7 - سلّطته على جميع أعمال يديك:
في تأملنا في هذا المزمور الرائع يمكن أن نتوقف أمام مستويات ثلاث خلقها الله للإنسان وفي خدمته يتمد إليها سلطانه... فحيث أن الكون كله من خلق الله وإبداعه وعمل يديه وقد سلطّ عليه الإنسان. فإنه إن كان سلطان الإنسان لا يمتد إلى الملائكة فإنه يمتد إلى جميع أعمال الله وخلائقه :
1- المستوى الأول: السماوات بما فيها من نجوم وكواكب
(سلطان التكنولوجيا وغزو الفضاء وسكنى كواكب أخرى)
2- المستوى الثاني: الأرض وكلّ ما فيها من كائنات أليفة ومتوحشة
3- المستوى الثالث:الإنسان نفسه وهو مجد الله على الأرض.
vأخضعت كل شيء تحت قدميه
نعرف معنى الخضوع والإخضاع فقد وهب الله للإنسان الأرض وما عليها: الغنم والبقر ووحوش البر وطير السماء وسمك البحر، كل هذا خلقه الله وسلّمه إلى الإنسان حتى يتسلّط عليه باسمه. وبهذا الدور الكهنوتي " سلطان التقديس" يقوم الإنسان بإشراك الطبيعة في تمجيد الله وهو ما يصوره النبي في مزامير عديدة: السماء تذيع مجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه. والمعني المقصود من هذه الرسالة هو أنه إذا كان الله خلق كل شيء فلم يعد من وجود لآلهة في السماء ولا على الأرض ولا في المياه. فهذه دعوة لعبّادَها من الشعوب الوثنية إلى أن يخضعوا لله الواحد ويمجّدوه.ويتركوا الخلائق التي لا تصد ولا ترد ولها عيون ولا تبصر.... فالإنسان ابن آدم وخليقة الله الأولى
أعظم منها.