3 - بأفواه الأطفال والرضع أخرجت سبحاً أمام خصومك لتقضي على العدو والمنتقم:
vبأفواه الأطفال والرضع أخرجت سبحاً
وتقول ترجمة أخرى:"استخرجت أكملَ مديح لك" أو "أسّست مديحًا لك" "ثبَّتت قوّتك" وأخرى "أعددت لك حصناً". وكلها تعنى أعطيت برهانًا ساطعًا عن قدرتك. وحللت ألسنة الأطفال المتمتمة لتنشد مدائحك. والسؤال هنا هو كيف يستطيع الأطفال أن ينشدوا لله نشيدًا أفضل من نشيد الكبار؟. ألم يقل يسوع: "أخفيت هذه عن الحكماء وأظهرتها للأطفال"(مت 11: 25).
لكل ملك رجاله وأسلوبه وأدواته في فرض سلطانه وتسجيل أعماله وقدراته: فمن استخدام القوة والجيوش في الغزو والفتح، إلى استخدام البطش أو العدل في الحكم، إلى دعم الاستقرار والتشييد لتحقيق الرخاء والبناء إلخ... لكن أسلوب الله يختلف عن ذلك كله بل هو فريد: إنه لا يلجأ إلى الجبروت، ولا تلذ له قوة الخيل، ولا تطربه قرقعة المركبات الحربية وعجيجها ، ولا يسر بقوة سيقان الرجال وصلابتهم في القتال... إلخ
فطرق الله غير طرق البشر وأفكاره ليست كأفكارهم لذا فإعلان مجده يخالف كل أساليب البشر:
* مجده تنطقه أفوه الأطفال البسطاء الأنقياء، التي لا تعرف غشاً ولم تنطق بالكبرياء،
* مجده تقدمه ألسنة متلعثمة، غير محنكة، غارقة في البساطة والطهارة والصفاء والنقاء،
* مجده تعلنه أفواه الضعفاء المهمشين الذين يحتقرهم عالم القوة ولا يحسبهم في تعداده...
vأمام خصومك لتقضي على العدو والمنتقم
هذا هو جيش الرب الذي لا يقهر ولا يهزم، هؤلاء الضعفاء إذن هم جنود جيش الرب المجيد الذين سيقهر بهم الأعداء، إنه الجيش الذي سيسود وينتصر إنه جيش ذلك الطفل الرضيع الوديع الذي سيسحق رأس الحية ويقضي على لعدو والمنتقم (الشيطان).وتتحقق هذه النبوة في العهد الجديد ويستخدمها يسوع نفسه في دخوله أورشليم في احد الشعانين من أفواه الأطفال والرضّع هيّأتَ لك مديحًا" (مت 21: 16).وخلال حياته كلها على الأرض نرى الرب يسوع يؤكد على الطفولة الروحية كأسلوب أمثل في التعامل مع الله والاقتراب من الآب.وينتهي بأن يجعل من هذه البساطة البنوية شرطاً أساسياً للدخول إلى ملكوته " إن لم تعودوا وترجعوا مثل الأطفال الصغار فلن تدخلوا ملكوت السماوات"."