عرض مشاركة واحدة
قديم 24 - 04 - 2013, 07:51 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,412

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المزمور الرابع: صلاة المساء

كيف نعيش هذا المزمور في حياتنا كمسيحيين:
لا جدال على أن هذا المزمور هو أيضا تجسيد للطوبى التي يحياها المسيحي الحقيقي:
- حين أدعوك استجب لي:هي طلباتنا وطلبة الكنيسة " الهيتينيات" في كل صلاة في كل الطقوس في كل العبادات لكل الشعوب بكل اللغات...بل لا نبالغ أن نقول إننا نتجاوز كثيراً في الطلبات بدلا من الشكر وترك المساحة ليتمم الله إرادته في حياتنا.كذلك لنتعلم الثقة والصلاة الحقيقية ليست الصلاة كلمات تخرج الكلمات من أفواهنا بل لتكن صلاتنا الصامتة في قلبنا، وكما يقول القديس أغسطينوس: "لا تكون الصلاة صحيحة إلاّ حين تتكلّم النفس وحدها إلى الربّ". " إسألوا تعطوا طلبوا تجدوا" (مت 7:7).
- في الضيق وسعت لي: تردّد الكنيسة هذا المزمور صلاة واثقة منتظرة من الله أن يصنع فيها معجزاته. وقد انشده الملايين من الشهداء عبر التاريخ وهم يقدمون حياتهم على هذا الرجاء ويُنشده المؤمن عند المساء وقبل راحة النوم، فيستسلم بثقة إلى الرب متذكّرًا كلام القديس بولس: "وسلام الله الذي يفوق كل ادراك يحفظ عقولكم وقلوبكم في المسيح يسوع".(فيليبي 4: 7).
- إلى متى تجرحون كرامتي أنتم يا بني البشر: إنه تحقيق للطوبى التي منحها الرب يسوع لأتباعه "طوبى لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وقالوا عنكم كل كلمة سوء من أجلي كاذبين إفرحوا بهذا" (مت 5:11)
- إلى متى تحبون الباطل وتبتغون الكذب: العالم حولنا غارق في الفساد والشر والخطيئة والممارسات الفاسدة...ونحن ألا نلجأ إلى العرافين والسحرة حين تتعقد الأمور؟ إلا نعتقد في العفاريت والأرواح ونخشى عدم رضا الأسياد ونتفاءل ونتشاءم ونؤمن بالحظ والطالع؟ ألا نسلك كثيراً سلوك الأمم ونصدق الكذب بل ونسعى وراءه؟
- اعلموا أن الر ب قد اختارني:نحن أبناء الله المحبوبين"لستم انتم اخترتموني بل انا اخترتكم" "فنحن لم نحب الله بل هو الذي احبنا اولاً" وهو "الذي اصطفانا قبل إنشاء العالم" وأحبنا وبذل ذاته من أجلنا.
- لأني أنا تقيه:إذا كان النبيّ قد تحدّث بهذه الطريقة، فلم يفعل ليعرّفنا بتقواه ويتفاخر بدلاله على الله وقوة تأثيره، بل ليعلّمنا ما يجب أن نفعل إذا أردنا أن يستجيب الله لنا بسرعة ويمنحنا ما نطلبه في صلواتنا. فالملك النبيّ لم يقل: بعد أن دعوته ولكن حين دعوته استجاب لي، وهذا هو وعدُ الله بواسطة نبيّه لمن يدعوه: "ساعة تكون متكلّمًا، أقول هاءنذا" (أش 58: 9). فالذي يعطي صلاتنا قوّة الإقناع على قلب الله، ليست كثرة الكلمات، بل الضمير النقيّ وممارسة الأعمال الصالحة.
- "أفضتَ فرحًا في قلبي": يجب أن لا نطلب فرحنا في الخارج، لدى الذين ثقُل قلبهم فأحبّوا الباطل وطلبوا الكذب. وكما يقول القديس أغسطينوس: يجب أن نطلبه في الداخل، في عمق نفسنا المطبوعة بنور وجه الله.هو لم يكن يكلّمه في الخارج، بل في عمق قلبه، ففي هذا الخدر المغلَق يجب أن نصلّي.
- فيا رب يا إلهنا ارفع علينا نور وجهك:من الممكن القول بأن المرنم استُجيب من قبل الله، لأنه كان داودَ النبي أما أنا الصغير والقليل الأهميّة، فلا أستطيع أن أرجو شيئًا." الحق اقول لكم ليس في مواليد النساء أعظم من يوحنا، لكن الأصعر في ملكوت السموات اعظم منه" لا تخف أيها المسيحي أن تطلب كلا فالله لا يحابي الوجوه بل يتفحّص بدقة أعمال من يصلّي إليه وتوجهات قلبه. فإذا استطعت أن تقدّم أعمالك لكي تسند صلاتك، سوف تُستجاب دائمًا. ولكن، إن ناقضت أعمالك صلاتك، فلا تستطيع أن تجعل قلب الله يلين.
- يجب ان تكون لدينا هذه الثقة: بما أن الله يرغب في صداقتنا ويطلبها، فهو يعمل كل شيء لكي يوطد إيماننا ويلهمنا الثقة به. وحين يرانا نصلي بإيمان وحرارة وإلحاح " صلوا في كل حين ولا تملوا"،" اطلبوا تجدوا اقرعوا بفتح لكم" يتنازل لمستوى رغباتنا. هذا ما فعله تجاه الكنعانيّة التي قامت بمحاولات عديدة، فمنحها ما طلبته. وإن تظاهر أولاً وكأنه يريد أن يتأخّر... ولكنه لم يشأ أن يؤجل إلى يوم آخر النعمة التي طلبتها هذه المرأة. بل أراد أن يتوّج ثباتها بشكل ساطع ويجعل طلبتها حيّة وحميمة.
- لنستعدّ إذن للصلاة باعتناء وإلحاح إلى الله، ولنتعلّم كيف يجب أن نوجّه إليه طلبتنا.. يقول القديس يوحنا فم الذهب "يكفي أن تريد الله فأنت تعرفه معرفة تامّة وهكذا تستطيع أن تدافع عن قضيّتك كما تدافع عن قضيّة الآخرين".
- بالسلام اضطجع وأنام: إنه سلام الله وفرحه الذي يحيا فيه مختاريه والذي يفوق فرح أغنياء الأرض الذين لا يعرفون السعادة الحقيقية الكامنة في مخافة الرب، بل يتكلون على كثرة خيراتهم" يا نفسي كلى وتمتعي لديك خيرات كثيرة لأزمنة عديدة" لذلك يخاطبهم " اليوم تؤخذ نفسك منك أيها الجاهل فكل الذي أعددته لمن يكون"...
فليحفظنا من كل الشرور وإذا سمح بالتجارب فصرخنا " يا رب نجني" فليقم ويشرق بنوره علينا فيتبدد أعداؤنا ويرتدوا إلى الوراء. وليعطنا نعمة أن نعش في سلام الرب الذي يعلوا ويفوق كل فهم. آمــــــــــين
  رد مع اقتباس