5 . لذلك لا يثبت المنافقون في يوم الدينونة ، ولا الخطأة في مجلس الصديقين:
v لذلك لا يثبت المنافقون في يوم الدينونة:
لذلك تفيد الإستئناف، فهو يستطرد، يريد ان يثبت صدق ما قدمه في العبارة السابقة، حيث أن هؤلاء مجرد عصافة أو رييشة صغيرة في مهب ريح لا يعرفون إلى أين تحملهم، ولا يستطيعون الثبات في أي يوم من أيام الحياة العادية، فماذا يكون حالهم إذاً فى يوم الحساب والدينونة؟ حيث ستقدم كل نقس حساباً وجواباً عن كل ما صنعت أمام ديان عادل بكل شييء عليم؟ سيكون سيئا جداً بالتأكيد، فهم يفتقدون المرجعية والأساس، لذلك نراهم مزعزعين قلقين وغير ثابتين، تحركهم الأهواء في مواقف الحياة، فالويل والدمار النهائي والثبور سيكون مصيرهم المحتوم في يوم الدينونة...
vولا الخطأة في مجلس الصديقين
حيث يرفض الصديق أن يجالس الأشرار في مجالسهم كما هو منهجه منذ البدء فهو لا يسير- لا يقف- ولا يجلس، نراه يرفض تلقائياً أن يجلسوا هم في مجلسه حيث يجلس محاطاً بالأبرار أمثاله. فكما لن يثبت الأشرار في يو الدينونة، كذلك لن يثبتوا أمام براءة وصدق واستقامة الأبرار، فهي تفضحهم وتدينهم، لأنهم في الظلمة يعيشون وقد أحبوا الظلمة عن النور، فالنور يفضحهم لأن أعمالهم شريرة.
وقد فهم اليهود هذا المعنى وطبقوه حرفياً في حياتهم وتعاملاتهم، والتلمود مليء بوصايا من هذا النوع تحث على تحاشي التعامل مع الأشرار، وقد امتد معسكرهم ليشمل أيضاً جميع الأمم من غير اليهود، وهكذا فالعهد القديم يرفض منهجياً مجرد حتى التعامل مع الأشرار حيث يحرم حرما مطلقاً الاختلاط بهم والتعامل معهم خوفا من العدوى، وذلك بالطبع لأن مفهوم الشريعة لم يكن قد توطد بعد في أذهان الشعب، لذا كان عليهم الحذر الشديد " لأن العشرة السيئة تفسد الأخلاق الحسنة" بل بالغوا في ذلك بحرمان الخطاة حتى من الدخول إلى المجامع للصلاة، كما فعلوا مع الأعمى منذ مولده حين أقر بشفاء يسوع له. وتجلى كذلك في رفضهم لسلوك يسوع نفسه " لماذا يجلس معلمكم مع العشارين والخطأة" ؟
بالطبع يختلف منهج العهد الجديد عن تلك النظرة اختلافا جذرياً ومطلقاً، فالله يترآف بالخطأة ويبحث عنهم، وتفرح السماء بعودتهم، والرب يترك التسعة والتسعين خروفاً ليفتش عن الضال حتى يجده... فالمسيح لا يرفض الخاطئ بل الخطية، بل يقول ما جئت لأدعوا الأبرار إلى التوبة بل الخطاة، وليس هذا رفض للأبرار، فهم ليسوا في حاجة إلى التوبة، وعمل الرب هو أن يصونهم في طريقهم ويرعاهم كأشجار راسخة ... أما الأشرار فهو لا يكرههم ولا يدينهم، بل يريد أن يحررهم من عبودية الشر والخطية والغرائز والأهواء التي تسيرهم وتسير بهم إلي الهلاك "جئت لإخلص ما قد هلك ".