رابعاً : الالام :
كان في تحمله الالام وفي قسوتها وسطوتها أظهر حباً كبيراً مقابله بقداسه ونسك ونتعلم الحب الباذل المضحي " ليس حب أعظم من هذا ان يضع أحد نفسه لأجل أحبائه " 0
هذا هو سر الصوم والميطانيات والتقديس الذي نعيش فيه هذه الالام تسمى ، الالام فوقية أي تفوق احتمال البشر 0 كانت صورة من صور الالام الجسدية لما قال أنا عطشان ، وكانت صورة من صور الالام النفسية لما قال نفسي حزينة حتي الموت نتيجة خيانة يهوذا ، خيانة التلميذ 0
ونتيجة انه سيحمل خطايا العالم – ويصير الابن المحبوب موضع غضب الأب 0 أنها آلام الكفارة التي لا نملك الا أن نقف أمامها في خشوع ورهبة فهي آلام قاسية ورهيبه تظهر في العبارات الاتية :
- وصار عرقه كقطرات الدم نازلاً علي الأرض ، إلهي إلهي لماذا تركتني ، حينئذ بصقوا في وجهة ولكموه ثم ضربوه … فجلده وأسلمه ليصلب 0
- وكانوا يضربون رأسه بقصبه ويتتفلون في وجهه ، وضفر العسكر إكليلاً من شوك ووضعوه علي رأسه
- هذا يظهر أن الجميع اشتركوا في تعذيب الرب – الجند – هيرودس – رؤساء الكهنة – شيوخ الشعب – والشعب كله وبيلاطس البنطي 0
- فالرب احتمل كل أنا الآلام وكما احتمل آلام خيانه يهوذا احتمل أيضاً ضعف الأبرار فالقديس بطرس أنكره ثلاث مرات والتلاميذ لم يحتملوا ان يسهروا معه ساعة واحدة وتركوه وحده " فتركه الجميع وهربوا " حتى مرقس الرسول الشاب الذي كان لابساً إزاراً علي عربة " أما هو فترك الازار وهرب " لقد احتمل مخلصنا كل هذه الآلام كاملة ورفض أن يخففه 0