† Admin Woman †
|
رد: المشككين حول نص وصار عرقه كقطرات دم(دراسة وتحليل)
+ولعل القديس اغسطينوس الذى كان موجود فالقران الثالث,الذى اشار الى هذه الحادثة التى حدث للمصلوب اقوى دليل لتخجيل المشكك
+وايضا اشار الى تلك الحادثة القديس إمبروسيوس340ميلاديا(انتظر تفسير القمص تادرس يعقوب لنص لوقا22ع44)
فى قاموس سترونج
Original Word: ὡσεί
Transliteration: hósei
Definition: as if, as it were, like; with numbers: about.
ويشير الدكتور دافيد ميلار الى ذلك فيقول:ـ ان الانجيلى يريد ان ينقل فكرة ان العرق كان ينزل مثل قطرات الدم,فهذا امر واضح للتلاميذ الذين كانو برفقته سواء النايم وقت ما ايقظهم او الذين كانو معه حينما تقدم عده اميال
4-السيد المسيح بلا عيب كما قال الانجيل
ولعل المُشكك يُدرك الان عظمة النص الانجيلى والوحى الالهى,حيث قال الانجيل فاكتر من موضع ان السيد المسيح بلا عيب,ولعل القارىء الجيد لتاريخ الهرطقات وردود الاباء عليه,فل م نجد اى اشارة من اى مهرطق الى ان المسيح به عيب خُلقى او غير كامل فالناسوت,فاذا نظرنا الى الانجيل نجده يؤكد تلك العصمة والا عيب فى جسد السيد المسيح
(الرسالة الى العبرانيين 9ع14)
فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح ازلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من اعمال ميتة لتخدموا الله الحي
(رساله بطرس الاولى ع19)
بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ،
(متى3ع15). فَقَالَ يَسُوعُ لَهُ: «اسْمَحِ الآنَ لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ.
(رومية5ع18و21) فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ.....حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا
.. (كورنثوس الثانية 5ع21)حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا. لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.
5-تامل روحى
لعلنا بعد تلك الرحله الجميلة فى معرفة الالام المسيح فى بستان جثيمانى,نُدرك قصة الحب العجيب,ونعرف انه لا يوجد حب مثل هذا قد بدى للبشر,لعلنا نعرف ان رب المجد هو نبع كل حُب فالوجودة ,ولعله هو اعظم حبيب فى هذا الوجود,وربما هو من دون فى قواميس اللغة كلمة الحب,ليس بحبر يبلى بل بدم كريم لا يبلى متجدد دوما على المذبح الالهى نتناوله فنثبت فيه ونقتنى المسيح داخلنا,لعلنا نتعلم منه الحب,ونتعلم منه الصلاة بلجاجة,وبشدة,فليس مع كل شدة او ضيقة نترك الصلاة ونقول لا فائدة,تعالى معى ننظر الى ابونا الحبيب القمص بيشوى كامل الذى قال عن الالام اقصد الصليب مدرسة ومن يهرب من تلك المدرسة يضيع مستقبله,ولعلنا نستمع الى تاسونى انجيل وهى تحكى عن الاولاد الاشقياء الذين كانو يضايقون ابونا الحبيب فى ذهابه وايابه,وفى ذات يوم وان ابونا بيشوى ذات يوم ,لم يجد الولد الذى يضايقه يوميا بالشارع واستمر غيابه,وبالتالى غياب الصليب,فابونا بيشوى كامل لا يدع فرصة ان يهرب من صليب ,وقلق على الولد جدا فسائل عنه وعرف ان قدماه قد انكسرت,فما كان من هذا القلب الذى ينبض بالحب الا ان يذهب الى منزل الولد ليطمئن عليه,فكانت مفاجائة لم يشدقه الولد او يتخيلها واهل هذا الولد لم يكونو يعرفو ان ولدهم كان يضايق ابونا الحبيب فشعرو بالخجل ,فالصليب مدرسة نتعلم منه الحب ونعلمه لغيرنا ,فابونا بيشوى كامل ما هو الا تلميذ فى مدرسة الصليب,جلس عنداقدام الصليب وتعلم منه الكثير,نظر الى المخلص فى جثيمانى وتعلم منه الصلاة,فكان دائم الصلاة للكل ,ويمكن ان نقول عليه انه ايضا رجل الصلاة,نظر الى جثيمانى فوجد المخلص يصلى,ففعل مثله صلى,فعل ما قاله يسوع له تعلم منى,فتعلم منه الصلاة فالشدة وفى الفرح وفكل حين,ليتنا نتعلم ان الصلاة قوة لنا,وليتنا نتعلم ان الصلاة اول طريق الراحة الروحية ولكنه مبتداء الالام,فالشيطان لا يتركنا نصلى ويذهب يلهو فى الحدائق العامة,فمع كل صلاة نصليه يعقبه راحه بالوجود مع يسوع ولكنه يتبعه ايضا طريق كرب ,نحمل فيه الصليب,ونذهب الى الجلجثة ,فبالصلاة نعرف اننا خطاة وهو قدوس وبار,واذا عرفنا ذلك نخجل من خطايانا ومن حبه لنا,وفى خجلنا هذا نحمل صليبنا ونذهب الى الجلجلثة للصلب,وفى الجلجثة نجد السيد الرب يقول لنا,لما جاءت يا صاحب؟؟؟فقد اكمل ,قد اكمل ما فى النبؤات,قد اكمل خلاصك اليوم,وبعد الجلجثة قيامه,نتشارك فيه مع رب المجد,وليس قيامة فقط ,بل ان الجلجثة هى العقد الوحيد الذى وقعنا عليه مع الرب هووقع بدمه الكريم,ونحن وقعنا بقبولنا الذهاب الى هناك,وفى ذلك العقد مكتوب:ـ(انت ابنى....احبك كثيرا...لا تتركنى وتخطىء مرة اخرى......فقد ورثت الملكوت من خلالى...........ولكن يبقى لك ان تدون فى الجلجثة ما تشاء فى ذلك العقد.........فاى كلام تكتبه؟؟؟؟)
6-مقتطفات من بستان الاباء
آية (44): "وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض."
صار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض
هذه الظاهرة ظاهرة نادرة تسمى HEAMATIDROSIS. لأنه في الأحوال العادية حين يزداد الألم بالإنسان حتى لا يستطيع أن يتحمل، ففي هذه الحالة غالباً ما يفقد الإنسان وعيه، ولكن إذا لم يحدث هذا فإن الشعيرات الدموية المحيطة بالغدد العرقية يزداد الضغط عليها فتنفجر وينضح الدم من البشرة مختلطاً بالعرق. وهذا لا يحدث من جبهة الإنسان فقط بل من الجسم كله، ويكون نتيجة ذلك أن يتسمم جسم الإنسان. ولأنها ظاهرة طبية فقد لفتت أنظار لوقا الطبيب. ونزل الدم على الأرض، وهذه أول مرة يسفك فيها دم المخلص لأجلنا. وتلطخت ثيابه بالدم. ولوقا يحدد هذه الحالة بقوله وإذ كان في جهاد= فقد دخل السيد المسيح في صراع حقيقي، حتى سال دمه وصار هابيل الجديد الذي تتقبل الأرض دمه طالباً النعمة لكل مؤمن. وبينما كان السيد في هذا الجهاد كان تلاميذه نائمون ويهوذا والكهنة يتآمرون.
(تفسير القمص انطونيوس فكرى)
خامسًا: "وإذ كان في جهاد كان يصلّي بأشد لجاجة، وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض، ثم قام من الصلاة، وجاء إلى تلاميذه، فوجدهم نيامًا من الحزن فقال لهم: لماذا أنتم نيام؟ قوموا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" [44-46]. هذا وصف يسجله لوقا البشير بلغة الطب: "كان في جهاد"، فقد دخل السيد المسيح في صراع حقيقي حتى صار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض. لقد صار هابيل الجديد الذي تتقبل الأرض دمه، لكن الأول تقبلته كثمرة حسد وحقد في قلب قايين أخيه، أما الثاني فتتقبله ثمرة حب حقيقي نحو البشرية كلها. دم هابيل يطلب النقمة من قاتله، أما دم السيد المسيح فيطلب النعمة لكل مؤمن به.
كان المعلم يصارع بحق، وكان التلاميذ في عجز غير قادرين حتى على مقاومة النوم، لذا جاء السيد يعاتبهم ويوصيهم بالسهر مع الصلاة حتى لا يدخلوا في تجربة.
vلقد حمل في نفسه آلامي، لكي يمنحني فرحه!
بثقة اذكر حزنه، إذ أكرز بصليبه،
كان يلزم أن يحمل الأحزان لكي يغلب...
لقد أراد لنا أن نتعلم كيف نغلب الموت، بالأكثر نحطم الموت القادم (الأبدي).
لقد تألمت أيها الرب لا بآلامك، وإنما بآلامي، إذ جُرح لأجل معاصينا...
ليس بعيدًا عن الحق أنه قد تألم من أجل مضطهديه، إذ يعرف أنهم يعانون العقوبة من أجل تدنيسهم للمقدسات.
القديس أمبروسيوس
vكان العرق يتصبب كالدم وربنا يصلي، ممثلاً الاستشهاد الذي يحل بكل جسده، أي الكنيسة.
القديس أغسطينوس
vفاضت قطرات العرق منه بطريقة عجيبة كقطرات دم، كما لو أنه استنزف دمه، مفرغًا ينبوع الخوف اللائق بطبيعتنا.
v(لئلا تدخلوا في تجربة)
من يثبت في التجربة ويحتملها، فمثل هذا وإن كان بالحقيقة يُجرب لكنه لا يدخل في تجربة، ولا يسقط تحتها. هكذا اقتاد الروح يسوع لا ليدخل في تجربةk وإنما لكي يجربه الشيطان (مت 4: 1). وإبراهيم أيضًا لم يدخل في تجربة، ولا قادة الله في تجربة إنما جربه (امتحنه) دون أن يسحبه في التجربة (أي تحتها)...
الشيطان يسحبنا بالقوة لكي يهلكنا، لكن الله يقودنا بيده ليدربنا على خلاصنا.
القديس ديونيسيوس السكندري
(تفسير القمص تاردس يعقوب)
صلاة جثسيماني حوَّلت العرق دماً يتقطَّر.
وهكذا صار جهاد الصلاة فدية.
جزع من مرارة الكأس وبالصلاة صار حلواً.
وجثى ثلاث مرَّات وفي الثالثة نال قوة!
يتتبَّع ق. لوقا المسيح من العلِّيَّة حتى جبل الزيتون مع تلاميذه. ومن دراستنا في إنجيل ق. مرقس وتاريخ نزوح القديس مرقس من القيروان بليبيا إلى أُورشليم مع العائلة ذات الثروات التي جُمعت على عجل إثر غارة البربر، واستقرارهم في أُورشليم، عرفنا أنهم اشتروا البيت الكبير ذا العلِّيَّة الكبيرة، ثم حديقة في جبل الزيتون للتعايش منها كمزرعة لشجر الزيتون ومعصرة لزيت الزيتون، ومن هنا جاء اسمها جثسيماني أي معصرة الزيت. وكان فيها بيت ريفي كان يلجأ إليه المسيح للصلاة وقضاء طول الليل في الصلاة والعودة في الصباح طول مدة إقامته في أُورشليم. لذلك لمَّا وصل المسيح مع تلاميذه دخلوا هم البيت وقال لهم: » امكثوا أنتم هنا « وأخذ بطرس وابني زبدي وخرج إلى البستان وأبقاهم بجواره على مسافة رمية حجر ووقف هو يصلِّي، وكانت صلاته طبعاً مسموعة ونُقلت في مكانها.
ولكن لاحظ ق. لوقا في سلوك التلاميذ إن كان في الصلاة أو مشاركة المسيح موقفه أن سلوكهم كان معيباً، إذ لم يستطيعوا حتى أن يبقوا ساهرين بل ناموا، لذلك جاز المسيح المعصرة وحده. وكأن أول اختبار قاسٍ عانى فيه المسيح من خذلان تلاميذه، ولكنه كان قد أعدَّ نفسه لما هو أكثر. وهكذا جاز الاختبارات وراء بعضها وكل المحن ببأس شديد وإصرار على المواجهة دون خذلان. ولكن لم يستطع ق. لوقا أن يعطي صورة للمسيح كما يجب في جهاده بسبب الاختصار والحذف. وتسجيل ق. لوقا لظهور ملائكة تقوِّيه لم يذكره ق. يوحنا في إنجيله ولا ق. متى ولا ق. مرقس.
لم يذكر ق. لوقا الجزء الهام في وليمة الفصح وهي التسابيح النهائية التي أعطت لسر العشاء بهجة وجلالاً (بحسب الطقس اليهودي)، ولكن ق. لوقا لم يكن يهتم إلاَّ بالأجزاء ذات العنصر اللاهوتي والتاريخي.
ومعرفة يهوذا للمكان تأتي من أن المسيح كان دائماً يذهب إلى هناك للصلاة، والمكان يرتفع حوالي 140 قدماً عن أُورشليم، لذلك لعلوِّها كانت مكشوفة ومن الصعب الخلود إلى اختفاء كامل للصلاة والعبادة. وإنجيل ق. لوقا لم يذكر اسم جثسيماني لأنه كان يتحاشى أسماء الأماكن وخاصة إذا كان لها معنىً عِبْرِيٌّ.
ومهما قيل وكُتب عن صلاة جثسيماني فإنها لا تعطي أبداً تصوير هذه الوقفة للصلاة في هذه اللحظة الحرجة التي يبث فيها المسيح أحاسيسه للآب. إن مرارة تخلية رؤساء الكهنة والعلماء اليهود ثم وقفتهم المتحدة ضده، أفرغت إسرائيل من معناها في قلب المسيح. وكان يتحتَّم ذلك ليأخذ المسيح اسمها الجديد، فالمسيح هو لنا إسرائيل الجديد!! كذلك وقفة التلاميذ على مستوى الضعف الفظيع سلوكياً وفهماً وشجاعة جعلته يشعر بالوحدة الشديدة أمام أبيه: » وتتركونني وحدي وأنا لست وحدي لأن الآب معي «(يو 32:16). وحينما جاء ثلاث مرَّات وجدهم نائمين، ولمَّا كرَّر صلاته ثلاث مرَّات حسب إنجيل ق. متى اتضح مقدار المعاناة التي كان يحملها في قلبه ونفسه، وذهابه للتلاميذ لعلَّه يجد إنساناً واحداً يتحدَّث إليه؛ لأن ثقل البشرية بأخطائها وعيوبها كان قادماً ليحملها، ولم يوجد إنسان يقف بجواره.
39:22و40 «وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ أَيْضاً تَلاَمِيذُهُ. وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: صَلُّوا لِكَيْ - لاَ - تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ m¾ e„selqe‹n e„j peirasmÒn».
+ » ثم قام من الصلاة وجاء إلى تلاميذه، فوجدهم نياماً من الحزن. فقال لهم: لماذا أنتم نيام؟ قوموا وصلُّوا - “لئلا” - تدخلوا في تجربة †na m¾ e„sšlqhte e„j peirasmÒn.«(لو 22: 45و46)
كان المنظر كما رآه المسيح، أن ساعة الظلمة قد جاءت، والشيطان يجول جولته الأخيرة يجرُّ في أذياله التلميذ الذي اصطاده - يهوذا - وهو قادم لمعركته الفاصلة مع المسيح، وقد سلَّح نفسه برؤساء الكهنة وشيوخ الشعب والجند أيضاً. ورتَّب معهم مُسْبَقاً كل ما أملاه عليهم من خطته للإيقاع بالمسيح. من أجل هذا جاء المسيح إلى جبل الزيتون مع تلاميذه ليلاقيه وهو في حالة صلاة، وأي صلاة!
يكفي أن يسمع القارئ أن عرقه كان يتصبَّب كقطرات دم، وكانت أحاسيسه ملتهبة. وبالرغم من أنه عالم بأن الضربة الأساسية موجَّهة إليه، إلاَّ أنه كان يهمه أن يسلِّح تلاميذه بالصلاة حتى يستطيعوا أن يواجهوا التجربة، أما هو فكان يعدُّ نفسه للتسليم وشُرب الكأس بعد ما فرغ من تقديم مشيئته الكاملة للآب. أما تلاميذه فكان يريد لهم أن لا يفنى إيمانهم وقت التجربة.
عندما وصلوا إلى المكان كانت رؤية المسيح ترصد حركات الشيطان، فلم يكن قد تحرَّك بعد مع رؤساء الكهنة والشعب والجنود وأعوانه. لذلك نبَّههم بوضوح: » صلُّوا لكي - لا -تدخلوا في تجربة «التي جاءت باليونانية بوضوح، لأن التجربة كانت لا تزال على بُعدٍ.
ولكن بعد أن فرغ هو من الصلاة، رأى الشيطان على الباب مع كل أعوانه، إذ بدأت بالفعل ساعة الظلمة وسلطانها، فلما افتقد تلاميذه تحسَّر إذ وجدهم نياماً. فأسرع إليهم أن: “قوموا وصلُّوا - لئلا - تدخلوا في تجربة”. هنا التحذير نهائي.
واضح لدينا أن الشيطان استطاع أن يضرب التلاميذ بالنوم حتى لا يستطيعوا أن يُصلُّوا، وهو الأمر الذي أصبح واضحاً كخبرة لكل مَنْ أراد الصلاة أو الاستطالة في الصلاة. فالتثاؤب والنعاس يثقِّل الرأس حتى لا تعود أي قوة للصلاة، فإذا ترك الإنسان الصلاة ينشط في الحال ويأخذ يتكلَّم ويثرثر ويضحك دون أي حاجة للنوم. هنا النوم هو المخدِّر الذي يسقيه الشيطان للدماغ لكي يحرمه من اليقظة وبالتالي من الصلاة، كالمُسكر الذي يُوعِزْ الشيطان به للأشخاص لكي بعد أن يسكروا يسوقهم إلى الخطية بلا خوف ولا جزع ولا أي إحساس من الضمير، وبعدها يستيقظ الإنسان ليرى نفسه قد وقع في الفخ وصار صانع جريمة.
والآن نعود إلى المسيح والتلاميذ، فالمسيح لا يُريد من التلاميذ أن يُصلُّوا مجرد صلاة، بل أن يكونوا في “حالة صلاة” فلا يستطيع الشيطان أن يقترب إليهم. فإذا سألني سائل: ولماذا لم يمنع المسيح الشيطان من أن يُجرِّب التلاميذ، أقول: نرجع إلى المسيح وقوله لبطرس: » سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يُغربلكم كالحنطة. ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك «(لو 31:22و32). لاحِظ هنا قول المسيح أن » الشيطان طلبكم « فهو له أن يجرِّب ولا يمنعه الله. المسيح هنا لم يَعِدْ بطرس أن ينجيه من التجربة، بل يستطيع فقط أن يطلب لكي لا يفنى إيمانه بعد أن يسقط في التجربة. وقد سقط بالفعل في التجربة بعد ساعات قليلة من تحذير الرب، فحصد ثمن نومه وعدم طاعة الوصية. معنى هذا أن المسيح لا يتدخَّل في منع التجربة لأنها تأتي بقياس دقيق بسماح من الله، ولكن الذي عمله المسيح هو أنه أعطانا أن نصلِّي باسمه فلا ندخل التجربة.
إذن بعد أن أعطانا المسيح السلاح القوي وهو الصلاة باسمه القادرة على هدم حصون الشيطان، لم يعد لنا همٌّ: » ها أنا أُرسلكم مثل حملان بين ذئاب «(لو 3:10)، ولكن الذئاب المتوحِّشة تهون، إنما يقصد الذئاب التي يُرسلها الشيطان في ثياب حملان أو ملائكة نور، سيان!!! أو حتى بقبلة!!
فالإنسان طالما هو في حالة صلاة يكون قد تسلَّح ضد التجربة ليجوزها بنجاح لحساب المسيح!!
والمسيح لمَّا علَّمنا في صلاة “أبانا الذي” أن نصلي إلى الآب لكي لا يدخلنا في تجربة، فالمقصود من ذلك أن يفتح وعينا إزاء التجربة وأعمال الشيطان لنستعين بالصلاة إلى الآب دائماً، وحينئذٍ لا يُدْخِلنا الآب التجربة إن صلَّينا، ولكن بدون الصلاة يصبح للشيطان مدخل فينا.
والقصد من هذه التوعية التي نقدِّمها للقارئ في هذه الأيام هو أن نرصد حركات الشيطان حولنا في كنيستنا وبيوتنا وأسراتنا، لأن إهمالنا للصلاة أعطى فرصاً كثيرة للشيطان أن يدخل في كل مكان ويُفسد كل علاقة، والكل لاهٍ عن نشاط الشيطان المخرِّب، لأنه يستحيل لإنسان أن يحسب أو يكشف حركات الشيطان وتدخُّلاته إلاَّ بالصلاة.
من هنا كانت وصية المسيح أن “نصلِّي كل حين”، لا بصلاة محدودة، ولكن أن نكون في حالة “وعي الصلاة”، والقلب متصل بالمسيح. وهذه حالة نعتادها بعد أن نكون قد قبلنا نعمة أن نُمارس الصلاة بالروح([1]) ولمدد طويلة، إذ ينفتح القلب والذهن لقبول نعمة الصلاة الدائمة التي بها يستطيع الإنسان في أيِّ وقت أن يحس بلهج الصلاة في قلبه الذي يسعفه بالصلاة المسموعة وقت الخطر: » أما أنا فصلاة «(مز 4:109). هذه حالة لا يَقْرُبها الشيطان بل يرتعب منها. ويلزم أن لا يكون مخفياً عنَّا أن الشيطان ازدادت أعماله ودخلت كل البيوت والكنائس. وهذه الانقسامات والعداوات والتعديات والخصومات تشهد على ذلك وتوعِّينا أننا في خطر، لأن أيَّ بيت أو كنيسة فيها إنسان كيهوذا يدخل بواسطته الشيطان ليس كضيف بل كصاحب بيت!!
ولكن ليس بالضرورة أن يكون على مستوى يهوذا، بل يكفي أن يكون قد تآخى مع الخطية ومات ضميره وصار مقوداً يعمل تحت إيحاء الشيطان.
والآن أصبح من الضروري لكل راعي كنيسة مسئولٍ عن كنيسته، أن يكرِّس أوقاتاً ثابتة مخصَّصة لجحد الشيطان الذي يتدخَّل في وسط الرعية ليستخدم ضعاف الإيمان في تبنِّي إيحاءات الشيطان للمنازعات والانقسامات والتحزُّبات والخصومات. هذه الأمور التي أصبحت عادية الآن، وهي من عمل الشيطان.
فإذا لم نقاوم الشيطان بالصلاة فسيملك علينا ويسيئ إلى أولادنا في الداخل والخارج، والنتيجة هي أن يرعاهم الشيطان لحسابه. إذن، فلابد أن يكون الأب في كل أسرة واعياً وكذلك الأم، بالمواظبة على الصلاة من أجل سلام البيت وسلام الأولاد ومحبتهم لئلا يدخل الشيطان وينقسم البيت على ذاته، وإذا تملَّك من فرد فيه فسيجعل البيت جحيماً. لذلك من نِعَمِ الله أن يكون واحد في الأسرة فدائياً له قوة الصلاة، سواء في الخفاء أو العلن، من أجل كل فرد في الأسرة حتى لا يكون فيها مدخل للشيطان. بل ويا حبذا لو كان لكل كنيسة إنسان تقي أو جماعة أتقياء يحملون همَّ الصلاة الدائمة من أجل الراعي نفسه والرعية وكل ظروف الكنيسة، حتى لا يتدخَّل فيها الشيطان بأعماله من خصام وعداوة تؤدِّي إلى الانقسامات والفرقة.
وليعلم كل إنسان أن الشيطان - كما نراه الآن - مُسيَّب يهيِّج الأمم على بعضها، بل الأمة الواحدة يقسمها على نفسها، ويثير الأحقاد وبالتالي الحروب لخراب العالم! فليس أسهل الآن من أن يُمارِس أحقاده على الكنيسة نفسها وقد ضعفت، بعد أن أذاقته العذاب بصلواتها في العصور الذهبية السابقة.
وفي النهاية نعود إلى وصية المسيح أن: » صلُّوا لكي لا تدخلوا في تجربة « هذه الوصية الإلهية هي السلاح الوحيد ضد أعمال الشيطان المنظورة وغير المنظورة، وهي الحصن المنيع الذي نلجأ إليه في أيام الضيق القادمة.
·إذن، فنصيحة المسيح لكل واحد من أولاده اليوم، أنْ: صلِّ واهرب لحياتك.
·والذي يقول ليس عندي وقت للصلاة، فهذا قد استطاع الشيطان أن يقنعه بذلك حتى لا يصلِّي أبداً.
·وإن كنتم في حالة صلاة، فأنتم في أمان من التجربة.
·وإذا وقعتم في تجربة فلا تكفُّوا عن الصلاة حتى يخزى الشيطان ويستطيع المسيح أن يخلِّصكم، ولا يضعف إيمانكم.
·ولا تحزنوا إذا أصابتكم أيَّةُ خسارة، لأن الحزن هو كأس الشيطان الذي يدس فيه قَطْع الرجاء. فليذهب كل شيء ويبقى الإيمان.
·ولا تناموا في وقت الخطر، بل تيقَّظوا واسهروا وصلُّوا لتُحْسَبوا أهلاً للنجاة (لو 36:21). وهذه الأيام تحمل لنا بوادر الخطر.
·والذي يعتاد الصلاة يحس بقرب عمل الشيطان ويستعد له. فصلُّوا وكونوا مستعدين، فالرب قريب!
صلُّوا، صلُّوا، صلُّوا. ومَنْ لم يتعلَّم الصلاة بعد، فليبدأ أن يصلِّي.
(القمص متى المسكين)
دعنا الان يا صديقى ننهى هذا البحث بصلاة لابينا الحبيب القمص متى المسكين........فهيا نصرخ مع ابونا الحبيب ونخاطب الراكع فى جثيمانىمن اجلنا فنقول:ـ
يا من داس المعصرة وحده وانغرست فيه الالام كسهام الموت,
اناادرك مقدار ما عانيت وحدك,وتلاميذك نيام.
اسمح وعرفنى ماذا اصنع انا الان من اجلك,
جثيمانى مائلة امامى وانت جاث بركبتيك على الارض العراء,
وبالرغم من برد الليل كان عرقكك يتصبب كالدم,
-اقبلنى اليوم جاثيا معك.
-واسمح واعتبر الالامى واحزانى شركة متواضعة فى الامك,
-لقد رضيت ان تشرب الكاس عنى
-سوف اخدمك كل ايام حياتى,
-فقط عرفنى كيف اكرمك,
طلبت من تلاميذك ان يسهروا ويصلوا معك ساعة واحدة فناموا,
ساسهر واصلى ولن اغفل عن ذكر الالامك فى جثيمانى
سارددها بالشكر وعرفان الجميل كل ايام حياتى
(امين...يا ربى يسوع المسيح مخلصى الصالح,فلك كل قوة ومجد,وعزة,وبركة,الى الابد امين)
بقلمـ
سرجيوس
Sargi0us
1-الكتاب المقدس بترجماته
2-تفسيرات الاباء(القمص تادروس يعقوب,القمص انطونيوس فكرى,القمص متى المسكين)
3-دراسة طبية في آلام السيد المسيح انجزها الدكتور شربل ساسين
4-بحث للدكتور دافيد ميلار
5-The American Heritage® Stedman's Medical Dictionary
Copyright © 2002, 2001, 1995 by Houghton Mifflin Company. Published by Houghton Mifflin Company.
6- Painting: An Olive-Tree in the Garden of Gethsemane. Vasily Polenov -1882
7- مع المسيح ف الامه حتى الصليب الاب متى المسكين
8-المصلوب للقس منسى يوحنا
9-اسئلة حول الصليب كنيسة القدسين
10-كمال الالام المسيح القمص صليب حكيم
10-الكفن المقدس مراجعة الانبا بيشوى
11-بعض المراجع المُشار اليه فى الموضوع
|