مدرسة مار ايث الاها:
مايؤسف له اننا لم نجد في الكتب والمصادر التاريخية التي نقلت لنا اخبار ككنيسة المشرق وسير الشهداء والقديسين واخبار المدارس والاديرة، لم نجد مايشفي غليلنا
من معلومات كافية عن مدرسة ايث الاها وكل ماوجدناه لم يتعد فقرة قصيرة
ذكرت في اكثر من مصدر تتضمن:
(بأن مدرسة ايث الاها تقع جوار دهوك قرب او داخل دير بأسم مار ايث الاها في اواخر القرن الربع للميل
وقد تثقف فيها سهدونا الهلموني ويدعى مرطوريس في النصف الاول من المائة السابعة للميلاد)
حيث كانت والدة سهدونا امراة تقية صالحة فلم يكد يبلغ ولدها العقد الاول
من عمره حتى ارسلته الى مدرسة ايث الاها لانعرف بالضبط الاسباب
التي تكمن وراء اهمال المؤرخين ورجال الدين واباء الكنيسة عن ذكر تفاصيل
هذه المدرسة وربما يكون السبب هو شحة المصادر التاريخية القديمة
او فقدانها خاصة وان المنطقة كانت قد شهدت اضطرابات متعددة
تؤكد بأن هذه المدرسة استمرت حتى القرن العاشر على الاقل
وقد تخرج منها الكثير من الرهبان مثل مار ميخا النوهدري الذي بنى ديراً في القوش
ومار ايشوعياب الذي بنى ديراً في قرية مار ياقو والكاتب والمفكر الكبير
سهدونا الهلموني والذي اشرنا اليه سابقا.
واثر ازدهار الحياة الرهبانية تحت لواء الربان هرمزد في ديره الكائن
على جبل باعذرى في القوش خلال منتصف القرن السابع
توجه خمسون طالباً من مدرسة مار ايث الاها الى دير الربان هرمزد
ليعتزلوا الحياة بمعيته.
وقد ذكر لي احد الاخوة من اهالي دهوك بأن والده كان قد سمع من ابائه
واجداده بأن كانت هناك بناية مدرسة في موقع مار ايث الاها مكون من اربعين صفاً
تتوسطه باحة يقطنها الرهبان ومع ذلك لم نجد في المصادر التاريخية
مايؤيد وجود المدرسة في الفترة المتأخرة ولكن شهود عيان اكدوا
بانه عندما كانت الاليات تقوم بتسويته قطعة الارض التي انشأت عليها
بناية مطرانية الكلدان حاليا والتي في حينها قد خصصت لاحد المسؤولين
الحكوميين خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي، ولاحضوا اثار لاطلال
بناء قديم مكون من جدران واقواس مبنية من الجص والحجر ولابد انها كانت لمدرسة، لان المدارس كانت في حينها تبتى على هذا الطراز وقد اُبعد المواطنون
من مكان العمل تفاديا من تسرب خبر العثور على مكان اثار قديمة وربما ذخائر
تعود لدير ومدرسة ايث الاها.