الموضوع: القيامة
عرض مشاركة واحدة
قديم 07 - 05 - 2013, 12:19 AM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,000

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القيامة

البابا شنودة الثالث

لقاءات عجيبة في القيامة



أهنئكم يا أخوتي وأبنائي بعيد القيامة المجيد، راجيًا فيه لبلادنا العزيزة سلامًا وأمنًا، وراجيًا للعالم كله قيامًا من سقطته المالية وكل آثارها المؤلمة في جميع الأقطار..

وبعد، نحن قد تعوّدنا في كل عام أن نتحدث عن القيامة العامة، وما تحوي من معانٍ وأفكار وتأملات، عارفين الأهمية العظمى لقيامة الأموات، التي لولاها لتشابه البشر مع الحيوانات والحشرات والهوام، تلك التي تنتهى حياتها بالموت وبعده الفناء... أما البشر فيمتازون بأن لهم حياة أخرى بعد الموت أولها القيامة التي يدخلون بها إلى الحياة الأبدية التي لا تنتهي.


ومن نِعَم القيامة انها تفتح الباب للقاءات كثيرة وعجيبة ومجيدة، ما كان ممكنًا أن تحدث إطلاقًا بدون القيامة...

أول هذه اللقاءات: لقاء إثنين كانا متلازمين ومتزاملين طول العمر كله، لا يفترقان لحظة واحدة. بل إنهما كانا في وحدة عجيبة واندماج فوق الوصف... وأعني بهذين الاثنين: الروح والجسد في كل إنسان. وفي الوحدة التي عاشاها، كانت مشاعرهما تندمج. فإن فرحت الروح، يبتسم الجسد أو يضحك ويتهلل. وإن حزنت الروح، فإن الجسد يكتئب أو يبكي. وإن دخلت الروح في مجال الصلاة، فإن الجسد يركع أو يسجد أو يقف في خشوع وما إلى ذلك من نواحي المشاركة في كل المشاعر والإنفعالات التي يسمونها في عالم الطب "سيكو سوماتيك" . حقًا كل منهما للآخر شريك العمر.


هذان الصديقان المتلازمان افترقا بالموت. فصعدت الروح إلى فوق، ونزل الجسد إلى أسفل ودُفن. وبقيت الروح حية لم تمت. أما الجسد فتحلل وتحوّل إلى تراب. ومرّت مئات أو آلاف السنين على الإفتراق الكامل بين الروح والجسد.


وأخيرًا بالقيامة قام الجسد، وارسل الله الروح لتتحد بالجسد وبلا شك أنها وجدته يختلف في بعض الأحوال عما كان من قبل. لأن الله لا يقيم جسدًا بعيوب كانت له. فالأعمى لا يقوم أعمى، بل يقوم ببصرٍ جيد. والأعرج والكسيح لا يقومان كما هما، بل بأرجل سليمة. وهكذا باقي المعوقين لا يقومون بأية إعاقة. وأيضًا المشوّه والدميم يمنحهما الرب في القيامة جمالًا. والذين بُترت أعضاء من جسهم في حوادث أو جراحات، ورُكّبت لهم أعضاء تعويضية، كل أولئك يقومون بأعضاء طبيعية سليمة...

هنا ويقف أمامنا سؤال هو: كيف ستتعرف الروح على جسدها لكيما تتحد به، بعد تلك الغربة الطويلة والتغيرات الكثيرة؟ لاشك أن ذلك معجزة اخرى! هل هى ترجع إلى ذاكرة عجيبة للروح؟ أم أنها نعمة معرفة موهوبة لها؟!


المهم أن كل روح تتحد بجسدها. ثم يقفان معًا أمام الله العادل في يوم الحساب الرهيب أو يوم الدينونة العامة لكي يقدما حسابًا عن كل ما فعلاه خلال عمرهما الأرضى، خيرًا كان أم شرًا مما اشتركا فيه معًا. وبعد صدور حكم الله عليهما، يذهبان معًا إلى مصيرهما الأبدى...


هذا هو اللقاء الأول فى القيامة. وماذا عن اللقاء الثانى؟ إنه لقاء الأحباء معًا، والأقارب والمعارف والأصدقاء.. منه لقاء الأسرة التى فُقد لها حبيب بالموت. ومرت على ذلك سنوات لهم في الحزن والبكاء عليه. ثم يكون اللقاء معه في القيامة العامة... إنه لقاء الأرامل بالأزواج، أو لقاء اليتامى بالآباء والأمهات...

وهنا أضع مثالًا نادرًا، وهو رجل مات وقد ترك زوجته حبلى، فولدت ابنا بعد موت أبيه، لم يرَ أباه قط، ولا يعرف شكله. هذا كيف سيتعرف على أبيه في وقت القيامة؟!

مثال آخر وهو التعرّف على سلسلة الأنساب: أي تعرّف شخص على جدّه وأبى جدّه، وجدّ جدّه، وجدّ جدّ جدّه، إلى آخر السلسلة؟! من سيقوم بتعريف الأسرة على أصولها..؟!

ثم إذا كانت الأجساد ستقوم روحية غير مادية. كما نعتقد ? فكيف ستكون عملية التعرّف أو التعريف؟


ثالث لقاء هو لقاء الناس عمومًا، بعضهم بالبعض؟ علمًا بأن اللقاء في النعيم الأبدى سيكون فقط للأبرار مع الأبرار. أما الخطاة فإنهم سيطرحون خارجًا في الظلمة، بعيدًا عن نور الله ونور ملائكته وقديسيه...
  رد مع اقتباس