عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 05 - 2013, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
john w Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية john w

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 45
الـــــدولـــــــــــة : فى قلب يسوع
المشاركـــــــات : 1,280

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

john w غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قيامة المسيح ( موضوع متكامل ) 2013

مريم المجدلية عند القبر (يوحنا 20)
..........................................

الأحد لم يستبدل بالسبت، السبت هو كمال عمل الله في الخليقة، فيقول في تكوين2: 3 «وبارك الله اليوم السابع وقدسه، لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقًا» (انظر أيضًا خروج20: 11)، بينما الأحد هو ذكرى كمال عمل المسيح الذي أتمه بالقيامة. السبت مرتبط بالخليقة الأولى التي رأسها آدم، بينما الأحد مرتبط بالخليقة الجديدة، ورأسها آدم الأخير، الرب يسوع المسيح.
في أول الأسبوع «جاءت مريم المجدلية إلى القبر»: عند الصليب بقيت مريم للآخِر، وإلى القبر جاءت أولاً. ما الذي قادها باكرًا إلى القبر والظلام باقٍ؟ محبتها. إن تكريسها للرب يُخجل الكثيرين. فمنذ أن عرفته مخلصًا كانت تجول معه وتخدمه (لو8: 1، 2). ثم عند الصليب تركه التلاميذ وهربوا، لكن هي بقيت ومعها النساء هناك. ولما أسلم الروح كانت هناك (مر15: 40)، وعندما دُفن أيضًا كانت هناك (مت27: 61). محبتها منذ بداءة إيمانها، وقد استمرت حتى النهاية. هل محبتنا للرب تزداد يومًا بعد يوم؟ أم نتراجع وننشغل بالعالم؟
«فنظرت الحجر مرفوعًا»: وذلك بعد قيامته، لأن الرب لا يحتاج أن يرفع الحجر لكي يخرج من القبر، بل كما كان يدخل ويخرج إلى العلية والأبواب مغلقة، هكذا قام والحجر على باب القبر والحراس هناك، والملاك إنما دحرج الحجر لكي يظهر إن القبر فارغ.
ونلاحظ أن إنجيل متى ينتهي بالقيامة (28: 20)، وإنجيل مرقس ينتهي بالصعود (16: 19)، وإنجيل لوقا ينتهي بالوعد بارسال الروح القدس (21: 49)، وإنجيل يوحنا ينتهي بالمجيء الثاني (21: 22). القيامة - الصعود - إرسال الروح القدس - المجيء الثاني. هذه هي الحقائق الأربع في المسيحية.
«فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر». مريم المجدلية وحدها ارتبطت بكل المشاهد الختامية، من اتباعه وهو حامل الصليب حتى قيامته. أعمالها ومحبتها تحمل لنا تعاليم روحية، لأن الرب كان أمامها الغرض الأسمى والمستحوِذ على كل مشاعرها، وهذا واضح من كلامها للتلميذين بطرس ويوحنا: «أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه». حامل كل الأشياء بكلمة قدرته لا يؤخذ يا مريم. صحيح كان قلبها مملوءًا بالمحبة، لكنها بدون سراج الكلمة أخطأت في استنتاجها. كلمة الله وحدها هي التي تصحِّح أفكارنا وسلوكنا. المحبة تنظم بواسطة الإيمان بكلمة الله. إيمانها كان يحتاج إلى تدريب، لذلك حكمت حسب الظاهر.
«فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر» تجاوبًا مع كلام مريم تحركت أرجلهما، وركضا ليصلا إلى القبر بأسرع ما يمكن. لكن يوحنا تجاوز بطرس ووصل أولاً. قبل الإيمان كانا معًا وكانا شريكين، وبعد ما اتبعا الرب كانا معًا في العديد من المناسبات، مثل: بيت يايرس عندما أقام المسيح ابنته، وعلى جبل التجلي ومعهما يعقوب، وكذلك في جثسيماني، وبعد القيامة في سفر الأعمال. لكن يوحنا كان أعمق تأثرًا وانجذابًا بمحبة المسيح، فكان الأسرع، وكأن لسان حاله يقول: «اجذبني وراءك فنجري». لكن أيضًا بطرس يركض، وربما كان يفكر بخطيته ونكرانه، لذلك تثقلت خطواته! عندما تكون في القلب خطية غير مدانة يبتدئ المؤمن يتأخر عن الاجتماعات وعن الشركة مع الإخوة، وهكذا يبتعد رويدًا رويدًا...
«وانحنى فنظر الأكفان موضوعة ولكنه لم يدخل». نظر يوحنا إلى القبر والأكفان ولم يرَ المسيح... كم من الأشخاص ينظرون إلى نفوسهم وليس إلى المسيح!
«ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة». قد يوجد تباين في الشخصية، لكنهما في طريقهما معًا إلى المسيح. يوحنا لطيف هادىء متحفظ، انحنى فقط، بطرس حار غيور مندفع متحمس، وأحيانًا متهور، وهو أول من دخل إلى القبر. اختلاف الأمزجة بين المؤمنين لا يؤثِّر، طالما أنظارهم متجهة إلى المسيح.
«والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعًا مع الأكفان بل ملفوفًا في موضع وحده». كل شيء بترتيب لإظهار أن مغادرة الرب المكان قد حصلت بهدوء ومن دون عجلة، ودون أن يُنقل بواسطة آخرين، بل إنه خرج بنفسه من الموت ساعة أراد، وكما أراد، تاركًا هذا المكان في ترتيب كامل. بينما لعازر عندما أقامه الرب خرج من القبر «ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع حلوه ودعوه يذهب» (يو11: 44). أما الرب فلم يحتج إلى البشر.
لقد جرَّد القوي من سلاحه الكامل وهو في عقر داره (لو11: 21، 22؛ كو2: 15). لقد أباد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس، وقام بقوة الله وترك الثياب في القبر. يوسف طُرح في السجن مكان الإدانة وكان معه مذنبان، ولكنه خرج من السجن بعدما بدل ثيابه، وتركها هناك ليلبس ثياب السمو والكرامة.
«فحينئذ دخل أيضًا التلميذ الآخر الذي جاء أولاً إلى القبر ورأى فآمن». يوحنا كان أول من قَبِلَ هذه الحقيقة . لقد شاهد بطرس لكن لم يذكر الكتاب عنه أنه آمن. الإيمان يكون غير عامل عندما تكون النفس تحت ٍضباب السقوط المعتم، لأن بطرس لم يكن قد عولج بعد.
«لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب». شيء قاسٍ ومذلٍ أن رؤساء الكهنة والفريسيين قالوا لبيلاطس: «يا سيد قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي إني بعد ثلاثة أيام أقوم» (مت27: 63)، ولكن تلاميذه لم يتذكّروا ذلك!
«أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكي». بطرس ويوحنا رجعا إلى موضعما (ع10)، أما مريم فهي وحدها خارج القبر تبكي. قلبها متعلق بالرب، تريد أن تراه حيًا أو ميتًا. العالم كله بالنسبة لها قبر فارغ طالما لم تجد سيدها. ولا عجب فإن التلميذين عرفاه لما دعاهما عند البحر فتركا الشباك وتبعاه، أما هي فقد عرفته كالشخص الذي أنقذها من قبضة سبعة شياطين كانوا يسكنونها، لذك أحبت منقذها كثيرًا.
«تبكي»: كان يجب أن تبكي لو بقي المسيح في القبر، لأنه أي رجاء في مسيح مات ودُفن ولم يقُم. بينما بولس يقول: «أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب» (1كو15: 3و4). فدموعها لا حاجة لها، كهاجر التي كانت تبكي لموت الغلام من العطش، بينما الماء بقربها! أحيانًا كثيرة نحزن لغياب أشياء هي في متناولنا، ونكون كيعقوب الذي اضطرب لفقدان يوسف، بينما يوسف حي (تك42: 36). وهنا مريم تبكي كمن لا رجاء لها!
«فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدًا عند الرأس والآخر عند الرجلين».
لم تَخَف مريم الملاكين، ولم يجذبا انتباهها، لأن غرضها أسمى بكثير من هذه الكائنات السماوية، إذ لا شخص ولا أي شيء يشبع قلبها إلا شخصه. إن كانت قلوبنا متمتعة تمامًا بشخص الرب مرتبطة به أكثر، كم من الأشياء في هذا العالم تفقد أهميتها لنا، ويا له من فرح نختبره أن نكون مشغولين به!
ملاكان مرسلان من السماء يؤكدان نصرة القيامة، شهادة من فوق. قد يكونا رئيسي ملائكة. جالسين عند الرأس وعند الرجلين كل واحد منهما كان مكتفيًا بما يخدم به، وهذا ما يجب أن يكون عليه كل واحد منا، فلا مخاصمة بينهما كما حدث مع الرسل عندما صنع الرب ذكرى موته «وكانت بينهم أيضًا مشاجرة من منهم يظن أنه يكون أكبر» (لو22: 24).
«ثياب بيض»: صفات كل سكان السماء. الملائكة لم ترَ المسيح إلا بعد التجسد، لأن السرافيم الواقفين فوق العرش يغطي كل منهم وجهه لكي لا يرى السيد الجالس على الكرسي العالي.
«فقالا لها يا امرأة لماذا تبكين؟ قالت لهما أخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه». تعجّب الملاكان إذ إن السماء تسبِّح، وهذه المرأة تبكي. يا لطول أناة إلهنا في تعامله مع غباوتنا! لكن سؤالاً رقيقًا مشفقًا وجَّهاه لها. لقد كان على مريم أن تسبح وتهتف وترنم لأن القبر فارغ. لكن فكرة القيامة لم تخطر على بالها، كبقية التلاميذ، ما عدا يوحنا الذي لما رأى القبر فارغًا آمن.
«ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء فنظرت يسوع واقفًا، ولم تعلم أنه يسوع». مريم لم تعُد تنظر إلى القبر، بل تحولت إلى جهة الأحياء. يجب أن نرفع عيوننا وننظر رئيس الإيمان ومكمله. مريم لم تُرد أن تترك الرب مع أي شخص آخر، لكن الموقف كله كان خطأ – دموع الحزن بدلاً من الفرح والبهجة؛ تصوَّرت أنه لا يزال ميتًا، وهو الحي إلى أبد الآبدين، وله مفاتيح الهاوية والموت.
«قال لها يسوع: يا امرأة لماذا تبكين؟ من تطلبين؟ فظنت تلك أنه البستاني، فقالت له يا سيد: إن كنت أنت قد حملته، فقل لي أين وضعته، وأنا آخذه». قد يكون المخلِّص قريبًا جدًا من الناس، ومع ذلك يفوتهم أن يميّزوه.
هذه هي أول كلمات له بعد القيامة. لقد جاء ليعصب من**ري القلب، ليعزي كل النائحين (إش61: 1). وقريبًا جدًا سيأخذنا إليه، وهناك سيمسح كل دمعة من عيوننا (رؤ21: 4).
لماذا تبكين؟ من تطلبين؟ الملاكان لم يعزّياها وغابا عن الأنظار، لكنها قالت بالضمير الغائب ”حملته - وضعته - آخذه“. لقد أخطأت مريم إذ ظنت أنه البستاني، لكن راعي الخراف العظيم المُقام من الأموات، يعرف خرافه الخاصة التي تطلبه والمكرَّسة له، ويعرف تمامًا كل ما يختلج في قلبها.
نتائج تكريسها: رأت الملاكين وتكلما إليها، أول من رأت الرب المقام وحمَّلها رسالة بشرى لإخوته، بينما بطرس ويوحنا خسرا كل هذا. وقد تم فيها القول: «إني أكرم الذين يكرمونني».
«قال لها يسوع: يا مريم. فالتفتت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلم».
أول كلمة: ”يا امرأة“ قالها المسيح بصفته كالخالق، وأما ”يا مريم“ فقد قالها كالراعي الذي يدعو خرافه الخاصة بأسماء. إن كنا نطلبه يظهر لنا «الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني. والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأظهر له ذاتي» (يو14: 21).
يا مريم: كلمة واحدة منه طردت كل حزن! إنه يظهر في ملء محبته، فيملأ القلب فرحًا ويشيع الاطمئنان في النفس!
ربوني: سمعت فالتفتت، ورأت ثم سجدت بكلمة واحدة. المحبة تغني الحبيب عن الثرثرة، كلمة واحدة حوَّلت الباكية إلى ساجدة. انتهى ليل بكائها وفاض كأسها.
«وقال لها لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي». لقد بيَّن لها بهذه الكلمات الحاسمة أن العلاقات الجديدة لا يمكن أن تستأنف تمامًا كما كانت قبلاً، إذ موته وقيامته غيّرا كل شيء. ويجب أن نعرفه بالروح كواحد مع الآب ممجدًا في الأعالي وغرض الإيمان. وبعدما يمتلئون من الروح القدس سوف يدركون أن علاقتهم معه أعمق جدًا من اللمس، وأن البركة ليست بالمنظور «في ذلك اليوم تعلمون أني أنا في أبي وأنتم في وأنا فيكم» (يو14: 20).
«ولكن اذهبي إلى اخوتي وقولي لهم». إعلان عظيم دعا تلاميذه إخوته، في يوحنا 13: 1 دعاهم خاصته، وفي يوحنا 15: 14 أحباءه، لكن ولا لقب من هذه يعبِّر عن العلاقة بنفس الطريقة مثل اخوتي، إنها العلاقة كالشخص المقام الذي انتصر على الموت «لأنه لاق بذاك الذي من أجله الكل، وبه الكل، وهو آت بأبناء كثيرين إلى المجد، أن يكمِّل رئيس خلاصهم بالآلام. لأن المقدِّس والمقدَّسين جميعهم من واحد فلهذا السبب لا يستحي أن يدعوهم إخوة، قائلاً: أخبر باسمك إخوتي، وفي وسط الكنيسة أسبحك» (عب2: 10-12). وفي يوحنا 12: 24 هو حبّة الحنطة التي تُنتج نظيرها بعد الموت. وفي رومية 8: 29 «ليكون هو بكرًا بين إخوة كثيرين». كذلك في مزمور22 بعد ما أنقذ من فم الأسد، ومن قرون بقر الوحش، قال «أُخبر باسمك إخوتي» (ع21، 22).
«إني أصعد إلى أبي وأبيكم». قام لا ليبقى معهم إنما هي أول خطوة لرجوعه للسماء، كممثِّل لنا وسابق لأجلنا.
بعد الفداء، أبوكم كما هو أبي، أي كل ما لي، كالرأس، هو لكم كالأعضاء. لكن ليس أبانا، فالله أبوه منذ الأزل وهو مساوٍٍٍٍ للآب. نحن أبناء الله بالتبني لأننا ارتبطنا به مخلِّصًا.
«فجاءت مريم وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا». حملت مريم أفضل رسالة للتلاميذ. امتياز جليل مُنح لها. إنها رسالة الحياة، والشفاء، والعزاء، والهناء، والرجاء!
أول رسالة للموت جاءت بامرأة: ”حواء“ في بستان المسرات، وأول إشعار بالقيامة من الموت جاءت بامرأة: ”مريم“ في بستان القبر. لقد زرعت مريم بالدموع وحصدت بالابتهاج (مز126: 5، 6).

......
  رد مع اقتباس