وبعد التصويت رجحت كفة بناء الكاتدرائية وعندئذ بدأت الكنيسة الاستعداد
لهذا المشروع الضخم وتم الاقتراح ان تقام الكاتدرائية في نفس مكان المزار
القديم لكونه مكان مرتفع وهنا برزت مشكلة هدم الدير...!!
فهل من السهولة اقناع اهالي دهوك بهدم مزار شفيعهم ايث الاها!؟
كيف لهم ان يتقبلوا فكرة رفع حجر واحد من الدير؟؟؟!!!
ومن يمتلك الشجاعة للاقدام لمثل هذا العمل؟
واخذت الاحاديث والاقاويل والاعتراضات والشكوك تنهال على ابناء الكنيسة
ليصبح موضوع هدم الدير حديث الساعة لعدة ايام، حتى الذين حاولوا اقناع
الاهالي بالهدم اعتقد كانوا في قرارة نفسهم مترددين يتقدمون خطوة
ويؤخرون الثانية وبعد جهد جهيد تم توضيح الامور بشكل هادئ واخيراً
اقتنع المؤمنون بأن الدير ليس اثرياً لان تجديده كان قد تم في عام
1929 م حيث كان هناك دير سابق وتم هدمه ايضاً وان مار ايث الاها
سيبتهج اكثر عندما نلبسه حلى جديدة تواكب طراز العصر وتليق بمقامه
وبعدما شرع بهدم الدير وكان البعض لا زال غير مطمئناً لهذا العمل
وكل ذلك يدل دلالة واضحة على مدى ايمان وثقة اهالي نوهدرا بشفيعهم.
وبعد ان تظافرت جهود ابناء كنيسة نوهدرا حيث ضحوا بأوقات ثمينة
وبذلوا جهوداً استثنائية من اجل انجاز هذا المشروع، عندئذ تم تكليف
الاستاذ المهندس الاستشاري بطرس خمو متي خمو بوضع الخرائط
والتصاميم الخاصة بالكاتدرائية، وبوشر العمل تحت اشراف المهندس
عبد الاحد شمعون ياقو الذي تطوع بالاشراف المباشر على البناء طيلة فترة العمل .
وقد استطاعت الكنيسة تذليل الصعاب التي كان من المتوقع ان تواجهها
وخاصة من الناحية المادية من خلال ابناء شعبنا وكذلك شاركت حكومة
اقليم كوردستان بجزء من كلفة المشروع، وعديد من الخيرين اضافة
الى امكانية الكنيسة، وهكذا تم انجاز بناء الكاتدرائية الجميلة التي
تتسع لاكثر من 700 شخص.
وبتاريخ 16/12/1999 تم افتتاح الكاتدرائية على يد غبطة البطريرك
مار روفائيل الاول بيداويد بطريرك بابل على الكلدان في العالم
كما حضر الافتتاح العديد من الشخصيات السياسية من اقليم
كوردستان ومن اخواننا المسلمين واليزيدين.