عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 05 - 2013, 04:52 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
john w Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية john w

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 45
الـــــدولـــــــــــة : فى قلب يسوع
المشاركـــــــات : 1,280

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

john w غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قيامة المسيح ( موضوع متكامل ) 2013

إن لم يكن المسيح قد قام - (1كورنثوس15: 1- 23)
.................................................. ............

أود أن أشير أولاً إلى الطريقة التي يستخدمها الرسول بولس، وكذلك باقي كتبة الوحي، في عملية التصحيح لكل الضلالات التعليمية المتنوعة التي وصلت إلى بعض الكنائس في ذلك الوقت، في محاولة لتقوية إيمان المسيحيين. كان ذلك التصحيح مؤسَّسًا على أسانيد وبراهين حقيقية، سواء تمّ هذا التصحيح بالحق الإلهي الكامل والواضح، أو بالأحداث التاريخية الحقيقية التي جرت على أرض الواقع.
وإحدى هذه الضلالات التي انبرى لها الرسول، هي زعم البعض في كنيسة كورنثوس أنه لا توجد قيامة أموات «فكيف يقول قوم بينكم أن ليس قيامة أموات؟» (1كو15: 12).
ونحن، بالاتكال على معونة الرب، سنخوض في تلك المحاجة بين الرسول والمؤمنين الذين اعتنقوا هذه الفكرة في كورنثوس، وذلك لمعرفة خطورة النتائج المترتِّبة على هذا الاعتقاد، من خلال هذه الأمور الأربعة:
مصدر الضلالة، أدلة قيامة المسيح، لو لم يكن المسيح قد قام، المسيح باكورة الراقدين
أولاً: مصدر الضلالة
الأرجح أن هذا الاعتقاد قد دخل إلى كنيسة كورنثوس من بعض اليهود الذين تأثروا بطائفة الصدوقيين، وآخرين تأثروا بفلسفة الأبيكوريين، وهؤلاء وأولئك لم يكونوا يؤمنون أن هناك قيامة للأموات (أعمال17: 18، 32).
ثانيًا: أدلة قيامة المسيح
قبل أن يخوض الرسول في النتائج المترتبة على الاعتقاد أنه ليس قيامة أموات، يقدِّم البرهان والدليل أولاً على قيامة المسيح؛ ويؤكِّدها من خلال:
1- الكتب المقدَّسة: أي كُتب العهد القديم الموحى بها من الله. وإن كان لا يذكر هنا النصوص أو الأسفار الكتابية التي تكّلمت عن قيامة المسيح، إلا أن ما اقتبسه كل من الرسولين بطرس وبولس من مزمور 16: 10 (راجع أعمال 2: 31؛ 13: 35، 36) واضح كل الوضوح. فما سبق وأنبأت به الكتب المقدسة كان الحُجّة الأولى والدليل الأول على قيامة المسيح.
2- ظهورات الرب بعد القيامة: لسمعان، وللإثني عشر، ولأكثر من خمسمئة أخ، وليعقوب أخي الرب، ولبولس شخصيًا.
ثالثًا: ماذا لو لم تكن هناك قيامة من الأموات؟
عودة إلى الإنجيل الذي قبلوه. إن الإنجيل الذي بُشِّروا به وقبٍلوه وتمسّكوا به هو الإنجيل الذي قدَّم لهم المسيح المُقام. وربما استخدم الرسول بولس أسلوبًا تهكميًا عندما قال: «آمنتم عبثًا».
وقد يكون مفهوم فكرة القيامة عند هؤلاء الهراطقة أن النفس ستكون خالدة لكن في صورة روحية بلا جسد حرفي. لكن طبعًا إنكار القيامة بأجساد حرفية فيه إنكار لقيامة المسيح بجسد حرفي.
ويؤكد الرسول أن هذه العقيدة، التي اعتنقها البعض، بأنه لا توجد قيامة أموات؛ لها سبع نتائج خطيرة:
1- لا يكون المسيح قد قام.
هذه هي النتيجة الأولى الحتمية لهذا الاعتقاد . وهنا يوجِّه الرسول سهمه إلى أصحاب هذا الفكر فكأنه يقول لهم: هل لا تؤمنون أن المسيح قد قام؟ وطبعًا لن يعتري إيمانهم أي شك من جهة هذه الحقيقة الراسخة التي استقرّت في عقولهم وقلوبهم. لأن قيامة المسيح هي جوهر الإنجيل الذي قبلوه.
2- باطلة كرازتنا
لماذا اعتبر الرسول أن كرازتهم باطلة؟ لأنهم كانوا يكرزون بشخص لم يعُد موضع ثقة. لماذا؟ لأنه قال إنه سيقوم في اليوم الثالث (مت20: 18، 19) ولم يتم ما قاله. وبالتالي، فإن كان المسيح لم يقُم من بين الأموات، فنحن لا نعرف مصيره المجهول بعد موته. وبالتالي سيكون موته موتًا كأي إنسان عادي، وبالتالي سيكون مثله مثل باقي البشر الخطاة الذين ماتوا من جرّاء الخطية، وبالتالي لا يمكن من هذا المنطلق أن يُعتبر موت المسيح موتًا كفاريًا، لأنه لم ينل قبول الله ورضاه؛ وبناء عليه ستصبح الكرازة التي كرز بها الرسل ”باطلة“ بلا فاعلية أو نتيجة إيجابية لصالح وفائدة من يقبَلون كرازتهم.
3- باطل إيمانكم
إن لمؤمني كورنثوس إيمانهم الحقيقي، لكن هذا الإيمان لا يُثمر في صالحهم أية بركة إن لم يكن المسيح قد قام؛ فلا هم نالوا الغفران أو التبرير، لأنهم لن يجدوا شخصًا حقَّق لهم، بالقيامة، نتائج يستندون إليها بالإيمان، بالنسبة لحاضرهم أو مستقبلهم الأبدي. فإيمانهم أصبح خاليًا من النتائج، بل إنه قد أصبح نوعًا من الوهم. لأن قيامة المسيح تؤكِّد غفران خطايا المؤمن وتبريره، فإذ لم يَقُم المسيح فواضح أن إيمانهم باطل.
4- نوجد نحن شهود زور
لماذا يعتبر الرسول بولس أن كرازتهم ستُعتبر شهادة زور؟ لأنهم في كرازتهم كانوا ينادون بأن الله أقام المسيح يسوع من بين الأموات، فهذه هي شهادة بطرس على سبيل المثال في أعمال2: 24؛ وهكذا أيضًا كانت شهادة بولس في أريوس باغوس (أعمال17: 18، 31). ولو أن القيامة لم تحدث، فهذا معناه أنهم شهدوا شهادة غير حقيقية، لأنهم قالوا ما لم يفعله الله. وبالتالي يثبت الرسول أنهم هكذا أصبحوا مضلِّلين، وهذا ما يجعلهم يخسرون صيتهم وشهادتهم بل وكل شيء.
5- أنتم بعد في خطاياكم
ما هي علاقة خطاياهم بقيامة المسيح؟ إن العلاقة وثيقة بين الموت في صورته الفدائية والنيابية، وبين قيامة المسيح؛ لأن قبول الله لموت المسيح بهذه الكيفية يمنح الشخص قبولاً أبديًا لدى الله، وغفرانًا شاملاً لكل خطاياه، إذ تكون الخطية قد أُبعِدت إلى الأبد، لأن المسيح حملها في جسده فوق الصليب، كما احتمل دينونتها من عدالة الله، وبذلك تم تمجيد الله في دينونة الخطية. وهكذا كان يجب أن يقيم الله شخص المسيح كبرهان قبول الله لعمله لأجلنا فوق الصليب. وإن لم يكن المسيح قد قام، فهذا معناه أن الخطية لم يُكفَّر عنها، وبالتالي لم يوُجَد مَن حمل خطاياهم نيابة عنهم. فيصبح كل من آمن بالمسيح، بناء على هذا، في خطاياه؛ فهي باقية عليه وتستوجب الدينونة والهلاك الأبدي.
6- الذين رقدوا في المسيح هلكوا
ما المقصود بالقول «الذين رقدوا في المسيح هلكوا»؟ المقصود أنهم رقدوا على رجاء قيامتهم من الأموات، وقد رقدوا وهم في حالة الإيمان بالمسيح، ولهم رجاء ينتظرونه حسب ما وعدهم المسيح بالأمان الأبدي، والحياة فيما بعد الموت (انظر يوحنا11: 25)، ولكن في حالة عدم قيامة المسيح يكون هؤلاء الذين رقدوا ودُفنت أجسادهم في القبر قد هلكوا هلاكًا أبديًا. ولماذا يهلكون؟ لأنهم في هذه الحالة يتساوون مع قايين الشرير وإيزابل وهيرودس ويهوذا الاسخريوطي وغيرهم. فعدم قيامة المسيح تذهب بالجميع للهلاك الأبدي دون استثناءات.
7- نحن أشقى جميع الناس
إن المؤمنين بعد إيمانهم بالمسيح يقاسون أنواعًا متعدِّدة من الآلام والاضطهادات لأجل المسيح، ونتيجة لإيمانهم بالمسيح، فإن كانوا يحتملون كل هذا، ثم يكتشفون أنه لا رجاء لهم ولا مجازاة لهم في السماء؛ وإن كانوا يحرمون أنفسهم من ملذات وشهوات الحياة التي يتمتع بها بقية الناس، وذلك لتوقعهم أن لهم في السماء الفرح والبهجة والسعادة الأبدية، ثم يكتشفون أن كل هذا الرجاء كان عبثًا؛ فبجدارة سيكونون أشقى جميع الناس، إذ في النهاية يتساوون مع من عاشوا حياتهم متمتعين بكل ما في الحياة من لذة وبهجة.
رابعًا: المسيح باكورة الراقدين
بعد أن أوصلنا الرسول بولس من خلال هذه الأقوال إلى النتائج الرهيبة لهذه العقيدة أو هذا الفكر بأنه لا قيامة أموات، والتي أدت إلى حالة الانزعاج والقلق واليأس التي ملأت الصدور من جراء هذه النتائج، يأتي بنا إلى صباح النصرة الذي جلب لنا الفرح والسعادة والرجاء، وذلك بالإعلان أن المسيح الآن قد قام وصار باكورة الراقدين.
والباكورة هي العينة الأولى من الثمر الذي نضج، حيث تُجمَع من الحقل قبل الحصاد الكامل. إن القول «الآن قد قام المسيح» يحمل النفي التام لما اعتقده البعض بأن لا قيامة للأموات، والنفي التام أيضًا لما سبق أن افترضه الرسول من جهة كرازتهم؛ فالآن كرازتهم ليست باطلة، وإيمانهم ليس باطلاً، وخطاياهم قد غُفرت، وسيتحقق رجاؤهم؛ والآن أصبحوا أسعد الناس على الإطلاق. ونحن الآن معهم لنا نفس الغبطة لأن المسيح قد قام كالباكورة، ثم الذين للمسيح في مجيئه. له كل المجد.
............................


جوزيف وسلي
  رد مع اقتباس