يستطيع الزواج ثانية.
4- يقول الرسول بولس (وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ). الباقون هنا, هم الأزواج الذين احد طرفيهم غير مؤمن. وهؤلاء لم يتكلم عنهم او يوصيهم الرب يسوع عندما كان على الأرض, لذلك اعلن للرسول بولس بوحي من الروح القدس ما ينبغي ان يُقال لهم.
5- في حالة كون احد الطرفين غير مؤمن وهو يرتضي ان يبقى مع الطرف المؤمن فعلى الطرف المؤمن ان لا يتركه. لأن الزواج في نظر الله وإن كان بين طرفين مختلفين في ايمانهما فهو مقدس, ولو كان غير ذلك يقول الرسول بولس: لكان اولادكم نجسون أي نتاج علاقة غير شرعية. ولكنه يؤكد إنهم مقدسون أي نتاج علاقة شرعية. وربما هذا يفسّر عدم وجود طقوس دينية في العهد القديم او الجديد تتعلق بمراسيم بالزواج.
6- في حال ان الطرف غير المؤمن لم يُرد ان يبقى مع الطرف المؤمن فليفارق (لم يقل طلاق). فيكون المؤمن في هذه الحالة غير مستعبد للعلاقة مع غير المؤمن. وهنا فهم البعض مع الأسف, انه يحق للطرف المؤمن في هذه الحالة ان يرتبط بزواج جديد, ولكن سياق الحديث من البداية يؤكد ان هذا الزواج مقدس, وبالتالي لا يمكن تكراره بزواج ثان. ولا يمكن ان نفهم غير ذلك لأن كل العهد الجديد لا يوجد فيه حديث ولا حتى تلميح, عن زواج ثان. ووقوع الشبه في تفسير جزء بسيط من آية لا يعدوا كونه كلمتين, لا يبرر تشريع عقيدة تخالف سياق الانجيل بأكمله.