عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 05 - 2013, 03:55 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
john w Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية john w

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 45
الـــــدولـــــــــــة : فى قلب يسوع
المشاركـــــــات : 1,280

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

john w غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قيامة المسيح ( موضوع متكامل ) 2013

القيامة كما جاءت في نبوات العهد القديم

.......................................


أولاً: نبوات عن قيامة الرب يسوع



(1) «والسيد الرب يعينني. لذلك لا أخجل. لذلك جعلت وجهي كالصوان وعرفت أني لا أخزى . قريب هو الذي يبررني. من يخاصمني؟ لنتواقف! من هو صاحب دعوى معي؟ ليتقدم إلي! هوذا السيد الرب يعينني. من هو الذي يحكم علي؟...» (إش 50: 7-9).
لقد أعان الله المسيح في الآلام التي قاساها من يد البشر، التي فيها احتمل كل أنواع الآلام، من بصق وتعيير ولطم وعري وثقب اليدين والرجلين، لذلك يقول بروح النبوة: «والسيد الرب يعينني». أما الآلام الكفارية في ساعات الظلمة الأخيرة، التي فيها كان المسيح ممثِّلنا أمام عدالة الله فلم يُعِنه فيها، بل احتملها بالكامل، ولذلك نطق بهذه العبارة: «إلهي إلهي لماذا تركتني؟».
وبعد أن احتمل المسيح الآلام الكفارية وأكمل العمل ومجد الله تمامًا، كان لا بد أن يقيمه الله من الأموات، ويجلسه عن يمينه في السماويات، لذلك يقول: «قريب هو الذي يبررني».
وفي إقامة المسيح من الأموات، نجد أيضًا البرهان علي تبرير المؤمنين به، لأنه حمل خطاياهم، ووفّى مطالب العدل بالنيابة عنهم؛ لذلك هم متبررون فيه، لأنه جُعل خطية لأجلهم (2كو5: 21). ولكي يبرهن الله لنا أنه بررنا وقبلنا في المسيح قبولاً كاملاً وأبديًا، أقامنا وأجلسنا في المسيح في السماويات.
وفي تبرير المذنبين يستعمل الرسول بولس نفس العبارات التي نطق بها المسيح في هذا النص عن تبريره، أي «من يخاصمني؟ من هو صاحب دعوى معي؟ من هو الذي يحكم علي؟». لذلك يقول بولس للمؤمنين: «فماذا نقول لهذا؟ إن كان الله معنا، فمن علينا؟.. من سيشتكي علي مختاري الله؟ الله هو الذي يبرِّر، من هو الذي يدين؟...» (رو 8: 31).
(2) «أما الرب فَسُرَّ بأن يسحقه بالحزن، إن جعل نفسه ذبيحة إثم . يرى نسلاً. تطول أيامه، ومسرّة الرب بيده تنجح» (إش 53: 10)
لقد جعل الله المسيح ذبيحة إثم، كما أنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه (2كو 5: 21)، وهو الذي وضع الرب عليه إثم جميعنا. وفى هذا النص عبارتان يجب التمييز بينهما وهما:
أ- «يرى نسلاً»: النسل هنا هم المؤمنون الذين أتى بهم المسيح، على أساس كفارته وقيامته، مثلما ذكر الرب مشبِّهًا نفسه بحبة الحنطة التي وقعت في الأرض وماتت، فأتت بالثمر الكثير (يو12: 24).
2- «تطول أيامه»: المقصود هنا هو إطالة أيام المسيح، كما جاء عنه في المزمور: «حياة سألك فأعطيته، طول الأيام إلى الدهر والأبد» (مز21: 4)، وهنا نجد حياة المسيح بعد القيامة. لقد مات مرة واحدة، وأُقيم من الأموات بقوة حياة لا تزول (عب7: 16). والرسول يفسِّر لنا ما نطق به المسيح في مزمور 102 عندما قال بروح النبوة: «ضعَّف في الطريق قوتي، قصَّر أيامي. أقول يا إلهي لا تقبضني في نصف أيامي». فيجيبه الآب بالقول: «إلي دهر الدهور سنوك. من قِدَمٍ أسَّست الأرض، والسماوات هي عمل يديك. هي تبيد وأنت تبقى. وكلها كثوب تبلى، كرداء تغيّرهن فتتغير. وأنت هو وسنوك لن تنتهي» (مز 102: 23-27؛ عب 1: 10-13). وهو الذي قال ليوحنا: «وكنت ميتًا وها أنا حي إلي أبد الآبدين» (رؤ1: 18).
ثانيًا: الرموز عن قيامة المسيح
«لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال» (مت 12: 40).
إن آية يونان النبي تتضمن الموت والدفن والقيامة، ثم بعد ذلك الذهاب إلى الأمم.
1- الموت:
مع أن يونان كان شاهدًا غير أمين، لكنه رمز وهو في البحر لابن الإنسان، الشاهد الأمين؛ فقد نطق وهو في البحر (يون2) بعبارات تعبِّر عن المسيح في آلامه فوق الصليب نذكر منها:
 «لأنك طرحتني في العمق في قلب البحار، فأحاطني نهر. جازت فوقي جميع تياراتك ولججك» (ع 3).
 «قد اكتنفتني مياه إلى النفس. أحاط بي غمر» (ع5): وهذه أيضًا لغة المسيح عندما صرخ قائلاً: «غرقت في حمأة عميقة وليس مقر. دخلت إلى أعماق المياه والسيل غمرني» (مز 69: 2).
 «أصعدت من الوهدة حياتي» (ع6). وهذه أيضًا لغة الرب يسوع، كقوله في المزمور: «لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيك يرى فسادًا» (مز16: 10؛ انظر أيضًأ أع 2: 27).
2- الدفن:
وهو جزء من الإنجيل الذي يكرز به بولس حيث يقول: «أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب. وأنه دفن. وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب» (1كو 15: 3، 4). ويذكر إشعياء دفن المسيح قائلاً: «جُعل مع الأشرار قبره، ومع غني عند موته» (إش53: 9). ويُعتبَر يونان وهو في بطن الحوت مدفونًا، كما ذكر المسيح: «كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال».
3- القيامة:
في اليوم الثالث أمر الرب الحوت فقذف يونان إلي البر، هكذا المسيح قام في اليوم الثالث، وقد ذكر المسيح مرارًا أنه سيقوم في اليوم الثالث (مت 16: 21؛ مر 8: 31).
4- ذهاب المسيح إلي الجليل بعد قيامته:
لقد ذهب يونان إلي نينوى بعد أن أمر الرب الحوت أن يقذفه إلي البر، وهكذا المسيح بعد قيامته، ذهب إلى الجليل، الملقَّب «جليل الأمم» (مت4: 15)، وهو في هذا صورة لتوجّهه بالخلاص للأمم، بل ولكل الأرض (إش49: 6). وهكذا اتجهت الرحمة الإلهية إلي الأمم، نتيجة لموت المسيح وقيامته.
صعوبة فهم الثلاثة أيام والثلاث ليال
لقد نشأت الصعوبة من اعتبار أن الثلاثة أيام والثلاث ليال مدتها 72 ساعة؛ لكن بحسب المفهوم اليهودي يُحسب الجزء من اليوم يومًا كاملاً، أو يومًا وليلة، لذلك يمكن حساب الأيام الثلاثة هكذا:
1- عصر الجمعة يحسب يومًا كاملاً، أو يومًا وليلة
2- السبت يحسب يومًا كاملاً، أو يومًا وليلة
3- فجر الأحد يحسب يومًا كاملاً، أو يومًا وليلة.
وطريقة الحساب هذه مألوفة عند اليهود.
تذييل: القيامة القومية
(1) «يُبلَع الموت إلى الأبد، ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه، وينزع عار شعبه عن كل الأرض لأن الرب قد تكلم» (إش 25: 8)
«يُبلع الموت إلي الأبد» أي يُبطل، وهذا ما سيتم جزئيًا في الألف السنة، ونهائيًا في الحالة الأبدية في الأرض الجديدة. ويقتبس الرسول بولس هذه العبارة ليطبِّقها عند مجيء المسيح للاختطاف فيقول: «متى لبس هذا الفاسد عدم فساد، ولبس هذا المائت عدم موت؛ فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة: اُبتُلع الموت إلى غلبة» (1كو 15: 54). وسترد تفصيلات أكثر عن هذا عندما نذكر هوشع 13: 14
«ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه». يتكلم النبي هنا عن الحياة في الملك الألفي للشعب الأرضي، وليس عن الاختطاف؛ لأن الاختطاف سِرّ لم يُعلَن في العهد القديم. سوف لا يكون موت في الملك الألفي إلا للشرير (إش 65: 20). بعد ذلك يأخذ مؤمنو الملك الألفي أجسادًا غير قابلة للموت أو الفساد ليحيوا بها في الأرض الجديدة التي يسكن فيها البر.
(2) «تحيا أمواتك تقوم الجثث. استيقظوا ترنموا يا سكان التراب. لأن طلك طل أعشاب والأرض تسقط الأخيلة» (إش 26: 19)
يصف إشعياء حالة اليهود الذين ليسوا في أرضهم بأنهم أموات وجثث، لكن هناك إحياء لهذه الأمة في الملك الألفي، وهذه الحياة توصف بأنها «حياة إلي الأبد» (مز133: 3)، وذلك بالمقابلة مع الأعداء الأشرار الذين قال عنهم إنهم أموات لا يحيون.
«تقوم الجثث». يتكلم النبي هنا عن القيامة القومية للأمة كما سنرى في حزقيال37 ودانيآل12.
«والأرض تسقط الأخيلة»؛ أى تلفظ الأموات حيث يحيا المؤمنون حياة إلي الأبد.
(3) «كانت علي يد الرب فأخرجني بروح الرب وأنزلني في وسط البقعة وهي ملآنة عظامًا... فقال لي: تنبأ علي هذه العظام، وقُل لها: أيتها العظام اليابسة اسمعي كلمة الرب... هأنذا أدخل فيكم روحًا فتحيون... فتنبأت... فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا علي أقدامهم جيش عظيم جدًا جدًا... هأنذا أفتح قبوركم وأصعدكم من قبوركم يا شعبي وآتى بكم إلى أرض إسرائيل» (حز 37: 1-12).
القبور المذكورة هنا ليس المقصود بها القبور الحرفية، لكن لها معنى رمزي؛ حيث تشير إلى الأمة باعتبارها مدفونة وسط الأمم، والقيامة هنا ليست حرفية إذ كيف نفسِّر كلامهم وهم أموات، عندما قالوا: «يبست عظامنا وهلك رجاؤنا»؟ لكن المقصود هنا المعنى الأدبي مثل القول عن الابن الضال: «ابني هذا كان ميتًا فعاش» (لو15: 24).
وهذه القيامة سوف تحدث على مرحلتين:
المرحلة الأولى:
العظام اليابسة أتت بجانب بعضها، وتغطّت بالعصب واللحم والجلد، ولكن بدون أي أثر للحياة. وهذا يشير إلى رجوعهم في عدم الايمان وبدون حياة ولا ثمر، مثلما قال عنهم الرب مشبِّهًا إياهم بشجرة التين التي تخرج أوراقها أولاً لكن بدون ثمر (مت 24: 32).
المرحلة الثانية:
بعد ذلك سيعمل الرب فيهم بروحه ليأخذوا حياة، وذلك ليس بمجهودهم أو بعملهم، كما يظنون، أو باتكالهم على القوى الأخرى؛ لكن بعمل الرب فيهم عن طريق روحه الذي يحييهم.
(4) «كثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون، هؤلاء إلى الحياة الأبدية وهؤلاء إلي العار للازدراء الأبدي» (دا12: 2).
يصف دانيآل اليهود المشتتين بين الأمم بالراقدين في تراب الأرض، ثم بعد ذلك يستيقظون؛ وهو في ذلك يشير إلي قيامتهم القومية، ولا يتحدّث عن القيامة الحرفية لأجساد المؤمنين الراقدين والتي ستحدث عند الاختطاف، والأدلة علي ذلك هي:
أ- هناك فريق يستيقظ للحياة الأبدية والآخر للازدراء الأبدي، وذلك في وقت واحد، بينما القيامة الحرفية لا تحدث في آن واحد؛ فهناك قيامة للأبرار قبل الألف السنة، وقيامة للأشرار بعد الألف السنة حيث يدانوا أمام العرش العظيم الأبيض.
ب- يستخدم الروح القدس كلمة «يستيقظون» للتعبير عن نهضتهم ورجوعهم ، فهو يقصد المعنى الأدبي مثلما قال بولس: «استيقظ أيها النائم وقُم من الأموات فيضيء لك المسيح» (أف 5: 14).
ج- جميعهم يوصفون هنا بكلمة ”الراقدين“، بينما في القيامة الحرفية لا تستخدم كلمة ”الراقدين“ إلا على المؤمنين فقط (1تس4: 13، 14، 15؛ 1كو15: 51).
(5) «يحيينا بعد يومين . في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه» (هو 6: 2)
اليومان هنا هما فترة الوقت الحاضر الذي فيهم نُحيَ الشعب جانبًا بسبب رفضه للمسيح، وتشتته، وتكوين الكنيسة. وبعد يومين من شتاتهم يحييهم، والمقصود بالإحياء هنا الإحياء القومي، كما يذكر الرسول بولس في رسالته إلي روميه «لأنه إن كان رفضهم هو مصالحة العالم، فماذا يكون اقتبالهم إلا حياة من الأموات؟» (رو 11: 15).
«في اليوم الثالث يقيمنا». وهذه، كما سبق وذكرنا، قيامة قومية، واليوم الثالث يذكّرنا باليوم الذي قام فيه المسيح من الأموات بعد أن اجتاز تيارات ولجج الغضب الإلهي، وكما حدث مع المسيح كذلك سيحدث مع هذه البقية، التي ستجتاز في ضيقة عظيمة تسمّى ضيقة يعقوب، بكل أهوالها، وسيخرجون كما خرج المسيح بالقيامة في اليوم الثالث.
إذًا فستكون هناك قيامة قومية لإسرائيل في المستقبل، وكأمّة ستقوم وتحيا أمام الرب، أو أمام وجهه، كما ترد في ترجمة داربي. ويدخلون الأرض بأجسامهم الطبيعية، وهم مولودون من الله، يأكلون ويشربون كما تذكر نبوات العهد القديم.
(6) «من يد الهاوية أفديهم، من الموت أخلصهم. أين أوباؤك يا موت؟ أين شوكتك يا هاوية؟» (هو 13: 14).
يتكلم النبي هنا عن النعمة والخلاص اللذين سيكونان من نصيب الشعب مستقبلاً. فالهاوية هي المكان الذي يسيطر على الأرواح، أما الموت فهو الذي يسيطر علي الأجساد، وهما قوتان مرعبتان على الأرض، لكن شكرًا للرب لأن المسيح له مفاتيح كل منهما (انظر رؤ 1: 18). أي أن هاتين القوتين خاضعتان له، وقد هُزمتا بواسطته. له كل المجد.
رشاد فكري


”حقًا أن قيامة المسيح من الأموات تتعارض مع ما ألفه البشر من أحداث، لكنها لا تتعارض مع العقل، بل تسمو فوق إدراكه، وهناك فارق عظيم بين الأمور الأولى والأمور الثانية؛ فالأولى لا تتفق مع العقل إطلاقًا، أما الثانية فتتفق معه في أسبابها، لكن لسموها يعجز عن الإحاطة بها، ومن ثم فإنه لا يعترض عليها، بل يرضخ أمامها. وقيامة المسيح من الأموات هي من هذه الأمور، كما يتضح لنا من شهادات الوحي والتاريخ في آن واحد“.




عوض سمعان
  رد مع اقتباس