كيف عاش الرب يسوع المسيح هذا المزمور؟
نستطيع القول أن المزمور ينطبق على حياة الرب يسوع، وقد فسّره آباء الكنيسة بطريقة مسيحانية فجعلوا كلماته تطابق حياة المسيح وكلامه وها نحن نرى شخص الرب يسوع:
- حين أدعوك استجب لي:مثل النبي نرى الرب يسوع واثق من استجابة الآب الفورية فهو يصلى أمام قبر لعاذر " أيها الآب أشكرك لأنك استجبت لي وانأ اعرف انك تستجيب لي في كل حين ولكني أقول هذا من اجل هؤلاء الناس حولى، حتى يؤمنوا انك أرسلتني " ( يوحنا 11 : 41-43)
- في الضيق وسعت لي: لا شكّ في أن المسيح صلّى هذا المزمور مرارًا ليعبّر به عن ثقته بالآب في كل ما لاقاه حلال حياته على الأرض من آلتم ومتاعب وحتى في ساعات الألم والموت.
- إلى متى تجرحون كرامتي أنتم يا بني البشر:" إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله" ألم يجرح يسوع في بيت أحباءه؟ الم تمتهن كرامته ويهان ويبصق على وجهه ويجلد ويسخر منه ويعلق على الصليب ملعوناً من إخوته البشر الذين أحبهم إلى المنتهى؟
- إلى متى تحبون الباطل وتبتغون الكذب: ألم يتحقق هذا في حياة الرب يسوع " النور جاء إلى الظلمة والظلمة لم تدركه" ألم يصرخ الشعب "أطلق لنا براباس" لأنهم أحبوا مجد العالم الباطل ورفضوا المجد الذي من الله.
- اعلموا أن الر ب قد اختارني:هذاالذي قدسه الله وأرسله إلى العالم الذي قال عنه " هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا" هو الذي رفضوه وقتلوه معلقين إياه على خشبة"
- لأني أنا تقيه: " انأ لا أعمل شيئا من عندي بل ما أعطاني الأب إياه أفعل أنا لا اقول شيئاً من ذاتي بل كما علمني الأب كذلك أقول" ، "لتكن مشيئتك لا مشيئتي "،"هذا هو حمل الله الحامل خطيئة العالم". أليس هذا هو المسيح!
- تكلموا في أعماق قلوبكم:كانت صلاة يسوع وكلماته من عمق القلب بها يخاطب الأب وهكذا علمنا
- كونوا صامتين :ظل يسوعصامتاً كشاة تساق إلى الذبح وكحمل صامت أمام جازيه ظلم ولم يفتح فاه
- قدموا الذبائح :وقدم نفسه ذبيحة حقيقية حية زكية مقبولة لدى الأب كحمل لا عيب فيه
- وعلى الرب توكلوا: كانت حياته منذ ميلاده إلى يوم صلبه وقيامته وصعوده سلسلة من الاتكال المستمر والاعتماد الكامل على الله وحده " الحق أقول لكم ستتركونني وحدي ولن أكون وحدي لأن أبي يكون معي" لقد اتكل على الرب فلينجه".
- "من يرينا الخيرات":هو جاء ليرينا الخيرات ويشبعنا بفيض بره " جال يصنع خيراً ويشفي كل سقم" وعندما رأى الجموع "تحنن عليها لأنها كانت كخراف لا راع لها" وأعطاهم الخبز ليأكلوا وعندما رآهم يبحثون عنه من جديد "قال لهم: الحق أقول لكم أنكم لا تبحثون عني لأجل كلمة الله بل لأنكم أكلتم المن في البرية وشبعتم" لأنهم حين شبعوا خبزاً عادوا بالذاكرة إلى الزمن القديم حيث كان الرب يقوتهم في البرية، لكن الرب يسوع يريدهم إن يغيروا أساليبهم القديمة التي طالما قادتهم إلى التذمر والعصيان فيقول "إعملوا لا للطعام الفاني بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم إياه ابن البشر".
- فيا رب يا إلهنا ارفع علينا نور وجهك:ألم يشرق وينير بوجهه علينا حين كلمنا أخيرا بابنه الوحيد صورة الله وضياء مجده وصارت ثيابه بيضاء لامعة...كنور حقيقي أشرقت للضالين وغير العارفين. النور أضاء في الظلمة وقسم التاريخ إلى قسمين ما قبل ميلاده وما بعده.
- بعثت فرحاً في قلبي :إني أفرح من أجلكم وفرح المسيح يفوق كل إدراك والإنجيل يقول افرحوا في كل حين وأقول أيضاً افرحوا .
- في سلام أضطجع وأنام :رقد المسيح بسلام ونام في القبر وانتظر جواب الآب له عبر النور والفرح .
- لأنك وحدك أضجعتني على الرجاء: ونحن نقرأ هذا المزمور في نهاية البصخة يوم الجمعة العظيمة عند طقوس الدفن واثقين مع الراقد والمرنم والكنيسة وكلنا رجاء بالقيامة والخلاص والعبور من الموت إلى الحياة، إلى الفصح...