عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 05 - 2013, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
john w Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية john w

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 45
الـــــدولـــــــــــة : فى قلب يسوع
المشاركـــــــات : 1,280

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

john w غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قيامة المسيح ( موضوع متكامل ) 2013

قيامة المسيح والدينونة
...................................

«لأنه أقام يومًا هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه،
مقدِّمًا للجميع إيمانًا إذ أقامه من الأموات» (أع17: 31).

أولاً: الدينونة وماذا تعني
إن كلمةmishpat التي وردت في كتاب الله الثمين حوالي 420 مرة تحمل معنيين؛ المعني الأول: ”دينونة“، وهو أن تجلس قاضيًا تصغي إلي قضية، وتُعطي قرارًا سليمًا؛ وهذا ما نجده في سفر الجامعة 12: 14 علي سبيل المثال لا الحصر «لأن الله يحضر كل عمل إلى الدينونة، علي كل خفي إن كان خيرًا أو شرًا». أما المعني الثاني فهو ”أحكام - حقوق“، والمقصود به الجو الذي توضع فيه الأمور في علاقات سليمة بالنسبة لحقوق الأشخاص مثال ذلك «وهذه هي الأحكام التي تضع أمامهم» (خر21: 1). كما استخدمت كلمة shepatim لتشير إلي عملية الدينونة نفسها؛ ووردت حوالي 16 مرة في كلمة الله، حيث يقول في سفر العدد 33: 4 «والرب قد صنع بآلهتهم أحكامًا».
وكل الكتاب يعلن أن الدينونة مؤكَّدة (جا11: 9)، وأنها بالبر (رو2: 5)، وأنها أبدية في نتائجها (عب6: 2). والدينونة كلمة مرعبة لا يحبّ الناس سماعها أو نطقها، وقعت ذات مرة علي مسمع فيلكس الوالي الروماني فارتعب (أع24: 25). فالإنسان يريد أن يعيش دون حساب ولا عقاب، ولكن هيهات، فالديّان واقف قدام الباب (يع5: 9)، وسوف يدين الله غير المخلَّصين حسب أعمالهم لأنهم لم يؤمنوا «باسم ابن الله الوحيد» (يو3: 18)، رغم أنهم يعرفون الحق، لكنهم يحجزونه بالإثم، «إذ معرفة الله ظاهرة فيهم... لأن أموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مُدرَكَة بالمصنوعات، قدرته السرمدية ولاهوته، حتى أنهم بلا عذر». ورغم أنهم عرفوا الله، لكنهم استبدلوا حق الله بالكذب (رو1: 18-21)؛ ورغم أن عمل الناموس مكتوب في قلوبهم (رو2: 15)، لذلك سوف يدينهم الله حسب الحق (رو2: 2)، وحسب الأعمال (رو2: 6)، وبحسب الناموس إذا كان لهم ناموس، وبعمل الناموس المكتوب في قلوبهم إذا كانوا بلا ناموس (رو2: 12-15)؛ وسينال البعض ضربات قليلة والبعض ضربات كثيرة بحسب درجة مسؤوليتهم وجسامة خطيتهم (لو 12: 47، 48)، ولكن لن يخلص منهم أحد (رو2: 6؛ 3: 20).
ثانيًا: الدينونة ومن يقوم بها
الله هو الديَّان، فالدينونة أساسًا هي من حق الله ”ديان كل الأرض“ (تك18: 25؛ مز94: 2)، وهو ”ديان الجميع“ (عب12: 23). ودينونة الله لا شك أنها عادلة عدالة مطلقة، وهي ليست اعتباطية، ولكنها ثمر رحمته وغضبه، فهو لا يأخذ بالوجه ولا يقبل الرشوة (تث10: 17)، وسيقضي على الأشرار «إذا سننت سيفي البارق، وأمسكت بالقضاء يدي، أرُدّ نقمة على أضدادي، وأجازي مبغضيَّ» (تث32: 41).
ثالثًا: لماذا الله الابن؟
«لأن الآب لا يدين أحدًا، بل قد أعطى كل الدينونة للابن» (يو5: 22).
لقد حدد الله يومًا سوف يدين فيه العالم بالاستقامة والعدل بواسطة الرب يسوع المسيح، وهو الرجل الذي عيَّنه الله للدينونة، على أساس قيامته من الأموات، لأن الله «أقامه من الأموات وأعطاه مجدًا» (1بط1: 21)، وأيضا رُفِع في المجد (1تي3: 16). «أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده؟» (لو24: 26). وهو الآن في حضرة الله كالإنسان الممجَّد الجالس في سماء السماوات على يمين العظمة في الأعالي، «فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يسمَّى، ليس في هذا الدهر فقط، بل في المستقبل أيضًا» (أف 1: 21). إنه «سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته» (مت16: 27)، وسيُستعلَن من السماء مع ملائكة قوته (2تس1: 7). وسيجلس على كرسي مجده (مت 25: 31). وسيغطّي جلاله السماوات (حب 3: 3). إن ذاك الذي رفضه العالم من قبل، سيأتي في جلاله ومجده، وستراه كل عين؛ وحينئذ ستجثو باسم يسوع كل ركبة وسيعترف به كل لسان ربًّا وسيدًا.
وفي يوحنا 5: 27 يقول الوحي «وأعطاه سلطان أن يدين أيضًا لأنه ابن الإنسان». فلم يقرِّر الله أن يكون للابن حياة في ذاته وحسب، بل أعطاه أيضًا سلطانًا أن يدين العالم، وهذا السلطان قد حصل عليه ”يسوع“ لأنه ابن الإنسان. فالرب دُعي ابن الله وابن الإنسان، في آن واحد؛ أما اللقب ”ابن الله“ فهو لتذكيرنا بأن الرب يسوع هو أحد أقانيم الثالوث الأقدس في اللاهوت، فبصفته ابن الله هو مساوٍ للآب وللروح القدس، كما أنه أيضًا بهذه الصفة مانح الحياة. لكنه أيضا ”ابن الإنسان“، فهو قد جاء إلى هذا العالم إنسانًا، وعاش إنسانًا هنا بين الناس، ومات على الصليب بديلاً عن البشر رجالاً ونساء، لقد رُفض وصُلب عندما أتى إلى هذا العالم بوصفه الإنسان الكامل؛ لكنه قام، وعلى أساس قيامته سوف يأتي ثانية ليدين أعداءه وليتمجَّد في هذا العالم. أنه مهيأٌ تمامًا ليكون القاضي، لكونه الله والإنسان في أن واحد.
إذًا، فمن البديهي أن يكون المسيح هو الشخص الذي يدين الخطاة؛ إذ فضلاً عن أنه هو وحده البار - والبار هو وحده الذي له الحق في القيام بهذه المهمة - فإنه هو الذي قدَّم نفسه كفّارة عنهم، ومِن ثّمَ، فله وحده أن يدينهم بسبب عدم تقديرهم كفارته ورفضهم الاستفادة منها. وقد سبق وأشار الرب يسوع المسيح لهذه الحقيقة فقال «لأن الآب لا يدين أحدًا، بل قد أعطى كل الدينونة للابن» (يو5: 22)، وأعطاه سلطان أيضًا أن يدين لأنه ابن الإنسان (يو5: 27)، الذي قام بالفداء؛ كما قال: «ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده، ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض...». قال بطرس عن المسيح إنه هو المعيَّن من الله ديّانًا للأحياء والأموات، وأن له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا (أع 10: 42، 43). وقال بولس الرسول: «من هو الذي يدين؟»، ثم أجاب على هذا السؤال فقال: «المسيح الذي مات بل بالحري قام أيضًا» (رو 8: 34)؛ كما قال عنه إنه هو الذي يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته (2تي 4: 1).
رابعًا: عمل الابن في الدينونة
إن الرب يسوع، بفضل الموت والقيامة استولى على سلطان العدو، وأمسك بيمينه مفاتيح الموت والهاوية، وأصبح من حقِّه القيام بدينونة الأشرار ومكافأة المؤمنين به. وهذا ما نراه في قول الوحي:
«ثم رأيت عرشًا عظيمًا أبيض، والجالس عليه، الذي من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع» (رؤ 20: 11). فالعرش عظيم ورهيب، والدينونة بحسب قداسة الجالس عليه، صاحب المجد والجلال، الرب يسوع المسيح. ثم يقول الرائي: «ورأيت الأموات، صغارًا وكبارًا، واقفين أمام الله، وانفتحت أسفار، وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة، ودِين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم» (رؤ20: 12). فالدينونة هي على أساس الأعمال، وتشمل الأفكار (تك 6: 5)، والأقوال (مت 12: 36)، والسرائر (رو 2: 16). وهكذا سيدان كل واحد، ويستدّ كل فم، وتُنكَّس كل رأس؛ وهكذا يصل الأشرار إلى البيئة التي سيخلدون فيها، حيث سيعذَّبون نهارًا وليلاً إلى أبد الآبدين، ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين (رؤ 14: 11). وهذه الدينونة سوف تتم بعد الملك الألفي.
كم مرعب هو السماع عن الانتقام، وكم مزعج هو تصوّر حالته! فكم يكون وقعه؟ وكيف يمكن وصفه إذا كان واقعًا من الله الخالق القدير الذي يستطيع كل شيء؟! لئن كان الكتاب يقول: «مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي» (عب10: 31)؛ فذلك لأن هذا أقصى ما تصل إليه لغتنا في ضعفها للتعبير عن شيء لا يمكن أن يعبَّر عنه. لذا أناشدك أيها القارئ العزيز أن تراجع نفسك في ضوء ما قرأت، فإن لم تكن لك حياة ابن الله، وما زلت ترزح تحت نير خطاياك، فاعلم أن الدينونة آتية لا محالة؛ وأن الديَّان هو الابن لذلك «قبِّلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق، لأنه عن قليل يتقد غضبه» (مز2: 12)؛ ومن يستطيع أن يحتمل غضبه؟!!



جمع وتقديم

حنا اسحق
  رد مع اقتباس