3 - فيكون كشجرة مغروسة على مجاري المياه، تعطي ثمرها في أوانه، وورقها لا يذبل، وكل ما يعمله (ينجح فيه) صالح:
vشجرة:
شجرة تشبيه رائع وهي من التعبيرات التي استخدمها الأنبياء والرسل قي الإنجيل، بل استخدمها الرب يسوع المسيح كثيراً، فالمسيح هو الكرمة وأبوه هو الكرام والمؤمنون هم الأغصان ...كذلك شعب الله هو الكرمة والتينة ... وقال المسيح الشجرة تعرف من ثمارها ...وهناك مثل الشجرة التي لا تثمر ويريد صاحب الكرم قطعها .. وقال يوحناالمعمدان أيضاً في بداية بشارته: هوذا الفأس قد وضعت على أصل الشجرة فكل شجرة لا تثمر تقطع وتلقى في النار.... وهناك شجرة التين التي لعنها يسوع قبيل دخوله أورشليم فيبست... فالمؤمن التقى إذن كشجرة صالحة مثمرة خصبة خضراء مورقة.
vمغروسة:
الغارس هو الله فليس للشجرة قوة الوجود بذاتها بل هناك سيد أتى بها وغرسها واعتنى بها ووضعها فى الزمن المناسب (زمن الغرس) وفى المكان المناسب لتشبع ماء ونورا وشمساً. وهكذا الحال في علاقة الإنسان مع الله لذا نترنم في القداس الغريغوري " مما لم يكن كونت الإنسان ووضعته في فردوس النعيم" فهو الخالق والغارس والساقي وهو ايضا الذي ينمي.
vعلى مجارى المياه:
حيث الخصوبة ووفرة المياه والارتواء والسلام، والحياة على صفاف الانهار في الكتاب المقدس ترمز إلى السعادة والرخاء وهي صورة من الحياة في الفردوس. حيث يمدها النهر بكل ما تحتاجة مباشرة بدون ما انتظار للساقى الذي قد يتأخر او ينسى أو يغيب أو حتى يموت...
vشجرة تعطى ثمرها في اوانة:
النتيجة الحتمية لهذا الوضع المثالي هي إن الشجرة سوف تعطى أفضل الثمار وستشبع وتحقق رغبة الذي قام بغرسها بعناية فائقة وتعهدها برعاية مستديمة..." أيها الرب إله القوات أنظر من السماء وتعهد هذه الكرمة التي غرستها يمينك أصلحها وثبتها" كيف تتجاوب الكرمة أو الجرة أو المؤمن مع هذه العطايا السخية؟ سيرد بايجابية وفاعلية على كل نعم الله ووزناته بوازنات آخرة يربحها ويقدمها بسخاء وفرح وتواضع " يا سيدي خمس وزنات أعطيتني، وهاك حمس وزنات أخرى ربحتها"...تماما كالشجرة المثمرة تنحني أغصانها وتميل مقدمة ثمارها الثمينة بلا تشامخ ولا مجد وارتفاع باطلين.
vشجرة ورقها لا يذيل:
هذا الوصف يجسد ديناميكية الحركة بين الغارس والشجرة: فقد أحسن غرسها فأجادت ثمارها، فزادها بهاء بعدم ذبولها أو سقوط أورقها، لتظل محتفظة بجمالها صيفا وشتاء، لا تأثير لظروف المناخ عليها من برد وحر من صيف وشتاء من جفاف وإمطار" الرب يجدد كالنسر شبابك" وهو يوفر لخائفيه كل احتياجاتهم دون حتى أن يهتموا هم بذلك " الرب يرزق أحباءه وهم نيام" "أبوكم السماوي يعلم ما تحتاجون إليه قبل ان تطلبونه".
vكل ما يعمله ينجح فيه:
هكذا الإنسان الصالح، الذي يسير حسب قلب الله ويحفظ شريعته " وكانا بارين أمام الله ساللكين في جميع وصاياه" يتلذذ بها في قلبه النقي يتممها بالعمل الصالح بسلوك يرمي دوماً للخير ويسعى نحوه كهدف...هكذا يزيده الرب نعمة على نعمة، وبركة على بركة، فتكون ثماره جيدة وحاضرة ويكون هو ونسله في نمو واذدهار دائمين ، وتكلل كل طرقه وأعماله بالبركة والنجاح.